أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دماء على مائدة كورونا.. سوري يخرج في فترة الحجر الصحي في «أضنا التركية» فيتلقى رصاصة في القلب.. وإفطار من دم كردي














المزيد.....

دماء على مائدة كورونا.. سوري يخرج في فترة الحجر الصحي في «أضنا التركية» فيتلقى رصاصة في القلب.. وإفطار من دم كردي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


أعنى، عادة، بعناوين المقالات، إن كان لدي فائض من مزاج، وأوفق بذلك - كما أزعم- بيد أنني أحياناً، أكتب بتوتر، كما يحدث لي، أمام أي جريمة إرهابية، كما يحدث لي هنا، ترتكب بحق أبرياء، إذ أحتاج، عادة، وقتاً، أو أستعين بزملاء لي، سواء أكان ذلك في منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف، أو في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا "، كي يكتبوا بياناً، إلى أن أهدأ، وهو ذاته – أي التوتر- ما يجري لي وأنا أريد كتابة حتى منشور فيسبوكي، إذ أرى أن الكلمة لا تفي، ولابد من أن أخرج على الحبر. أخرج من الكيبورد، وشاشة الكمبيوتر، لأصرخ، قائلاً: أيها المجرمون كفوا عن القتل!


صباح اليوم، وصلني مقطع فيديو فيه شاب سوري اسمه " علي العساني" ملقى أرضاً، وهو ينزف، ومتبول على بنطاله، وقيل: أنه أصيب برصاصة في قلبه من مسدس، أو رشاش دورية من الجندرمة الأتراك في أضنا، والسبب أن ذلك الشاب- وهو دون العشرين من عمره- خرج إلى الشارع في فترة الحجر الصحي، ربماً باحثاً عن طعام الإفطار أو السحور أو الماء، أو الدواء، وباعتباره قادماً من بلد الحرب، فقد ارتبك، وحاول الفرار، وهو يرتعش، ليتبول على نفسه، أمام منظر من أشهر السلاح في وجهه، كي يطلق عليه عناصر الجندرمة الرصاص، ويصاب في قلبه. في قلبه، ولذلك دلالاته، وليلتم حوله عدد من المسعفين، المارة، أتراكاٍ وسوريين، وهم مكممون، هلعون، مذعورون!
إنه منظر آلمني في ضميري، وقلت في نفسي: ماذا يمكننا أن نفعل إزاء هكذا عقل مجرم يواجه من يرتكب مخالفة جزاؤها مالي، أو بالتوقيف والحبس إلى حين، أو حتى التخويف بالرصاص المطاطي، لا بالرصاص الحي الخارق، فإن ثمة ثقافة ما- إذاً- وراء هذا العقل، بل ثمة موقف لئيم، لا إنساني، من لدن المجرمين القتلة. تصورت أمه. أباه. أخوته. أخواته، إن كانت الحرب قد أبقت أحداً منهم، تصورت حالة الرعب التي سيخلفها مقتل هذا السوري الناجي من الحرب في نفوس أهله السوريين هناك، وهم مطالبون بالسكوت والتصفيق للقاتل، ولمن وراءه، لطالما أن من هو وراء لجوئهم إلى هذا المكان طاغية سوري، وقتلة لانهاية لهم. كل منهم قتل الآخر باسم الوطن. باسم الثورة، بينما كان جميعهم كذابين على الثورة!
وبينما كنت أفكر:
ما الذي أكتبه عن هذا الشاب، في الوقت الذي يقال: إن كورونا أوقفت الحرب. إن الحرب خجلت من كورونا. الدم خجل من كورونا- وإن على نحو جزئي- إلا أن هناك قاتلاً يرطن بلغة أخرى يقتل لاجئاً إلى بلاده، ليس لديه ما يدفعه مقابل مخالفة - الجندرمة- فيثأر منه هذا الأخير قائلاً: لا شيء يدرُّ على خزينة بلدنا إلا دم قلبك، بعد أن سرق العالم باسم السوريين، وعدنا إلى دورة الحياة، بفضلكم، بل بعد أن سرقنا مصانع بلدكم، ودماءه، وسخرنا من اضطر تحت وطأة الجوع ليكون مرتزقاً، فنقوده إلى القتل، ليس ضمن حدود سوريا وحدها، فحسب، بل ليصل إلى عمق ليبيا، مستغلين حاجته، وسقوطه تحت وطأة مقتضى الحال، بعد أن جوع السلطان نمر فاقته في- عامه العاشر- وهومابات يعرفه جميعهم.
أجل، بينما كنت أفكر على هذا النحو، تواردت الأنباء:
ثمة تفجيران في عفرين، أيضاً. أجل. تفجيران إرهابيان بعد خنق سيدة ثمانينية، من قبل عناصر فصيل مرتزق تابع للمحتل التركي، لسرقة مالها، وأسر بعض أبنائها بتهمة أنهم قتلوا أمهم، وبعد مقتل رجل سبعيني انتفض لكرامته فقال للمرتزقة السوريين من الفصيل المجرم المحتل في عفرين: كفى أيها الوحوش!
مؤشر الدم يقارب المئتين* بين جريح وضحية: أطفالاً وكباراً رجالاً ونساء، إذ ليس من مسؤول هنا إلا: سلطان الدم، ونظامه، والمرتزق السوري بائع الكرامة الذي نسي أهله تحت نيران جيش الطاغية الأسد، وراح يقتل الكردي، ويخطفه، ويعتدي على كرامته، ويقطع أشجاره، ويسكن داره
يا للعار، دم وقتل، قبيل الإفطار، في هذا الثلاثاء الأول من رمضان، وكأن ما قاله محمود درويش عن الدم الكردي في اكتمال وليمة المجرمين، باختلاف لغاتهم، لما تزل قائمة!
ما فعله الغازي التركي في أضنا. في عفرين، وقبل ذلك في سري كانيي وكري سبي بل وفي أدلب والغوطة إلخ بحق السوري، ولاسيما الكردي، المستهدف الأول من سموم لؤمه لم يفعله وباء كورونا..!
إن قتلة من هذا النوع لهم-أشد كارثية وجائحية- من كورونا. غداً، سيتم الانتصار على كورونا، كما كل الفيروسات التي سرعان ما تنهزم، لكن إرهاباً كإرهاب هؤلاء القتلة بات يستفحل عقداً بعد عقد، وقرناً بعد قرن، من دون أن تقول قوى الخير في العالم التي لما يعد لها من أثر: كفى..!
*يقال: إن عدد ضحايا التفجيرين قد بلغ حوالي أربعين شخصاً حتى هذا الحبر



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا كانوا يدفنون ضحايا الجائحة!
- جهاز التنفس
- احتفالية النصر في الحرب الكونية الجديدة قاعة وأضواء ومعدات ب ...
- أجراس!
- قف، لاتصافحني! -نصوص ميكروسكوبية.....-
- استشرافية التفاؤل: في مواجهة شبح كوني
- لاتؤجل- كورونوية -اليوم إلى الغد!
- اعترافات أولى عن التقاطي للفيروس
- كورونا يدخل بيتنا
- في حظره الناقص كورونا يعلن هزيمته
- الكردي في خيانات موصوفة.. مقاربات خارج التشخيص -رؤى-
- العودة إلى العائلة في كانتونات الواتس آب2020
- حفيد المدعو سارس يعيدنا إلى الكتاب الورقي!
- تراجيديا مصطفى سليمي وكشف اللِّثام عن قبائح وجوه اللئام..! ( ...
- -كورشمات-الاستبداد حالة إسارات الكويئن اللامرئي
- إبراهيم محمود.. تحية وإشارة وأسئلة أولى
- مصطفى سليمي يكتب روايته ويمثل دوره في فيلم طويل ومؤثر
- عن أمسيتي في أووهان!
- منيار بونجق.. أنموذج من شبابنا المضحي!
- من اخترق سورالصين العظيم؟:ماساة وينليانغ...


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دماء على مائدة كورونا.. سوري يخرج في فترة الحجر الصحي في «أضنا التركية» فيتلقى رصاصة في القلب.. وإفطار من دم كردي