أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شمعى أسعد - على من نراهن؟














المزيد.....

على من نراهن؟


شمعى أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



ترتفع درجة حرارة الأحداث فى مصر بشكل ملحوظ، ليس فقط بعددها ولا بقوتها ولا بعنفها، وإنما بالمستوى الذى أصبحت تدور فيه، فبينما كنا فى الماضى نواجه عدواً خارجياً وعلى أساس ذلك تحدث الأحداث وتتشكل بنسق معين، نجد أننا بعد ذلك أصبحنا نواجه فساداً داخلياً يجعل التفاعل يحدث بشكل آخر يختلف عن ذلك الذى ينتج عما يجلبه وجود عدو خارجى من تداعيات، فعدوك الآن فى الداخل وربما يصعب تحديده ولكنك تعرف يقيناً أنه جاثم بشكل ما على صدرك، لذلك فارت مصر كثيراً فى السنوات الفائتة فوراناً عنيفاً فى محاولة لاستفزاز ذلك العدو حتى يعلن عن نفسه بشكل واضح، ولكن سارت الأمور بشكل مختلف مرة أخرى وانتقلنا إلى مستوى أعلى من التفاعل تمثل فى ظهور حوادث طائفية كثيرة أى أن التفاعل لم يعد بين الناس والفساد بل صار بين الشارع والشارع، بين الناس والناس، ونسينا الفساد ـ عدونا الأصلى ـ لان أولوياتنا تبدلت وارتبكت كثيراً.

بدا وسط كل هذا أننا نبحث عن منقذ أو مخلص يقودنا إلى شاطىء آمن، ولأننا فى وضع الغريق فليس لنا حرية الاختيار بين بدائل مختلفة، بل علينا أن نتشبث بلهفة بكل من يظهر فى الأفق ملوحاً أنه هو المخلص القادم، ولأن فى الأجواء العاصفة ليس من الحكمة أن نصبر كثيراً إذا ما بدا أن ذلك المخلص المزعوم ليس هو من نصبو إليه، فلابد إذاً أن نستدير بسرعة لنبحث عن أمل جديد وعن منقذ آخر وهكذا، وليس ذلك عن سوء حظ كما يبدو للوهلة الأولى، ولكنه الفساد الذى تجاهلنا وجوده من قبل هو من يرسل لنا فى كل مرة بمخلصين كذبة.

لذلك لابد برغم أننا تأخرنا كثيراً أن نطرح هذا السؤال: على من نراهن؟

على من نراهن والجميع زاغوا وفسدوا، أقصد جميع من جربناهم، فالحزب الحاكم أعلن أحد رموزه أن الفساد للركب، ولم نر له إنجازاً حقيقياً نلتف حوله ليقنعنا به أنه يستطيع أن يقدم لنا شيئاً أفضل من مؤتمر "من أجلك أنت"، الذى تخرج المظاهرات بعده "من أجله هو".

على من نراهن والأحزاب الأخرى مشغولة حتى النخاع فى انقساماتها الداخلية، الأمر الذى ينم عن أن الأمور هناك مشخصنة جداً، ولا عجب أن نرى حزبأ انقسم إلى حزبين يحملان نفس الإسم وكل منهما كانت له جريدة بنفس الإسم أيضاً.

على من نراهن وحركات التغيير والاحتجاج المختلفة ضاعت بين محاولات عديدة لتأميمها لصالح تيارات أخرى دينية وغير دينية، وأيضاً طالتها فتنة الانقسام على الذات.

على من نراهن والحركات الشابة أيضاً ليسوا على اتساق تام مع ما نادوا به من مبادىء، ورأينا منهم من ركب المظاهرات الطائفية لتسير بهم إلى حيث شاء صانعوها بدلاً من أن يقودوهم هم إلى ما يمثل الفكر المعلن لحركاتهم.

على من نراهن وهؤلاء الذين أقنعونا أنهم ولدوا ليغيروا وجه الارض وشكل الحياة وطعم الأيام لم يستطيعوا أن يغيروا ما بأنفسهم.

على من نراهن وكل من تسير خلفه تكتشف بعد خطوات قليلة أنه من البداية يتحدث عن مصر أخرى غير التى تعرفها وإن كان هناك تشابهاً لا شك ولكن هناك ايضاً مساحات كبيرة من الإختلاف والخلاف.

هذا لا يعنى أن من هم جديرون بهذا الرهان ليسوا بيننا بل هم موجودون ولكنهم غير مؤثرون لأن المجتمع بتركيبته الحالية يلفظهم، ليفرز بدلاً منهم أشخاصاً يشبهون هؤلاء الجالسين على القمة ولكنهم لم يصلوا لها بعد، وسيبدأون مسيرتهم بأشياء تبدو رائعة مثل المظاهرات والهتافات، إلى أن يصلوا إلى القمة ليصبحوا نسخة طبق الأصل ممن سبقوهم وسيفعلون نفس الأشياء التى تظاهروا ضدها فى الماضى، وسيكررون نفس أخطاء أسلافهم لأنهم ببساطة خرجوا من نفس الماعون.

ولأن ذلك كذلك فليس أمامى سوى أن أراهن على طفلى وأن تراهن على طفلك، أن نراهن على أطفالنا لأن التركيبة الحالية للمجتمع يجب إصلاحها من لحظات تشكيلها الأولى، ومن قاعدتها لا من قمتها، فلنراهن على أطفالنا فهؤلاء الأطفال لو حرصنا من البداية على ألا يحملوا تشوهاتنا النفسية، ربما حققوا هم ذات يوم المجتمع الأفضل الذى يسمح لهم بالرهان بدورهم على من يستحق، وسيجدونه.



شمعى اسعد



#شمعى_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين تقع القضية الفلسطينية
- عزيزى الإرهابى . . أفتقدك
- حرب البسوس بين مصر والجزائر
- أن تكون جمال عبد الرحيم


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شمعى أسعد - على من نراهن؟