أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسن محاجنة - في غياب أهون الشرّين ..














المزيد.....

في غياب أهون الشرّين ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5577 - 2017 / 7 / 10 - 12:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


في غياب أهون الشرّين .
الوضع السوري بشكل خاص ، والعربي بشكل عام "يُقطّع نياط القلب " ، فالذبح ، التهديم والتشريد يلاحق شعوبا بأكملها ، دون أن يكون هناك ضوء في نهاية النفق المعتم والمظلم بسواد كالح . في سوريا ، العراق ، اليمن "التعيس"، ليبيا ، مصر ودول أُخرى تقف على شفا جرف هار .
دار نقاشٌ بالأمس مع مجموعة أصدقاء ، ومنهم من يميل الى كفة الدولة السورية ، وآخرون يظنون بأن "الثوار" هم "أهونُ الشرين" ...... بينما كان موقفي بأن لا وجود لأهون الشرين في الحالة العربية وتحديدا السورية .. فمنذ البداية لم تتوفر لدى القيادة السياسية السورية ،آليات إدارة الصراع بهدف تطويق الأزمة بحيث يُمكن أن تخرج منها سوريا بأقل الأضرار .
يتحدثون ومنذ الآن ، عن إعادة البناء (في الموصل مثلا) ، وفي المدن السورية "المحررة " ... محررة مِمّن ؟!
ولنفترض جدلا ، بأن العرب جميعا من ناحية "الرغبة "، هم كالألمان واليابانيين، بعد الحرب العالمية الثانية ،أعادوا بناء أوطانهم التي دمرّتها الحرب ، لكن يبقى السؤال الأهم ، والعائق الأكبر ، وهي الفجوة العظيمة بين الرغبات وبين الارادة ... فالعقلية العربية في مجملها هي عقلية ماضوية لا تستشرف المستقبل إلّا بعيون ماضوية وإعادة "أمجاد" وليس بناء أمجاد جديدة ..!!
ولنفترض جدلا بأن هذه الدول ستقوم كالعنقاء من تحت رماد الدمار وتُعيد بناء المدن والقرى ببنيتها التحتية، فماذا مع إعادة بناء الإنسان وتأهيله ، ماذا عن الملايين من المشردين ؟!
وكما في كل حرب ، فالذي يدفع الثمن الباهظ ، هم الضعفاء ، النساء والأطفال .. تهتز كياناتهم المعنوية وتضطرب مشاعرهم الإنسانية ، يفقدون الثقة في كل شيء وفي كل إنسان ..
وأصعب ما قرأتُه في الأيام الأخيرة ، عن "ضحايا" الحرب السورية ، هي قصة الطفل السوري الذي اغتصبه مُعتد جنسي أردني ، وقتله !! كان هذا الطفل الضحية السهلة والمتواجدة في "متناول" هذا المجرم ، وفي ظنّي فقد قتله لأنه اعتقد بأن لا أحد سيُبدي اهتماما بطفل سوري مشرد، لاجئ ، وحيد ..
المعتدون الجنسيون بشكل عام ، والمُعتدون على الأطفال (البيدوفيليون) ،يبحثون عن ضحايا ضعيفة ، لكي يُمارسوا عليهم جريمتهم ، وبذا يشعرون بأنهم أقوياء ومسيطرون على ضحاياهم .
وكذا هو الحال مع المرأة السورية التي تم اغتصابها وهي حاملٌ في الشهر الثامن ، ومن ثم قتلها المجرمان وابنها ..!! انها "مجرد" امرأة سورية ،لاجئة وضعيفة ومن سيهتم بشأنها؟!! هذا هو نمط تفكير المعتدين جنسيا ... بالقتل تنتهي القصة " ولا حد دري ولا حد شاف" ، على قول المثل الشعبي.
لا نعلم عدد ضحايا الاعتداءات الجنسية من بين الاطفال والنساء السوريات في بلاد اللجوء.. لكنني متأكد بأن نسبة الضحايا كبيرة جدا واعلى منها في المجتمعات البشرية المستقرة ... فأبناء، بنات ونساء الشعب السوري أصبحوا ضحايا محتملين وفي "متناول" المجرمين من كل القوميات والشعوب . بما في ذلك تزويج القاصرات السوريات من "أغنياء عرب"، وبيعهن مقابل ثمن بخس بالدولار الأخضر .
سيأتي يوم ، تتكشف فيه هول الجريمة التي يرتكبها الجميع بحق الاطفال والنساء السوريات، العراقيات ، اليمنيات وغيرهم من بلاد العُرب .. وهي –أي هذه الجريمة- أشدّ هولا من العمارات المهدمة والشوارع المفجرة ..
إنه الإنسان هو الضحية المُباشرة لإنعدام "أهون الشرّين " ...........!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموعُ أساتذة كلية الفنون..!
- والمخفي أعظم ...!!
- نساء ودماء...
- طولتوا الغيبة ..!!
- غسيل دماغ ؟؟ أم تلويث للدماغ ؟!!
- حذاء الست ..!!
- رشيد بوجدرة والغوغائية ..!!
- عندما تلتقي التقويمات .. حزيران ورمضان..!!
- مظلومية الحرباء ...
- الصمت البليغ ..!!
- حنين..
- مُتخمون ومُعدمون ..
- السحر هو الحل ..
- شُكراَ ايفانكا.. شكرا ميلانيا ..
- اسرائيل نظرة من الداخل .
- -أبو مُثنى- واسرائيل .
- أثرياء في الجحيم ..
- اعراسُنا واعراسهم ..
- تغريبةٌ واحدةٌ لا تكفي ..!!
- الأول من أيار يفقد هالته الرومانسية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسن محاجنة - في غياب أهون الشرّين ..