كل يوم يمر يثبت لي اكثر انك في الزمان الخطأ والمكان الاكثر خطئا صديقي المفكر وليد مهدي لم اتمن بيوم ان تنتهي مقالة ما مثلما لم اتمن ابدا ان تنتهي مقالتك اليوم ترى هل تستمر كما ارغب
لموازاته للنص الابتدائي. لذلك لم يكن الاختلاف في تفسير النص الذي كما قلنا غدا عادة مركزية داخل العقائد الدينيه سببا لاقصاء الاخر بل ان الدين حين يصبح سلطه يدعى لتركيز ملكيته عبر تحصينها ثقافيا بنبذ الاخر والنظر اليه بوصفه عدو وهنا علينا ان نعلم ان صناعة العدو واختراعه تعد ماركة دينية في كل العصور وكأن ذلك التمايز سوف يديم تركيز الانتماء لدى الاتباع هذا من جانب ومن جانب اخر يتيح ذلك الاقصاء الى ترسيخ فكرة النقاء النوعي الذي تسعى كل الاديان الى تركيزه واشاعته عبر مجموعة ادوات وتشخيصات غيبيه وهو الامر الذي جعل مقولة ان تكون معنا او ضدنا تاخذ مشروعية التفاعل لان الاصطفاء الذي تبرره المؤسسة الدينيه لاتقبل حلا وسطا الامر الذي يستدعي فرزا وحزما في تبيان ذلك الحكم ومع كل ذلك لم يمارس النص دور الفيصل لانه يختزن الاختلاف كما قلنا وهنا نستذكر مقولة علي ابن ابي طالب لاصحابه بصفين لاتجادلوهم بالقران فانه حمال اوجه وذلك اعتراف ان النص الديني مراوغ يحتكر الحقيقه لكنه لا يستعرضها بشكل نهائي
انت تقول سيدي ان النص الديني يمارس سياسة اغواء للاتباع لكي ستخذوه ذريعة وفي رايي ان النص الديني ذاته شجع على الاختلاف لكي يصنع موازنة بين الفرقاء الذين يقرؤنه ولم يسلم بقراءة واحده كنوع من بقاء النص حيا اطول فترة ممكنه لذلك جاء حديث النبي محمد اختلاف علماء امتي رحمة لكي يكون تحريضا ودافعا على الاختلاف لما يسببه من ديمومة الحراك والديناميكيه في تلقي النص ولذلك ايضا نجد ان الخطاب الديني يتموج تبعا لغايات محددة وليس تبعا للقراءة كما يظن لاول وهله وربما ساعد الناسخ والمنسوخ في النص القراني في صياغة استراتيجية مراوغة تسبغ على النص مشروعية فضاء مغاير وتابع للظروف المتغايرة فحين نحتاج احتكار السلطة والنظر باحاديه قطبيه فان الدين عند الله الاسلام وحين نمرر خطاب التعدد ونطلي الحقيقه بوجوه التسامح فلكم دينكم ولي ديني وهنا يتبادر سؤال لابد منه اذا كان النص المنسوخ لايحمل بذور تعبديه او مسوغات تشريعيه فما فائدة بقاءه اذا لم تكن الغايه هو استراتيجية المغايره التي يسعى النص الديني عموما لاتباعها وكذا الامر ايضا في الاناجيل المسيحيه او في التلمود الذي صار نصا موازيا للنص الاول واكتسب قداسة مضافه تبعا
مصطنع يتخذه الانسان وسيلة لترميم فرديته او اعطاءه مسوغات البقاء وهو كجزء من ديمومة تلك السلطه التي انشأها سعى جاهدا لتحصينها بما يصنع لها ديمومة النفاذ داخل بنى المجتمع وتطويقها بانظمة مقدسه داخليه عبر سلاح الرده وخارجيه عبر صناعة الاخر الافتراضي او الواقعي المتربص وهنا اشير الى معلومة رائعه اشار اليها الاستاذ غالب الشابندر وهي ان كلمة الاخر في القران جاءت في سياق سلبي دوما وفي جميع الايات التي ترددت بها كلمة اخر او الاخر واذا ما تذكرنا راي جاك لاكان بخصوص لاشعور اللغة وتاثيراته بالبنى العميقه للانسان نجد ان النص الديني صاغ ذاكرةوذائقة وموقف سلبي بطريقه لاشعورية توجت لاحقا بالتكفير الذي يعني اقصاء الاخر المرفوض نصا ان ماتقوم به من جهد رائع تتقزم امامه الكلمات وكم كان بودي ان ارى منابع التكفير وكيفية تطور الانا الدينيه لكي تصبح مشروعا فرديا مضمخا بصبغة الجماعيه الوهميه لكي نقف على ارض صلبه بخصوص هذا المرض الذي لايهددنا فقط بل يهدد المستقبل كله
اعتقد ماكس موللران الدين مرض لغوي وانه ليس سوى انعكاس لحالة العجر الاجتماعي والطبيعي الذي يواجه البشر بينما اعتقد روبرتسون سميث ان الطوطميه هي اصل الدين فكانت التماثيل رمزا لاله مغيب كنتيجة من نتائج الحاجة للاقتراب من المطلق وراى فريزر ان اصل الدين هو السحر واعتقد ان المماثله البدائيه للانسان مع قوى الطبيعه جعلته يرمز ذلك في طقوس مشابهه بينما يراه فرويد وهما متمما للعصاب الجماعي الذي يشتمل تحت هيمنته جماعة ما وارى ان الدين نتاج بيئته وما الاديان المعترف بها الا نتيجة لخميرة صحراويه اذا ماعلمنا ان مايعرف بالاديان الثلاث خرجت من معطف الصحراء صنعتها لذلك ينقل ميرسيا الياد في كتابه المقدس والعادي بترجمة عادل العوا ان الديانه الرومانيه كانت ديانة شعائر اكتر من كونها ديانة عقيده لان نظام المدينه يسعى لتكريس العدوى الوجدانيه التي ينتجها الطقس اكتر من اهتمامه بسواها من مشاريع التماهي والفرز الاجتماعي التي تقدمها الاديان عادةبينما تكون الروح الجماعيه والترصين الاجتماعي علامة فارقه داخل المدينه على عكس الصحراء التي تشيع فيها الفرديه وروح المغامرة مما تجعل الانسان يتطلع الى اختراع مناخ جماعي مصط