أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - مذكرات طالب جامعي














المزيد.....


مذكرات طالب جامعي


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


مذكرات طالب جامعي
عبله عبد الرحمن
كثيرا ما تذهب بنا الذاكرة الى محطات ليس مهما ان تكون بعيدة، وليس مهما ان تكون مؤثرة، لكنها تبقى مهمة لانها تحمل ابتسامة مستمرة، نعود فيها الى حيث السنابل وعصفور صغير يخط بقدميه النحيلتين جدران الزمن. كثير من الاحيان لا تكون محطاتنا اكثر من دردشة عصفورين التقيا على حافة سلك، يكون قاتلا لهما اذا ما زحفت احدى اقدامهما او زحف الحوار مديدا بهما الى ما لا يتوقع او يشتهي احدهما من الاخر.

المحطات الدراسية من المحطات المشتهاة في ذاكرة معظمنا بالرغم من اننا نكابد فيها جلد الدراسة، والصحو المبكر، والمصروف القليل الذي لا يكاد يساوي الجزء اليسير من عنتريات ومغريات لا حصر لها في مشوار الطالب ايما كانت مرحلته الدراسية، لتبقى هي الشرفة الجميله التي تتكلل بالاحلام العريضة وغير المحصورة بالزمان او المكان، نكون انقياء اكثر حين تكون احلامنا ما زالت بكرا في جس الاشياء وولوج العتبات.

نضحك حتى تعلو ضحكاتنا فتخترق جدران الخزان في ذاكرتنا فنُبلغ ونُسمع اصواتنا الى من يهمنا امرهم علنا لا سرا، تفيض من الذاكرة حبات السنابل وضحكات الايام، وحين استذكر حالي وانا طالبة اغوص بمقعدي خوفا من استاذ جامعي لم يكن يوفر احد ما من لسانه السليط وكنت قبل دخولي الجامعة اتخيل صورة الاستاذ الجامعي متمتعا بهالة عالم او باحث حتى وجدت ان الكثير من الاساتذه الجامعيين عملهم اداء وليس ابداع، حين بادرني بالسؤال وكنت ابتهل الا يكون نصيبي من هذه القصيدة شرح ذلك البيت الشعري الذي يبدأ: يا علقي، الحقيقة انني كنت اخاف ان اعلق في لسانه كما علق غيري من الطلاب وينالني من الشتائم ما نالهم، فوقعت في المصيدة واخذت الون بالكلام وانا اجيب على سؤاله حتى اتجنب قول لا اعرف معنى البيت الشعري الى ان لاحظت ان الطلاب اخذوا يدونون ما اقوله بعد ان قنعوا بإجابتي وكأنها الاجابه النموذجية لبيت الشعر، الى ان نهرهم المحاضر وقال لهم لا امسحوا ، فسألت: لماذا؟ وكنت بقرارة نفسي اعرف ان اجابتي غير صحيحة.

تتلون الاحداث والشغب الطلابي الى الحد الذي ما زلت اتوارى خجلا من نفسي كلما تذكرت بأنني قدمت نشاطا الى استاذي الجامعي حول موضوع كنت اتوقع ان يكون مجرد مشاركة دون الحاجة الى لمه في نهاية المحاضرة اذ ان موضوع البحث كان يتعلق بتفسير وشرح سورة سيدنا يوسف وبشكل محدد الاية القرانية "وهمت به وهم بها" وكنت طوال الوقت لذي امضيته في مكتبة الجامعة وبشكل خاص في كتاب تفسير "الجلالين" وحالي لا يشبه الا حال سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت وهو يقرأ على اشقائه الرسالة الخاصة بهروب والده ولسانه يقول عبارة الله الله الله اذ ان شرح الاية كان فيه اسهاب ما بعده اسهاب في تفاصيل التفاصيل الى الحد الذي سولت فيه نفسي الى اسقاط المادة حرجا من استاذي بعد ان اسلمته الواجب المطلوب واسلمت لنفسي ذكرى لن تفتر.

وشريط الذكريات يكر بي تذكرت دموعي وانا اقف على عتبة مكتب استاذي الجامعي وكانت له هالة الباحث او العالم وكان عراقي الجنسية اذ انني وبعد كل المجهود الذي بذلته في الدراسة وجدتني لا افلح في تحصيل العلامة التي ارضاها لنفسي فأخذت اجادله ودموع عيني تغادر مكانها الاصلي وتسيل على خدودي حتى لا استطيع ان الاحق إخفائها، وهو يسمعني ويستغرب من نقدي لأسئلة الامتحان حين اخبرته ان اسئلة الامتحان كانت عناوين وليست تفاصيل، ربما عرفت الآن ان دراستي كانت تحتاج الى تركيز اكثر بالرغم من انني كنت افقد بوصلة المادة رغم كل المجهود الذي بذلته وكانت المادة (مقدمة في تشريح جسم الانسان).
لا ادري لماذا نغادر الى بطون الذاكرة لنكسب بعض من ريح طيبة وننسى اننا في اقصى رياحنا الطيبة، نكون سعداء اكثر اذا استطعنا ان نتفاعل مع ما يجري معنا من احداث بأقصى طاقاتنا وأحلامنا وبعقول متفهمة حتى نكسب الحاضر وننعم بالمستقبل.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحائف افكارنا
- الوداع يليه وداع
- زواج مبكر.. طلاق مبكر
- فنجان قهوة
- دفاترنا العتيقة مرآة لنا
- حزن ازهار الربيع
- صورة من ارادة المرأة
- بطاقة دعوة
- وردة حمراء في عيد الحب
- الصحفيون على ذمة التحقيق
- ارض رطبة.. وربيع عربي
- عزيز الدويك.. وشكل النضال الفلسطيني
- خطوات على استحياء
- حظ لم يأتي بعد
- شرارة الحياة
- اما العلانية .. واما تجارة الاكفان
- المرأة والانتخابات وسكين الكوتا
- كلام هامس
- حب خلوي
- مياه الربيع العربي


المزيد.....




- موسيقى من أصوات البيئة
- ” هنا” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2024 على النايل سات وعرب ...
- القضاء الأمريكي يسقط دعوى القتل الخطأ عن الممثل أليك بالدوين ...
- فنان مصري يطالب عبر RT بحل لأزمة عقار يقطنه
- حلم على جنبات الشام أم عيد؟ تفاعل الشعر مع انتصار الثورة
- لماذا يلجأ بعض صنّاع السينما للتعقيد؟ ريتا تجيب
- مكالمة مسربة تتسبب في إحراق مدرسة راغب علامة والفنان يتهم ال ...
- أغرب من الخيال.. بلاد ما بين النهرين مزار لرسل من كوكب -نيبي ...
- مسلسل المدينة البعيدة الحلقة 7 مترجمة قصة عشق
- أثار غضب جمهور -حزب الله-.. راغب علامة يكشف حقيقة تسجيل صوتي ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - مذكرات طالب جامعي