سيد علي يجزم جزما قاطعا ان النبوات جميعها ترهات هلوسات نوبات و اكاذيب..الا تظن ان كلامك فيه بعض التجني..اليس كلامك اجترارا لنفس الحجج التي استظهر بها منكرو الرسالات منذ عصور سحيقة دون اي جديد..الا يتعدى اسلوبك سوى مصادرةمسبقة على الاجتهاد والتي أصبحنا نكررها كالببغاوات حتى لو لم نكن نعترف ونعتبر أنفسنا أصوليين.. ..و عندما تقول ان العقل الصحيح يلغي فكرة النبوة فانت بحاجة لأن تعود بذهنك إلى عصور الجاهلية السحرية والوثنية التي سبقت كل دين من الأديان دون استثناء، ولتحاول أن تدرك هل ظهور الأديان قد أدى إلى ضرر للبشرية أم إلى إرتقاء لذهنياتها وعقولها. وبمقدورك أن ترجع لمقدمة جيمس فريزر في الغصن الذهبي أو لكتاب السحر والعلم والدين لمالينوفسكي وحتى لكتاب ماكس فيبر حول الرأسمالية والبروتستاتنية، ومئات الكتب الآخرى، لتتأكد أن فرضيتك خاطئة تماما. - وإن كان لديك اعتراض على عقليات هؤلاء المؤدلجين، فأرجع إلى ماركس الذي يعلل ظهور الإسلام مثلا بحدوث إنحطاط اقتصادي وروحي لدى العرب، استدعي -ثورة روحية-. لا أقول هنا أني أقبل تفسيره. لكني أقول لك أن أغلب ذوي العقول الراجحة علمانيا بل وإلحاديا يختلفون م
فالعقل البشري ما زال بحاجة للوحي. ولا أقول بحجاة النبوة. فالنبوة ختمت. وكان من الواضح أن الإسلام ختمها ليفسح المجال لعمل العقل. وهو في هذا كأنما كان يدشن مشروع للحداثة قبل أي دين آخر. فلا العقل يلغي النبوة .. ولا النبوة تلغي العقل .. ولا العقل يلغي الوحي .. ولا الوحي يلغي العقل.
حسب رايي و بالهام من افكار استاذي امير ليس الله محتاج لنا للدفاع عن كتابه. لكننا نحن الذين بحاجة له. لماذا؟ - بغرض استكمال النقص الدائم في قدرات العقل على فهم العالم والوجود. لأن العقل ليس بقادر على فهم الوجود بشكل نهائي. بل هناك دوما جوهريات وأمور أساسية يعجز العقل تماما عند فهمها. - ولذلك فإن -العقل- هو بحاجة دوما لاستكمال النقص الواضح لديه. - ولا أخفيك أن هذا هو بالضبط ما نفعله مع أعمال العباقرة من المفكرين الغربيين. فانظر كم خسرنا من وقت حتى اكتشفنا مثل أن ما يكتبه نيتشه ليس مجرد جنون بل يعبر عن عبقرية. - لذا فإن مثل هذا -الفهم- للأمور الخارجة عن -العقل- هو المطلوب لاستكمال النقص الأساسي في العقل .
سيد لبيب لقد ذكرت في اول تعليق لي ان المنهج التأويلي ليس مجرد منهج براجماتي له وظيفة تنفيذية تلفيقية..بل هو منهج غرضه استكمال الفهم...بالنسبة لبحثك الجدير بااهتمام سيدي فارى ان مضمونها جدير بالاهتمام رغم تلميحك ان من لا يرى خلاف ذلك ففيه مسحة من نفاق او لنقل يوظف ليا لعنق الايات او تحميل النص القراني ما لا يحتمل لغرض تلميع صورة دينه مثلا..اصدقك اني تفاديت الجدال مع السيدين شاهر و سلامة لاني ارتايت ان مقالاتك رغم بعض ماخذاتي عليها كفيلة باكساب العديد من المتديين قدرا من الحس النقدي ذو الفائدة العظيمة ..هذا يقودنا لسؤال مهم هل الله يحتاج للبشر ليبيّنوا كتابا أرسله بنفسه .....
شكرا على اهتمامك سيد حكيم..في تصوري المتواضع فان جل الاحزاب باستثناء اقصى اليسار تحتوي على شذرات او اقتباسات من الدين بشكل متفاوت وذلك مراعاة خاصة لقضية الهوية و الخصوصية الثقافية التي تتشبث بها اغلب الشعوب..الحال في تونس مثلا يظهر ان اغلب الشعب يختار الاحزاب على اساس ايدولوجي اكثر منه مصلحي رغم احصائية كشفت ان معيار الانتخاب كان على اساس جهوي رغم ان مجتمعنا غير قبلي و لكنها مخلفات الطغاة و سياسة فرق تسد التي مازالت في غياهب لاوعينا للاسف..هنا اوافقك في ضرورة مخاطبة العقل لا العاطفة لنرتقي بمستوى وعينا السياسي و نفي بمطلبات المرحلة..و رايي ينسحب ايضا على مصر الحبيبة و بقية البلدان العربية التي تحررت..
غريب هو امر سيد علي الذي يمطرنا بوابل من الشواهد دون اي استدلال عليها..اتعتقد انك تتبنى منهجا علميا في ادراج اعتراضاتك..ام انك تحاول تمرير افكار و زرعها في لاوعينا تحت ستار من الجعجعة و القوالب الجاهزة..لو صح هذا الاعتقاد فادعوك ان تخلع عباءة العلمية و الحداثة و ان تتامل في المثل الذي يقول رمتني بدائها و انسلت
حاضر المسلمين غارق في الجهل و التخلف و الفقر و الفساد..من الملام اذن اهو الدين ام الاشخاص الذين احتكرو الدين و ارادوه كهنوتا..ام انبهارنا بالثقافة الغربية لدرجة ايماننا بعجزنا عن مجاراتهم..ام تراهم من صدعو رؤوسنا بتقدم الغرب و احتقار مجتمعاتنا و ازدراء اراءنا..يقومون به من فوق ابراجهم العاجية غيرمدركين لماسي الشعوب و المرارة التي تعتصرها و هو ما مثل شرارة لالثورات العربية التي فشل اغلب مثقفينا الاشاوس في التنبئ بها او مجاراتها..بل دائما يرددون مقولة الطغاة للاسف من انها شعوب قاصرة عاجزة عن تحديد مصيرها
في التعليق 99 يقول السيد علي+ اين انت او انتم والحضارة؟اين موقعكم من الانسانية والحضارة ؟...في الدرك الاسفل طبعا كتأريخكم المظلم +..اظن من المجحف ان يصف كل التاريخ بالسوداوي و يفكر بنفس المنطق الذي وصفه بثنائية الابيض و الاسود..ماذا نقول عن ملكية الرجل للمراة مثلا في اوروبا و غياب حقها في الملكية او الارث في القرن الحادي عشر..بل حتى في ما يطلق عليه عصر الانوار بداية من القرن الثامن عشر حدد ثمن المراة في المحاكم و تم اكراهها على حرق نفسها بعد موت زوجها..الخ..لننظر حتى وقت قريب كم الضحايا الذين قضو نتيجة لاهواء استعمارية متعطشة لسفك الدماء بداية الامبراطوريات الرومانية و البيزنطية مرورا بالحربين العالمتين و انتهاءا بالسياسات الامبريالية للمحافظين الجدد الذين اتخذو من بعبع الاسلام ذريعة لانتهاك الاعراض و استحلال دماء الابرياء....
سيد حكيم لنفترض اني ادعيت النبوة و بدات دعوتي تنتشر..و في خضم تشكل دولتي المزعومة و قلة الزاد و العتاد قتل احد جنودي فردا اخر من قبيلة اخرى..هنا يمكن لي ان اقتص منه فتقع بلبلة في جيشي حديث التشكل فسيقولون اني اقتل اصحابي..من ناحية اخرى يبدو ذلك ظلما للمقتول و هضما لحق ذويه في القصاص..الحديث هنا لا يشمل الفيلق المنازع لنبوتي لاننا في حالة حرب و من الجنون ان اقتل من يقتل عدوي..لنسقط ذلك على حالة محمد..شيئ طبيعي ان لا يحتوي جيشه على اي ذمي و في نفس الوقت هو مطالب بالذود عنهم مادامو تحت حماه و لم يعلنو عليه الحرب..اذا هو في ورطة..لكن المفاجئ ان قتل مسلم لذمي لم يحدث في بعثته..فلوحدثت هذه +الازمة+في وقتنا هذا فلدينا اية النفس بالنفس..لنفترض اني معتزلي اومن بخلق القران و عدم صلاحيته لكل زمان فلنقل ان الحل في قانون وضعي قائم على اساس المواطنة لا الدين..الم توجد توجهات اسلامية تؤمن بحق المواطنة كالحركة الحاكمة الان في بلدي تونس..هنا المشكلة هل ان الحل منعدم تماما في الاسلام+دون ان نتطرق لتطبيقاته المشوهة التي لا تمت لجوهره بشيئ+ ...
سيد حكيم ال هنا اقصد بها اسقاطك للوهابية على انها الاسلام فى حلته الاصليةو بالتالي مصادرتك لكافة الايديولوجيات و التيارات الاخرى من المعتدل الى الليبيرالي او الاشتراكي النزعة ..فيمكن القول انك اردت ان تمرر فكرتك بطريقة مكشوفة استغرب انك لم تتفطن اليها
لنفترض جدلا ان الهدف الحقيقي كان توحيد الجزيرة العربية لاهداف سياسية مما يعني ان محمدا اراد ان يبسط سيطرة ابناء عمه الهاشميين عليها رغم انهم بالفعل يحتلون مكانة بارزة من ناحية التجارة والتنظيم العسكري و حتى المداخيل المتاتية من حج القبائل الاخرى للتبرك باصنامهم...لكن لو كان فعلا مشروعا سياسيا خالصا..لماذا ترك محمد امر الخلافة بعد موته مفتوحا للشورى ان لم يكن يريد للجزيرة العربية ان تكون تحت سطوة بني هاشم.. وان حاولنا ان نربطها بالغاء الوثنية بحجة فرض فكرة الالاه الواحد..اذا تكون النتيجة ان محمدا الغى هوية القبيلة لاجل تنفيذ مشروع سياسي دون ان يضمن استمرار بني عمه في الحكم و دون ان يستمتع ماديا بما انجزه و دون ان يقتص من بني عمه اللذين اضطهدوه..جملة من التناقضات التي تجعل الهدف من كل بعثته عدما باتم معنى الكلمة..ما هو هدفه سيد سامي حسب رايك
تقول سيد سامي في تعليق 64 +نا لا أُنظر ولا ألعن المشكلات وهذا الكلام الكبير بل أرى الحياة بمنظور جدلى وأعزى أى قانون وسلوك لظرفه الموضوعى والإنسان فلا توجد شرائع جاءت من السماء بل من الصحراء او الوادى+ وهنا سؤال يطرح نفسه هل ان البعثة المحمدية اعادت رسم ملامح الجزيرة العربية باسلوب عبقرياو انها حافظت على تنظيمه قبل البعثة من حيث العلاقة بين الافراد و القبائل و الاعراق و حتى مؤسسة الزواج او توزيع الثروات..و هذا يقودنا لتعليقك الاخير +-نحن امام تشريع كان فى الاصل يطبق قبل الإسلام وبعده فلم يأتى الإسلام بجديد+..فان كان الامر كذلك يمكننا طرح سؤال بديهي لماذا قوبلت دعوته بالنكران والاضطهاد ان كانت لن تتعارض مع المتعارف عليه بل لماذا يتواصل الجدل الى يوم الناس هذا..انريد اعادة اختراع العجلة ام ماذا...
شكرا على تجاوبك سيد سامي..فبرغم اختلاف قناعاتنا الا اني اجد لديك اسلوب اعجازي في سبر اغوار الايدولوجيات المتكلسة..غير اني لا اخفيك اني تمنيت ان تكمل محاولاتك في التامل في التراث الديني من الداخل و تقترح تطويرات يمكن ان تكون ثورية على ضوء غياب بديل مكتمل البنيان لديك..عكس الشق السلفي من العلمانيين الذين و ان اختلفت التسميات فان بنية التعصب واحدة.
سيد حكيم يبدو أنك تخلط هنا بين الدين والأيديولوجيا، باعتبار الأيديولوجيا نقيض العلم. وأنت ببساطة تعامل الدين هنا كما لو كان محض أيديولوجيا. بينما أظن أن هذا غير مسوغ. فأنا لا أنكر أن الدين به جانب أيديولوجي، لكن ليس صحيحا اختزال كل الدين في الأيديولوجيا. فالعلم المعاصر ذاته به جانب أيديولوجي، لكن من الخطأ اختزال كامل العلم المعاصر في أيديولوجيته
سيد بشارة ان كنت حقا ساعيا للحقيقة...فسعيك لا يستدعي التجريح و الهيجان...و لا اظن سيدي انك قرات تعليقي الذي اوردت فيه رايا متواضعا كان بامكانك مناقشته دون اطلاق قنابل دخانية..و من بديهيات العدل و المساوة كما تقول ان ترتقي قليلا في اسلوب المناقشة لانك تتحفنا بانغلاقية في تناول القضية و كم هائل من العدوانية تذكرني باسلوب التعصب الديني الذي تشمئز منه لكنك تسقط في فخه...سيدي ان كانت المنظومةالليبرالية والديمقراطية في الغرب قد أصبحت قادرة على الإستجابة حتى لحقوق الشواذ من خلال عدم تسفيه خياراتهم، وهم لا يزيدون عن آلاف بسيطة. فما بالك لو تكلمنا عن حقوق المتدينين في عدم الاستخفاف بمعتقداتهم، وهم بالملايين والبلايين
تحياتي سيد سامي وشكرا علي رحابة صدرك..طبعا العقل السليم يرفض ان نغفر لمسلم قتله لاخر لمجرد انه على حق و الاخر ضال..من جهة اخرى ورد في القران +من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا+..لنقل جدلا ان القران متعارض..بناء على مبدا الناسخ و المنسوخ..فلو طبقنا هذا المبدا على الاية التي ذكرتها و الاية التي بنيت عليها مقالك...اظن ان التعميم لا يتناقض مع التخصيص..اذا ان النهي متوفر في الايتين والنهي الاعم لا يلغي الاخص الذي ينتفي بانتفاء شروط تحققه+اندثار مؤسسة العبيد مثلا+..اماقولك +ما يخص اهل الذمة الكتاب فهم حاضرون ولكن لن يجرؤ أحد ان يطالب بتطبيقه بأن لا يقتل مسلم بكافر وتكون دية الذمي نصف دية المسلم عن ذات الفعل+ارجو ان تورد لنا حالة مشابهة وقعت في عهد محمد...والا فان للامر مقاصد تتعلق بظروف نشاة الدولة الاسلامية وهو ما يبدو لي يلتقي في العديد من النقاط مع حد الردة في الاسلام و شكرا مجددا..
يقول سيد سامي أن أغلب الأيات وردت كموقف من حدث وبتالي لا تصح أن تكون دستورا...لو كان الأمر عكس ذلك..أي أن تكون أغلب الايات غير مرتبطة بوقائع..لكان الأمر أن يقول سيد سامي أنها مجرد خواطر بشرية لا تلزم البشر ..ذن فهو لامحالة غير مقتنع...أظن هذ المنهج يفتقر لاساليب الحجاج..فماذا تقول في أن أغلب القران كان غير مرتبط بوقائع حياة محمد..أي لا نجد نبرة حزينة في الأيات التي وافقت مروره بازمات في حياته الا ترى انك اسقطت نفسك في التناقض سيدي..لكن ماذا لو مزجناهما..فنقول ان الايات مرتبطة بوقائع و هي ايضا غير ملزمة لكل الناس في كل زمان و مكان اذا لم تتوفر شروط الحكم..و اظن ان تعطيل الحكم لانتفاء شروطه لا يعني الغاء الاية تماما..كلامي هنا ليس مجرد تفاؤل .. بل هو موقف إيجابي من النص يبحث عن حل بدلا من الإنشغال بلعن المشكلات. - جرب هذا الموقف وسوف تستغرب كيف بقيت حتى اليوم محصورا في إطار النظر الحصري للمشكلات. ...
بين الأخ الشرقاوي أسباب و إطار نزول الأيات ..غير أن أراه أن إقتبساته مجرد نقل خال من أي اعمال لفكر النقدي...أما سيد سامي فالمنهج التأويلي ليس مجرد منهج براجماتي له وظيفة تنفيذية تلفيقية. - بل التأويل هو منهج غرضه استكمال الفهم. والفهم ليس مسألة تنفيذية براجماتية. بل هو مسألة تقوم على توخي الصدق في -الفهم- وليس -الفعل ....ذلك أن التفكير بهذا المنطق الثنوي الاستبعادي إما أن يكون موافقاً لحقوق الانسان فإن لم نر ذلكء،يكون اتوماتيكياً بشري...قد ثبت خطأه التامس. وهذا أظنك تعرفه أكثر مني حتى في جوهر الليبرالية الغربية. - فمن الخطأ استبعاد أحد الخيارات المتاحة أمام -الفهم- البشري بحجة تعارضه -الموهوم- مع الخيار الآخر. ..أي تاويل يمكن أن يوافق متطلبات العصر )..-...،