مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 11:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تجتاح الشرق الاوسط وعلى الاخص الدول العربية حركة تغيير واحتجاج جماهيرية واسعة ادت الى نجاح التغيير في بلدين ولنظامين كانا يعدان من اكثر الانظمة المستقرة في المنطقة وكانا يحصلان على دعم كبير من الولايات المتحدة الامريكية ، على الاخص مصر التي كانت تحصل على مليارات الدولارات على شكل مساعدات – قمح - للحفاظ على امنها الغذائي الهش بسبب التعداد السكاني الهائل الذي لايتناسب مع شريان النيل ، المصدر الرئيس للمياه في مصر .
خلال الاشهر الماضية اندلعت في بلدان اخرى العديد من التظاهرات التي تطالب بالتغيير ، ورفعت الجماهير شعارات بدأت بالاصلاح ثم انتقلت الى شعارات اشد تطالب بتغيير الحكومات واسقاطها واشتهرت عبارة : الشعب يريد اسقاط النظام ، لتسري مسرى النار في الهشيم ، فاصبحت الانظمة التي اعتادت على المحافظة على كراسيها بقوة الامن والبوليس والحديد والنار والتعذيب تهتز وتترنح تحت طائلة صراخ الجماهير المطالبة باسقاطها .
ليس مستغربا ان تطالب الجماهير باسقاط انظمة عاثت فسادا في البلاد وسلبت حرية المواطن حتى افقدته كرامته وجعلته اسيرا للاجهزة القمعية والبوليسية وهدفا للابتزاز والتعذيب.
وبسبب عمق ازمة الانظمة الدكتاتورية ، لم تجد تلك الانظمة بدا من اللجوء الى القوة وضرب الجماهير بالاسلحة الفتاكة ، وهكذا نتابع اليوم محاكمة رموز النظام المصري على ما اقترفوه من جرائم بحق الجماهير ، بدء ً من معركة الجمل حتى سقوط النظام تحت ضغط الاحتجاج الجماهيري العارم.
ان اليوم الذي يطلق فيه اي نظام طلقة واحدة باتجاه المواطنين العزل سيكون تاريخ اول يوم في العد التنازلي لسقوطه.
لاشك ان مواجهة الاحتجاجات تبدأ بالهراوات وتتطور شيئا فشيئا من معركة ( جمل ) الى معركة خنادق و بنادق ومن ثم معركة دبابات وطائرات ، لكن الطلقة الاولى باتجاه المواطنين ستكون هي الاشارة التي تعلن سقوط الحكم ، فالفساد المالي والاداري وانتهاك حقوق المواطنين مسامير تدق في نعش النظام يوما بعد اخر ، ولن يطول امد سقوطه .
شعوب المنطقة ستفرض على الحكومات تباعا فسح المجال امام المنظمات والجماهير لكي تحصل على فرصتها في الحكم ووجوب تنحي ديناصورات السياسة ، والا فان يوم رحيلها الى مزبلة التاريخ قريب جدا ، اقرب مما يتصور البعض مهما جمع من اموال واتباع واعوان واقارب ومرتزقة.... وقد اعذر من انذر
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟