أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي














المزيد.....

البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 19 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
جعفر المظفر
كنت أبحث في كومة القش السياسي الدولي والإقليمي عن الإبرة التي راهن البارزاني عليها حينما إتخذ قرار الإنفصال فلم أجدها. لقد كتبت حينها أقول أن قرار الإستفتاء كان بمثابة هروب من الضاغط الديمقراطي الكردي الذي صار صعبا تحقيق مستحقاته دون تغيير فعلي ينال من خطاب الحكم القبلي المتوارث الذي وصل بفضله البارزاني إلى سدة الحكم.
هل تتذكرون حروب المالكي من أجل الحصول على الولاية الثالثة التي مكنت داعش من إحتلال ثلث العراق. البارزاني الذي كان خصما للمالكي حينها وقع في نفس المأزق. لقد إستهلك الخطاب القبلي نفسه وحينها كان لا بد من العثور على مخرج لتعطيل مستحقات الضاغط الديمقراطي الكردي فلم يجد أفضل من تأجيج الشعور القومي وتعبئته حول مشروع الإستقلال.
لم تنقص معركة البارزاني مشاهد الكوميديا السوداء, فالرجل الذي راح يقود معركته ضد خصمه الكردي لم يجد صعوبة في نقل المعركة إلى ساحة المواجهة القومية مع عدو عراقي وهمي كان إخترعه.
تحت عباءة معركته القومية لتحقيق الحلم الكردي بالإنفصال عن العراق كانت هناك معركة حقيقية بين خطاب قبلي موروث مكن رجاله البارزانيون الإستيلاء على أهم مفاصل السلطة الكردستانية وبين قوى كردية وضعت الديمقراطية في يدها شرعية التغيير الذي يفتح الساحة الكردية لطي صفحة الخطاب الماضوي القائم على نفوذ وسلطة العشيرة البارزانية.
لكن هذا الصراع الملتهب لم يعد بالإمكان حصره كاملا في ساحة المواجهة بين الضاغط الديمقراطي الإجتماعي السياسي وبين مؤسسة حكم وطنية واحدة متجانسة. أيضا على الجبهة الأخرى كان نفوذ العائلة الطالبانية يقف على رأس معركة تاريخية بين أكراد السليمانية وأكراد أربيل الذين تترأسهم القبيلة البارزانية.
هذا الأمر جعل الصراع في النهاية محكوما بالمواجهة بين نفوذ العائلتين معيدا إلى الأذهان صورة المعركة التي حدثت في منتصف التسعينات من القرن الماضي بين أكراد الطالباني, أي أكراد السليمانية, من جهة وأكراد البارزاني, اي اكراد أربيل على الجهة الأخرى.
لكن ثمة تغيير مهم كان طرأ على المشهد السياسي. في المعركة التسعينية بين السليمانية وأربيل إستنجد مسعود البارزاني بعدو الأكراد المفترض صدام حسين من أجل مساعدته على إيقاف زحف خصمه الذي صار على أبواب مقره في أربيل, ولم يكن صعبا حينها على الطالبانيين ومقاتلي سليمانية إتهام خصمهم الأربيلي بالعمالة لعدوهم القومي المفترض صدام حسين. في المعركة الأخيرة لإسترداد كركوك وبقية الأراضي التي كان أتفق على تسميتها بالأراضي المتنازع عليها لم يكن صعبا هذه المرة على أكراد البارزاني إتهام الطالبانيين بتهمة التعاون مع العدو القومي المفترض المتمثل برئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي.
ويظل العامل الإقتصادي عاملا حاسما في تفعيل الصراع. إن الأزمة مع بغداد وتدهور أسعار النفط إضافة إلى الفساد الذي ضرب أطنابه وتناوبت عليه رجالات السلطة الأربيلية بشكل رئيسي كان خلق أزمة إقتصادية حقيقية أمكن بوضوح مشاهدة تأثيراتها المتسارعة على الصعيد الإجتماعي العام. لقد حاول البارزاني أن يعوض عملية الإفقار تلك بالإستيلاء على أبار النفط في كركوك, وإستخدام وارد تهريب النفط العراقي لتغذية ماكنة الحكم الأربيلية بشكل اساسي.
هذا الأمر كان رتب جبهة الأعداء والحلفاء بشكل مثير وخطير. على السطح كان يمكن رؤية خصمين يقفان في مواجهة بعضهما, خصم كردي يقوده البارزاني بعلم تتوسطه الشمس الكردية وخصم عراقي يقوده العبادي بعلم تتوسطه جملة الله أكبر. لكن تحت ذلك السطح مباشرة كان الجانب الكردي نفسه يخوض صراعا حادا بين أنصار سليمانية بقيادة الطالبانيين وأنصار أربيل بقيادة البارزاني, وكان (بافل الطالباني) قائد بيشمركة السليمانية ووريث أبيه في زعامة الإتحاد الوطني الكرستاني قد وقع مع الدكتور حيدر العبادي في السر وقبل يومين من الإنسحاب الكبير وثيقة كسر ظهر مسعود الذي تحول بين ليلة وضحاها من قائد للحلم القومي الكردي إلى قائد للخيبة البارزانية.
بإمكان الزعيم السياسي أن يخسر معاركه الصغيرة ويبقى على سدة الحكم, لكن حينما تجبر مستحقات الإستمرار في السلطة الزعيم لتفخيم معركته فإن تكلف الخسائر ستكون كبيرة.
وربما يكون بوسع البارزاني أن يؤخر الإعلان عن سقوطه القانوني غير ان السقوط السياسي الكبير سرعان ما سيفرض مستحقاته.
أما التاريخ فسرعان ما سيغلق صفحة من خسر ويفتح صفحة أخرى لمن إنتصر



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق
- براز الشيطان
- طشاري .. ما بعد الدولة الكردية
- عين على الدولة الكردية أم على الدولة السنية
- كيف أضاع صدام العراق وضيَعّه .. الأثرة والجزع
- هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية
- الأكراد .. عرب !
- العراقيون وإسرائيل
- مسعود لن يشق لكم البحر بل سيغرقكم فيه
- بيت بلا أسوار
- الإستفتاء وإعلان الدولة الكوردية المستقلة هل سيكونا كويت الب ...
- علي الأديب وفقه التبعية والعمالة
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها (2)
- الحرب العراقية الإيرانية .. من كان البادئ لها
- تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق
- أغلبية المالكي السياسية
- من يجرؤ على الكلام
- الإستفتاء الكردي .. العودة إلى ما قبل سايكس بيكو


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي