|
-تابرات - رسالة ابراهيم اخياط الشعرية
محمد ارجدال
الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 07:32
المحور:
الادب والفن
عندما نتحدث عن الشعر الأمازيغي ،يتبادر الى اذهاننا الشعر الغنائي المغنى سواء من طرف المجموعات الغنائية الحديثة او من طرف المغنيين والمنشدين التقليديين مثل ئمديازن وئنشادن بالأطلس وئنظامن والروايس بسوس حيث تطغى الصبغة الشفهية على معظم نصوصها مما يعرضها الى الإتلاف.لكن هناك صنف آخر من الشعر الأمازيغي آلا وهو الشعر المدون في الدواوين الشعرية حيث عمل الشباب الأمازيغي المثقف الذي تأثر بالثقافة الكونية على تدوينه مند أواخر ستينيات القرن العشرين إذ إستطاع الإعلامي أحمد امزال وضع اللبنة الأولى في مجال التدوين بديوان "امنار"سنة1969 ثم جاء بعده الأستاذ محمد مستاوي في اواسط السبعينيات بديوان"ئيسكراف" ثم توالت الكتابة والتدوين في ميدان الشعر الى اليوم .ومن بين الدواوين الشعرية الأمازيغية ديوان"تابرات" أي الرسالة للشاعر ابراهيم اخياط وإن كان الكثير يعرف الأستاذ اخياط في الساحة الثقافية الأمازيغية كفاعل جمعوي في إطار الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،لكن القليل هم الذين يعرفون أخياط الشاعر لأن تكوينه الأكاديمي كان علميا، استاذ لمادة الرياضيات . فما الذي دفعه الى نظم الشعر ؟؟ انه سؤال حيرني وبحثت عن الإجابة عنه فوجدت الأستاذ محمد شفيق قد وجد إجابة مقنعة لهذا السؤال في تقديمه لديوان "تابرات "هذا، حيث قال:( الا تعلمون ما الذي دفعه ! ... دفعته "الأيام الباردة"كما يقول صديقنا الصافي مومن علي ،في روايته المشهورة .لما حلك الظلام وصار ظلمات ،واشتد البرد وعاد صبارة،فأخصر الأيدي وأخصر الأقدام ،إذ ذاك ترك ابراهيم الرياضيات وترك كل مايعد ويحسب،وغاص في اعماق نفسه. قد يقال:" عجبا ! غاص في اعماق نفسه ! ...كيف ذلك ؟وما وجد فيها ؟!" وجدفيها الدفء! وجد فيها الضياء ! وجدفيها الحياة،حياةاطرد مجراها منذ اقدم الأزمان:وجد فيها حياة لساننا الأمازيغي! إن اللسان الأمازيغي، كلما تمكن من لب أحد لا يتركه وشأنه إلا بعد أن يكون قد حوله شاعرا ،لأن اللسان الأمازيعي كله حياة،كله حب،كله دفء للقلوب،جذوره ضاربة في اغوار هذه الأرض التي يحول الرياضيات شعرا ،ويحول الأنباء الرائجة فلسفة. هذا الشعر الذي استنبطه ابراهيم اخياط من اعماق نفسه ،لم يغص عليه ليدخره في طيات فؤاده، إذ "الخامل هو الذي لايعرفه الناس فيعرف بنفسه ! ".ثم إن اللفظ الجياش لأشبه شيء بالماء الفوار،إن لم يجدلنفسه منفذا،كسر السدود وانساب حيثما ساقه فورانه.) لقد صدر للشاعر اخياط ديوانه الأول هذا والذي يحمل عنوان (تابرات) الرسالة ضمن منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي وطبع بمطبعة المعارف الجديدة بمدينة الرباط سنة 1989 وهو عبارة عن ديوان من الحجم الصغير"كتاب الجيب" ويتكون من 84 صفحة ويضم بين دفتيه (26 ) ستة وعشرون قصيدة شعرية، وقد افتتح هذا الديوان بإهداء الشاعر وتقديم الأستاذ محمد شفيق واختتم بمعجم للمصطلحات، وتتخلل صفحاته لوحات ورسومات تشكيلية منسوجة بحرف تيفناغ . اما الغلاف الخارجي للديوان عبارة عن لوحة تشكيلية بالألوان وقد صممه واعده الفنان التشكيلي خالد قدور الى جانب الرسومات الداخلية . وقد كتب هذا الديوان بالحرف العربي الأرامي ويعود تاريخ نظم هذه القصائد الشعرية الى الفترة الممتدة مابين 1970 و1988 ومنها : Yghagh irifi (1970) _ lbrih ; tudart ; tabrat n tmazirt ; lmsaq n tbrat (1971) _amud ; tillas n dunit (1972) _ amzawag ; tabrat n tayri (1973) _rcagt ; timjiwict (1974)_yus n tafukt,; iggig ; asifsan ; adu ntudart (1981) _ timitar(1982) _tadiwi n làaql (1983) _talalit n ufrux ; tamazirt inu ;tafukt n lahcum (1986) _amkraz ; afgan akntar ; tarragt (1987)_lhcum nuzru(1988)
وقد اهدى الشاعرقصائد ديوانه الى كل قاريء عرف بأنها نابعة من أعماق فؤاده والى كل إمرأة تحفظ بيتا شعريا من اشعار اسلافنا الأمازيغ بل الى كل طفل امازيغي ورث عن ابويه حب الأمازيغية والإعتزازبها هوية وثقافة ولغة لأن هذه القصائد الشعرية ماهي إلا بذور لحياة طيبة وزكية على أرضنا الغالية . وكما قال الأستاذ محمد شفيق : ( في شعر صديقنا ابراهيم سيعرف نسيم الحياة من لم يعرفه ،وسيسمع ذوي الرعد من لم يسمعه قط ، وسيرى" الشمس مشعة رابضة فوقنا " في كبد السماء تنير كل شيء ، مخاطبة لنا ،آمرة أن اقرؤوا الرسالة التي ارسلتها اليكم تلكم الأرض التي تحت اقدامكم ،اقرؤوها ! " مخاطبة ايانا قائلة :"ان الزوابع ليست الا ريحا تنفخ ،فيها غبار يابس جاف !...الزمو الصعيد واتركوها تمر ،لاتخشاها الجبال ،ولا تخشاها السهول ،ولا تخشاها الأنهار، ولا تخشاها اسود وطنكم المجاوز عمرها ثلاثة الاف سنة! ...ايها الأصدقاء قراء شعر (الأستاذ الرياضي) قد يطول بنا الحديث ان نحن أردنا أن نقف على كل معنى من المعاني التي تزخر بها قصائد أصبحت ...ملكا لحلقة شعراء الأمازيغية ). فديوان"تابرات"او رسالة الشاعر اخياط هذه عبارة عن عصارة عقدين من الزمن(1970/1989) المليئة بالتجارب النضاليةخدمة للأمازيغ والأمازيغية عصارة (سنوات الجمر والرصاص)تلك الفترة العصيبة من تاريخ مغرب مابعد الإستقلال .و(تابرات) نداء الى كل امازيغي غيور ،محب لهويته،متشبة بلغته،ومعتز بأمجاده، للإهتمام بها وللدفاع عن حقوقها. فعلى كل امازيغي حمل هم لغته وثقافته ان يكون جديرا بهذه الرسالةحتى يبلغها أحسن تبليغ لينير بها الطريق لكل الأمازيغ وفي هذا الصدد قال الأستاذ الشاعر ابراهيم اخياط في قصيدة "تيميتار"صفحة 42من الديوان:
Lbaz yusin tabrat Yikkad afa ujarif Idus itbrat ihdat Yawid timitar n sbah Timitar an ad zrix Nanyi aqqlay n sbah Taghrit asd nkarn Tabrat nttat aygan Timitar n sbah Tabrat nghi aygan Agharas n sbah Ix tghrit tabrat aygan Ix ifaw ugharas n sbah.
وللأستاذ أخياط كتابات نثرية فكرية كثيرة نذكر منها : الأمازيغية الآن ورجال عرفتهم وغيرها كما اشرف على إصدار مجلة( امود )البدور وكذلك صحيفة (تامونت)كما شارك في العديد من الندوات الفكرية حول الأمازيغية.
#محمد_ارجدال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-تلا ايتماس- أخت العيال هكذا ترنمت حنجرة الشاعر الأمازيغي رش
...
-
-اغبالو-أو النبع الذي يتدفق شعرا
-
-أيناس- زهرة البراري الشائكة تفوح شعرا
-
-انكي- سيل جارف من القصائد الشعرية الأمازيغية الملتزمة
-
المرأة الأمازيغية عبر التاريخ
-
أية مساهمة الجمعيات التنموية في التنمية المستديمة للساكنة ال
...
-
الرومانسية في الشعر الأمازيغي
-
الصحراء المغربية:الأمازيغ والتاريخ
-
المقاومة النسائية من خلال الشعر الامازيغي
-
المرأة الامازيغية بين الأمس واليوم
-
الهوية الأمازيغية للصحراء المغربية من خلال الطوبونميا والأعل
...
-
تمدرس الفتاة القروية ودورها في التنمية البشرية
-
التواصل الثقافي الأمازيغي الحساني
المزيد.....
-
الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة
...
-
تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
-
روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب
...
-
-مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في
...
-
الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
-
أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
-
-صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
-
فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو
...
-
منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا
...
-
لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|