|
وادي العلاقي كنز مدفون بأسوان
هويدا احمد الملاخ
الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 23:50
المحور:
الادارة و الاقتصاد
العلاقي أسم يطلق علي سلسلة من الجبال تبدأ من شرقي القرقة ويحترق التلال العالية في الصحراء الشرقية في اتجاه شواطئ البحر الأحمر ، بجمهورية مصر العربية ، وتقع محمية وادي العلاقى على بعد 180 كم جنوب أسوان فى الجهة الشرقية من بحيرة ناصر ويمتد الوادي حوالي 275 كم في اتجاه جنوب شرق/ شمال غرب ومتوسط عرضه حوالى 10 كم وهو عبارة عن نهر جاف كبير كان ينبع من تلال البحر الأحمر وخاصة جبل علبة ويصب في الجزء الجنوبي من وادي النيل فى مصر وبعد بناء السد العالي وامتلاء بحيرة ناصر بالمياه عام 1967 دخلت المياه وادي العلاقى وأصبح جزءا من البحيرة ونتيجة انخفاض منسوب المياه فى السنوات الأخيرة بالبحيرة انحسرت المياه عن جزء كبير من هذا الوادي حيث تتوافر فيه الخضرة وترعى الحيوانات فيه صيفا وعلى تلال البحر الأحمر شتاءا وهناك نموذج ملائم من التنمية يتمثل فـي تشجير المنطقة بأشجار السنط ، وكذلك استخدام المياه الجوفية في الـري ، وتبعد محمية وادي العلاقى عن العاصمة المصـرية 950 كم .
وتحتوي جبال العلاقى كما جاء ذكره في كل كتب التاريخ علي مناجم من الذهب ، لذلك أُطلق على وادي العلاقي "وادي الذهب" حيث كان هناك أكثر من 12 منجما من الذهب في العلاقي وواديه تم حفره من قبل الفراعنة الأجداد ولازالت قائمة ومفتوحة حتى الآن وأشار إلي هذه الحقيقة المؤرخ المقريزي في كتاباته بان العلاقي كان مصدرا هاما للذهب والزمرد وكان مسمي العلاقي في عهد الفراعنة يسمي بالنوبي" أكي تا " وبالعربي معناه " تعالي من هنا " ، ظلت هذه المناجم مفتوحة حتى عام 1932 ، حتى صدر قرار من رئاسة مجلس الوزراء رقم 945 لسنة 1989 والمعدل بالقرار رقم 2378 لسنة 1996 م ، بمساحة إجمالية حوالي 22500 كم مربع للحفاظ على المصادر الوراثية للنباتات والحيوانات والطيور بالوادي والتأكيد على التنمية المتواصلة المبنية على أسس بيئية وقد تم تضمين هذه المحمية تحت قائمة محميات المحيط الحيوي تحت إشراف منظمة اليونسكو.
وتتميز محمية وادي العلاقى بأسوان بأنها منطقة خصبة للبحوث العلمية الأساسية ، وبخاصة تلك المتعلقة بدراسات الجيولوجيا والحيوان والنبات ، فقد كان الفراعنة يقومون باستغلال كثير من هذه الأعشاب الطبية والنباتات الموجودة فى وادي العلاقى واستخدامها فى أغراض مثل تحنيط الجثث والموميات التي وجدت سليمة حتى الآن ! والذي عجز العلم الحديث في الوصول إلى أسراره بالنسبة لفن التحنيط !! وكان التحنيط يتم بعد التخلص من الأمعاء ودهن الجثث بمزيج وخليط من هذه النباتات والأعشاب الطبية التي لازالت تسمي بعض هذه النباتات بأسمائها النوبية حتى الآن ويستفاد منها في علاج كثير من الأمراض مثل الحلف بر (الذي يعرف بالنوبي) ( نيجي برت) والذي يعالج البرد وأوجاع المعدة ، وكذلك (الجرض) الذي يعرف بالنوبي (جورت) والحرجل وكذلك الحنة وتعرف بالنوبي (كوفريه) علماً بأن بعض هذه النبات مستعملة حتى الآن في غسل الموتى ولترطيب الجثة لعدم التعفن لحين تجهيز الجثمان.
وقد تم تسجيل حوالي 92 نوعا من النباتات دائمة الخضرة والحولية مثل: الكلخ والحنظل والسينامكي والسواك وغيرها، إضافة إلى ذلك 15 نوعا من الثدييات مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع وغيرها ، كما يعيش بمحمية وادي العلاقى حوالي 16 نوعا من الطيور المقيمة مثل: الحباري والصقور والحجل والرخمة والعقاب والبط والنعام وغيره. وذلك بالإضافة إلى بعض أنواع من الزواحف مثل: الحيات والعقارب، كما تتميز بعدد كبير من اللافقاريات التي يعيش معظمها تحت الشجيرات مثل: النمل والخنافس التي لها دور هام في التوازن البيئي وخصوبة التربة، كما تهدف المحمية إلى الحفاظ على المصادر الوراثية للنباتات والحيوانات والطيور، والتأكيد على التنميــة المتواصلة المبنية على أسس بيئية سليمة.
لم تحظى محمية وادي العلاقى بالتطوير اللازم كما ينبغي ، لان جميع الوزارات تعمل بانفرادية، وليس لديها مفهوم للتنمية المستدامة للمحميات المصرية كلها بصفة عامة ومحمية وادى العلاقى بصفة خاصة ، وترتب على ذلك عدم الاستغلال الامثل للثروات الطبيعية والمعدنية العديدة، الموجودة بالمحمية، رغم وجود قرابة 42 محجرًا تضم الرخام والجرانيت، والتلك، والكوارتز، الجابرو والانديزيت والسربنتين والحجر الرملي النوبي ،بها تراكيب نادرة وتتوافر بها أحجار الزينه ومواد البناء والمعادن الاقتصادية الهامة ، كما يغطي الوادي وفروعه بالرسوبيات الحديثة من طمي ورمال تجعله خصيباً وصالحاً لنمو النبات البرية وللزراعة ، زعم كل تلك المميزات التي تحظى بها المحميــة نجد سكان محمية وادي العلاقى يعيشون حياة بدائية ، كما أن نقص العاملين بها، وعدم الردع القانونـي للمخالفين ساهم فـي مزيد من التدهور ، حيث يتم إخلاء سبيل المخالفين بكفالات مالية زهيدة ، لاشك أن عدم تطبيق قانون البيئة على المخالفين شجعهم على تكرار المخالفات التي تهدد ثروة قومية مثل محمية وادي العلاقى .
#هويدا_احمد_الملاخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناجم الذهب في أسوان ..إلى أين ؟ ج1
-
نحن والتاريخ
-
أسوان جسر التواصل مع أفريقيا
-
أهم المحميات الطبيعية في أسوان
-
التنمية الاقتصادية في أسوان .. ادفو نموذجا
-
التراث العراقي .. وهمجية عبدة الشيطان
-
رمز الصداقة المصرية السوفيتية في أسوان
-
تراث أسوان.. ورحلة الصمود
-
الجيش المصري وباب المندب
-
التحدي الأكبر للقارة الأوروبية
-
اليمن السعيد الى اين ؟
المزيد.....
-
تحرك جديد للمصرفين المركزيين السعودي والإماراتي يخفض الفائدة
...
-
كالكاليست: شلل في سوق العقارات في كريات شمونة وسط غياب خطط إ
...
-
now تجديد البطاقة الذهبية الجزائر من بيتك والشروط المطلوبة
-
الاحتياطي الاتحادي الأميركي يخفض الفائدة 0.25%
-
هذه خطة إيران لإنقاذ عملتها الوطنية
-
الخزانة الأمريكية تعلن فرض عقوبات جديدة ضد شركات روسية
-
-الذهب الأحمر-.. زراعة الزعفران في تونس، فرصة اقتصادية للمزا
...
-
شركات تضغط على المفوضية الأوروبية لاستمرار تدفق الغاز الروسي
...
-
مصر.. شركة حكومية تحدد سعرا كبيرا للدولار
-
المصانع الصينية تواجه خيارات صعبة مع رسوم ترامب
المزيد.....
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|