|
رجال في الشمس / رواية الشهيد غسان كنفاني ... الجزء الأول
مهند صلاحات
الحوار المتمدن-العدد: 870 - 2004 / 6 / 20 - 06:05
المحور:
الادب والفن
الهدف من نشر هذه الرواية التي تحمل قيمة رمزية جسدت تاريخ الهزائم التي خاضتها الجيوش العربية هي محاولة لنشر أعمال الأديب والكاتب المسرحي والروائي القاص والكاتب السياسي والأشتراكي المتمرس والمقاتل لأجل الحرية والاشتراكية والانسانية الشهيد غسان كنفاني والرواية ستأتي في خمسة أجزاء تنشر عبر الموقع وذلك لكبر حجم الرواية وروعتها لقد كانت هذه الرواية من أكثر الروايات التي نالت شهرة من أعمال غسان كنفاني وقد تم انتاجها سينمائيا في فلم يحمل اسم (المخدوعون) ونال الفلم ايضا سمعة طيبة "رجال في الشمس" هي الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، والرواية تصف تأثيرات نكبة فلسطين سنة 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة، وهي تقدم الفلسطيني في صيغة اللاجئ –كما يرى الناقد فاروق عبد القادر- وهي الصيغة التي يطورها غسان كنفاني في روايتيه التاليتين "ما تبقى لكم" حيث يقدم الفلسطيني/الفدائي، و"عائد إلى حيفا" حيث يقدم الفلسطيني/الثائر، متمشيا بذلك مع تطور القضية الفلسطينية ذاتها.
مع شخصيات الرواية : لا بد من الدخول في توضيح شخصيات الرواية حتى نستطيع توضيح رمزيتها للقارئ كما عرضها منير عتيبة في مقالة له في موقع الاسلام اون لاين
أبو القيس.. البحث عن شجرات الزيتون..!!
"أبو القيس" هو أول الشخصيات التي تعرضها الرواية، رجل فقد بيته وشجرات الزيتون التي يملكها وأصبح يعيش مع زوجته الحامل وابنه الصغير في المخيمات، لا يجرؤ على التفكير في السفر للكويت حيث سافر الكثيرون وعادوا بالأموال التي حققوا بها أحلامهم الخاصة، "أبو القيس" شديد الارتباط بوطنه، يحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء.. "أبو القيس" رجل عجوز يخرج مضطرًا ولا يأمل كثيرًا في النجاح أو العودة الظافرة، لكنه يستجيب للضغط الذي يمارسه عليه أحد العائدين الأغنياء وحالة الفقر المدقع التي يعانيها هو وأسرته، فيودع زوجته وابنه ويسافر إلى العراق محاولاً أن يجد فرصة ليهرب عبر الحدود العراقية الكويتية من البصرة إلى الكويت ليحصل على النقود التي يبني بها بيتًا ويشتري شجرات زيتون جديدة.
أسعد.. المطارد..!!
أما الشخصية الثانية في الرواية فهو "أسعد"، وهو شاب مناضل تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، لكنه يحاول الهرب إلى العراق بمساعدة أحد أصدقاء والده القدامى، ذلك الصديق الذي يسلبه عشرين دينارًا ويتركه في منتصف الطريق واعدًا إياه بشرفه أن يقابله بعد المرور على نقطة التفتيش، ولا يفي بوعده، فيفقد أسعد ثقته في البشر جميعًا، لكنه يستطيع الوصول إلى العراق مصممًا على عبور الحدود إلى الكويت ليستطيع أن يكون ثروة يرد بها الـخمسين دينارًا التي أقرضها له عمه ليبدأ بها حياته ويتزوج ابنة عمه التي لا يحبها لكنها خطبت له يوم مولدهما.
مروان.. الغوص في المقلاة..!!
أما "مروان" فهو فتى في المرحلة الثانوية يضطر لترك المدرسة والذهاب إلى البصرة ليدخل منها إلى الكويت بمساعدة المهربين حتى يعمل وينفق على أمه وإخوته الصغار.. أخو مروان يعمل بالكويت، وكان يرسل إلى الأسرة ما يكفيها، لكنه تزوج وتوقف عن إرسال نقود، بل أرسل رسالة إلى مروان يقول له فيها: لا أعرف معنى أن أظل أنا أعمل وأنفق على الأسرة بينما تذهب أنت إلى المدرسة السخيفة التي لا تعلّم شيئًا.. اترك المدرسة وغص في المقلاة مع من غاصوا..!! وبسبب توقف النقود يقبل والد مروان الزواج من فتاة فقدت ساقها بسبب قنبلة في غارة يهودية؛ لأنها تملك دارًا من ثلاث حجرات بسقف إسمنتي، فيهرب بذلك من مسئولية أسرته، ويحقق حلمه بالحياة في بيت له سقف بدلاً من خيام اللاجئين، ويؤجر حجرتين ويسكن هو وزوجته الجديدة في الحجرة الثالثة.
أبو الخيزران.. القيادة العاجزة الانتهازية..!!
غسان كنفاني يرفض الثلاثة التعامل مع المهرب المحترف الذي يصر على أخذ خمسة عشر دينارًا مقدمًا من كل فرد؛ لأنهم يعرفون أن الدليل يمكن أن يتركهم في منتصف الطريق ويهرب.
ويلتقون بالشخصية الرئيسية الرابعة في الرواية "أبو الخيزران"، وهو مهرب يعمل مع تاجر كويتي كبير اسمه "الحاج رضا"، يقبل "أبو الخيزران" أن يهربهم مقابل عشرة دنانير من كل منهم بعد الوصول إلى الكويت (ويعقد اتفاقا سريا مع مروان على أن يأخذ منه خمسة دنانير) في سيارة الحاج رضا التي لا تفتش لأن جميع رجال الحدود يعرفونها ويعرفون الحاج رضا، وهم أصدقاء للسائق نفسه.
"أبو الخيزران" سائق ماهر، عمل في الجيش البريطاني، وعمل مع الفدائيين فأصيب بقنبلة أفقدته رجولته وأعطته كل مرارة العالم، فكره نفسه، وجعل كل طموحه في تكوين ثروة يعيش بها في هدوء وسكون بعد عمر من الحركة التي لا تهدأ، كان يشعر أنه فقد أهم شيء في حياة الرجل من أجل الوطن، لكن الوطن لم يرجع، ورجولته فقدت إلى الأبد.
أما السيارة فهي سيارة نقل مياه قديمة متهالكة وبها خزان ضخم فارغ هو ما سيختفي فيه أبطال الرواية الثلاثة ليعبروا نقطتي الحدود العراقية والكويتية.
الرحلة الرهيبة..!!
يقدم غسان كنفاني شخصية "أبو الخيزران" كنموذج للقيادة العنينة الانتهازية التي تدعي التفكير في المجموع في حين أنها تسعى إلى مصالحها الشخصية مهما تأذى الآخرون أو أضيروا..
يتفق "أبو الخيزران" مع الثلاثة أن يبقى اثنان فوق الخزان ويجلس معه الثالث، وهكذا بالتبادل طوال الطريق في صحراء ترسل شمسها شواظًا من لهيب قاتل، وقبل أن يصلوا إلى نقطة الحدود بخمسين مترًا يدخلون الخزان، وعليه أن ينهى الإجراءات فيما لا يزيد على سبع دقائق ثم يسرع بالسيارة ليخرجهم من الخزان بعد 50 مترًا من نقطة الحدود.
الأكذوبة.. والموت..!!
وتنجح الخطة في نقطة الحدود العراقية، يختبئون في الخزان، يكادون يختنقون، لكن الأمر رغم الجهد يمر بسلام، وعند الاقتراب من نقطة الحدود الكويتية يستعدون لأخذ ما يسميه "أبو الخيزران" بالحمام التركي، ويطلقون عليه جهنم، لكن موظفا عابثا يعطل "أبو الخيزران" ويصر أن يحكي له السائق حكايته مع الراقصة العراقية "كوكب" التي تحبه لدرجة العبادة بسبب فحولته كما حكى له الحاج رضا (!!).. ورغم المفارقة المؤلمة في الحكاية الخيالية فإن تلك الأكذوبة تكون السبب في موت الثلاثة اختناقا في خزان المياه بسبب تأخر "أبو الخيزران" عليهم.
لماذا لم تدقوا الجدران..؟!
يفكر أبو الخيزران في إلقاء جثثهم في الصحراء لكنه يتراجع حتى لا تنهشها الضواري ويقرر أن يلقي بها فوق أول مزبلة يقابلها على الحدود ليسهل اكتشاف الجثث ويتم دفنها، وبعد أن يلقي بهم فوق المزبلة ويسير قليلاً.. يعود ليجردهم من الساعات والأموال.. وينطلق بسيارته مبتعداً وهو يتساءل بدهشة: لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ وتردد الصحراء النداء الذي يؤكد سلبيتهم في مواجهة الموت؛ فهم حتى لم يدقوا جدران الخزان ليتم إنقاذهم حتى ولو سجنوا فهذا أهون من الموت.
يدين غسان كنفاني في روايته كل الأطراف التي تسببت في نكبة فلسطين، القيادات العاجزة، والقيادات الخائنة، والشعب المستسلم، والذين تخلوا عن الأرض ليبحثوا عن خلاصهم الخاص!!
عن الرواية
"رجال في الشمس" رواية قصيرة (110 صفحات من القطع المتوسط) لكنها محكمة، ليس بها كلمة واحدة زائدة أو موقف بلا معنى أو عبارة إنشائية، والكاتب لا يلجأ للشعارات أو المباشرة، ولكنه يوضح موقفه من خلال السرد الروائي الذي تتداوله شخصيات الرواية والكاتب، كما أنه يعتمد بشكل كبير على المنولوج الداخلي في سرد الأحداث، وواضح أيضا أن الكاتب استفاد من تقنية السيناريو السينمائي فحكى روايته بالصورة قبل كل شيء آخر، ولعل هذا من الأسباب المهمة التي جعلت المخرج المصري توفيق صالح يتحمس للرواية ويقرر أن يصنع منها فيلمًا سنة 1965 لكنه لا ينجح في ذلك إلا سنة 1972، وفى سوريا وليس في مصر.
المخدوعون.. أمانة تامة مع الرواية
قلت لتوفيق صالح: أنت لم تجامل نفسك عندما قلت إنك لم تشاهد فيلما في أي مكان في العالم كان أمينا مع العمل الروائي مثل فيلم "المخدوعون" المأخوذ من رواية "رجال في الشمس"؛ فقد التزم المخرج بالعمل الروائي تماما وبكل تفاصيله وبرسمه للشخصيات وتسلسل الأحداث فيه، ومع ذلك استطاع توفيق صالح صنع فيلم ممتاز حصل على العديد من الجوائز، وأرضى الجمهور، فأنت تجلس مشدودا لمتابعة أحداث الفيلم حتى ولو كنت تحفظ الرواية أو كنت قد انتهيت من قراءتها توًّا كما حدث معي؛ فهو يحافظ على إيقاع مشدود متوتر طوال الفيلم يساعده في ذلك موسيقى تصويرية جيدة، ولم تفلت منه الشخصيات ولم يضع لقطة واحدة زائدة أو في غير موضعها، كما أنه أضاف للرواية باستخدام إمكانات السينما ليعبر عن المعاني الرمزية والعميقة المختفية خلف السطور؛ ففي إحدى اللقطات مثلاً يموت أحد الفدائيين وتمتد يد مجهولة لتأخذ البندقية من يده المتشنجة أصابعها على قبضتها، وفي اللقطة الأخيرة من الفيلم نرى أصابع إحدى الجثث مضمومة بشكل يوحي بأنها قابضة على بندقية لكنها في الحقيقة فارغة وملقاة فوق القمامة ومن بعيد نرى خزانات البترول، كما أن توفيق صالح جعل الشخصيات الثلاثة تدق جدران الخزان لكن أحدًا لم يسمعها...
فوق "مزبلة التاريخ"..!!
يقول توفيق صالح: أعتقد أنه علينا أن نعرف من هي اليد المجهولة التي انتزعت منا السلاح فحدثت النكبة، وأعتقد أن القضية لن تعود إلى الحياة إلا بعد أن تقبض اليد الفارغة على السلاح وتستعمله، كما أن هؤلاء الرجال ماتوا فوق مزبلة التاريخ وهو يبحثون عن خلاصهم الشخصي بعيدًا عن المكان الحقيقي الذي يجب أن يكونوا فيه، ماتوا وهم يبحثون عن الفتات في مواجهة الثراء الفاحش المتمثل في خزانات النفط.
وقد سألني غسان كنفاني: لماذا جعلت الرجال يدقون جدران الخزان..؟
قلت له: ألستم تخطفون الطائرات لينتبه العالم إلى قضيتكم..؟
قال: نعم..!!
قلت: فأنا أرى أنكم تدقون جدران الخزان لكن لا أحد يسمعكم؛ لأنه لا أحد يريد أن يسمعكم وعليكم أن تجبروهم لكي يسمعوا ويفهموا..!!
ولا بد أن أشير إلى أن الفيلم أنتج سنة 1973 من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق، وهو بطولة عبد الرحمن القرشي وبسام لطفي وصالح خلقي، وتصوير بهجت حيدر وموسيقى صلحي الوادي. كما حصل الفيلم على الجائزة الذهبية بمهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية سنة 1973، واختير كواحد من أهم مائة فيلم سياسي في تاريخ السينما العالمية.
يمكن قراءة الرواية والفيلم قراءات متعددة لثرائهما الفني والفكري، لكن تظل إحدى الميزات الكبرى التي امتلكها الكاتب والمخرج الرؤية الثاقبة التي تنبأت بالمستقبل أو بشرت به أو دعت إليه فحدثت الانتفاضة وأصبح للفلسطيني صوت يسمعه العالم راضيًا أو مضطرًا...!!
#مهند_صلاحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدعارة آفة إجتماعية حقيقية بحاجة لعلاج
-
خطأ النظرة إلى المجتمع تؤدي إلى خطأ النظرة إلى الحياة / مفهو
...
-
أزمة المثقف العربي / غربة الوطن في الوطن
-
إعدام المواطن الأمريكي من الحدود الإسلامية على الكفار أم حدو
...
-
قرائة في كتاب -القضايا الكبرى-
-
قرائة سريعة في الاحزاب العربية وخروجها عن الصف الوطني
-
الخطاب القومي العربي ظهوره ونتائجه وانعكاسه على واقعنا
-
وصية لميت لم يمت بعد
-
هذا زمان سقوط الأقنعة
-
الانتخابات الأمريكية...ودورنا المغبون!!!!
-
ابن لادن... إسلام ضد الإسلام أم إسلام ضد الجميع ؟؟؟ سؤال يجب
...
-
صليب الملح... هل تسمعين يا فاطمة
-
الخرافات الدينية... الصكوك الأولى في التنازل عن فلسطين للدول
...
-
آلام المسيح أم آلام الشعوب
-
العلمانية ضرورة للتغيير في المجتمعات وخاصة العربية
-
علاقة المرآة بالمجتمع تستمد من علاقة الفرد بالسلطة
-
اغتيال احمد ياسين والبعد السياسي الدولي على المنطقة
-
القتلى والمقاتلون السكارى قرائة ادبية في مقتطفات من بستان ال
...
-
للقهوة صباح اخر
-
الفضائيات العربية لسان الراسمالية الناطق - المعلن والمبطن
المزيد.....
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
-
3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV
...
-
-مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية
...
-
NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD
...
-
بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص
...
-
بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص
...
-
حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024
...
-
ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة
...
-
بالصور.. ألوان رمادية تحول خيام غزة إلى لوحات فنية
-
-بيغ باد وولف 2024- يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب مع انط
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|