عزيزي الكاتب المبدع سامي تحية طيبة. يقول الكاتب عمر قدور في مقابلة حديثة له ردا على سؤال محاوره: (لولا السياسة لما طُرح العديد مِن الإشكاليات التي تتعلق بالإسلام. أعتقد أن الأمر كان كذلك في الغرب أيضاً، فالدافع الأكبر لما عُرف هناك بالإصلاح الديني لم يكن الدين بحدّ ذاته، بل كانت السلطة السياسية التي تتمتع بها الكنيسة. أزعم أن سلطة السماء كانت تاريخياً مطابقة لسلطة الأرض، لذا لم تكن الحركات الدينية الكبرى منفصلة عن السياسة؛ الفصل هو عموماً نتاج عصر الحداثة. الإسلام بحد ذاته ليس مشكلة، بخلاف الإسلاميين، مثلما لم تعد الكنيسة تؤرق الغربيين بعد انحسار دورها السياسي. الانشغال الثقافي ضمن الفضاء العام لا يمكن أن يبقى خارج السياسة، وأعتقد أن الجهد ينبغي أن ينصبّ هنا، بدل الانشغال بنقد النصوص الإسلامية الأساسية وإثبات عدم واقعيتها وغيبيتها. النقاش في الدين بوصفه ديناً فحسب شأنٌ آخر، أما النقاش في الحركات الإسلامية فهو في غنىً عن محاولات إثبات تهافت الدين لنقضها مِن أساسها كما يظن البعض،
الأستاذ المبدع سامي… تحية من القلب وشكرا لهذا العمل الجبار. أدعو آلهة الحب والجمال في هذا العالم أن تطيل بعمرك وتزيد في حيويتك لكي تبقى ذخرا لأجيال وأجيال… لعل أنوار مصابيحك تشع على تلك العقول المسطومة، بفعل خمرة ذاك الحاخام المسطول الذي ابتلاهم - وما زال - بأفيون فتّاك طمس عقولهم وشل ملكة النقد عندهم، فتصحو من غيبوبة ذاك الهذيان العفن… ولو صحوة جزئية! عندي اقتراح أستاذ سامي أرجو أن يكون موضع تفكير إن سمح وقتك بذلك: ما رأي حضرتك بمشروع وضع دليل (فهارس) للباحث في مختلف شؤون الاسلام. وتحديدا ذاك الموروث التاريخي الهائل من الكتب في مختلف المواضيع الإسلامية. وأعتقد أن ذلك قد يكون مفيدا. ولا بأس من وضع روابط لتلك الكتب على الانترنيت. وبالأخص تلك الكتب التي يحرص وكلاء الله على الأرض (الاكليروس الإسلامي المتعفن) على إخفائها عن عيون الناس. ومن الممكن أن يساهم قرائك ومحبيك في مساعدتك على انجاز مثل هذا المشروع. ولك أن تعتبرني من الآن مساهما (ماديا ومحررا) في هذا المشروع إن شاءت الظروف أن تتبلور القناعة لدى حضرتك بالاستجابة. أطيب تحية وشكرا مرة أخرى لمجهودك الجبار.
ومن الخرافات التي يسوقها الاسلام السياسي عن الاعتدال طرح بعض الاسلاميين لشعار: (دولة مدنية ديمقراطية بمرجعية اسلامية). وعندما تواجههم بمفهومهم للديمقراطية ذات المرجعية الاسلامية فالجواب ببساطة هو (الشورى)!!. ودعك عن تهافت مفهومهم حول الدولة المدنية إن كان ثمة وجود لمعناها أصلا في رؤوسهم المتحجرة عند دولة الخلافة الراشدة وعصر الاسلام الذهبي!!!
أنا أزعم أن اليسار السوري، بمعناه العلماني، في عمومه وطوال تاريخه كان حكرا على نخبه ومنسلخا تماما عن -الاجتماع- الشعبي السوري. وبالمحصلة يحتاج المرء للكثير من الجهد لكي يتثبت من صحة الفرضية التي طرحتها حضرتك في ختام مقالتك.
وكلنا يعلم أن -الاجتماع- السوري قد تغلغلت فيه وتعمقت السطوة الدينية (وتحديدا في البيئات الاسلامية)، وبتشجيع متعمد من نظام الاستبداد (التكاثر السرطاني للجوامع، تبني ورعاية فقهاء السلاطين من شاكلة البوطي، معاهد الأسد لتحفيظ القرآن، القبيسيات، كلية فتح الإسلام، افتتاح محطة نور الشام الإسلامية الفضائية في بداية الأزمة، فرق الإنشاد الصوفية المنتشرة على امتداد الجغرافيا السورية…ولا ننسى ظاهرة -محمود قول آغاسي أبو القعقاع- وأشباهها، التي احتضنتها الأجهزة الأمنية السورية لتجنيد المجاهدين السوريين وإرسالهم للعراق لمقارعة الأمريكان…) وإذا كانت الدراسات العديدة التي أخذت تتكاثر في ظل الأزمة التي نعيش في بلدنا سوريا حول الاجتماع السوري والهوية السورية ومفهوم الوطن والمواطنة ومفهوم الدولة الأمة تُجمع في غالبيتها على أننا، نحن السوريون، تشكيلات سكانية ما قبل وطنية (عشيرة، قبيلة، طائفة على حد تعبير الكاتب -نيقولاس فان دام- في كتابه -الصراع على السلطة في سوريا- ) فكيف يمكن لنا إذن أن نفترض وجود تأثير وتفاعل مهم للفكر اليساري في -الاجتماع- السوري خارج إطار النخب؟ أنا أزعم أن اليسار السوري،
حضرة الأستاذ معتز، تحية طيبة تقول في ختام مقالتك : -ومن الواضح أن الفكر اليساري الديموقراطي الاجتماعي والعلماني، يمتلك جذوراً قوية في القاع الاجتماعي، … وكذلك فإن القوى الحاملة لمشروع التغيير الوطني الديموقراطي الاجتماعي السلمي… تمتلك حضوراً شعبياً مهماً، ويمكن التعويل عليه. وهذا يمكّنها من لعب دور فاعل فيما لو تم الاشتغال جدياً على المخارج السياسية للأزمة…- سؤالي هل هنالك دراسات ميدانية فعلية ومؤشرات احصائية (ولو تقريبية) تعزز هذا الاستقراء لتجذر الفكر اليساري اليمقراطي، ولهذا الحضور الشعبي المهم للقوى الحاملة لمشروع التغيير؟ وماهو مدى هذا التجذر وحجم هذا الحضور؟ ما أود الوصول إليه هو: لطالما اشتكى أصحاب الفكر اليساري الديمقراطي (وحضرتك واحد منهم على ما أستشف من كتاباتك التي أتابعها) من تهميشهم وابعادهم عن التفاعل الجماهيري في ظل مملكة الاستبداد الأسدي طوال مايزيد عن أربعة عقود، فكيف أمكن للجذور القوية أن تتواجد في هذا القاع المجتمعي؟ وما هي العوامل التي سمحت لهذا التجذر؟
سأترك للقراء أ ن يجيبوك على كلامك العاطفي ولكني سأكتفي هنا بأن أحيلك لمقطع الفيديو التالي الذي يهتف فيه أوباش رئيس المافيا: -شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد- http://www.youtube.com/watch?v=RwfsPVTT1Qs ويمكنك أن تجد مثل هذا المقطع العديد على اليوتيوب التي تهتف بالتشبيح للأسد وبشعارات مثل : -الأسد أو نحرق البلد-، - الأسد أو لا أحد-، -طلبنا من الله المدد فأرسل لنا بشار الأسد-… بالمناسبة ما زالت دعوتي لك قائمة لتجرب بنفسك طعم الحواجز والشبيحة في قلب العروبة النابض، وتتذوق طعم الممانعة اللذيذة للامبرياية والصهيونية والماسونية وكافة قوى التآمر العالمي على سوريا الأسد منذ ما قبل خليقة البشرية وحتى الآن. أتمنى أن يطول بك العمر إلى الحد الذي تنضج فيه تجربتك الفكرية فتعيد استقراء المشهد وأنت تبتسم في قرارة نفسك وتقول: [ كم كنا أغرارا ومغشوشين ورومانسسين عندما كنا نعتقد بالمقاومة والممانعة وقلب العروبة النابض وغيرها من هذيانات الاستبداد القومجي والبعثوي والتقدمي… وكم هدرنا من أعمارنا في مثل هذه السخافات التي جرت الويلات لمجتمعاتنا ]
أستاذ منذر حضرتك تتكلم بمنتهى العقلانية فيما تطرح في هذه المقالة، ولكن أخشى أن يكون الآوان قد فات، على جميع الأطراف المنخرطة في الصراع، للإستماع إلى صوت العقل. وربما يكون الشعب (بالمعنى المجازي كما تسميه) هو الذي سيدفع الثمن لآجال طويلة لغياب فن الأصغاء للعقل والممكن. وربما لخص الشاعر القديم حالنا الذي وصلنا إليه بإيجاز بليغ بقوله: كل يمشي رويد كل يبحث عن صيد إلا عمرو بن زيد وعمرو هذا هو الشعب المعتر الذي يُقتلع من جذوره اقتلاعا ممنهجا وهمجيا من كل الأطراف (سلطة ومعارضة). ربما سنحتاج إلى عقود وعقود لنتمكن من الإصغاء إلى صوت العقل. تحياتي
أستاذ جهاد أحييك من القلب على جرأتك وشجاعتك. وأنا أعتقد أن التطبيع مع اسرائيل ومصالحتها كفيل بأن يطيح بعروش كل الدكتاتوريات اليعربية من الماء إلى الماء، لأن اسرائيل هي الشماعة التي يعلق عليها هؤلاء الطغاة مشروعية بقائهم على الكراسي إلى الأبد. وأزعم أن مصالحة اسرائيل كفيل بخلق شرق أوسط جديد معافى من عفونة وزنخ كل هذا الارث المدمر منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام. ولا بأس أن تكون اسرائيل هي الدولة الرائدة والطليعية في هذا الشرق الأوسط الجديد. نعم وألف نعم للصلح مع اسرائيل
(10) الاسم و موضوع
التعليق
mofaq يارجل هل تنتمي أنت لسكان الكرة الأرضية وللبشر
كل شي كتبته حضرتك يمكن للمرء أن يتفهمه على اعتبار أنك طالب علوم سياسية تتمرن على الكتابة، ولكن أن تنهي مقالتك بعبارة: -والرئيس الاسد سيبقى على سوريتة وعلى راس القرار السوري المستقل والحر- - مع التشديد على القرار السوري المستقل الحر!!! - فهذا ما لايمكن حتى لجاهل، وليس طالب علوم سياسية، أن يهضمه ويستوعبه!!! باعتباري من سوريا فإني أدعوك لزيارة سوريا على نفقتي، وأن تتوقف عند الحواجز الأمنية والتشبيحية للتفتيش، أو -لا سمح الله- أن يتم توقيفك في أحد الفروع الأمنية لمدة يوم واحد فقط… ولنرى بعد ذلك هل ستكون حضرتك مِن ضمن عشرات الملايين من السوريين الذين سيقررون مصير رئيسهم!!! أعتقد أنك لو فعلت ولبيت دعوتي ستكفر باليوم الذي جعلك تتمرن على الكتابة ياحضرة الطالب النبيه بالعلوم السياسية. تمنياتي لك في أن تجرب الكتابة في مواضيع من العيار الخفيف وأن تقرأ الكثير الكثير قبل أن تفكر بالخوض في متاهات المواضيع الشائكة ياحضرة الكاتب التقدمي القومجي. وبالتوفيق
ٍٍ-لا أدري ماهو سر هؤلاء المتنطعين من الجهلة؟ غريب أمر هؤلاء العاهات البشرية المتأسلمة، التي لاهم لها سوى رصد كل ما يكتبه الكتاب اللادينيين عن الإسلام، حتى تستل سيفها المهترأ العفن للرد عليهم بعباراتهم المعهودة من تجهيل للكاتـب أو الكاتبة واعتبارهم لايفقهون شيئا عن الدين ولا يعلمون شيئا عن نبي الإسلام العظيم ولا عن تاريخ المسلمين الزاهي! والأغرب أنه حتى عندما يذكر الكاتب شواهده ومصادره من كتب تراث الإسلاميين أنفسهم يلتفون علينا بحجة الإسرائيليات وعدم مصداقية المؤرخين…إلى غير ذلك من حجج واهية تافهة في دفاعهم المستميت. السؤال لماذا هذا العناد والاصرار من قبل هؤلاء المتأسلمين على الدخول إلى موقع الحوار المتمدن وإلى المقالات التي تتناول الدين من قبل كتاب لا دينيين، ثم يمشقون أقلامهم لمهاجمة هؤلاء الكتاب. وطالما أنك أيها المتأسلم تعرف أنه لا أمل يرتجى من إصلاح هؤلاء الكتاب المارقين وأن اسلوب ومنهج ردك عليهم غير مجدٍ معهم، فلماذا لا تتخلى عن حشريتك وتتفرغ لعبادة ربك ونبيه وتجهز نفسك بالشكل اللائق لليالي الملاح مع الحوريات والغلمان وسط أنهار الخمرة السماوية اللذيذة؟؟؟؟؟؟ ------------------
شكرا سيدة أمل على مرورك والتعليق. الحقيقة أنا أؤيدك تماما فيما ذهبت إليه من عبثية الحوار مع أمثال هؤلاء المغسولي الأدمغة الذين يتكاثرون كالأرانب على كفة المواقع التي يكتب فيها اللادينيون، وكل عدتهم في الحوار هو الرد والنفي مِن مصادر ربهم -محمد- وعكازته -الله- ! الغريب في الأمر هو لماذا يدخلون إلى مقالات هؤلاء الكتاب ويقرؤؤن لهم طالما أن لديهم مواقف مسبقة وطالما أن عدتهم الفكرية الهزيلة لا تسمح لهم بالتحكم سوى بغرائزهم البدائية. وقد كتبت ذات مرة التعليق التالي ردا على أحد هؤلاء المغسولة أدمغتهم بعفن الاسلام لعلنا نرتاح منه ومن ردوده الغبية دون فائدة! كان تعليقي وقتها:
سؤال بسيط تقول أن القرآن -تنسجم آياته مع العلم- فهل نفهم مِن ذلك أنك مطلع على العلوم وعلى مناهج البحث العلمي وآليات التوصل اِلى النظريات والحقائق بالاسلوب العلمي؟ اِذا كان الأمر كذلك فكيف لك أن تفسر ذهاب الشمس اِلى -عين حمئة- عند غروبها؟ وكيف يتفق ذلك مع العلم الذي يقول أن الشمس مستقرة في مكانها ضمن مجرتنا ولا تذهب لعند أحد بل الكل يدور حولها؟ أرجو ألا يكون مصدر معلوماتك العلمية شيوخ الفضائيات ونجوم الاعجاز العلمي القرآني من أمثال زغلول النجار. وهنيئا لك العلم القرآني
وبالمناسبة السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ليس مَن خلق القرآن: اِله مزعوم ام بشر، المهم هو هل يصلح هذا القرآن لبشر؟؟؟؟؟؟؟ بكل طروحاته الاِرهابية ونزعته التدميرية واَحكامه الجهنمية؟؟؟ انظر مِن حولك اِلى كل بلاد العالم الاِسلامية، فهل ترى فيها سوى الكوارث مِن قتل وتشريد ودمار وتخلف مرعب وتكاثر كالاَرانب وفقر وجهل وبغاء وجريمة؟؟ اَعرف جوابك المسبق -العيب ليس في الاِسلام وقرآنه، بل في المسلمين انفسهم لأنهم حادوا عن الصراط المستقيم!!!-. -ولأن الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما في أنفسهم!!!- دُمت بخير واَتمنى لك مقدرة على القراءة الواسعة مِن غير الكتب الصفراء والفضائيات العجيبة.
اقرأ له على سبيل المثال كتابه -محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن- (موجود على الانترنيت) بروية وصبر وتجرد (متخليا لبعض الوقت عن اَفكارك المسبقة وعن دفاعاتك النفسية اللاشعورية) حتى تتمكن مِن فهم ما يقوله هذا الكاتب. اَمّا الكاتب الثاني فهو الراحل الكبير الاُستاذ العفيف الاَخضر، لاسيما آخر مانشره على موقع الحوار المتمدن، كتابه الهام جدا جدا لِمن يجيدون القراءة بموضوعية وبحث وتنقيب وتمعن، -مِن محمد الاِيمان اِلى محمد التاريخ-. طبعا لكي تتمكن مِن قراءة هذا الكتاب يتوجب اَن تكون ملما باَساسيات علم النفس ومطلعا على العلوم الاِجتماعية والدراسات الاِستشراقية وعلوم الاَديان المقارنة والدراسات الاَنثربولوجية والمفاهيم العلمية المعاصرة والتطورات الحاصلة في العالم. وقبل هذا وذاك اَن تكون قادرا على قراءة القرآن بعقلية لا سكروية (بالاِيمان الاَعمى) بل بعقلية المتفحص الراغب في الفهم. والآن عودة على بدء اَنت تطلب مِن الاُستاذ سامي البرهان على اَنّ القرآن مِن تأليف -حاخام يهودي مسطول-، وببساطة قد تحتمل نظريته الخطأ، ولكن لو كنتَمتابعاً لمجمل كتاباتالاُستاذ سامي لا كتشفت دليله.
مثلما اَنك تشك في القوى العقلية للكاتب المبدع سامي الديب، فانا اَشك اَن تكون لديك المقدرة على قراءة نقطة مِن فيض هذا الكاتب. تذكر مثلا اَن الكاتب اُستاذ محاضر في اَرقى الجامعات، واَنّه يجيد عدة لغات بطلاقة ويكتب بها. واَنّه - وهذا هو الاَ هم على اطلاع واسع على الدين الاِسلامي مِن مصادره -الموثوقة- لدى المسلمين عدا عن اطلاعه الواسع على الاَديان الاُخرى، وضلوعه في القانون… ثم اَشك في اَنك مطلع على تاريخ الاَديان المقارن وعلى الدراسات الاستشراقية الهامة (التي لولاها ما كان لآلاف اَلغاز التاريخ الاِسلمي اَن تجد وسيلة لفهمها!). واَشك اضيضا اَنّك مطلع حتى بتعمق وبمقدرة موضوعية على اِسلامك نفسه!!! دعك مِ ن الاُستاذ سامي (فواضح اَنّك شخص موتور دينيا) ومِن اَصحاب الاِيمان الاَعمى المستنفر دوما للدفاع عن دينه حتى قبل اَن يتمعن ويفكر بما يقوله الآخرون. هذه آلية دفاعية سيكولوجية معروفة عند جميع المتعصبين دينيا وايديولوجيا. سأحيلك على سبيل المثال اِلى كاتبين مهمين خرجا مِن عمق اَعماق المؤسات الدينية: الاَول هو عباس عبد النور وهو شيخ أزهري سابق ومتبحر تبحر واسع في الاِسلام
مطلبك من الله في إرسال ملائكة أو رسول لحل الإشكالات التي ذكرتها مستحيل لسبب بسيط: وفاة محمد فكما نعرف فإن خالق الله هو محمد. فإذا كان الخالق الفعلي - محمد - قد مات فالله حُكما قد انتهى ولذلك لا دور له. ألا تذكر عزيزي نيسان إحدة مقالات الدكتور كامل النجار التي يتحدث فيها كيف أن واقع المسلمين يشير إلى أنهم يعبدون محمد أكثر من الله! ولا عجب إذ ان محمد- مولى الله نفسه - جعل حتى الله وملائكته يصلون عليه ليل نهار بلا انقطاع. لو كان محمد أكثر تطرفاً مما كانه بعد أن تجاوز زمن التمكين في مرحلة الإسلام المديني، لكان جديراً به أن يعدل منطوق شهادة التوحيد لتصبح: (أشهد أن لا إله إلا محمد وأن الله صنيعته وعكازته).
مصيبة عندما يكون دماغ المرء عيانياً جداً وعاجزاً عن التجريد. صحيح أن الدكتور كامل ذكر: -وكان محمد في حاجة ماسة للأغنياء ليتبرعوا له بالمال- فتغاضى عنهم ليطعموا الفقراء إن شاؤوا ألا يصوموا، فهذا لكي يستميل الأغنياء إلى صفه فلا ينفرهم من شعيرة الجوع الغبية المسماة صيام، وبالتالي قد يتخلون عن دينه العجيب فتنقطع عن محمد اسهامات الأغنياء. تُرى مَن كان يمول حملات الغزو والنهب الإسلامي سوى الأغنياء؟؟؟؟ ولو لم يكن الأمر كذلك فكيف نفهم أن رب محمد يتراجع سريعاً عن آية كنز الأموال بعد أن لاقت معارضة شديدة من الأغنياء، فأسعفه جبريل سريعاً بآية الزكاة لكي يتخلص من احتجاجات الأغنياء!!! اللهم اشهد أن بعض أتباعك قد حرمتهم حتى من ملكة التجريد العقلاني!!!
تحياتي للكاتب المبدع أمر غريب لدى هؤلاء العلماء المنقرضين من التاريخ والحضارة!! فدائماً لديهم سند لادعاءاتهم من الحديث والسنة!! ما أشبه هؤلاء المنقرضين بأشرف خلق البشرية جمعاء. حتى ستهم عائشة كانت تشك في بعلها عندما قالت له يوماً (عندما أراد الزواج بزينب زوجته ابنه بالتبني، حين أتته الآيات المسعفات من منقذه جبريل): -أرى ربك يسارع لك في هواك- ----- والأغرب والأدهش تعليل القرضاوي لاستحباب ختان البنات من هذا الحديث النبوي العجيب : -…فهذا يجعل المرأة أحظى عند زوجها، وأنضر لوجهها فلعّل هذا يكون أوفق.- فكيف عرف هذا العبقري أن المرأة تكون أحظى عند زوجها لمجرد بتر عضو من جسدها؟ ولا أفهم كيف تكون نضارة الوجه أشد مع صرخة ألم البتر!!
أهلاً بعودة كاتبنا الكبير د. كامل النجار، ونرجو ألا تحول الظروف دون استمرارية مددك، فالحوار المتمدن يحلو بكـتّـابه اللامعين. لا أدري هل أصبحنا مدمني كامل النجار بكتاباته التنويرية الرائعة؟ فقط للتنويه رقم الآية المذكورة في المقالة من سورة المؤمنين هو 110 وليس 23 حسب ماورد تحياتي
الأستاذ أحمد تشخيصك جيد ومفيد، ولكن استوقفتني عبارتك التالية: - لكن الدكتاتورية الشرقية ليست كمثيلاتها الغربية لأنه لدينا ارث طويل من الدكتاتورية - واستغربتها كثيراً، أليس تاريخنا العربي-الإسلامي يشير إلى أن العرب هم مؤسسي -الملك العضُوض-، و-المستبد العادل-، ولاسيما ابتداءً من العصر الأموي؟ ألم يُقتل 11 خليفة أموي من أصل 12 خليفة؟ ألم يحدث مثل ذلك في العصر العباسي إذ قُتل الكثير من الخلفاء؟ وهل سمعنا في تاريخنا المشؤوم عن سلطان عضوض تخلى عن السلطة في حياته طواعية؟ وهل كان خلفاءنا اللاراشدون ملائكةً وقديسين لايترك أحدهم حتى مقتله؟ الأمثلة أكثر من أن تُعد أو تُحصى لو تابعنا السلسلة حتى عصر انتهاء الخلافة العثمانية ومن بعدها نهاية الحقبة الاستعمارية الأوروبية. أرجوك أن تدلني على بلد عربي واحد (باستثناء لبنان) نسمع فيه أن الرئيس السابق مازال حياً أو يقيم في بلده بوجود رئيس لاحق له!!! فكيف يستقيم عند حضرتك انعدام الارث الطويل من الديكتاتورية لدينا؟ مع تحياتي وتقديري لمقالاتك التنويرية
أذكر اني قرأت مرة (وأعتذر الآن عن ذكر المصدر لعدم توفره معي هذه اللحظة، ولكن حالما أعثر عليه سأرسله لحضرتك) عن علي بن أبي طالب (إن لم تخني الذاكرة) أو أحد الصحابة عندما سُئل حول العلاقة بين العدل مع اليتامى وتعدد النكاحات أجاب: بأن (مابين عبارة وإذا خفتم …وعبارة فانكحوا ماطاب… قد ضاع ثلث القرآن) !!! تحياتي وتقديري لك
(24) الاسم و موضوع
التعليق
mofaq نفسي ومنى عيني أن يسمح الحوار المتمدن بنشر تعليقي
لا أدري ماهو سر هؤلاء المتنطعين من الجهلة؟ غريب أمر هؤلاء العاهات البشرية المتأسلمة، التي لاهم لها سوى رصد كل ما يكتبه الكتاب اللادينيين عن الإسلام، حتى تستل سيفها المهترأ العفن للرد عليهم بعباراتهم المعهودة من تجهيل للكاتـب أو الكاتبة واعتبارهم لايفقهون شيئا عن الدين ولا يعلمون شيئا عن نبي الإسلام العظيم ولا عن تاريخ المسلمين الزاهي! والأغرب أنه حتى عندما يذكر الكاتب شواهده ومصادره من كتب تراث الإسلاميين أنفسهم يلتفون علينا بحجة الإسرائيليات وعدم مصداقية المؤرخين…إلى غير ذلك من حجج واهية تافهة في دفاعهم المستميت. السؤال لماذا هذا العناد والاصرار من قبل هؤلاء المتأسلمين على الدخول إلى موقع الحوار المتمدن وإلى المقالات التي تتناول الدين من قبل كتاب لا دينيين، ثم يمشقون أقلامهم لمهاجمة هؤلاء الكتاب. وطالما أنك أيها المتأسلم تعرف أنه لا أمل يرتجى من إصلاح هؤلاء الكتاب المارقين وأن اسلوب ومنهج ردك عليهم غير مجدٍ معهم، فلماذا لا تتخلى عن حشريتك وتتفرغ لعبادة ربك ونبيه وتجهز نفسك بالشكل اللائق لليالي الملاح مع الحوريات والغلمان وسط أنهار الخمرة السماوية اللذيذة؟؟؟؟؟؟
الأستاذ وهيب مقالتك هي الخلاصة المختصرة المفيدة التي تغني عن قراءة آلاف المقالات والتحليلات التي تتناول المأساة السورية، والتي أصبحت مصدر تشويش وصداع مزمن…لغالبية الشعب السوري. لقد صغت المعادلة الصحيحة باعتقادي، والتي تعني أن على السوريين الموجودين على الأرض -ولا أحد سواهم من الأفاكين والواجهات الإعلامية والمنظرين والانتهازيين- أن يفهموا جيدا أن عليهم أن يكملوا مشوارهم لوحدهم وبالاعتماد على أنفسهم مهما ارتفعت فاتورة الدماء. لأننا إن بقينا نعتقد بأن ثمة صفقة أو أشياء من تحت الطاولة أو خلف الكواليس يتم طبخها فنحن واهمون. تحياتي وتقديري لكتاباتك المميزة