أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - في المشهد الراهن براجماتية السياسة ولا مشروعية القوة ..!















المزيد.....

في المشهد الراهن براجماتية السياسة ولا مشروعية القوة ..!


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 02:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


عبر مسار التاريخ القديم والحديث كانت القوة حاضرة في أدوات الصراع بين الدول بل وداخل الدولة الواحدة ضمن مجموعات سياسية ومجتمعية .. ومع الثورة الصناعية ومنتجاتها من التطور التكنولوجي خاصة في مجال الأسلحة زادت القوة من حضورها في اجندة الدول والجماعات وحتى المليشيات ..
في هذا السياق لانجد تباين بين السياسة والقوة بل هما وجهان لعملة واحدة ..فالسياسة لأي دولة تكون حاضرة وفاعلة استنادا الى قوة تسندها ..ومع مختلف مراحل تطور النظام الدولي كانت القوة ولاتزال احد اهم الأدوات وأليات تفعيل الوحدات السياسية ضمن منظومة العلاقات الدولية بل كانت الحروب أداة لصياغة نمط من العلاقات الدولية ومعه تتعددة الدول والقوى التي تتميز بتطور نوعي في مجالات الدفاع والأسلحة ..
في مرحلة سابقة أجاب نابليون على سؤال الى جانب من يقف الله في المعاركم فقال الى جانب من يمتلك مدفعا كبيرا وقويا .. معنى ذلك انه مع التطورات التكنولوجية اصبح الانسان يستخدم هذه الأخيرة في السيطرة على الطبيعة وعلى الانسان نفسه وهنا تزايدت الاطماع والنزوات الفردية من خلال استعمال القوة في تسوية المنازعات او السباق على الموارد الطبيعية حيث تمكنت الدول الاستعمارية من السيطرة على ملايين البشر في مختلف المستعمرات وفقا لمصادر القوة التي كانت تتميز بها وتمتلكها ..
من المؤكد ان السياسة في جوهرها تقوم على القوة او التهديد باستعمالها لكن ما يجعلها فاعلة اكثر السياسة التي تعتمد الرؤى الاستراتيجية بعيدة المدى وفق محددات التخطيط والتنظيم والتمكين .. واذا كانت القوة تحقق أهدافا قد لاتتحقق بالسياسية فكلاهما معا يكونان فاعلان في تحقيق اهداف متعددة ويحققان التميز للدول في فضاء العلاقات الدولية .
وهذه الأخيرة عبر مراحل تطور النظام الدولي منذ معاهدة وستفاليا منتصف القرن السابع عشر وحتى مابعد انهيار القطبية الثنائية تظهر تعدد في القوى الدولية وفاعلية اكبر للدول ذات التطور التكنولوجي والعسكري .. هنا تكون سياسة القوة مظهرا رئيسيا في العلاقات الدولية وهنا أيضا يكون سلاح الردع العسكري (تطور الأسلحة نوعيا –الأسلحة النووية ) وتكون الحروب الاستباقية او يكون التهديد باستخدام القوة - جميعها مظاهر لنزق سياسي يتجه الى القوة لتحقيق اهداف لم تستطع الدبلوماسية تحقيقها وبالقوة يكون الخروج عن القواعد والاتفاقات الدولية ..
وتزداد القوة حضورا وخطورة في تهديدها مع الأسلحة النووية ومع الذكاء الاصطناعي الذي اصبح جزء فاعلا في المعارك واستخدام القوة ..
وما تتميز به الدول الأقوى عسكريا وتكنولوجيا يمنحها مميزات في الهيمنة والتاثير في صناعة القرارات ذات التاثير في السلم والامن العالمي .. ومعها أيضا تزداد الفوارق بين المجتمعات والدول في مسار القوة والتطور وينقسم العالم الى مراتب متعددة وفقا لهذه المؤشرات .
في هذا السياق تحاول الدول من العالم الثالث التماهي مع الدول المتطور من خلال شراء أسلحة متعددة ومتنوعة وتعزيز ترسانتها العسكرية غالبا توجه نحو الداخل ونحو الصراعات الحدودية وتأخذ جزءا كبيرا من الموازنة المالية والناتح المحلي الإجمالي بل والدخل القومي .ويكون ذلك على حساب برامج التنمية والبنى التحتية والانفاق على التعليم وعلى حساب الاستقرار السياسي أيضا وهو امر يمكن ملاحظته في دول عدة عربيا وإقليميا .
الجدير بالذكر انه مع اختلال العلاقات الدولية منذ العام 90 تلعب أمريكا أدوار مناهضة للنظام الدولي وميثاق الأمم المتحدة من خلال دعمها اللامحدود وغير المبرر للعدوان الاسرائلي تجاه المدنيين في غزة وعموم الأراضي الفلسطينية ولأنها احتكرت دور الوسيط في هذه القضية من العام 90 الا انها لم تكن يوما واحدا وسيطا محايدا او ينظر بعقلانية لأزمة وقضية تجاوز عمرها اكثر من نصف قرن . هنا يتساءل بعض المثقفين والسياسيين الأمريكيين لماذا يكرههم العالم ..؟ مع ان الإجابة بسيطة وواضحة تتجلى في سياساتهم التي لاتحترم ميثاق الأمم المتحدة ولا تحترم الانسان ذاته بل تدعم كل القوى التي تمارس عدوانها على الانسان في اكثر من مكان على هذا الكوكب .
القوة تعبير عن العودة الى غريزة حيوانية تقلل من مكانة الانسان وقيمته التي حصل عليها باستخدام عقله نحو المدنية والحضارة .. لكن ارتداده نحو الهمجية يكون باستخدام القوة اكان من نظام تجاه شعبه ومعارضيه او عصابات ومليشيات او دولة ضد شعب احتلت أراضيه او تكتل دولي يشن حربا على دول نامية محدودة التطور .
الجدير بالذكر انه على دول العالم الثالث والدول العربية جزء من هذا العالم ان يبحثوا لانفسهم عن تجمع اقتصادي سياسي مواز لحلف الناتو حتى يتحقق التوازن في العلاقات الدولية.. وان يعملوا لدعم تعدد الأقطاب أيضا لنفس الهدف ..من هنا على الدول العربية ان تنسج علاقات ومصالح كبيرة مع الصين وروسيا والهند وان تربط ذلك بمواقف سياسية تعزز تعدد الأقطاب وتوازن المواقف في المسارات السياسية الدولية ومنها مواقف تجاه القضايا الوطنية والقومية ومنها القضية الفلسطينية ..
وبنظرة ثاقبة للجغرافيا السياسية للمنطقة العربية تستطيع هذه الدول ان تسخدم جغرافيتها من المنظور السياسي والاستراتيجي لتحقيق مصالح اقتصادية وامنية كبيرة وان تعزز دورها على المستوى الدولي شرط وجود موقف رسمي متقارب ومتكامل في أهدافه العامة على الأقل ، وهو شرط قد لايتحقق لان غالبية الدول العربية او جميعها لاتتفق على موقف واضح ومحدد تجاه كثير من المشاهد السياسية .. وجميعها تتصف بان نظم الإدارة فيها عطلت من فاعلية الجغرافيا السياسية لبلدانها ونفس الامر دول العالم الثالث التي تتبنى رؤى تبتعد على المنظور الأمريكي .
المشهد السياسي والميداني في غزة أكد للمرة الالف نزق الإدارة الامريكية – ومعها الحكومات الغربية - في تبرير العدوان الإسرائيلي ووصفه بالعمل المشروع لان الحاضنة العربية للمقاومة الفلسطينية ضعيفة وحتى الدول الأخرى إسلامية او عالمثالثية ... الصراع في عالم اليوم يعتمد على محددات القوة التكنولوجية والعسكرية والاقتصادية ومعه تطور في الإدارة والتخطيط وسياق مجتمعي واقليمي داعم ومؤيد .. ومع ضعف الموقف الرسمي عربيا وإقليميا تستطيع هذه الدول -على الأقل - عبر المنظمة الأممية ومجلس الامن ومعهما روسيا والصين ان تحصل على توافق باصدار قرار وقف اطلاق النار والتحول الى الفعل السياسي والدبلوماسي ..
العرب منذ اكثر من نصف قرن يمارسون السياسية دون منظور استراتيجي ولا اهتمام بمفاعيل الجغرافيا السياسية لذلك يفتقدون كثير من أوراق اللعبة السياسة ومع اعتمادهم نهج براجماتي الا انه لا يخضع لمرجعية توجهه وتحدد أهدافه المتوسطة والبعيدة .



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن الوقت للاعتراف الدولي بالحق الفلسطيني ..!
- مقاربات في المشهد السياسي لأزمات المنطقة
- ما بعد السابع من أكتوبر ومشروع اعادة الهيكلة للقطاع
- لماذا الدهشة من الموقف الامريكي تجاه غزة
- تفجير الدولة من الداخل
- انزلاق نحو الحافة او الحرب العالمية الثالثة
- البراجماتية بدلالاتها النافية للموقف الأخلاقي
- النافذة المكسورة وازمات الدولة العربية المعاصرة
- ملاحظة في متغيرات المشهد السياسي اليمني
- قراءة أولية موجزة لاعلان الهدنة في اليمن
- في معنى و دلالات المشهد الراهن في اوكرانيا
- أمريكا تدفع اوروبا وروسيا نحو حافة الهاوية
- في امريكا واوربا العودة الى الادوار الاجتماعية للدولة
- عن القضية الفلسطينية -2-
- ايران و السعودية .. حوارات سياسية ام صفقات سياسية
- مناورات ايران مع امريكا والسعودية
- الاتجاه شرقا ...-مقدمة قصيرة -
- مسار متجدد لحرب باردة لم تنتهي
- السعودية في عين العاصفة الامريكية -2-
- نحو صناعة ايدولوجيا حداثية


المزيد.....




- تصريحات سابقة لمحمد بن سلمان تثير تفاعلا بعد إعلان تفاصيل قض ...
- مراسلة RT نقلا عن مصادر في الجيش السوري: سماع دوي ضربات مدفع ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 10 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي عن ...
- الحوثيون: لدينا مليون مقاتل جاهزون
- الجيش الروسي يتقدم.. وواشنطن تشكك بفعالية الدعم لأوكرانيا
- نتنياهو: لن نرضخ لمطالب حماس
- مراسلة RT نقلا عن مصادر في الجيش السوري: سماع دوي ضربات مدفع ...
- صادق خان يحتفظ بمنصب عمدة لندن
- الباحث المصري وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة ...
- اعتصام طلابي في جامعة أدنبرة يطالب بقطع كامل للعلاقات مع إسر ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - في المشهد الراهن براجماتية السياسة ولا مشروعية القوة ..!