|
معركة آيت عبد الله ...آخر معاقل الصمود 2
حمزة عبدالله قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 21:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
استمـــــرارالمــعـــارك في أيت عبـــــداللـــــــه:
استمرت المعارك إلى أن بلغ الإستعمار " ئد أكنيضيف" ثم قبيلة "أيت عبدالله" وراء سلسلة الأطلس الصغير - جبل لكست الأشم المجيد -، وأفترقت الجيوش الغازية حسب خطة مدروسة ليحتلوا أخر معقل الصمود ، والغاية إخضاع " أيت وارح " و" ئداوزكري"و " أيت عبدالله" والإستلاء على تافراوت والمناطق الثائرة الرافضة للإحتلال. وفي معركة : أيت عبدالله " حشدت الحماية ما تملك من جيوش قادمة من الجزائر وتيندوف ، كما وضعوا عدتهم في مكان يسمى ألما " alma " ب " ئدوسكا" ، وبدأت في تغرمان - tigharman- ودخلوا "سيدي والكناس :، واستمرت الرماية والقصف الهماجي بلا هوادة ، أمطرت " أنموكار ؤساكا " بالقصف العشوائي .. عشرات من الطائرات تقصف قرية " زغنغين " zghanghin، بوابل القدائف النارية المحرقة ، قنابل من الصنع المتطور تنقل جوا من المطار العسكري في "بنسركاو" بأكادير ، والقصف لم ينقطع على المجاهدين ، 18 طائرة حربية تمطر القرية بوابل من القنابل وذات الوزن 80 كلغ ، كل يوم من طلوع الفجر إلى غروبها ، ووزعت الطائرات إلى 6 أفواج كل فوج يشمل 3 طائرات ، وهدم منزل " أمعار - ك- عبلا " عن أخره ، ولازالت قنبلة في الندر المجاور لمنزله بقرية " زغنغين" مدفونة تركها المجاهد كتدكار على همجية القصف الوحشي. في تلك المعركة تحركت فيالق المجاهدين البواسل، من رجال القبائل القادمون من تافراوت ، و أملن ،و أمانوز، و أيت وافقا ، و ئمجاض، و أيت صواب ، وتاهالا ، و ئداكنيضيف، إلى ميدان القتال في جو حماسي مؤثر، يتهللون بالتكبير والدعاء ، غيرتهم هو تحرير أرضهم من الإحتلال الفرنسي، وعندما أرادت الجيوش الحامية اجتياز " أسيف -ن- أيت فايد " نحو " تازالاغت " طوقوا من طرف المجاهدين ، وسقط العديد الكثير من الجنود ، كما تكبدوا خسائرا جسيمة في الأرواح والمعدات . أزداد المتطوعون من القبائل عددا وألتحقوا بساحة المعركة ، منهم الشباب والشيوخ حاملين بنادقهم وقدموا مثالا في التضحية والشجاعة والصبر و الثبات، وخطب المجاهد " أمغار -ك-عبلا" في تلك الجموع معلنا الجهاد و القتال ببسالة وبجانبه في ميدان المعركة " سيدي أحمد أو عبدالله " من عائلة "الراجي " الذي يعتبر بكاتبه العام في تحرير الرسائل ومشاركه في السياسة والراي.
العـلامـــــة الشهيــد سيدي أحمد أو عبدالله " الــــــراجــــــي"
ولد العلامة المجاهد بقرية" أكرض ؤ ضاض" بتافراوت ، فوجد منه " أمغار -ك- عبلا" الشاب المطيع لدينه المحب لوطنه ، دافع عن الدين والوطن حتى الرمق الأخير ، درس بمدرسة " ئكضي" عن العلامة " سيدي أحمد او عبدالرحمان الجشتيمي" صاحب عدد من التراجم والمؤلفات الدينية والإجتماعية. وعمل مدرسا في إحدى مدارس قرية " تيتكي " بقبيلة " أيت عبدالله" كما جرت مراسلات بينه و بين " جينيرال كاترو" و " كوبان" و " جيرو" وجميع رسائله تحمل الطابع الإنساني للمجاهد الغيور، للمناضل الذي صمم على خوض المعركة وإعداد الرجال للمقاومة ضد الإحتلال. عرف العلامة بين قبائل تافراوت بصدقه و أخلاقه الفاضلة، نزيها في سلوكه بشوشا متواضعا في طبعه ، أخد العهد على نفسه أن يعلم الشباب ، ويربي فيهم روح التضحية والقتال ، وقد صلى صلاة الصبح بعدد من الرجال في مسجد القرية وأرشدهم قائلا : إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم و اموالهم بأن لهم الجنة (الاية) ... فمن ضرب بالرصاص من الخلف فهو خائن ، وخارج عن طاعة الله،ومن ضرب من الأمام مواجها فله أجر الشهادة وموعده الجنة أن شاء الله. وفي حصن ب " أكادير - ن - ئفركان " ظل العلامة المجاهد يقاتل الغزاة بشجاعة حتى سقط شهيدا ، برصاص قبطان فرنسي من جنود الإحتلال، وفرت الجموع المقاتلة في جو رهيب مشحون بالكأبة والأسى ، وسقط من الشهداء العدد الكثير من بينهم : 1- الشهيد سيدي احمد اوعبد الله الراجي من قرية اكرض اوضــــاض 2-الشهيد أكاير محمد بن علي من قرية اكرض اوضــــاض 3-الشهيد الحاج احمد نطالب الحسايني من قرية أنامـــر 4-الشهيد محمد بن براهيم الحسايني من قرية أنامـــر 5-الشهيد موسى بن مومن -ايت بوبكر- من قرية أنامـــر 6-الشهيد محمد بن عمر الطالبي من قرية أنامـــر 7-الشهيد عبد الله بن عثمان - ايت بن سعيد - من قرية أنامـــر 8-الشهيد أحمد بن سعيد السعيدي من قرية أنامـــر 9-الشهيد الحسن بن العسري من قرية إغالـــن 10-الشهيد علي أوهمو بن حمادي من قرية تيدلـــي 11-الشهيد سيدي بلقاسم بن محمد - ايت يحي - من قرية أنيــــل 12-الشهيد بوتسليك الحسن من قرية تامالوكـــــت 13-الشهيد بويفولوسـن محمد بن براهيم من قرية تيزغــــت 14-الشهيد أكناكاي المانوزي - جد الحسين المانوزي المختطف من والدته لم أتذكر اسمه كاملا 15-وشهيد آخر في ايت لعريم بتاهلا والقائمة طويلة اما المعطوبين والجرحى فعدد لا يحصى كما وقع اليزيد بن موسى { المنصوري } في الأسر واقتيد الى مكتب تافراوت المركزي - بتازكا - حيث عذب أشد العـــــذاب. وبعد الغلبة شرعوا في إلقاء القبض على المجاهدين والزج بهم في السجون ،حيث قيدوهم في اعناقهم بالسلاسل ، ووضعت الأغلال الحديدية في أيديهم وأرجلهم ، وصبروا على أنواع التعذيب والجوع غلى درجة أنهم رضوان الله عليهم يبحثون عن حبوب الشعير في روث البهائم عسى أن يجدوا ما يسدون به رمقهم ، إذ لا طعام ولا ماء يقدم إليهم إلا بقدر ما يضمن إستمرارهم في العداب ، أما الباقية من الناجين فقد ألتحقوا بالجبل وكونوا منظمة قامت بعمليات بطولية في تاريخ المقاومة المغربية، وقد فر من أستطاع الفرار وترك والده وزوجه هروبا من الموت في السجون، وطلبا للفداء تحت قيادة جيش التحرير البطل .
الـــقبـــض على " أمـــــــــغـــــــار - ك- عبلا" المنــــــــاضل :
ولما طال القتال واستمر أعواما وشهورا ، وتدخل الطيران مالت كفة فرنسا ، وغلبت أمغار عبدالله وقبيلته، وفر إلى حماية صديق له يسمى الحاج سعيد في قبيلة " تالمست" نايت توجات ، حيث تابعته فرنسا وأجيرت الشيوخ أن يكاتبوه ويطمئنوه ، ويطلبوا منه العودة و أنه في الأمان فلا خوف عليه ولا حرج، وعندئد رجع إلى قبيلته إذ لم تترك له فرنسا منفدا للهروب، وتسلمته للقوات الفرنسية بكيفيه يندي لها الجبين.
الـــــــــــــــــــــمــــــــــراجــــــــــــع
- وثيقة من مصلحة التاريخ ( حصن فانسي) في ملك الأستاذ أفا عمر ( ترجمها: ذ عصامي جابر ) .
- مدكرات في تاريخ المقاومة وجيش التحريرالمغربي( عبدالرحمان بن عبدالله الصنهاجي)
- مجلة التبادل الثقافي - العدد 3 ( مجلة داخلية تصدرها الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي ).
-جريدة المثاق الوطني ليوم ( 12 ماي 1984) العدد : 2225 - بقلم : حمزة عبدالله قاسم .
- طاقة ريحان من روضة الأفنان للأستاذ العلامة محمد المختار السوسي( ص24)
- لائحة شهداء معركة أيت عبدالله - سجلتها عن المرحوم ( الحاج منصور المومني ) من قرية أنامر.
- صورة الحاج عبدالله زاكور - تسلمتها من إبنه الحاج محمد زاكور الذي وفاه أجله يوم ( 4 أبريل 1993)
#حمزة_عبدالله_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معركة آيت عبد الله...آخر معاقل الصمود
-
اعلي المسار/ - أفلا - ن – تاسوكت-
-
المجموعات الغنائية الامازيغية – اسلان- موذجا
-
لمحة عن الإعلام الأمازيغي المكتوب جريدة - أدرار- نموذجا
-
فلسطين
-
تعليم الفتاة بجزولة
-
الموسيقار المجهول المحفوظ بن ابراهيم
المزيد.....
-
روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر
...
-
تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول
...
-
ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن
...
-
ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب
...
-
-الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب
...
-
أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد
...
-
البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي
...
-
موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
-
-شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو)
...
-
ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|