أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - اصلاح الخطاب الديني اليهودي (مقدمة)















المزيد.....

اصلاح الخطاب الديني اليهودي (مقدمة)


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 08:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يكثر الكلام عن اصلاح الخطاب الديني في الإسلام. وحقيقة الأمر كل الديانات مرت في مراحل اصلاح. وقد أدى هذا الإصلاح إلى انقسامات داخلية وفي بعض الأحيان إلى نشوء ديانات جديدة من رحم الديانة الأم، التي هي ذاتها كانت قد خرجت من رحم ديانات سابقة لها.
.
ولا يخفى على احد صلة التعاليم اليهودية بتعاليم حمورابي في مجال العقوبات. وجاء المسيح فأنشق عن اليهودية فألغى هذه العقوبات.
.
والإسلام واليهودية هما وجهان لنفس العملة. والفرق بين اليهودية والإسلام هو أن اليهودية قد خسرت عسكريا أمام الرومان الذين هدموا هيكلها. ولو أن اليهودية انتصرت عسكريا على الرومان لرأينا لها غزوات مثل غزوات محمد وتوسع جغرافي مشابه للإسلام. وبإنتصار روما على اليهودية وتحولها للمسيحية تم تهميش اليهودية وانتشار المسيحية. إلا أن دخول الرومان في المسيحية أدى إلى تبني تعاليم المسيحية المسالمة التي أدت إلى تفكك الأمبراطورية الرومانية واضعاف شوكتها. وهذا يفسر عدم صمود الجيوش الرومانية أمام الغزوات الإسلامية في الدول التي اجتاحتها.
.
وعندما جاء محمد، كان في أول حياته يدين بالمسيحية المسالمة. وكذلك قريش كانت ترفض الغزوات والسبي والسلب. يقول الجاحظ:
"قريش من بين جميع العرب دانوا بالتحمس وتشددوا في الدين فتركوا الغزو كراهة للسبي واستحلال الأموال واستحسان الغصب فلما تركوا الغزو لم تبق مكسبة سوى التجارة فضربوا في البلاد إلى قيصر بالروم وإلى النجاشي بالحبشة وإلى المقوقس بمصر وصاروا بأجمعهم تجاراً". https://goo.gl/ezo1Ic
.
ولكن سرعان ما غير نمط حياته بعد تركه مكة للمدينة فتحالف مع الصعاليك واحتل مكة وهدم معبدها وفرض ديانة التوحيد وعاد لتعاليم التوارة خاصة في مجال العقوبات التي كان المسيح قد الغاها وبدأ سلسلة من الغزوات والسبي والسبل وأسس لمنظومة الجهاد والولاء البراء والترهيب والترغيب والحب في الله والبغض في الله.
.
وبخصوص هذا المفهوم، نقرأ في موقع ابن باز ما يلي:
الحب في الله أن تحب من أجل الله-تبارك وتعالى-؛ لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله، وتبغض في الله لأنك رأيته كافراً عاصياً لله فتبغضه في الله، أو عاصياً وإن مسلماً فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعاً لهذا وهذا، وإذا كان الرجل في خير وشر كالمسلم العاصي أحبه من أجل إسلامه وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي، فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض، فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حباً كاملاً، وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملاً، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام، ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات http://www.binbaz.org.sa/noor/9292.
.
ويقول المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله في خطبة له:
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لله} (البقرة:165)
من علامات إيمان المؤمن، أنه يحب الله أكثر مما يحب غيره، لأن الله هو سر وجوده، فهو الخالق والرازق والمنعم والمحيي والمميت، {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ* وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ* وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ* وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ* وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين} (الشعراء:78 -82)، وهذا ما تحدث به النبي إبراهيم(ع) في مواجهة قومه.
وإذا كنا نحب الله، فإن محبتنا له سبحانه وتعالى تفرض علينا أن نحب من يحبه، وأن نبغض من يبغضه، لأن معنى أن تحبّ الله، هو أن تنفتح بالحب على كل من يحبه ويطيعه، وأن تبغض كل من لا يحبه الله ومن يعصيه. وعلى ضوء ذلك، يريد الله سبحانه وتعالى للمجتمع الإسلامي أن يكون في حبه وبغضه منفتحاً على حركة الإيمان في النفس، أن تكون علاقتك بالناس منطلقةً من علاقتك بربك سلباً أو إيجاباً. وهذا ما ورد في الحديث عن الإمام محمد الباقر(ع): "إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيراً ـ هل أنت على خير أو على شر ـ فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله، ويبغض أهل معصيته، ففيك خير والله يحبك ـ فإذا كنت تنفتح على المطيعين لله والمحبين له، وتنغلق على العاصين لله والمعادين له، فمعنى ذلك أن فيك خيراً والله يحبك ـ وإن كان ـ قلبك ـ يبغض أهل طاعة الله ـ لا يحب المؤمنين، حيث يعتبرهم بعض الناس ثقيلين على القلب ـ ويحب أهل معصيته ـ فبعض الناس يحبون الذين يشربون الخمر ويلعبون القمار ويرقصون... ـ فليس فيك خير ـ والله يبغضك، والمرء مع من أحب"، فسيحشرك الله سبحانه يوم القيامة مع من تحب، فإذا كنت تحب الخير، فالله يحشرك مع أهل الخير، وإن كنت تحب الشر، فسيحشرك الله مع أهل الشر.
الجنّة جزاء المتحابّين في الله
وقد ورد عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع): "إذا جمع الله الأولين والآخرين، قام منادٍ فنادى يُسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله؟ ـ الذين كانوا يحبون بعضهم بعضاً من خلال التقائهم على محبة الله ومحبة من يحبه ـ قال: فيقوم عنق من الناس ـ جماعة من الناس ـ فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، فتلقّاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون إلى الجنة بغير حساب، فيقولون أي ضرب ـ نوع ـ أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: وأي شيء كانت أعمالكم؟ ـ ماذا كنتم تفعلون في الدنيا ـ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، فيقولون: نعم أجر العاملين" http://arabic.bayynat.org.lb/NewsPage.aspx?id=1271.
.
والمتتبع لغزوات محمد واتباعه يرى أنها في حقيقتها استمرار لغزوات اليهود التي كانت قد توقفت بسبب سيطرت الرومان على فلسطين ولكن تحت مسمى آخر. فاليهود تحولوا للإسلام. ولا عجب ان كتبة الوحي كانوا يهودا، وقد جعل الخليفة عثمان زيد بن ثابت على رأس اللجنة التي جمعت القرآن، وكان يهوديا وفقًا لشهادة ابن مسعود. فقد قيل له ألا تقرأ على قراءة زيد؟ قال: «ما لي ولزيد ولقراءة زيد، لقد أخذت من في رسول الله سبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليهودي له ذؤابتان» (متفق عليه رواه البخاري4713، ومسلم 2462). والذؤابتان تشير إلى الشعر المضفور عند اليهود http://islamport.com/l/mjl/6401/21935.htm. وتذكر المصادر الإسلامية أن عددا من الحاخامات تحولوا للإسلام، وأشهرهم كعب الأحبار وهو من رواة الحديث والمعتمدين في تفسير القرآن. وكان مقربا وجليساً لعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الله بن عباس ومعاوية بن أبي سفيان، وكان يغزو مع الصحابة.
.
والمشكلة التي يواجهها مصلحو الخطاب الديني في الإسلام تكمن في تحجر النصوص المؤسسة للإسلام وأهمها القرآن، وكذلك الأمر مع كتب الحديث وكتب الفقه. وقد مرت الديانة اليهودية في نفس المشكلة. فأمام تحجر النص التوراتي نشأت تيارت دينية يهودية تزانت مع ولادة دين جديد متمثل في الديانة المسيحية. وهذه الديانة أيضا تم انقسامها إلى تيارات مختلفة أهمها انشقاق الكنيسة البروتستنتية عن الكنيسة الكاثوليكية.
.
ونرى نفس الظاهرة مع الإسلام. فأمام تحجر القرآن، نشأت تيارات إسلامية مثل المعتزلة سابقا، والأحمدية وغيرها، ثم ميلاد دين جديد متمثل بالبهائية. والمتتبع لحملة إصلاح الخطاب الديني بين المسلمين، يرى هناك توجهات متعددة للتخلص من تحجر التعاليم الإسلامية مثل التيار القرآني الذي يوازيه التيار المتمسك بحرفية الدين والمتمثل في الجماعات الإسلامية الجهادية أمثال الإخوان المسلمين والسلفيين وداعش وحزب التحرير وغيرها من الحركات. وفي مواجهة هذين التيارين نرى صعود المجموعات الإلحادية واللاأدرية. ومن هذا المخاض الدموي العسير سوف نشهد دون أي شك ميلاد ديانة جديدة تقلب الموازين تماما كما ولدت المسيحية كرد فعل على تحجر التوراة.
.
وسوف اتعرض في مقالاتي القادمة إلى إصلاح الخطاب الديني في الديانة اليهودية ومولد الديانة المسيحية من رحم الديانة اليهودية.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة انشاء دين جديد
- الرئيس السيسي في الأمم المتحدة بين الكلام والحقيقة
- ما المانع من ظهور نبي جديد؟
- هل كان محمد نبيًا؟
- سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال (3)
- سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال (2)
- سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال
- لا توجد أي طبعة محققة علميًا للقرآن
- مفتاح لحل لغز القرآن
- سجلوا اعتراضاتكم حول اخطاء القرآن
- من وحي ترجماتي للقرآن 9: القرآن يشهد بنقصه 2
- من وحي ترجماتي للقرآن 8: القرآن يشهد بنقصه 1
- من وحي ترجماتي للقرآن 7: بلاغة القرآن؟
- من وحي ترجماتي للقرآن 6: الآيات الناقصة
- من وحي ترجماتي للقرآن 5: الببغاوات
- تفسير ابن خلدون لاخطاء القرآن
- من وحي ترجماتي للقرآن 4
- مصيبة: الإسلام دين كامل
- من وحي ترجماتي للقرآن 3
- سامي ارهابي كبير لا يختلف كثيرا عن البغدادي


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - اصلاح الخطاب الديني اليهودي (مقدمة)