|
ليه يا ابن الوجود بتتصارع وتتقاتل مع ابن الوجود والوحدة هى أصل ومبدأ الوجود!
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 4298 - 2013 / 12 / 7 - 17:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنّ جميع الموجودات شيء واحد وكلّ كائن من الكائنات عبارة عن جميع الكائنات يعني أن كلّ شيء في كلّ شيء. لاحظوا أنّ الكائنات تكونت من الجزيئات الفرديّة وهذه الجزيئات الفرديّة تسير في جميع مراتب الوجود. فمثلاً كلّ ذرّة من الذّرّات الفردية الموجودة في هيكل الإنسان كانت في وقت من الأوقات في عالم النّبات وفي وقت من الأوقات في عالم الحيوان وفي وقت من الأوقات في عالم الجماد فهي على الدّوام تنتقل من حال إلى حال ومن صورة إلى صورة ومن كائن إلى كائن آخر في صور لا تتناهى في الطّول والعرض ولها في كلّ صورة كمال. وحركة الكائنات هذه مستمرّة. لهذا فإنّ كلّ كائن عبارة عن جميع الكائنات وغاية ما في الأمر أنه يقتضي امتداد مدّة حتّى يطوي هذا الجوهر الفرد الموجود في جسم الإنسان جميع مراتب الوجود ففي وقت من الأوقات كان ترابًا وكانت له انتقالات في الصّور الجماديّة وبعد ذلك انتقل إلى عالم النّبات وكانت له انتقالات في الصّور النّباتية وبعد ذلك انتقل في الصّور الحيوانيّة والآن جاء إلى العالم الإنسانيّ ليسير في المراتب الإنسانيّة ثمّ يعود بعد ذلك إلى عالم الجماد وعلى نفس التّرتيب يسير في جميع المراتب، ويتجلّى في صور كائنات لا تتناهى ويكون له كمال في كلّ صورة من الصّور. فقد كانت له كمالات جماديّة في عالم الجماد،وفي عالم النّبات كانت له كمالات نباتيّة. وفي عالم الحيوان كانت له كمالات حيوانيّة وله في عالم الإنسان كمالات إنسانيّة. إذن فقد اتضح أن كلّ جوهر فرد من الكائنات له انتقالات في صور لا تتناهى وفي كلّ صورة لا تتناهى وفي كلّ صورة يتجلّى له كمال من الكمالات ومن هذا يتّضح أنّ الكائنات كلّها واحد وأنّ عالم الوجود واحد. فلمّا كانت في عالم الوجود وحدة كهذه يا ترى أيّة وحدة تكون في عالم الإنسان؟ فمن الواضح بالبرهان أنّ هناك وحدة في الوحدة وأنّ الوحدة هي مبدأ الوجود ومنتهاه. هل يجوز مع وحدة العالم الإنسانيّ ووحدة جميع الكائنات أن يكون هناك نزاع وجدال في هذا العالم؟ ومع أنّ الإنسان أشرف الكائنات لأنّ الجسم الإنسانيّ له الكمالات الجماديّة وله الكمالات النّباتية ففيه قوّة النّمو وله الكمالات الحيوانيّة ففيه قوى الإحساس وله الكمالات الإنسانيّة ففيه العقل السّليم برغم وجود هذه الوحدة العظيمة فهل يجوز أن يتنازع ويتجادل؟ وهل يجوز أن يتحارب ويتقاتل؟ وجميع الكائنات في صلح بعضها مع البعض الآخر وجميع العناصر في صلح بعضها مع البعض الآخر والإنسان الّذي هو أشرف الكائنات هل يجوز أن يكون في نزاع وجدال؟. نلاحظ أنّ هذه العناصر عندما تلتئم في ما بينها تكوّن الحياة واللّطافة والنّورانيّة والرّاحة والاطمئنان وأنّ هذه الكائنات الّتي ترونها تعيش كلّها في صلح مع بعضها البعض فالشّمس والأرض في صلح والماء والتّراب في صلح والعناصر في صلح مع بعضها البعض لأنّ أقلّ مصادمة تحصل تحدث زلزلة مثل زلزلة سان فرانسيسكو وأنّ أقلّ مصادمة تحصل يحدث نتيجتها حريق عموميّ وتحصل جميع هذه الأضرار. هذه هي الحال في عالم الجماد إذن بعد ذلك نلاحظ كم من البلايا تحصل نتيجة المصادمة في العالم الإنسانيّ؟ خاصّة وأنّ الله قد خصَّ الإنسان بالعقل وهذا العقل هو أشرف الكائنات وهو في الحقيقة قوّة من قوى التّجلّيات الإلهيّة وهذا شيء ظاهر مشهود. . نلاحظ مثلاً أنّ جميع الكائنات أسيرة للطّبيعة وجميعها خاضعة لقانون الطّبيعة لا تتجاوز هذا القانون قيد شعرة فمثلاً هذه الشّمس مع عظمتها أسيرة للطّبيعة لا تستطيع تجاوز قانون الطّبيعة وكذلك الأمر في الأجرام العظيمة في هذا الفضاء الّذي لا يتناهى فكلّها أسيرة للطّبيعة ولا تستطيع أن تتجاوز قانون الطّبيعة.والكرة الأرضيّة أيضًا أسيرة لقانون الطّبيعة. وجميع الأشجار والنّباتات أسيرة للطّبيعة وكذلك جميع الحيوانات. فالفيل برغم عظمته وقوّته لا يستطيع أن يتجاوز قانون الطّبيعة. لكنّ الإنسان بحجمه الصغير وجسمه الضّعيف يستطيع أن يكسر قانون الطّبيعة ويقلّبها لأنّه مؤيّد بالعقل الّذي هو من التّجلّيات الإلهيّة فبموجب قانون الطّبيعة نرى الإنسان ذا روح ترابيّ لكنّه يكسر هذا القانون ويصير طائرًا يطير في الهواء ويصير سمكة تسير تحت سطح الماء ويبني سفينة يتسابق بها فوق سطح الماء. وجميع هذه العلوم والفنون الّتي عندكم والّتي تدرسونها في الجامعات كانت كلّها أسرارًا للطّبيعة ويفترض أن تبقى أسرارًا بمقتضى قانون الطّبيعة. لكنّ عقل الإنسان كسر هذا القانون وكشف حقائق الأشياء ونقلها من حيّز الغيب إلى حيّز الشّهود فظهرت هذه العلوم، وهذا شيء يخالف قانون الطّبيعة. فمثلاً القوّة الكهربائيّة سرّ من أسرار الطّبيعة المكنونة يجب أن تبقى خفيّة لكنّ عقل الإنسان كشفها وكسر قانون الطّبيعة وجاء بها من حيّز الغيب إلى حيّز الشّهود وحبس هذه القوّة العاصية داخل زجاجة وهذا شيء خارق للعادة ومخالف للطّبيعة، وهو يخابر من الغرب إلى الشّرق بدقيقة واحدة وهذه معجزة. ويأخذ الإنسان الصّوت ويحبسه في مسجّل الصّوت مع أنّ الصّوت يجب أن يبقى حرًّا لأنّ قانون الطّبيعة يقتضي هذا، وعلى هذا النّحو سائر الاكتشافات فإنّ جميعها أسرار للطّبيعة ويجب أن تكون بمقتضى قانون الطّبيعة مستورة. لكنّ عقل الإنسان الّذي هو أعظم تجلِّ إلهيّ يكسر قانون الطّبيعة هذا ويخرج دومًا هذه الأسرار الطّبيعية من أجهزة الطّبيعة نفسها. وإذا كنّا نمتلك قوّة إلهيّة كهذه فهل يجوز أن نكون كالحيوانات المفترسة، وكالذّئاب يمزّق بعضنا بعضًا ونصرخ وندعو إلى القتل والتّنكيل؟ فهل يليق هذا بمقام العالم الإنسانيّ؟ فلو أنّ حيوانًا يفترس فإنّه يفعل ذلك من أجل طعامه ولا عقل له ليفرّق به بين الظّلم والعدل وليست له قوّة مميزة. أمّا الإنسان فإنّه حينما يفترس فهو لا يفترس من أجل طعامه بل بسبب طمعه وجشعه. فهل يليق الآن بمثل هذا الوجود الشّريف أي الإنسان المستفيض من العقل وذي الأفكار العالية كهذه الأفكار والمحيط بهذه العلوم والفنون وبهذه الاختراعات العظيمة وبهذه الآثار العقلية وبهذه الإدراكات جميعها وبكلّ هذه الاكتشافات أن يدخل ميدان الحرب مرّة أخرى ويسفك بعضه دم البعض الآخر؟ والحقيقة أنّ الإنسان بنيان إلهيّ وليس بنيانًا بشريًّا فلو أنّكم هدمتم بناءً بشريًّا فلا شكّ أنّ صاحب البناء يتكدّر، كيف بالإنسان الّذي هو بناء إلهيّ إذا هدم؟ فلا شكّ أنّ هذا يكون سببًا للغضب الإلهيّ. ولقد خلق الله الإنسان شريفًا وفضّله على جميع الكائنات واختصّه بمواهب كلّيّة فأعطاه العقل وأعطاه الإدراك وأعطاه قوّة الحافظة وأعطاه قوّة التّخيل وأعطاه الحواس الخمس الظّاهريّة وأعطاه جميع هذه المواهب العظيمة وجعله مصدرًا للفضائل كي يسطع كالشّمس ويكون سببًا للحياة وسببًا للعمران ونحن الآن نغضّ الطّرف عن جميع هذه المواهب ونخرّب هذا البناء الإلهيّ ونقوّض هذا التّأسيس الإلهيّ من أساسه. والحال أنّنا لسنا أسرى الطّبيعة بل نحن الّذين نأسر أنفسنا ونتحرّك بمقتضى الطّبيعة. ففي الطّبيعة نزاع على البقاء فإذا لم يُربَّ الإنسان فإنّ النّزاع والجدال من مقتضيات الطّبيعة. وكلّ هذه المدارس وكلّ هذه الكلّيّات لماذا تأسّست؟ لقد تأسّست من أجل أن ينجو الإنسان من مقتضى الطّبيعة وأن يتخلّص من نقائص الطّبيعة وأن ينال الكمالات المعنويّة. نلاحظ لو أنّنا تركنا هذه الأرض على حالتها الطّبيعية فإنّها تصبح منبتًا للأشواك وتنمو فيها أعشاب غير نافعة أمّا عندما نربّيها فإنّها تصبح أرضًا طيّبة وتحصل على فيض وبركة عظيمة. وإذا تركتم هذه الجبال على حالتها الطّبيعية فإنّها تصبح غابة ولا تنمو فيها أبدًا شجرة مثمرة أمّا حين تربّى فإنّها تصير بستانًا وتعطي غلَّة وتعطي ثمرًا وتنتج منها أنواع الأزهار والرّياحين. إذن فلا يليق بالعالم الإنسانيّ أن يصبح أسيرًا للطّبيعة ولهذا فهو محتاج إلى التّربية وبصورة خاصّة إلى التّربية الإلهيّة. إنّ المظاهر المقدّسة الإلهيّة كانوا مربّين وكانوا بستانيّين إلهيّين حتّى يجعلوا هذه الغابات الطّبيعية بساتين مثمرة، ويحوّلوا منابت الأشواك هذه إلى حدائق أزهار. إذًا فما هو واجب الإنسان؟ واجب الإنسان هو أن ينجي نفسه من نقائص الطّبيعة تحت ظلّ المربّي الحقيقيّ وأن يتّصف بالفضائل المعنويّة. فهل يجوز لنا أن نجعل هذه المواهب الإلهيّة وهذه الفضائل المعنويّة فداءً للطّبيعة؟ والحال أنّ الله تعالى أعطانا قوّة لنكسر بها قوانين الطّبيعة ولنأخذ السّيف من يد الطّبيعة وننهال به على هامة رأسها. فهل يجوز أن نجعل أنفسنا أسرى للطّبيعة ونسير على مقتضى التّنازع على البقاء الّذي هو من الانبعاثات الطّبيعية فيمزّق بعضنا بعضًا كالحيوانات المفترسة ونعيش حياة لا يختلف فيها الإنسان عن الحيوان؟ في الحقيقة ليست هناك حياة أسوأ من هذه الحياة وليس هناك تحقير للعالم الإنسانيّ أسوأ من هذ التّحقير. وليس للعالم الإنسانيّ وحشيّة أسوأ من وحشيّة الحرب لأنّها سبب الغضب الإلهيّ وسبب هدم البنيان الرّحمانيّ. لذا كان من الضروري السعي من أجل السلام بين الدّول والملل لأنّ النّوع الإنسانيّ أمّة واحدة والجميع سلالة آدم وآدم واحد والجميع أبناء أب واحد وأفراد عائلة واحدة وغاية ما في الأمر أنّها عائلة كبيرة.ولو أمكن تصوّر وجود أجناس مختلفة في عائلة واحدة لأمكن القول بجواز الاختلاف والنّزاع ولكن ما دام الجميع أفراد عائلة واحدة فإنّهم لا يمكن أن يكونوا أجناسًا مختلفة. فالجميع بشر وكلّهم خلق الله وكلّهم سلالة واحدة وكلّهم أولاد آدم واحد. أمّا بالنّسبة للتّعصّبات الوطنيّة فإنّ الكرة الأرضيّة موطن لكلّ إنسان وهي موطن واحد لا مواطن متعدّدة وهي وطن واحد للنّوع الإنسانيّ أمّا الحدود الوهميّة الّتي لا أساس لها فقد اخترعها بعض المستبدّين في القرون الماضية وبها أحلّوا الحرب والقتال بين البشر وكان هدفهم الشّهرة واغتصاب الممالك ولهذا خلقوا إحساسات حبّ الوطن لترويج مقاصدهم الشّخصيّة . فلقد خلق الله كرة أرضيّة واحدة وخلق نوعًا إنسانيًّا واحدًا وهذه الكرة الأرضيّة موطن للجميع. ونحن جئنا ففرضنا حدودًا وهميّة مع أنّ هذه الحدود وهم من الأوهام. فلماذا يسفك الإنسان الدّماء من أجل هذه الخطوط الوهميّة ويقتل أبناء نوعه من أجل ماذا؟ من أجل محبّة هذا التّراب الأسود. في حين أنّ الإنسان يعيش بضعة أيّام فوق هذه الأرض وبعد ذلك تصبح هذه الأرض قبرًا أبديًّا له. فهل يليق أن نسفك كلّ هذه الدّماء من أجل هذا القبر الأبديّ؟ سوف يخفي هذا التّراب أجسامنا في جوفه إلى الأبد وهذا التّراب قبرنا فلماذا نتحارب ونتعارك من أجل هذا القبر الأبديّ؟ أيّة جهالة هذه؟ وأيّة ضلالة هذه؟ وأيّة غباوة هذه؟
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقطة ومن أول السطر!
-
تعليم المراهقين والشباب من خلال خدمة المجتمع
-
المضي قدمًا معًا للقضاء على الفقر
-
دستور أخلاقي عالمي
-
الهدف الأسمى هو وحدة العالم الإنساني
-
الروحانية نهج للحياة
-
الخطبة المباركة(لحضرة عبد البهاء) باللّغة العربيّة في تونون
...
-
نقطة تحول في مسيرة الحضارة الإنسانية
-
شمس الحقيقة
-
الإنسان وفصول الطبيعة
-
الأمم المتحدة تفحص اسباب العنف ضد المرأة والفتيات
-
موازين إدراك حقائق الأشياء
-
السلام أيها الإنسان في كل مكان
-
نحو الاتّحاد
-
لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها2-2
-
لماذا تتعدد الأديان وما سبب الاختلاف بين أتباعها1-2
-
تحزّب العالم تحت عباءة الدين 3-3
-
تحزّب العالم تحت عباءة الدين 2-3
-
تحزّب العالم تحت عباءة الدين 1-3
-
الدين واحد
المزيد.....
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|