|
روميو وجوليت في بغداد، مسرحية تثير الجدل
فيحاء السامرائي
الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 01:50
المحور:
الادب والفن
"روميو وجوليت في بغداد"...مسرحية تثير الجدل "آه أيها الحب المستعر الصاخب... آه أيها الكره المحبب" بتلك الكلمات البسيطة العميقة، يختزل شكسبير ثيمتي مسرحيته روميو وجوليت، الحب والكره، وتتضح موضوعتها عبر علاقة حب متأججة لعاشقين، تصطدم بمعوقات عداء بين اسرتيهما، تحول دون سعادتهما، وتنتهي بهما الى قتل نفسيهما لتكون تلك نقطة تحول في حياة الاسرتين، يثبان حينها الى رشديهما، ويدركان أن لاجدوى من عداوة أفقدتهما من يحبان، ليكون الحب بالتالي ليس "جهداً ضائعاً" بل قرباناً للتسامح والمحبة، ونبذاً لضغينة وصراعات عدائية وخصومات. روميو وجوليت، بغدادين في بلد شكسبير بمناسبة مرور خمسة قرون على ولادة شكسبيرعرضت المسرحية العراقية "روميو وجوليت في بغداد" في مهرجان شكسبير العالمي، بتنظيم من شركة شكسبير المسرحية، وتعرض حالياً في لندن، بإدارة وتنفيذ شركة مسرح العراق، من تأليف وإخراج الممثل مناضل داوود، وتمثيل نخبة من ممثلين عراقيين محترفين وأخرين جدد، في محاولة لتوظيف ذلك النص العالمي المشهور، في طرح حالة عراقية سياسية اجتماعية، وإضفاء عرقنة ذات خصوصية للواقع العراقي اليوم، على تراجيديا شكسبيرية أوربية تاريخية بنكهة عراقية. يستهل المسرحية مدرس للتاريخ قائلا: ( سئمنا من رائحة القتل والدم...أحبوا بعضكم)، في خطاب مباشر الى الجمهور بضرورة احتكام الى العقل لا السلاح، غير أن اللجوء الى شخصية - مدرس تاريخ- ليكون رمزاً للحكمة ومبشّراً بالعقل والمحبة والإئتلاف، ينافي حال تاريخ لنا زاخر بعنف دموي وخال من معان سامية، مثل سلام واستقرار وراحة وتسامح، لأن مفاهيماً كالطغيان والقسوة والغزو وخلع الحكّام، مبصومة في تاريخنا منذ زمن الحضارات القديمة، واللجوء الى القتل والاغتيالات طمعاً بالسلطة، ظاهرة ينوء بحملها ماضي أرضنا، ولو كان المدرس مدرس فلسفة وحكيم فقط، لكان الأمر مبرراً منطقياً وتاريخياً، ولما وقعنا في مطب المغالطة المعرفية....وتتواصل المسرحية بمناظرات كلامية متشنجة و بخطاب يشبه ما يجري في البرلمان العراقي، بين والدي روميو وجوليت اللذين يرمزان الى طائفتي السنة والشيعة ومعاركهما من أجل السلطة، (بعد ثلاثين سنة، ما ننطيها هسة)، يغذّيها ارهابيون قادمون من وراء الحدود وقادة أمريكان، لتنتهي بتفجير الكنيسة التي لجأ اليها العاشقان جراء فعل ارهابي، وتكون النتيجة ندم زعيمي الأسرتين ودخولهما أنبوب المياه الآسنة (الديكور)، في دعوة لنبذ الطائفية وطرحها مع كل ما هو قذر ومقرف. تعامل النص مع قضية الطائفية ليس الثأر أو الرغبة في الانتقام ما يبعث على العداء بين الاسرتين البغداديتين هنا، بل التعصب الطائفي المذهبي، الذي يطرحه المؤلف المخرج في هذا المحفل الفني الثقافي، ويؤكد عليه بالقول:( لا نخجل من قول، نحن مخطئون) ويقصد بذلك تبني شعبنا للطائفية، (هاهي القضية مطروحة على شاشات الفضائيات وفي الاعلام العربي والغربي)!. في لقاءاتهم معنا، دأبت وسائل الاعلام الغربية، أبان إسقاط النظام، على سؤالنا: هل أنتم سنة أم شيعة؟...وقتها، كنا ننزعج ونؤكد لهم نحن بأننا عراقيون وحسب، كنا نرفض فكرة تصنيفنا في خانة مذهب أو طائفة معينة، باعتبار أن المسألة الطائفية ليست أساسية في حياتنا السياسية، بقدر ماهي قضية سلطة قامعه ومغيّبة للديمقراطية، تسببت على مدى حكمها، في سوء أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية، غير أن من يسعى الى تأجيج وتكريس الطائفية، جرّنا اليها جراً ونجح في جعلها محور صراعنا السياسيي والفكري، وجعل أغلبنا ينقاد نحوها دون وعي، وحتى عن وعي...ولا ريب أنها أصبحت الآن واقعاً، رغم أن الصراع (منذ ثلاين عاماً) لم يكن ضمن هذا الإتجاه...والملام الوحيد ليس من دخل عبر الحدود من قاعدة ومتطرفين وارهابيين فحسب، بل أيضاً من زرع تلك الفكرة وغذّى تلك العقدة، وهو من يستفيد من ثمارها الآن في إضعاف البلد وإشغاله والسعي الى تقسيمه، مشيراً اليها، كأنها سبب كل الصراعات الماضية في بلدنا...تلك موضوعة لا نريد ترسيخها لا عند متلقين عراقين، ولا أجانب في الخصوص، ونحن نعرف جيداً أن من كان يحكم البلد ليس من السنة فقط، وحتى اجتماعياُ، كنا كعراقيين لا نعير أهمية للطائفية، بدليل أن كثيراً من الاسر تترابط بعلاقات زواج من مذهبين مختلفين، فلو بيّن المؤلف أن من أججّ تلك العقدة هم نفسهم من أحتل العراق، وأراد لتلك التفرقة أن تتأجج وتتكرس...ويأتي ليقول بالتالي، أن سبب تخلف هؤلاء الناس وخلافهم وسيطرتنا عليهم، هو جهلهم، وتعصبهم لمذاهبهم ودينهم وقوميتهم، ولو تسنى للمؤلف أن يبيّن تلك النقطة الهامة، لأختلف الأمر قطعاً، لا أن يعرض الموضوعة بعمل فني على جمهور أجنبي دون قصد وبنيّة حسنة، نحن بذلك نقدم لهم بثقافتنا وفننا، اعترفاً بما يريدونه ( السياسيين)، وبما كنا ننكره. مشاهد عنف وجمهور أجنبي عنفوية الأحداث، دماء، رصاص، صراخ، تهديد، قتل، قنابل، تفجيرات، ذبح ومسدسات، تكون هذه الأمور مألوفة وعادية، رغم عدم تقبّلها واستساغتها من متلق عراقي، وربما عربي، الاّ أنها قد تكون كثيفة وثقيلة على متلق أوربي، كما حدث لمشاهد كبير السن في صالة العرض، أبدى انزعاجاً وتحرك هلعاً لأطلاق الرصاص، حتى وضعت إمرأته يدها على كتفه مهدّئة...ليس هذا خوفاً على مشاعر الأجانب، أنما ينبغي علينا معرفة نفسيتهم، كي ننقل رسالتنا اليهم بشكل سليم، وليس على علاّته، شاؤوا أم أبوا...كان بالامكان معالجة مشاعر عنف وكراهية وتعصب وحقد وغضب، ليس بالطريقة العراقية، أو بأفلام الأكشن وما تبثه قناة الجزيرة على شاشاتها من مشاهد موت يومي، بل بإسلوب فني وبلغة درامية رامزة، وبفضاء نص مسرحي بصري ديناميكي، أو بعرض لفيلم ومشهد وثائقي، يسمح لتأمل واستنتاج بعيد عن مباشرة، وترسانة سلاح ملأ المسرح... غزل ورقص وكوميديا عراقية تتميز كل شخصية من شخصيات شكسبير رغم تواضعها، بتعقيد وقوة إقناع وتطور، فشخصية جوليت الصغيرة الجميلة الخنوعة في البداية، غير عن شخصية جوليت العاشقة الذكية القوية، والرقيقة والمشوبة بالعاطفةعلى الدوام، وروميو المرح المغامر المتهور يتحول الى عاشق وشاعر ومسئول عن أفعاله، وغزلهما ليس معلباً كما بدا في المسرحية ( أحبك، أموت عليك) بل يرقى حين يصف معشوقته الى روح أخرى ( يا إلهي، إنها تعلّم المشاعل كيف تزداد إضاءة...جمالها بدا أثناء الليل كأنه جوهرة ثمينة تزين عنق زنجي)...ولاتخلو لغتنا (العراقية) العربية، من رقة مشاعر وكلمات غزل غنية ساحرة، وكان بالإمكان الارتقاء بالوصف البلاغي، وتبيان جمال العلاقة باللغة، بثقافة ننقلها الى الجمهور، وفي الخصوص لو كان أجنبياً، جاء ليقتنص شيئاً جميلاً، يبقى في خياله بعد العرض...أين مكان الحب العراقي المشحون بمشاعر جبارة وجياشة نادرة، لا يعرفها سوى العراقي؟ لماذا لم (يفجّرها) لنا المؤلف المخرج على المسرح؟...وما يناقض مشاهد العنف، مشاهد أخرى كثيرة للرقص، تهدف الى الترويح والتفريج عن الجمهور وليس الى التهريج، ولاستعراض التراث الفني العراقي الثر، بغناء جميل ورقصات كان من الممكن أن تكون ابداعية، غير مقتصرة على الهوسة والبريكي والبزخ وضرب القفا بالقفا...ولاشك أن هناك بون رحيب بين بساطة تولّد ابداعاً وبين سهولة تقود الى تسطيح، فبخصوص الكوميديا، تركزت على العنوسة والترمل وسمنة بدن غريبة (من الأسفل فقط) للمربية (زهرة بدن)، مما يذكرنا بمسرح التسعينات في العراق، وجمهور جاء ليضحك على حركات جسم ممثل أو بدانته أوغبائه وجنونه...هدفنا هو كوميديا ذكية تجعل مشاهداً أو مثقفاً عراقياً أو أجنبياً، يبتسم...والتراث الحكواتي الشعبي (الخنفسانة) وألف ليلة وليلة، في سياق أراده المؤلف أن يكون رمزياُ، وفي الخصوص ذكره للـ (الجريدي ) الباحث عن الدبس الذي هو قوت الشعب رمزاً، لم يكن استخدامه مقنعاً بدرجة كبيرة. المسرحية، ما لها وما عليها مما لا شك فيه، لا يظهر أي عمل فني للوجود الا ببذل جهد جهيد، وهذا ما حصل مع العاملين في هذه المسرحية بكل طاقمها، من ممثلين ومخرج وفنيين وموسيقيين، جهد يثمنون عليه، وفي الخصوص في بلد كالعراق، يصعب الذهاب فيه الى المسرح للتدريب بسبب الحالة الأمنية الخطيرة، والنظرة الضيقة المتخلفة للفنان، وإمكانيات العمل والانتاج المتواضعة، رغم ذلك، فأن نقد العمل يجيء ليس من باب التحبيط والتهبيط، بل من نافذة المحبة وإبداء وجهة نظر غير متحيزة وذاتية، لا تتوجب عتاباً وزعلاً من أي طرف...فلو أخذنا جانب السينوغرافيا، نرى أنها مبررة ببساطتها، واستخدام ديكور متواضع يفي بالغرض المطلوب، وكذلك تغيير الملابس من زمن الى آخر، من ثوب الى عباءة وحجاب و(بوشية)، ومن سروال الى (دشداشة وعقال)، بحسب الحالة السياسية والاجتماعية للبلد والمجتمع العراقي، كما أن قبة المسجد، خدمت غرضها بشكل جيد، والشراع كرمز على السلطة، ووجود الأمريكي في مشهد الكابوس وهو يقود ممثلاً يمشي بقنينة دم...الا أن حالة العرج المتبادلة بين الطائفي والأمريكي أو الارهابي غير مقنعة، طالما أن في البلد راهناً، محاصصة وارتهان لأجنبي وتخريب لأرهابي...ومما يربك النص، اقتناع أب جوليت الطائفي ببشاعة تعصبه اثر كلام عاطفي سحري، عن زاد وملح وقرابة تؤثر به أم جوليت عليه، وتجعله يطرد بصراخ غاضب، الارهابي باريس، خطيب ابنته، لنعرف بعد فترة أن هذا الوالد نفسه يريد أن يزوج ابنته من نفس الارهاب الذي طره قبل حين، فتهرب ابنته الى الكنيسة، التي تسمى بالنجاة، ربما لشهرة وتعاطف عالميين اكتسبهما ذلك المكان الديني المسيحي الحقيقي، إثر التفجير الغادر... ماذا تعلمنا وبماذا استمتعنا يقول المخرج ، السيد داوود، والذي اولى النص اهتماماُ نوعياً، أن الحقيقة لا يمكن أخفاؤها تحت الشمس، وما حدث عام 2006 من عنف ومذابح نتيجة حروب وتحريض من زعماء الطوائف، ظهر في النص بشكل جلّي، بغرض يرمي الى تجاوز تلك المرحلة، ونشر رسالة فحواها، أن الارهاب لا يمكن أن يتقات على دماء العراقيين طالما أن المصالحة والحوار شعار الجميع...ذاهباً الى حد التناقض مع النص الشكسبيري على لسان جولييت ( لقد ذهب الأمل وعزّ العلاج)، داعياً الى محبة تقهر الصراع الطائفي، والى مستقبل مشرق بألوان التعددية والتسامح، وذكر بأن الطائفية اليوم ربما انتهت وانقضت، فهل هي إذاً رسالة تحاكي واقع ماضوي فات أم مستقبل آت؟ هل ابتعد النص عن الروح الشكسبيرية، ومابقي منه سوى الأسماء والهيكل؟ وهل وصلت رسالة العمل الفني الى الجمهور؟...العراقي، ربما فهم ذلك، الاّ أنه لا يرغب في تذكير بأمر لا يهوى سماعه ولا يستهويه، إن كان حدثاً مؤلماً في الماضي القريب أو خيبة كبرى أو حلم ضائع...أما الجمهور الأجنبي، فلا يرغب في عمل فيه رسالة لاتهمه شخصياً، وما يخرج به هو أن النزاع الطائفي هو سبب العنف في بلد كالعراق، وللغرب حق في فض نزاعات، ليس بين اسرتين كما في النص الشكسبيري، بل بين فئتين كبيرتين من شعب، أثّرت صراعاته حتى على علاقات الحب الشخصية...هذا بالنسبة الى النص المسرحي...وباقي جوانب الدراما الأساسية الأخرى، ما الذي أضافه لنا العرض المسرحي؟...ليس تفاؤلاً أوتشاؤماً ما خرجنا به، بل فخر بأن هناك حركة خيّرة وفنية، تتهيأ لها فرصة عالمية، تقيّم إيجابياً، مهما كانت..بوركت كل الجهود. فيحاء السامرائي
#فيحاء_السامرائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعارنا، لا حرامي ولا اوبامي
-
آنيت هينمان...صوت يعلو على أصواتنا
-
حمندي
-
و...يحمل آلام القصيدة
-
العودة الى الوطن
-
السينما العراقية بعد 2003...رحيل وتذكر - الرحيل من بغداد
-
سيدة الشرفة
-
البعد الانساني في فيلم (إبن بابل)
-
نفحات من ميدان التحرير (شهادة شاهدة عيان)
-
كسر القيد يتطلب قيماً
-
غائب يحضر لأول مرّة في لندن
-
وطننا لبس حراً وشعبنا ليس سعيداً
-
خربشة على مسلّة (منفى بي)
-
في سرير أول يوم من أيام السنة الجديدة
-
يوم الكتاب العالمي
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي يؤلف أغنية لصاروخ -أوريشنيك- (فيديو)
-
بعد سقوط الأسد.. قرار جديد من نقابة الفنانين في سوريا
-
فنان العراق ضياء العزاوي يتوج بجائزة -نوابغ العرب- لمسيرة تف
...
-
الإمارات تعرض باليه -كسارة البندق- الروسية
-
استقبل الآن “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما
...
-
لماذا أصبح أفضل كازينو على الإنترنت جزءًا من ثقافة اليوم
-
لماذا يتراجع الاهتمام باللغة العربية؟
-
أفلام عربية مشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي
-
اختيار فيلم فلسطيني بقائمة لترشيحات جوائز الأوسكار
-
شغف المسرح يعيد الأخوين ملص إلى دمشق: تحدينا نظام الأسد في ع
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|