أتفق مع الكاتب في الكثير مما طرحه بخصوص هذه القناة ، والعاملين فيها وخصوصا المحررين ! ولكن عندي ملاحظة ، وهي أن المقالة عبارة عن مجزرة بحق اللغة العربية بلاغة وإعراباً ! وكان من الممكن للكاتب أن يلجأ لمصحح لغوي لتفادي هكذا أخطاء ـ لو كان الأمر يتعلق بالإعراب حسب ـ إنما المسألة في الأسلوب قبل كل شيء ! وإذا فهمنا من المقالة أن كاتبها كان محرراً سياسياً في فضائية زنوبيا ، فتلك مسألة اخرى ، وتجعلنا نتأمل في الكارثة التي تخبطت فيها هذه الفضائية مع جمهورها وليس فقط مع النظام السوري ! وشكرا على أي حال
و( النظام الآن خرج من عزلته الدولية بفضل ايران وقطر بالطبع ) .. هذا ماجاء في المقالة . وأنا أختلف مع الكاتب في هذه النقطة ، كما في نقاط عديدة . وأبدأ بهذه الفقرة من مقالته ، المشار إليها آنفاً .. لأقول له أن إيران وقطر ليستا من أخرج النظام السوري من عزلته ـ لأنهما أصلا معزولتان ـ ، بل هي الدول العربية ( المعتدلة ) بالدرجة الأولى .. هي سياستها الجبانة قدام فرعنة هذا النظام في لبنان والعراق وفلسطين !! فرعون النظام السوري يعطي أوامره بإشعال الحرائق في لبنان وغزة ، فتبادر هذه الدول إلى دفع فاتورة إعادة الإعمار كلها ، بدلا عن فضح القوى السياسية المتورطة بالحرائق في كل من البلدين ومن يقف وراءها من قوى إقليمية ـ وبخاصة سوريا وايران وقطر !! كما أن الدول الأوربية أيضاً ـ وبسبب مصالحها الإقتصادية بالدرجة الأولى ـ مهدت لفك عزلة النظام السوري ، طالما أنها تنظر إلى بلداننا على أنها سوق فقط لمنتجاتها ولا يهمها معاناة شعوبنا في شيء بنظرتها الفوقية المتعالية ( حتى لا أقول العنصرية !! ) .. كما أن مايسمى بالمعارضة السورية ، هي أيضاً بمعظمها وراء فك عزلة النظام ، بما أن بعض أقطابها يلهثون على جني المكاسب المادية والشخصية ويتصارعون على كيفية إبتزاز هذه الدولة النفطية ( الصديقة ) أو ذلك الملياردير الفا
أسعد دوماً بمقالات المناضل المخضرم جريس الهامس ، التي تنفحنا الأمل بيوم التغيير ، القادم لا محالة . على أنه إستوقفني نقطتين تطرق إليهما الأستاذ الهامس ، أولهما مكان إستشهاد القائد الكردي قاسملو: لأنه بحسب الكاتب أغتيل قاسملو في أحد مقاهي فيينا بالنمسا .. بينما الصحيح أنه أغتيل في منزله خلال الجولة الثانية من ( التحاور ) مع أزلام الإستخبارات الإيرانية ، والذين قدمتهم السلطات على أنهم من ديبلوماسييها العاملين في السفارة بالنمسا !! وكان قاسملو قد إستجاب في حينه لنصيحة من مام جلال الطالباني ، بضرورة إجراء حوار مع السلطات الإيرانية بوهم أنها صارت ضعيفة ومعزولة إثر هزيمتها المنكرة في حرب الثماني سنوات مع النظام الصدامي البائد . ولم يكن يدور في خلد أحد وقتذاك أن الإيرانيين كانوا يخدعون مام جلال بهذه اللعبة الماكرة ، الهادفة لإستدراج قاسلو إلى فخ الإغتيال . أما القائد الجديد للحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران ، صادق شرفكندي ، فهو من أغتيل بعد قاسملو مباشرة وفي أحد مقاهي برلين ، خلال إنعقاد مؤتمر الإشتراكية الدولية . وقد قبض على بعض المشتركين في الجريمة وأدانتهم المحكمة الألمانية فضلا عن رفعها دعوة ضد الرئيس الإيراني الأسبق رفسنجاني . النقطة الثانية ، التي تحتاج لتصويب بسيط ، فهي قول الكاتب
مع كل إحترامي لرأيك فيما يخص المقارنة بين أدونيس وسعدي يوسف ، فإنني أرغب بتوجيه بعض الملاحظات : فهذه قصيدة من سعدي يوسف وليست مقالة أدبية نقدية عن أدب كاتبها ، لكي يصح فيها المقارنة !! من ناحية اخرى ، فقد سبق ولاحظت أن معظم القراء في موقع الحوار المتمدن الأغر ـ ولكونهم عراقيين ـ فإنهم يصوتون بكثافة للمواضيع المكتوبة من قبل أقلام عراقية وتحمل هماً عراقياً ، سواء بسواء أكانت سياسية أم أدبية ، فيما لا يكترثون بالمقابل بكتابات الأقلام الاخرى ، العربية ، ولا يهتمون أيضاً بالتصويت لها أو التعليق عليها إلا إذا كانت تتعلق بموضوع يخص العراق !! مثل هذه القوقعة التي يضع المثقف العراقي نفسه فيها ، هي بؤس الثقافة وبؤس السياسة على حدّ سواء !! وطبعاً أنا لا أعمم هنا ، بل أتناول ظاهرة واضحة للعيان ولا يمكن إنكارها مهما سلمت النيات .. وتحياتي لك
ليس مفارقة أن ينسجم موقف بعض - الماركسيين - مع أصحاب الفكر الرجعي ، حينما يتعلق الأمر ـ دوماً وتحديداً ـ بالقضية الكردية !! نفس المماحكات هنا وهناك ، المستلهمة تنظيراتٍ عقائدية فكرية وغيبية ، تساق حجةً لإنكار حقوق الكرد ووصمها بالإنفصالية والتقسيمية والتآمرية .. الخ !! وهذا الذي يشبه حلبجة ـ وصمة العار الكبرى في التاريخ العربي ـ بمواجهة مسلحة مثل التي جرت في بشت آشان ـ بين عناصر من الحزب الشيوعي العراقي وآخرين من أنصار الزعيم الطالباني ـ فإنه لا يفعل شيئاً غير تأكيد شوفينيته وتغربه عن الفكر الماركسي وحتى الإنساني والشيء الإيجابي في ردود هؤلاء المتمركسين ، هي في كونها تكشف أن خطابهم يأتي منسجماً أيضاً مع ردة فعل غلاة القوميين العروبيين على زيارة أدونيس لكردستان وتصريحاته هناك . وشكرا
أعتقد بأن لحسين عجيب أسلوبه الخاص ( العجيب ! ) ؛ فهو يمزج أنواعاً أدبية مختلفة في نصّه ، ويغلب عليه لذعة السخرية الجميلة : إنه يُذكرني بكتابات هنري ميللر ، السردية ، مع أنّ حسين عجيب ينقصه بعض العمق واالكثير من الإختزال والتركيز . إنني متابع شبه دائم لما يكتبه حسين عجيب ، لأنك من النادر أن تفتح ( مروج التمدن ) ولا تجد له نصاً !! يسمي ذلك بعضهم بـ ( الثرثرة ) أو بـ ( الإسهال الأدبي ) وحتى بـ ( المرض النفسي ) .. أما أنا فأنظر إليه على أنه إصرارٌ على الكتابة بروح عنيدة ، مثابرة ، وفي آن واحد ، بروح لا مبالاة تصل حدّ العدمية .
أحييك على هذا المقال الساخر الممتع وكل ماتتحفنا به من كتابة ابداعية .. لقد عريت باسلوب بسيط خرافة الجنرال عون وتخريفه المبكر ـ اعانكم الله في لبنان على هكذا مصائب ! تحياتي لقلمك الشجاع ودمت لنا
لا بد من تحية الكاتب التقدمي ياسين الحاج صالح ، المناضل الذي إفتدى وطنه بأعوام طويلة من عمره معتقلاً كسجين رأي . أتفق مع الكاتب ، عموماً ، فيما طرحه بمناسبة عيد نوروز القومي ؛ فإنه لم يكن كمعظم الكتاب العرب السوريين ، ممن يطرحون المسألة الكردية بلغة إستعلائية أو إقصائية أو ذرائعية . ولعل تربيته الماركسية ، الأصيلة ، هي التي حتمت عليه رؤيته هذه ، المنفتحة ؛ طالما أن الماركسية تؤمن بحق تقرير المصير للشعوب ومهما يكن حجمها العددي أو الجغرافي . وبالنسبة لإشارة الكاتب لما أسماه ( التطرف الكردي ) ، فأنا أتفق معه أيضاً في مسؤولية الجانب الاخر ـ العربي السوري ـ عن ذلك التطرف ؛ وبخاصة النظام والنخب المثقفة . لقد رأى لينين ، محقاً ، في ضيق الأفق القومي لدى الشعوب المضطهَدة تعبيراً عن شعورها بالغبن ؛ وهو إعتبر أنّ المسألة القومية لهذه الشعوب مسألة ديمقراطية بإمتياز .