أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - اقليم كوردستان والبديل الذي لا يلوح في الافق















المزيد.....

اقليم كوردستان والبديل الذي لا يلوح في الافق


جوان ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 20 - 04:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




عكست الاحداث والتطورات الدراماتيكية الاخيرة في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها هشاشة سياسية وعسكرية منقطعة النظير لدى القيادة السياسية في كوردستان العراق. الاختلال والاعتلال الوظيفي السياسي عند قادة جنوب كوردستان موغل في القدم ويتجسد في مظاهر غير صحية ابرزها الحكم على اساس المحاصصة والتوافقات الحزبية بين الحزبين الحاكمين ورجاله النافذين الذين يحكمون كرجال سلطة لا دولة. ويتجلى ذلك في الاستحواذ على منابع النفط والثروة وايرادات المعابر والتجارة والاستثمار وعدم خضوع هذه المرافق الحيوية للوزارات المعنية المفترضة التي كانت وما تزال حبرا على ورق في مسيرة بناء المؤسسات الواهمة الواهية. منذ سنة 1991 والى يومنا هذا، هناك على ارض الواقع ادارتين في كردستان العراق، وعمليا ووفق المعطيات لم تُبنى اية مؤسسة في سياق بناء صرح الدولة الموعودة الواهمة.
ما زال الحزبين الرئيسيين يحكمان كوردستان وفق عقلية ما قبل 1991 او 2003 . لا وجود للمؤسسات الفعلية، لا وجود للقضاء العادل النزيه والمستقل، لا اثر للقانون الا على مقاسات الحزبين الحاكمين في هولير والسليمانية والمتنفذين فيهما. بعد 26 عاما من الحماية الدولية التي اتاحت الفرصة للاكراد في اقليم كوردستان على حكم انفسهم بأنفسهم وبعد 14 عاما من الاقرار بفيدرالية الاقليم في الدستور العراقي، ينبري رئيس اقليم كوردستان (المنتهية ولايته) منذ سنتين شارحا اسباب الانتكاسات العسكرية الاخيرة في كركوك بالقول: "هناك فصائل عسكرية تابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني اخلت مواقعها في كركوك بناء على قرارات وتصرفات فردية". بعد زهاء ثلاثة عقود تقريبا من حكم الاكراد انفسهم بأنفسهم والادعاء بوجود مؤسسات ومفاصل ما يشبه الدولة، ما زال رئيس الاقليم يتحدث وفق منطق سحيق مهترئ يعود الى ستينات القرن المنصرم. السؤال الذي يجب ان يطرحه كل كوردستاني هو: لماذا لم يعمد رئيس الاقليم ومن معه منذ حوالي ثلاثة عقود والى يومنا هذا الى بناء جيش موحد للاقليم يكون ولاءه للوطن والشعب بدلا من القائد والحزب والعشيرة؟ اما ما تسمى بوزارة البيشمركة فما هي الا حبر على ورق وتمادي في استغباء واستحمار الشعب البائس والجاهل سياسيا.
فشلت قيادة اقليم كوردستان في معظم سياساتها الاقتصادية والخدمية وبناء المرافق والبنية التحتية. لم تستطع الحكومة الحالية منذ اكثر من عشر سنوات حل مشكلة مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء في الاقليم عموما وفي العاصمة اربيل على وجه الخصوص. ربما الشيء الوحيد الذي يحسب لحكومات الاقليم المتعاقبة هو النجاح في جلب بعض الاستثمارات التي ذهبت جل ارباحها للمستثمرين والفاسدين المتنفذين في قيادة وحكومة الاقليم، واما بخصوص عدم دفع رواتب الموظفين والبشمركة منذ وقت بعيد فسببه عدم دفع بغداد حصة الاقليم من الموازنة حسب رواية الاقليم الرسمية. اما اين ذهبت ايرادات النفط الكوردستاني منذ 2014 فلا احد يعلم سوى الذين باعوها او ربما لو نطقت بنوك اوربا وامريكا عندها فقط قد سيُعرف السبب ويُبطل العجب. ابنية مؤسسات الاقليم جميلة وزاهية، الا انها خاوية وبلا روح. العقار الخاص بالبرلمان الكوردستاني آخاذ، الا ان داخله غير فعال وغير مؤثر وفعليا لا قيمة له والدليل انه عندما انتقد رئيس البرلمان يوسف محمد رئيس الاقليم وحزبه وعائلته، بادر الاخير الى اغلاق البرلمان ومنع رئيسه من دخول العاصمة لممارسة مهامه.
اما قصة الاستفتاء فتلك حكاية اخرى. سابق رئيس الاقليم -المنتهية ولايته- الزمن قبيل الاستفتاء. عمد الى استقطاب وتجييش الشارع الكوردستاني وذلك باستخدام خطاب (قومجي) منقرض الا في الشرق الاوسط المستباح مستغلا شعبيته وجهل وسذاجة معظم الجمهور الكوردي من خلال العزف على وتر الدولة الحلم الذي يراود مخيلة كل كوردي. كما عمد الى التلويح بالعصا والجزرة الى الخصوم التقليديين مستخدما سلطاته وسطوته في احداث انشقاقات غير معلنة في الاتحاد الوطني الكوردستاني ومن ضمن ذلك شراء ذمم بعض قادته الذين تحالفوا مع رئيس الاقليم وحزبه في مسألة الاستفتاء. كما بادر الى تفعيل البرلمان المعطل من قبله منذ اكثر من سنتين ليلتئم حول مشروعية الاستفتاء!. الافتقار الى الحنكة والنضوج السياسي كان بادياً في طريقة واسلوب اتخاذ قرار اجراء الاستفتاء الذي اثبتت الاحداث اللاحقة خطأه الزمني والطريقة التي أُجريت وفقها، حيث لم يتم تهيئة الارضية المناسبة لاجراءه على الاصعدة الكوردستانية والعراقية والاقليمية والدولية. وهكذا بدلا من ان تؤدي نتائج ذلك الاستفتاء الى تجاوز الفيدرالية ووضعها خلفنا والمطالبة بالكونفدرالية او الدولة المستقلة، أدت الى القلق من ضياع الفيدرالية الحالية نفسها. يقول جورج واشنطن " اذا انعدمت الرؤية، انعدم الامل". الجميع تقريبا عبر عن امتعاضه وعدم موافقته على اجراء الاستفتاء بمن فيهم بعض الكوردستانيين مرورا بالداخل العراقي وصولا الى الحلفاء التقليديين مثل امريكا والاتحاد الاوربي، لكن رئيس الاقليم أصر ان يقامر بكوردستان وقاطنيه بسبب عناده المعهود واملا منه ان يصبح رئيس دولة كوردستان قبل اعتزاله العمل السياسي. لخص رئيس الاقليم ردة فعله ازاء الرفض العراقي والاقليمي والدولي بجملته المشهورة والتي لا تمت كثيرا الى عالم السياسة " سنجري الاستفتاء وليحصل ما يحصل". خالف رئيس الاقليم من خلال اصراره على موقفه كل القواعد والاعراف السياسية المتعارف عليها في عالم السياسة والدبلوماسية وخاصة ما ذهب اليه فون بسمارك عندما قال بأن "السياسة هي فن الممكن، الشيء الذي يمكن تحقيقه، فن الافضل المقبل".
لا يبدو في الافق مكان لتطبيق كل او جزء ما قيل وطرح من قبل المعارضين في كوردستان ازاء سياسات رئيسه وحكومته ومحاربة الفساد المالي والاداري المستشري في مؤسساته الشكلية الحزبية الفوقية والتحتية. والرئيس لن يستقيل لاننا لا نعيش في دول ومجتمعات متحضرة, ولانه اذا استقال فقد تقوم الدنيا ولا تقعد او قد تحدث حرب اهلية جراء استقالته، لانه لا بديل له وهو رجل المرحلة، وان قدم استقالته سيخرج ملايين الناس الى الشوارع لمطالبته بالعدول عنها كما حصل مع عبدالناصر ابان نكسة حزيران 1956 وكما حصل وسيحصل مع كل الحكام المستبدين. وتشير اغلب التوقعات الى ان القيادة الحالية في الاقليم ستعاود العمل السياسي وفق الاطر القديمة التي تشربت منها وادمنت عليها وستعاونها في ذلك حكومة بغداد نفسها لانه في النهاية هما وجهان لعملة واحدة والقواسم المشتركة بينهما اكثر بكثير من الاختلافات التي في اغلبها شكلية وظاهرية.
كل حكومة وكل قيادة تعبر عن المستوى العام عن وعي وادراك وتطور شعبها، ونظرا الى المستوى الثقافي والاجتماعي العام والخاص في اقليم كوردستان فانه من الصعب في الوقت الراهن انتاج قيادة بديلة افضل من القيادة الحالية، بسبب تنميط الحياة السياسية والحزبية والاجتماعية والنخبوية وفق العقلية السائدة التي ترتكز على الفساد والمحسوبية والولاء للزعيم القائد والحزب والعشيرة على حساب الغياب شبه الكامل لمؤسسات ومفاصل وهياكل الدولة. الشعوب هي التي تختار حكامها سواء عن طريق صناديق الاقتراع كما في الدول الديمقراطية ام سواء بالتصفيق والانحناء والركوع للمستبدين كما في دول العالم العاشر.



#جوان_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة اوجلان ام كذبة نيسان؟ PKK: من تغيير العَلَم الى طمس الو ...
- ماذا يحدث في كوردستان؟
- هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟
- الكورد في سوريا واقتناص الفرصة التاريخية
- عندما تتأبد الضحية دورها
- جنيف 2: عُقد ولم يُعقد
- أضواء على زيارة رئيس اقليم كوردستان ( العراق ) الى آمد ( ديا ...
- مواسم الهجرة الى الجنوب


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - اقليم كوردستان والبديل الذي لا يلوح في الافق