أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبحى إبراهيم مقار - البرازيل وسامبا التصدير














المزيد.....

البرازيل وسامبا التصدير


صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)


الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 00:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يلعب نشاط التصدير دوراً هاماً فى التنمية الاقتصادية لتعاظم دوره الإنمائى من خلال تعزيز القدرات الاستيرادية وتوفير التمويل المنتظم لبرامج التنمية الاقتصادية، كما يساهم فى تحقيق التوزيع الأمثل لاستخدامات الموارد المتاحة والنهوض بقدرات الجهاز الإنتاجى عن طريق دعم عملية التكوين الرأسمالى ورفع الإنتاجية. وعندما ترغب الدولة فى تنمية الصادرات، يجب أن تحث المصدرين على التصدير من خلال توفير نظام حوافز يتسم بالمرونة للمحافظة على الوضع التنافسى للصادرات، حيث تعرف حوافز التصدير بأنها " معاملة تفضيلية للمؤسسات التى تبيع منتجاتها فى الأسواق الخارجية بالمقارنة مع المؤسسات التى تبيع منتجاتها فى داخل الدولة". وتأخذ هذه الحوافز أشكالاً مختلفة، فقد تكون إعانات مباشرة أو إعفاءات ضريبية أو إلغاء للرسوم الجمركية لواردات المؤسسات العاملة فى مجال التصدير من المواد الخام أو قطع الغيار أو الآلات والمعدات.
وتعتبر التجربة البرازيلية من أهم التجارب الناجحة فى تنمية الصادرات، حيث نجحت فى تنمية صادراتها لتغطى نحو 134.7% من وارداتها عام 2016، كما ارتفعت نسبة مساهمتها فى حجم التجارة العالمى إلى 1.01% عام 2016 مقارنة بـ 0.92% عام 2001 نتيجة لارتفاع معدل نمو صادراتها بنسبة 8.0% خلال الفترة 2001-2016 (أعلى من معدل نمو الصادرات العالمية البالغ 6.6%). كما بلغت قيمة صادرات البرازيل 185.2 مليار دولار عام 2016 مقارنة بـ 58.3 مليار دولار عام 2001 مما أدى إلى زيادة أهميتها النسبية فى إجمالى الصادرات العالمية من 0.95% عام 2001 إلى 1.17% عام 2016.
ويمكن لمصر، من وجهة نظرى، أن تسترشد بالتجربة البرازيلية فى تنمية الصادرات، والتى اهتمت بالإصلاح الاقتصادي جنباً إلى جنب مع تطوير الإجراءات الاجتماعية كبرنامج "صفر جوع" الذي يهدف إلى محاربة الفقر ومنح قروض ومساعدات للأسر الفقيرة من خلال تبنى الحكومة سياسات تنموية قائمة على إنشاء المشروعات العملاقة في الأقاليم الأقل نمواً بهدف خفض الفجوة الاقتصادية والاجتماعية فيما بينها وبين الأقاليم الأكثر نمواً. وقد تميزت السياسة التجارية للبرازيل بالمرونة الكافية لتتوافق مع التطورات الاقتصادية الدولية، كما ركزت سياسات التنمية فى البداية على تحسين مرافق البنية الأساسية وتوفير مصادر الطاقة، ثم جاءت بعد ذلك التنمية الصناعية كأولوية هامة لخلق المزيد من فرص العمل وخفض نسبة الاعتماد على الأنشطة الأولية مثل التعدين. ويمكننا القول أن تجربة تنمية الصادرات البرازيلية قامت على التنظيم الدقيق والمشاركة الفعالة القائمة على توزيع الأدوار بين الدولة ورأس المال الوطني والمؤسسات متعددة الجنسيات كما هو موضح فيما يلى:
• توفير البنية الأساسية اللازمة والداعمة للمشروعات التصديرية، ووجود الموانئ الكبرى المجهزة بأحدث الخدمات الخاصة بالنقل والشحن مثل مينائى ساو باولو وريو دي جانيرو.
• الاهتمام بالتقنيات الحديثة فى العملية الإنتاجية، وذلك من خلال إنشاء مراكز البحث العلمى كمعهد الدراسات من أجل التنمية الصناعية، والاهتمام بالصناعات المتطورة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
• تأسيس جهاز إنتاج وطني يقوم بتنسيق كافة العلاقات بين المؤسسات الكبرى الخاصة والوطنية، والبحث عن الأسواق، وتسهيل الحصول على القروض وتبسيط الإجراءات الإدارية الخاصة بإنشاء المشروعات الصناعية.
• ارتباط تشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية بتنظيم بنكي محكم ومتطور، حيث تشرف الدولة على الإنتاج ومصادر الطاقة والمعادن والمواصلات, بينما تشرف المؤسسات الوطنية على قطاعى البناء والتشييد والتجارة. أما الشركات متعددة الجنسية فتدير 90% من صناعة السيارات، كما تسيطر على الصناعات الدوائية، وتستحوذ على نحو 70% من الصناعات الكهربائية والإلكترونية والبترولية والغذائية, حتى أصبحت شركات كبرى مثل "فال" & "يوزيميناس" & "إيمبارير" من أهم ركائز الاقتصاد البرازيلي الذي يعد من أكثر الاقتصادات الصاعدة جذباً لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
• قيام الدولة بدعم الصادرات وإلغاء الضرائب المباشرة، وإنشاء نظام لتأمين القروض، بالإضافة إلى تنظيم المعارض التجارية وتوفير التمويل اللازم لدعم الشركات التى تحقق زيادة فى الإنتاج الموجه للتصدير.
• دعم القطاعات المحلية المنافسة لسلع الواردات، حيث احتفظت تلك القطاعات حتى بداية التسعينات من القرن الماضى بمستويات مرتفعة من الحماية مع منح حوافز للاستثمار فى بعض القطاعات مثل قطاع السيارات وقطاع تكنولوجيا المعلومات. وقد اتبعت البرازيل السياسة الحمائية من خلال تقييد الواردات وتطبيق القيود غير التعريفية. وقد تخلت البرازيل بعد ذلك عن السياسة الحمائية وأدخلت آليات جديدة لتشجيع الصادرات وعقدت المزيد من الاتفاقيات التجارية.
• التنسيق المستمر بين الجهات الحكومية المسئولة عن التصدير فى مجال التنظيم المؤسسى ووضع السياسات، والتى نتج عنها إنشاء غرفة التجارة الأجنبية والمعروفة باسم "CAMEX"، وإنشاء مؤسسات عامة لتمويل الصادرات، وإنشاء وكالة لتنشيط الصادرات.
• التركيز والتحول التدريجى والمرحلى، حيث أعطت البرازيل الأولوية لاتفاقيات التعاون بين الجنوب والجنوب من خلال تركيز أولوياتها التجارية على تجمع الميركسور، والذى يضم كل من البرازيل، الأرجنتين، أوروجواى، باراجواى. ثم انتقلت بعد ذلك إلى عقد اتفاقيات تجارية بين هذا التجمع وبعض الدول والتكتلات التجارية الأخرى.



#صبحى_إبراهيم_مقار (هاشتاغ)       Sobhi_Ibrahim_Makkar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الصينية فى التصدير
- حتى لا تتحول التنمية المستدامة إلى تنمية إستدانة
- تنشيط السياحة فى مصر
- حرب العملات وأثرها على الاقتصاد العالمى
- زيادة واستدامة سعادة المصريين
- الفساد واليد الخفية
- خارطة طريق لتعظيم تنافسية الاقتصاد المصرى
- أهمية الدولار فى الاقتصاد العالمى
- كيف تتحول مصر لاقتصاد المعرفة؟
- أهمية التعليم فى التحول لاقتصاد المعرفة
- مخاطر ارتفاع سعر الدولار الأمريكى على الاقتصاد المصرى وكيفية ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبحى إبراهيم مقار - البرازيل وسامبا التصدير