ماركس في النصوص التي قدمتها حتى الآن ينتقد دياليكتيك هيكل من حيث هو ميثالي ولكن في مقالك الأخير، ليس هذا الذي هو موضوع نقدي، يتكلم عن سحر الدياليكتيك في أنه أوهم بإجابية الوضع القائم فيما هو يفرز نفيها في الوقت نفسه، ماركس هنا يتكلم عن دياليكتيك آخر غير دياليكتيك هيكل، وهو نفسه الدياليكتيك الذي اعتمده لينين وأنجلز وبليخانوف وتروتسكي وماو وغيرهم بما فيهم مهدي عامل العربي وحسين مروة، يبدو لي أنك لا تميز بين القانون كقانون عام وبين القانون كقانون خاص هو درجة من القانون العام، بمعنى أن الميل الخاص لهذه التجربة الخاصة تسير في ميل الإتجاه العام، لديك مشكلة بين الكم والكيف من منطلق كرهك للدياليكتيك، بينما هما تمايزات في سيرورة معينة، لقد وضحت في مقال سابق أن ماهو كم بالنسبة لجسم آخر يدخل في تكوينه هو نوع وتكلمت عن كيف ينتفي الجسم في تكوين جسم آخر وأنت ترفض ذلك من موقف تجوهر الأشياء في ذاتها على الرغم من أنها عنصر في ذات أخرى.
يا صديقي أنور لم تشرح لنا حتى الآن ماهي المادية التاريخية التي تتكلم عنها، ماهي أسسها وقانونها، لو تفضلت لشرحها بقوانينها لاستقام انتقادك لأنجلز فماركس نفسه يعترف بأنه عكس المادية الهيكلية وجعلها تمشي على قدميها وأنت تنفيها بالمطلق فالقانون الذي يتكلم عنه أنجلز وماركس هو قانون دياليكتيكي تعقلنه المعطيات الأرضية على خلاف هيكل الذي حدده فقط في الفكر، لقد تكلمت على التجربة العلمية وقلت أنها لاتخرج عن نطاق التأثير والتأثر فهي جدلية تربط العقل بها في بحث عن تطور المعرفة،أي أنها ليست ثابتة وهو مايقوله أنجلز , ثم، وفي موضوع نيوتن، باكتشاف الدياليكتيك المادي، ليس الهيكلي، تجووزت موضوعات نيوتن الميكانيكية ودخلت عناصر جديدة في تجاذب الأجسام وتفككها.