أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا















المزيد.....

واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4093 - 2013 / 5 / 15 - 00:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحديث اليوم عن مبادرة أمريكية جديدة يروج لها وزير الخارجية جون كيري لتحريك ملف التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين غير منقطع الصلة بما يجري من حرب في وعلى سوريا والتداعيات المستقبلية لها.ففي منطقة الشرق الأوسط تتداخل القضايا وتتشابك،يتداخل الماضي مع الحاضر،الديني مع الدنيوي ،الاقتصاد مع السياسة ،الأيديولوجيا مع المصالح ،وأيضا تتداخل القضية الفلسطينية مع نفط الخليج والصراعات المذهبية ومع ما يسمى بالربيع العربي والإرهاب الخ.ولذا لا يمكن لمن يتعامل مع مشكلة الشرق الأوسط ،وخصوصا الدول الكبرى، إلا أن يأخذ بعين الاعتبار كل هذا القضايا.
فمنذ التوقيع على اتفاقية الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس أصبح من الواضح أن شيئا ما يجري لتحريك ملف التسوية في الشرق الأوسط وتأكد ذلك من خلال جولات جون كيري المكوكية والتي توجت بطرح ما يسمى بمبادرة كيري لإحياء عملية التسوية ،ثم جاء القبول العربي بمبدأ تبادل الأراضي وتأكيد القيادة الفلسطينية بموافقتها على هذا المبدأ لتصبح الصورة أكثر وضوحا. إن كان كيري يتحدث عن مبادرات حسن نية من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تساعد الطرفين على العودة لطاولة المفاوضات،كتجميد الاستيطان مؤقتا ومنح السلطة الفلسطينية مزيدا من الصلاحيات في مناطق فلسطينية مع إغراءات اقتصادية تقدمها واشنطن والجهات المانحة للسلطة لتنشيط الاقتصاد الفلسطيني،مقابل عودة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات ووقف الخطوات الفلسطينية نحو المنتظم الدولي ومؤسساته وخصوصا نحو محكمة الجنايات الدولية ،ومتشجعا بنظام رسمي عربي – جامعة الدول العربية - تقوده دولة قطر ،نظام بات أكثر طواعية للإستراتيجية الأمريكية في المنطقة بل ومستعد للذهاب بعيدا في المساومة على القضية الفلسطينية ،بالرغم من ذلك فإن الخفي من الحراك الأمريكي – العربي أكبر بكثير مما هو معلن ،ذلك أن تحريك الملف الفلسطيني ليس هدفه حل القضية الفلسطينية بل توظيف تحريك ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للتفرغ لقضايا أكثر أهمية إستراتيجية من وجهة نظر واشنطن وأنظمتها العربية .
إن ما يجري هذه الأيام يُذكرنا بما جرى قُبيل غزو العراق عام 2003، ولكن يبدو أن العرب لا يقرؤون ولا يستفيدون من التاريخ حتى المعاصر منه ، وفي ظني انه في زمن الثورة المعلوماتية وانتشار التعليم لم يعد مجالا للحديث عن تخلف وجهل القيادات والنخب العربية لأن الحديث عن جهلها وتخلفها يكون مبررا لتبرئتها من المسؤولية عما يجري،فهي قيادات تُدرك ما تفعل وتعلم جيدا نتائج أفعالها ولكنها تنحاز لمصالحها ومصالح القيادات باتت تلتقي أو تتقاطع مع المصالح الغربية في المنطقة وأحيانا مع المصلحة الإسرائيلية ،وبالتالي فالرؤية الرسمية العربية المبنية على المصلحة ليست رؤية الشعب المعبرة عن مصالح الشعب وثوابته الوطنية ،ولم تختلف الصورة كثيرا في زمن الانكشاف العربي أو ما يسمى بالربيع العربي حيث التحالف والعلاقات الإستراتيجية بين واشنطن لا يستثني أحد من الأنظمة العربية القائمة.
قُبيل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 كانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قد وصلت لطريق مسدود وكان الوضع في فلسطين محتقن،وبعد كامب ديفد الثانية تجاهل الرئيس الأمريكي القضية الفلسطينية وكان القرار الأمريكي الإسرائيلي بالتخلص من الرئيس أبو عمار ومن سلطته.ولكن ولأن واشنطن كانت تتهيأ لغزو العراق وتقوم بتحريض العالم على نظام صدام حسين وتُلصق به كل التهم التي ثبت أنها غير صحيحة مثل امتلاك أسلحة دمار شامل والعلاقة بتنظيم القاعدة الخ ،وكانت تحشد الجيوش لغزة العراق ، ولأنها كانت تعرف أن غزو العراق لن ينجح بدون موافقة بل ومشاركة رسمية عربية ،وأن العرب سيكونون محرجين بالمشاركة في احتلال أمريكي للعراق ما دامت فلسطين محتلة وعملية السلام متوقفة ،لذا تحركت واشنطن لتهيئة الأوضاع عربيا من خلال تحريك عملية المفاوضات مجددا ،وكان ذلك على مسارين : الأول من خلال الطلب من العرب التقدم بمبادرة سلام وهذا ما تم مع مبادرة السلام العربية التي تم تبنيها في قمة بيروت في مارس 2002،والمسار الثاني من خلال التقدم بمبادرة تسوية وهذا ما تم من خلال خطة خارطة الطريق التي تم التقدم بها للسلطة الفلسطينية في ديسمبر من نفس العام .وسط الانشغال العربي والفلسطيني بالمبادرة العربية وبخطة خارطة الطريق حدث الغزو الأمريكي للعراق بعد أشهر – مارس 2003 -والذي لم يقف عند حد إسقاط نظام صدام حسين بل أدى لتدمير الدولة والمجتمع العراقي وخلق الفتنة المذهبية والتي ما زال العراق يعاني من تداعياتها بالإضافة إلى انتشار القواعد الأمريكية في الخليج .
اليوم يتكرر السيناريو نفسه ولكن هذه المرة مع سوريا – وقد صدق صدام حسين عندما حذر الحكام العرب الذين تآمروا عليه مع واشنطن بان مصيرهم سيكون كمصيره – فبعد أن هيأت واشنطن المناخ النفسي والإعلامي واللوجستي لتدخل عسكري ضد سوريا ملصقة بالنظام السوري كل التهم وأخرها استعماله لأسلحة كيماوية ،تريد أن تضمن سكون الجبهة الفلسطينية والعربية الشعبية وهو الأمر الذي عملت عليه من خلال ثلاثة مسارات :-
أولا: ضمان إخراج حركة حماس وقطاع غزة من جبهة المقاومة وضمان عدم تدخلهم في حالة حدوث أي هجوم أمريكي أو إسرائيلي على سوريا أو لبنان أو إيران ،وهذا ما تم من خلال اتفاقية الهدنة التي تم توقيعها برعاية مباشرة من الرئيس المصري محمد مرسي وتم الإعلان عنها في مؤتمر صحفي حضر فيه وزير الخارجية الأمريكي يوم 22-11-2012 بعد العدوان الأخير على قطاع غزة وهو عدوان جاء بعد أيام من زيارة أمير قطر للقطاع ،وأيضا من خلال سحب حركة حماس من المربع السوري الإيراني وحزب الله وربطها بمربع قطر ومصر وواشنطن، من خلال إغراءات مالية سخية من قطر ومن خلال وعود بمساعدة حركة حماس على الهيمنة على التمثيل الفلسطيني .
ثانيا :تحريك مبادرة السلام العربية بعد عشرة سنوات من الجمود مع استعداد لتنازلات جدية من خلال الإعلان عن القبول بمبدأ تبادلية الأراضي .
ثالثا : طرح مبادرة أمريكية سياسية جديدة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة لطاولة المفاوضات ،وهي مبادرة جون كيري المشار إليها .
لا غرو أن واقع حال منظمة التحرير لا يؤهلها للانقلاب على نهج التسوية وإن كانت تستطيع تحسين شروطها من خلال رفض تقديم تنازلات بأي شكل كان وعدم الانخداع بخطاب التسوية الذي تروجه واشنطن لان هدف واشنطن ومن خلال مبادرة كيري ليس حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،بل إشغال الفلسطينيين والعرب بمبادرة كيري حتى تتفرغ واشنطن للتدخل العسكري من خلال تحالف دولي في سوريا .لأن واشنطن تدرك أن الحرب في سوريا وما ستتمخض أكثر خطورة من كل التحركات العربية وما أنتجت سواء في تونس أو مصر أو ليبيا، فالحرب على سوريا ستكون لها تداعيات إستراتيجية كتداعيات الحرب على العراق أو أكثر،وسواء سقط نظام بشار الأسد أو تم تقسيم سوريا فإن تداعيات الحرب على سوريا ستؤثر على لبنان والأردن والعراق وإيران ,وعليه فإن التعامل مع مبادرة كيري يجب أن لا يعمينا عن رؤية الأهداف الحقيقية للمبادرة . ونتمنى من القيادة الفلسطينية الحذر من المناورات الأمريكية الإسرائيلية القطرية .إن الواقع يقول بأنه في ظل الحالة الفلسطينية الانقسامية والحالة العربية في ظل الانكشاف والتبعية المتزايدة للغرب ،لا يمكننا الآن فرض سلام عادل يحقق لنا ولو الحد الأدنى من حقوقنا المشروعة .
‏2013‏-05‏-14
[email protected]
www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة لا تمنح صكوك غفران لاحد
- تغيرات الهوية في المشهد السياسي العربي وتأثيره على خياري الم ...
- العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- ما بعد قبول استقالة سلام فياض
- اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية
- إشكالية المسألة الانتخابية في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل ...
- انتخاب مشعل والقمة العربية والتنافس على التمثيل الفلسطيني
- مهرجان غزة : الانتفاضة الوطنية المغدورة
- متغيرات البيئة التمكينية للمصالحة الفلسطينية
- غزة تستنهض الوطنية الفلسطينية مجددا
- البيئة التمكينية والفرص المتاحة للمصالحة الفلسطينية
- انجازات تحتاج إلى حاضنة وطنية
- هل الدم الفلسطيني رخيص لهذا الحد؟؟
- حرب الهدنة الإستراتيجية وترسيم الحدود
- المطلوب عقلانية فلسطينية وبطولة عربية للرد على العدوان الإسر ...
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في الدفاع عن القضايا الوطنية
- الانقسام الفلسطيني وتأثيره على المشروع الوطني
- أمير قطر يقطع شعرة معاوية في غزة
- التصعيد على قطاع غزة يضع حركة حماس أمام خيارات صعبة
- كتاب : النظرية السياسية بين التجريد والممارسة


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا