|
أصل الإنسان حيوان مفترس
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 11:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يبحث الفلاسفة دائما عن الأشياء التي تميز الإنسان عن الحيوان منها الضحك والتبسم والتفكير , ولكنهم لم ينتبهوا إلى أن هنالك علامات تقارب بين طبيعة الإنسان وتكاد أن تكون صفات الإنسان والحيوان متشابهة في التصرفات وغالبا في الشكل والمظهر , ولولا الألبسة التي إخترعها الإنسان لكان منظر الإنسان والحيوان واحدا وهم عراة . فالذئب يقتل بأعصاب باردة وكذلك وكذلك الإنسان يقتل بأعصاب هادئة وباردة ويسلخ الدجاجة عن عظمها بأسنانه وقبل أكلها وطبخها يشتريها من يد قاتل قتلها له بثمن بخس ووضعها بمفرمة تطرد الريش عن الجلد . ويقتل الإنسان الخاروف أو الخرفان ولا تأخذه بها رحمة ويأكلها مفرومة فرما ناعما وخشنا ويتفنن الإنسان بقتل وطهي وطبخ الحيوانات الأخرى ويضع لذلك كتب ومقررات علمية لتحسين إسلوب الذبح والطبخ والطهي بأشكال متعددة من الإجرام ...
فالإنسان حيوان إبن حيوان مفترس ونذل فالأسد لا يأكل لحم الأسد والنمر لا يأكل لحم النمر ولكن معشر وبني الإنسان يأكلون لحم بعضهم بعضا بالوشاية والتدنيس وتزييف المعتقدات وبالتآمر على الآخرين بلقمة الخبز وبسرقة طعام الأطفال وبرفع الأسعار حتى يكاد الإنسان أن يشعر بإهتراء جلده ولحمه وقلبه وهو يحاول أن يكسب لقمة خبزه وخبز عياله . والإنسان هنا لا يقل إجراما عن الحيوانات الأخرى وهو لا يحرم على نفسه ما يحرمه على شريعة الغاب ونكاد جميعا أن نصاب بالذهول والشفقة على منظر الحيوانات وهي تفترس بعضها بعضا في عالم ألحيوان وأفريقيا المجهول وبنفس الوقت لا نرأف على الشعب العراقي وهو يقتل بعضه البعض أو على المجتمع الإنساني وهو يقتل بعضه بعضا لقاء دراهم معدودة لا تغني عن ضميره شيئا , ومن الممكن أن يكون الذي ألقى قنبلة على هوريشيما قد إنتحر حين شاهد حيوانيته وعدوانيته وخسة نفسه ونذالته وقلة أدبه مع جنسه وأجناس جنسه المسكين . وتكاد حرب العصابات في العراق أن تقتل طفلا صغيرا وتشويه على نار هادئة وهي تتفنن في حش و بطنه بالفواكه ومن ثم ترسل به إلى أمه وأبيه وأرجو من قارىء هذا المقال أن يقف دقيقة بكاء معي على هذا الطفل وعلى الحالة النفسية لأمه وأبيه . وأذكر أنني قبل شهور قليلة كتبت في الحوار المتمدن مقالا بعنوان : الإنسان حيوان إبن حيوان , وإستخدمت مدلولات لغوية تدل على اللامعقولية واللإنسانية في صفات الإنسان . واليوم أبرهن مرة أخر ى أن أصل الإنسان حيوان إبن حيوان ومفترس حقير في إسلوب إفتراساته اللعينة ويحاول أن يبرهن على أن أصله إنسان وليس حيوان أو أن أصله أرفع وأجل من الملائكة علما أن الملائكة لا يقتلون بعضهم بعضا ولا يفترون على الآخرين . ما زال أصل الإنسان أنه إنسان سوآل محير جدا وهو إسطور ة وليس حقيقة والحقيقة أن أصل الإنسان : حيوان إبن حيوان وكلب إبن كلب ونجس وحقير لم يتطهر قلبه بعد . وعندي أيضا دليل على أن أصلنا أصل حيواني وإن أول أب لنا كان حيوانا مفترسا وليس ضاحكا فلضحك تعلمه الإنسان حديثا حين تقدم فكه الأسفل على فكه الأعلى , وتطورت مداركه الفكرية وملكاته الذهني ة حين نمت أصابع كفه , فمنذ أن نمت أصابع كف الإنسان وهو يستخدم الأشياء ويجربها ويطورها ولهذه الأسباب إتسع عقله لأنه يحاول ويجرب والفضل في ذلك لأصابع كفه المجرمتين التي قتلت وعذبت وسرقت وأطفأت الأنوار وأشعلت الحروب وذبجت ليلا ونهارا وطهت الطعام وتفننت به وأقامت بناء السجون والمعتقلات وشيدت بذلك صروحا للحقارة كانت قد أسمتها فيما بعد صروح المجد والفخار والعزة . ويد الإنسان قطعت الأشجار وعلقت المشانق للأبطال وأعدمت وصنعت قنابل تقليدية من الديناميت قال عنها برنادشو: أستطيع أن أغفر لإلفرد نوبل إختراعه للديناميت ولكنني لا أستطيع أن أغفر له إختراعه لجائزة نوبل للسلام . فجائزة نوبل منحت للذين صنعوا الحروب وقتلوا وشردوا وعذبوا وطردوا الآمنين في مساكنهم من مساكنهم . وبعض الناس أنظ ر لوجوههم فإذا بها حقا تشبه رؤوس الحمير وبعضهم تشبه وجوههم وجوه الحملان الوديعة والغزلان الجميلة ويكاد أن يكون الشعراء هم أول من إنتبه لأصل الإنسان أنه حيوان إبن حيوان حين كانوا يشبهون وجوه معشوقاتهم بوجوه الغزلان فمع أن الغزلان جميلة جدا إلا أن جمالها لا يغفر لها أنها من أصل حيواني أو لنقل جميعا وبلا شك أن الغزال حيوان إبن حيوان مثل أخيه الإنسان الحيوان إبن الحيوان . وجميع صفات الإنسان تدل دلالة واضحة أن أصله حيوان ودنيء فأعمال القتل هي أعمال حقيرة وبعض الحيوانات تقتل بسبب الجوع ولكن الإنسان يقتل بسبب حيوانيته ومن غير أن يكون جائعا ..فهل يقتل العراقي العراقي لأنه جائع أم لأنه حيوان منتقم ؟؟؟؟
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصابع كفها فقط خلف الباب !
-
الهجوم على الإسلام3, أم الهجوم على أعداء الحرية ؟
-
الهجوم على الإسلام 2
-
أطيب من إلنسوان؟لا مال ولا خمره
-
الخجل الثقافي
-
الهجوم على الإسلام 1
-
البطل التاريخي الذي لم يظهر على خشبة المسرح
-
الدول العربية غير معنية بالتقدم لأنها أنظمة فاسدة
-
خاطرة مثقف متعب
-
المسلمون مصابون بإنفصام فكري
-
يوم وفاة الدكتور علاء علاونه
-
من ذكريات عاشق1
-
العرب أللصوص ألكرماء
-
عانقتها في ...
-
فلسفة الفقراء
-
إندروفين الحب
-
قراءة في ملحمة الخلق البابلي (الإينوما إيليش)
-
يا بعيد ...ما أبعدك!
-
مزرعة الحيوان (جورج أوريل1903-1950)
-
العامل والمجتمع الصناعي
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|