أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد بوعلام عصامي - عن إشكالية التحرر والديمقراطية في الدول المغاربية، ببساطة وتكرار توكيدي: علاقة الحرية هي علاقة حتمية بالدولة المدنية الليبرالية العلمانية المعاصرة - مت موقعها من حصاد الربيع الديمقراطي، مستقبل الشعوب الديمقراطية في سياسة الأرض المحروقة الديكتاتورية الرجعية الوحشية على شعوب شمال إفريقيا















المزيد.....

عن إشكالية التحرر والديمقراطية في الدول المغاربية، ببساطة وتكرار توكيدي: علاقة الحرية هي علاقة حتمية بالدولة المدنية الليبرالية العلمانية المعاصرة - مت موقعها من حصاد الربيع الديمقراطي، مستقبل الشعوب الديمقراطية في سياسة الأرض المحروقة الديكتاتورية الرجعية الوحشية على شعوب شمال إفريقيا


محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))


الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 10:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن الإشكالية الدينية – السياسية في المغرب نموذجا في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط عموها. تتجلى في عدم فاعلية الكيمياء السياسية. وحبس انبثاق الدولة المدنية والتعالي على الثقافة المدنية ودحر السلطة المدنية، التي تكون حاسمة في تطوير البنية الداخلية السياسية والاجتماعية والمؤسساتية، كما هو دورها الحاسم والفاعل في نماذج دول ديمقراطية مدنية علمانية ليبرالية حديثة ومتقدمة، حيث أن أي نبذ ممنهج بتفريغ السلطة المدنية من جوهرها وأدواتها وكًفرها بالقهر والتدليس، هو ضرب في صميم قيم وميكانيزمات وجوهر الديمقراطية الحقيقي، وغيابها هو أحد أكبر عوامل إعاقة التطور الاجتماعي والثقافي والتعليمي والعلمي في كل المجتمعات لا تسير وفق ميكانيزمات وقوانين دولة مدنية تترسخ فيها ثقافة مدنية حضارية ليبرالية ديمقراطية.
والمدنية لا تقوم ولا تتطور ولا تتجلى ولا تترسّخ ملامحها ومعالمها إلا في نظام الدولة المدنية الحديثة، وأحد أكبر المشاكل وعوامل إعاقة ترسيخ المدنية والثقافة المدنية والقيم المدنية الحديثة هو تنقيح السياسي بالديني والطائفي، حيث أن الفكر الديني يتمحور على عالم غير براغماتي وغير تجريبي، لا يخضع لقانون الحركية والتغيير والتطور، ويتمحور حول عالم آخر، عالم ما بعد الموت، أو بصيغة أخرى سيطرة العقل الديني على الشعوب يجعلها في عقلية ووضعية القطيع عرضة لمسار الاستغلال والاستهلاك، فالعقل الانتهازي الميكيافلي ينيك العقل الدّيني ويستعمله في ركوب الشعوب، فيكون الدين من خلالها هو وسيلة للميكيافليين لنياكة الشعوب، كلما حُشر الدين في الصراع السياسي والكفاح من أجل ديمقراطية تخدم بالدرجة الأولى مصلحة الشعب العليا. فالتدخل الديني والطائفي لا يخدم الحرية والتحرر والديمقراطية والثقافة المدنية أبدا، لأنه إنتاج غير قابل الخضوع للمنهج التجريبي، وغير قابل للنقد المادي، ولهذا فاعتقادي الراسخ أن المعتقدات الروحانية إطارها الصحيح إنما يكون في إطار الخصوصية والحريات الفردية، دون أن يمتد إلى الفعل السياسي في العالم الحديث.
فالإنسان المعاصر والشعوب والأوطان والتقدم الحضاري والتقدم الاجتماعي والعلمي والتكنولوجي والسياسي يُبنى على أسس واقعية مادية علمية خالصة بميكانيزمات ترجع كل شيء إلى التدقيق العلمي والمحاسبة الدقيقة والمنطق العلمي، تعمل على حل المشاكل والإشكالات وتحقيق العدالة والعدالة الاجتماعية والرفاهية والاستفادة من التقدم للشعب، في الوقت الراهن باطراد واستمرار وتلك الغاية العظمى.
ميكانيزمات الدولة المدنية تخلق وتنتج وتبدع وتتطور وتواكب التطورات الإنسانية والعلمية والاجتماعية والحقوقية المستحدثة والمعاصرة باستمرار، التي يجل أن تكون في خدمة الإنسان، الذي يكون فيها ورفاهيته هو الغاية الأولى والأخيرة، الدولة المدنية هي التي ترهن فيها الحكومة المدنية نجاحها بما تحققه لشعبها من تقدم وإنجازات حضارية إنسانية، تخدمه ورفاهيته، بعدالته وأمن ذكيان متطوران لا يفلت من عقابها مجرم أو ظالم، ولا يُظلم فيهما أحد هَفوة أوعُنوة.
إن الدولة المدنية بدون لف ولا دوران، بخلاف عما قد يحاول بعض المتخلفين عن الركب الإنساني، الخادمين للديكتاتورية عن وعي أو غير وعي التعتيم على مفهومها الصريح، فالدولة المدنية بصريح العبارة المكررة للتوكيد، هي التي يحكمها مدنيون من خلال مؤسسات انتخابية ديمقراطية، الدولة المدنية هي دولة علمانية ليبرالية) وهنا نفرق بين العلمانية واللائكية، نريد علمانية غير لائكية غير متطرفة ضد حرية العبادة والمعتقد الديني كحرية فردية على أن تفصل فصلا بين الدين والممارسة السياسية، كما هو الشأن في النموذج الكندي والأمريكي والإيطالي والألماني والياباني والماليزي وغيره..
الدولة المدنية هي دولة المدنيين التي يحكمها مدنيون من خلال دولة المؤسسات وفصل السلط، لا يحكمها عسكر ولا رجال الدين ولا أي أجهزة خلفية فوقية لا انتخابية خارج إطار العقد الاجتماعي، ذلك المفهوم الذي دونته وطورته وارتقت به طفرة عصر الأنوار الحديثة.
الدولة المدنية هي دولة المؤسسات المدنية التي تقوم على فصل السلط ونظام قضائي مستقل وعادل، وصحافة حرة ومستقلة ومجتمع مدني حر غير مفبرك وغير مغشوش قادران على ممارسة الرقابة والنقد والمعارضة البناءة...
الدولة المدنية هي التي تقوم على نظام انتخابي ديمقراطي شفاف ونزيه، بأجهزة وميكانيزمات مراقبة ومحاسبة وردع ذكي وفاعل وصارم ضد كل لصوص المال العام والمفسدين والمتسلطين والمحتالين والمخربين، كل الخارجين عن القانون واللاعبين فوق القانون وبمصير سعادة ورفاهية وحقوق شعوب ترزح تحت البؤس والتخلف والقمع وكبث الحريات والحقوق باحتكار السلطة والاستحواذ عنوة واغتصابا.
يجب تسريع وتكثيف الجهود وتوضيح المفاهيم من أجل العمل على تحقيق علمنة ليبرالية في ظل دولة مدنية حديثة، بسب عجز الهياكل التقليدية اللامدنية عن مواكبة تطورات العصر حقوقيا وحضاريا وثقافيا ومدنيا وعلميا وتكنولوجيا، وعدم الدفع بمجتمعاتها إلى التحضر والإنتاج العلمي والثقافي والفكري المتطور، وما بدا منها من إنتاج العنف والتخلف والظلم واللاعدالة وارتفاع نسبة الأمية والهدر المدرسي وانتشار البلطجة والإجرام وتصدير الهجرة السرية ومعها المشاكل الداخلية إلى الخارج وظاهرة قوارب الموت واللجوء السياسي والاجتماعي.. وغيرها من حصاد ونتائج تتحدث بالواضح عن فشل المنظومات غير المدنية التقليدية وغير الديمقراطية وغير العلمانية وغير الحرة وغير الليبرالية التي تقفز على العدالة والقيم الإنسانية الحديثة، الفشل في تقديم الأفضل وحماية أجيال المستقبل من توريث مسارات التخلف والانحطاط .

باختصار شديد: إن الدولة المدنية الليبرالية العلمانية الديمقراطية في نظري، هي الفصل الفاصل بين العصر الفيودالي للدولة القرنوسطية والدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.



وفي الختام أختم بقولة مالكوم إكس: لا يستطيع أحد أن يمنحك الحرية، ولا يستطيع أحد أن يمنحك المساواة أو العدالة أو أي شيء آخر، فإن كنت رجلا فعليك أن تأخذها بنفسك.
نعم الحرية لاتمنح، الحرية ثقافة ومسار طويل من النضال غي كنف الإنسانية، الحربة لايمنحها المستبد، الحرية أن تأخذها بنفسك، وذلك حق من حقوقك الطبيعية التي نشأت مع الإنسان منذ الأزل، منذ عصور القطف والقنص في الطبيعة... خذها أيها المكبل بالقيود، تشبثي بها أبتها الشعوب، ولكن ليس بالعنف ليس بالإرهاب ليس بالظلام ليس بالاستبداد تدرك الأنوار...
إنما باستعمال عقولنا في الصميم، توجيه بوصلتنا إلى الأنوار وإرادة الحياة بحرية..
الحرية وما جاورها من حقوق إنسانية كونية هي الحياة، ولا قيمة للإنسان بدونها، إنها تستحق فعلا أن نضحي بوقتنا وصحتنا وسلامتنا الجسدية والمعنوية من أجلها من أجل الحب ومن أجل أطفال بلا عبودية ولا اضطهاد ولا إقصاء ولا تمييز.... من أجل غد أفضل.. من أجل العدالة والمساواة.
محمد بوعلام عصامي
[email protected]
www.facebook.com/md.bl.issamy



#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)       Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سارقو الأحلام
- الشيخ بابا ينوفا ونشيد الحقل وأساور بُنيته الصغيرة وسطوة إره ...
- حركة السب والشتم المعارضة في المَهجر تحت المِجهر: الأسباب وا ...
- الديمقراطية في شمال إفريقيا بين الأنوقراطية والفكر المعادي ل ...
- الحقيقة التي أصدقها
- محمد الخامس السلطان الراحل: نموذج حاكم عربي لم يتكرر في حقبة ...
- ثلاثة الأرباع وغابة الهاوية
- اليتيم وسلطة الوحش
- هنيئا للفريق الأخضر.. هنيئا للرجاء البيضاوي
- عصبي غير متعصب أوهاديء بارد متعصب.. والمقارنة بلا علاقة!
- بيل كلينتون والملك عبد الله ومشهد السيارة-الرباعية الدفع-
- انتهت سنة 2013.. ولكن الى متى تستمر مآسي التخلف الإنساني..
- المغرب والعالم العربي نظرة وجيزة في العشرية الأولى من الألفي ...
- قانون جديد يُجرّم التحرش الجنسي في المغرب.. جاء متأخرا جدا
- بئر الماء وبئر النفط
- الوجيز في أخطاء مرسي
- على خلفية مقتل مهاجر إفريقي من جنوب الصحراء: تذكير بأوضاع ال ...
- العالم العربي، عواصم التعذيب
- فراغ الوجود
- لحظة وداع.. وإلهام تحت الشّجر


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد بوعلام عصامي - عن إشكالية التحرر والديمقراطية في الدول المغاربية، ببساطة وتكرار توكيدي: علاقة الحرية هي علاقة حتمية بالدولة المدنية الليبرالية العلمانية المعاصرة - مت موقعها من حصاد الربيع الديمقراطي، مستقبل الشعوب الديمقراطية في سياسة الأرض المحروقة الديكتاتورية الرجعية الوحشية على شعوب شمال إفريقيا