أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - طلب زواج بالحافلة














المزيد.....

طلب زواج بالحافلة


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 5934 - 2018 / 7 / 15 - 20:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



معظم العلاقات لم يعد الهدف الاصيل منها الخير وانما تحقيق المصالح. وبالرغم من الحاجة للمساعدة والعون فأنه لم يعد هناك من يسند احد او لديه الرغبة بذلك.
ما زالت الاسباب غير معروفة او مبررة في داخلي وانا استمع لمن اخذ يصرّح لمرافقة يعرفها للتو في حافلة لنقل الركاب من محطة الى اخرى بحديث خاص يتعلق بعائلته وحياته. لكأنه يستلهم من انصاتها له بابا لضوء النهار الذي يحتاجه. بيدا انه كان يبحث عن الحياة في غير مكانها الحقيقي تماما مثلما يفعل معظمنا حين يربط حياته بأمور يراها مشرقة وهي في الحقيقة تخفي عتمتها بألوان زيتية لامعة. تقول: كان يرجو من هذا الحديث التخلص من الحيرة والتشويش الذي وقع به نتيجة لخلافاته العائلية المستمرة او لأنه كان يبحث عن حلولا بصوت مرتفع مع طرف اخر يمتلك صفة الحيادية. لم يفطن الى انه كان يسبب لي الحرج! وهو يضعني في دور مسرحي كبير في مسرح الحياة الحقيقة من غير ان يدرك اذا كنت قادرة على القيام بمثل ذلك الدور او لدي الرغبة بقبول ما كان يرجوه مني. كثير من المرات شعرت بأنه يحتاج ان يضع اسمي على رأس جملة او في عبارة مهمة كنوع من خصوصية الحوار بيننا وهو يغوص باعماق نفسه باحثا عن سبب المشكلة التي جعلته يتلعثم مثل مراهق لم يعرف الحياة بعد. ما زلت اشكك بالاسباب التي دعت انسان يشبهه للحديث بكل هذه البساطة لمرافقة عابرة لا يعرف اسمها الا يملك الحجة والحكمة لايجاد حلول لمشاكله التي قد تواجهه في حياته وقد بدأ الصبر ينفذ مني فيما صبره لم ينفذ وهو مازال يشق مسافة الرحلة بحكاياه. كان يستخدم اسلوبا لا يخلو من التعبير وهو يقص القصص عن تفاصيل دقيقة تتعلق بعلاقته بزوجته وابنائه لدرجة انني كنت استمع باصغاء تام لفعل الدهشة الذي كان يصيبني مما وصفه من تفاصيل دقيقة كان يمكن ان يتجاوزها ويتحدث بامور عامة لكسر ملل الطريق. كان من النوع الذي يهتم بربط الحكاية بجذورها وقد لفتني من خلال حديثه الخاص حكايته عن حفلة الشواء التي اقامها لاسرته بهدف اصلاح ذات البين ولم الشمل بين ابنائه وزوجته، ولكن ولطالما جاءت لكن بخبر غير سار انتهى ذلك الاجتماع العائلي بالصراخ والشتائم والتهديد بالطلاق والزواج من اخرى على مسمع من الابناء. والسبب ان العصبية القبلية ما زالت تتملك منا وما يزال مبكرا علينا ان نلجأ الى اساليب متحضرة بهدف المحاكاة والتقليد لاقامة مثل هذه الاجتماعات العائلية التي تسمح لنا باستيعاب الاخر واحترام حقه بالتعبير بحرية عن مشاعرة دون ان يكون تحت وطأة العقاب الذي سيناله.
قد لا نتفهم موقف تلك الزوجة التي ذهبت بعيدا وحلمت بأن هذه الحفلة كانت سببا لاشاعة الدفء العائلي الذي لم يكن يوما! حين اخبرت الزوج بكل بساطة وصراحة عن قسوته معها طوال سنوات زواجهما، لم يتحمل صراحتها تلك وكأنه كان بانتظار ذلك التصريح لينقض مزمجرا ومهددا بالطلاق دون ان يعرف لماذا قالت ما قالته. لم يتورع رفيق رحلة الحافلة والناشط بالاعمال التطوعية عن توضيح اسباب سفره لمرافقته بالحافلة عن نيته من هذه الرحلة والتي تأتي من اجل اتمام عقد الزواج من قريبته المطلقة دون ان يخبر زوجته وابنائه! والتي ابدت استعدادها لقبول عرضه بالزواج على الهاتف، كما انه لم يخفي لمرافقته فرحته بتوفير نفقات حفل الزفاف لان العروس مطلقة.
لا تدري تلك المرافقة والتي شاركت ذلك العابر مقعد الحافلة على غير موعد او معرفة عن ذنبها بسماع مثل هذه التفاصيل الصغيرة عن شؤون عائلية خاصة ولماذا خاضت معه مثل هذا الحديث انصاتا. لم تستغرب موقفه حين اخبرها انه على استعداد لالغاء وعد الزواج من قريبته اذا وافقت هي على طلبه بالزواج.
تلك الحالة قد تبدو خاصة لكنها في حقيقة الامر هي تجسيد لحالات متعددة في مجتمعنا والذي تتم فيه عقود الزواج بنفس السرعة التي تتم فيها عقود الطلاق.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش في الدراما الرمضانية
- العمى!!
- نعومة الجلاد!!
- قطعة قماش!!
- انتهى وقت التحرش!!
- زوجها الثاني!!
- ايقونة فلسطين عهد التميمي!!
- ابراهيم ابو ثريا شهيدا
- كيف تعيشين مع زوجك من غير متاعب؟!
- المعطف!!
- الخرافة ورؤية الطالع!
- هامش من المرأة
- كوتا للرجال!!
- النصر للأسرى الفلسطينيين
- علامات الساعة الكبرى!!
- لماذا لا نتعلم كيف نخدع انفسنا ؟!
- نبض الحب
- كفى حرب
- الطلاق والمرأة الاخرى !!
- الزوجة والمرأة الاخرى!


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبله عبدالرحمن - طلب زواج بالحافلة