، إني أرى بأن ما جاء في رسالة الأخ(ثلاثة إكس) شيء مبالغ فيه كثيرا، والدليل على ذلك أننا نعيش كملحدين في الجزائر وليس في منطقة القبائل (منطقة القبائل لها وضع أحسن) ولا نعامل معاملة سيئة. صحيح أننا نجد أنفسنا دائما في صراع مع بعض الناس الذين لا يتوافقون معنا في الرأي، ولكننا لا نصل إلى مواقف خطيرة. صحيح أننا خلال العشرية السوداء كانت الظروف خطيرة، وهناك الكثير من أصدقائنا الذين تم إغتيالهم بسبب معتقداتهم الفكرية لا أكثر ولا أقل، أما الآن فالأمور تغيرت، والدليل على ذلك أن محامية من مدينة قسنطينة أعلنت عن إلحادها دون أن تصاب بأذى وذلك إلى يومنا هذا. وقد حاولت بعض الجهات المتعصبة مقاضاتها ولكن تلك المحاولات كُبتت في المهد، وأعتقد بأن ذلك راجع إلى توجيهات الدولة بعدم الموافقة على تلك المحاولات المعارضة لحرية المعتقد. وفي سنوات السبعينات والثمانينات، كنا نتمتع بمجال واسع في حرية المعتد، فأنا اشتغلت أستاذا للفلسفة في هذه الفترة بمدينة قسنطينة، ولقد كنت أردد أمام تلاميذي وأمام أقرب معارفي بأني ملحد، ولكن لم يجرؤ أحد على إيذائي.
لك مني ألف شكر على هذا المقال الرائع، ويا ليت الدول الأوربية والغربية تأخذ بهذه الدراسة وتتخذ احتياطاتها من سياسة الدولة السعودية الإرهابية وغيرها من الدول الأخرى السائرة في فلكها.
لا تُحاول أن تبتعد كثيرا بفكرك با صخر، لأن اسمك يدل على مستوى ثقافتك، فماذا يوجد في هذا الإسلام من رحمة وشفقة لإن لم يكن مساويا أو أكثر جهنمية من الديانات الأخرى.
أنا أتفهم تحفظاتك نحو الدين الإسلامي، وذلك بحكم أنكم تكتبون باسمكم الحقيقي، أما أنا، فإني أرى بأن الدين بالدرجة الأولى والشروحات الإسلامية بالدرجة الثانية، ساهمت مساهمة كبيرة، إلى جانب التطور الإقتصادي والاجتماعي، في تحطيم المجتمع الإسلامي. أعتقد بأنه ما كان عليكم الإشادة بالدين الإسلامي، وكان عليكم فقط التعرض له بصفة حيادية، لأن ما جاء في مقالكم لا يدل أبدا بأنكم من مؤيدي هذا الفكر الخرافي.
رغم المآسي والكوارث التي يمر بها شعبنا العربي والإسلامي، والتي تحتاج إلى مواقف في مستوى تطور الأحداث، إلا أنكم أنتم ما زلتم تعالجون قضايا أكل عليها الدهر وشرب، ولم تعد صالحة لهذه المرحلة. دعكم من هذه المعالجات التافهة واهتموا بقضايا العصر، فلا مجال في عصرنا الراهن لقضية الإمبريالية بل إلى قضايا الإرهاب، ولا مجال لمشكلة الرأسمالية، بل إلى مشكلة حقوق الإنسان والديموقراطية. كم من الأخطاء التي ارتكبها الشيوعيون، وأنا واحد منهم، ولكن البعض منهم مازال لم يفق من سباته العميق. وداعا.
الفكر والعمل الإرهابي ظاهرة متأصلة في الدين الإسلامي، وهذا منذ أن بدت سيطرته على منطقة الخليج ثم خروجه من الجزيرة. ومنذ ذلك الوقت، وهذه الظاهرة تواصل سيرها عبر العالم بأشكال مختلفة إلى يومنا هذا. أما الصراعات التي تجري اليوم بين المذهب السني بزعامة السعودية والمذهب الشيعي بزعامة إيران، فهي صراعات طائفية. ونحن بالنسبة لنا كمفكرين أحرار ديموقراطيون مناضلون من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل، فإننا لا ننتمي لهذا المعسكر ولا لذاك، وعلينا أن نتضامن فيما بيننا ومع قوى التحرر والتقدم في العالم أجمع من أجل بناء مجمعات ديموقراطية علمانية رافضة لكل هيمنة دينية على حياة الناس المدنية. وفي انتظار ذلك، تقبلي سيدتي فائق احترامي وتقديري.
(37) الاسم و موضوع
التعليق
salah amine الكارثة العظمى ساقطة على رؤوس المسلمين.
إن هناك كارثة عظمى حقيقية قد سقطت على رؤوس المسلمين لم تسمح لهم أو تُمكنهم من الخروج منها، حيث أن أثرها المدمر لم يمس الأميين فقط، بل ضرب كذلك المتعلمين، هؤلاء الذين يعتقدون أنفسهم(مثقفون) وهم في الحقيقة لا يفقهون شيئا لا في مبادئ بسيطة مثل مبدأ حقوق الإنسان، أو حقيقة الأديان واعتبارها منزلة من عند الله، وغيرها من الإعتقادات البالية، وتراهم يدافعون بعنجهية ووقاحة. والأغرب من ذلك أن كل الحقائق أمامنا، والأحداث تجري أمامنا بشكل واضح، ورغم كل ذلك يأتينا رجل مثل السيد شهير ويقول لنا بأن الإسلام برئ من تصرفات المسلمين، ثم يأتي (عالم) آخر ويحاول أن يحاور هذا الأمي، وإلى آخره من خرافة ما يسمى بالمثقفين الذين خرجوا من هذا الدين اللعين.
لقد كتبت لنا موضوعا رائعا، ولقد استطعنا أن نتواصل فيما بيننا من خلاله ومن خلال هذه التكنولوجيا العظيمة، وستكون لنا كلمة في المستقبل لا محالة وهذه الإمكانية لم تكن في متناول القوى التحررية. وبهذه الوسلة ستحقق الإنسانية حلمها في التحرر والانعتاق.
الله المسكين، توفي خلال ولادته، منذ أن خُلق الله وأُرسل إلى هذا الوجود، وهو يعاني من شرور البشر، ارتكبوا باسمه أبشع الجرائم، وهو مسكين ساكتا لايُحرك ساكنا، عيناه مفتوحتان ولكنهما لا تتحركان، وذلك لآنه ميت بالولادة. وعلى الذين يؤمنون به أن يُدركوا هذه الحقيقة، ويعيدوا بناء أفكارهم على أسس علمية صحيحة بعيدة كل البعد عن التفكير الخرافي الميتافيزيقي.
يعش يعش النبي سامي، وأطال الله في عمره، وذلك على الرغم من أنه لم يُرسل من طرفه، بل هو نبي خارج عن إرادة الله، وأعتقد بأن الله سيقف له أمام باب الجنة مانعا إياه من دخولها يوم يُبعث ميتا، وعندها يُخرج له النبي سامي شهادة تثبت بأنه لم يفعل خلال حياته، لا شر ولا خير، بمعنى أنه ليس من حقه الخول إلى الجنة، ولا يحق لله أن يُدخله جهنم. وهنا يثور الله ساخطا على جهله ويجد نفسه بأنه ترك ثغرة كبيرة في قوانينه التي سطرها، فيذهب إلى أعلى برج من أبراج قطر الشاهقة ويرمي بنفسه من هناك. وعندما تسمع شعوب العالم بهذه المناسبة السارة، تقيم الأفراح والأعراس شهرا كاملا، وبذلك تهنأ الإنسانية بحياتها وتحقق حريتها وسعادتها. عاش نبينا سامي والموت لإلهنا الجبار.
لقد فقدت الأمل في ألئك المثقفين الذين كنت أعلق عليهم آمالا كبيرة، ولكني اليوم أصبحت أكرههم كرها شديدا، أولئك الذين يتشدقون بالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، ولكن ما تواصل معهم الحوار حتى تبدأ عوراتهم في الظهور، حيث وأنه وعندما تطلب منهم أن يأخذوا مواقف أكثر وضوحا نحو الدين، تجدهم يتهربون من الطلب ثم يعودون إلى التمسك بموروثهم القديم مدعين بأن هذا يدخل في أصولنا الحضارية. إن مسؤولية المثقف كبيرة وكبيرة جدا في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها اليوم، وعلى المثقفين أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية، وأن يدافعوا عن قيم الحضارة والتقدم بذكاء وعبقرية ولا يظهرون ايمانهم أمام العامة حتى ولو كانوا مؤمنين حقا. إن الإعتراف أمام جمهور العامة خيانة في حق الحرية والتقدم. إن ما يؤسفني كثيرا هو ذلك الإنبطاح الذي يُظهره المثقف عندما يُطلاب منه أن يُحدد دينه، فتراه ثائرا ضد كل من يمس بالعقيدة. إن التقدم الحضاري يعطينا الحرية في معالجة كل الديانات بما فيها الدين الإسلامي، ومن حقنا أن ننتقده ونحاربه، وهذا ليس معناه محاربة المؤمنين به، إنهما في وادين مختلفين.
القاعدة الإسلامية تقول: لا وصية لوارث. ومعنى ذلك أن كلامك لم يقنعني. ومن جهة أخرى، كيف يمكن لك أن تقبل بأن قاعدة أن للذك حق الأنثيين، هي قاعدة عادلة؟ إن الكلام معك من خلال هذا الإعتقاد يؤدي إلى المقاطعة، لأننا لسنا أمام بني آدميين، بل نحن أمام كائنات حية لا تدرك معنى الرحمة والعدل وقيم الإنسانية الفاضلة، كائنات حية تخضع في أحكامها إلى قيم في قمة الظلم والجهل، وهي تنسب هذه الأحكام إلى قوى خفية غيبية لا وجود لها. إني أتساءل كيف يمكن أن يكون هناك بشر ولهم اعتقاد همجي بربري في قمة البذاءة والإنحطاط، وهم يعتقدون في أنفسهم بأنهم من عظماء هذا العصر. على كل وجدتم غايكم في من يتبعكم من الجهلة والأميين، صح ليكم.
إني أتساءل لماذا لم تأت بهذا الحديث، هل لأنك تجهله أو أنك كنت تتجاهله. على كل حال، فهو في كلتا الحالتين هو إدانة للفكر الإسلامي بصفة عامة وأنت أيضا بصفة خاصة. وهو الحديث، صاحب رقم:1473، حيث جاء فيه: حدثني مالك،عن يحي بن سعيد وعن غير واحد، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، وعن محمد بن سيرين، أن رجلا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعتق عبيدا له ستة عند موته، فأسهم رسول الله عليه وسلم، فأعتق ثلث تلك العبيد، قال مالك، وبلغني أن لم يكن لذلك الرجل مال غيرهم. إني أترك لك المبادرة، وأطرح عليك يا سي شاهر رأيك في هذا الحديث؟، وما موقفك منه؟ مع اعتذاراتي وشكرا.
(49) الاسم و موضوع
التعليق
salah amine تقولون كلاما قبيحا وتعتقدون بأنه خيرا؟؟؟
ما هذا الكلام الذي تكتبه وتؤمن به وتدافع عنه وهو في قمة الشر. لقد أتيت لي بهذا الحديث، وأنا أقبل به وذلك حتى يتم الحوار بيننا فقط، إن هذا الحديث الذي جئت به ، حتى وإن كان صحيحا إسلاميا، ولكنه من الناحية الأخلاقية يمثل قمة الجهل والتخلف حيث أن الوصية ليست من حق الوارث، وإذا لم تكن من حق الوارث فما قيمتها إذن؟. أما بالنسبة للورثة الإناث فحدث ولا حرج، فالظلم الأحمر بعينيه، ولا أدل على ذلك من أن للذكر حق الأنثيين، وما يُترك للأنثى الوحيدة، فلا يحق لها إلا الثلث من تركة أبيها...الخ من الخزعبلات الإسلامية التي لا يحق لها أن توجد على وجه هذه الكرة الأرضية. بأي حق تُهدر مصلحة البنات في ثروة أبيهم؟، إن هذه المعاملة الحيوانية تمثل احتقارا كبيرا للأسرة بصفة عامة وللبنات بصفة خاصة. ومن جهة أخرى، كيف يجرؤ صاحب هذا الحديث بلا خجل ولا وجل ويقول بأن هذا الإرث هو صدقة، وهو في الحقيقة من الواجب على رب الأسرة إطعام أفراد أسرته أبى أو كره. أما جوابك عن سؤالي فلم يكن كاملا، بل كان جوابا ناقصا، ولا أدري ما السبب في ذلك ، أهو الجهل به أو فيه تجاهلا. تابع معي في المقال التالي.
أنا أشهد بأنك الله الذي لا إله إلا أنت. وأنت كما أرى أحسن إله في العالم، وسأدعو لك بالعمر الطويل، وإذا شعرت بأي مكروه، فنحن نطلب منك أن تُعين لنا قبل وفاتك من يخلفك في منصبك العظيم، وإذا لم ترغب في هذا الإقتراح، أقترح عليك حلا آخر وهو أن ننتخب إلهنا حسب القاعدة الديموقراطية، وإذا حاد عن العهد الذي هو بيننا، قإننا نقوم بنزعه ونسقطه عن عرشه، ونقيم عليه الحد، وننتخب إلاها آخر. مع تحياتي أستاذي العزيز.