أجد نفسي مضطرا لأسألك , أن توضح لمن يقرأنا , إن وجد , ما الذي يشعرك بالفخر في ممارسات التشيكا , و هل أنت مستعد لتعيد اليوم نفس تلك الممارسات التاريخية للتشيكا إذا الله طول بعمرك و عمرنا جميعا و صرت مكان المرحوم دزرجينسكي
شكرا على نقاشك الموضوعي , بالنسبة للفضائح فانا لم أفهمك , هل تتهمني مثلا بقتل ملايين البشر أو بتبرير قتلهم أو بالدعوة لقتل ملايين أخرى أم بالدعوة لإقامة سجون جديدة أكون فيها أنا و من يؤيدني سادة و حكاما مطلقين على المسجونين العبيد , إذا كان هذا ما تقصد فأرجو أن تشير إلى أين قرأت ذلك .. أنا أعترض على النازية و الإمبريالية تحديدا لأنها تستغل البشر و تقمعهم و تسحق إرادتهم و تستعبدهم , لأني أزعم أني ضد كل استعباد و استغلال و قمع و قهر الخ و أني أحلم بأرض يعيش عليها فقط بشر أحرار و متساوين , و إذا كنت تعتبر هذا العمل فضيحة أو خيانة و تعتبر نفسك قاضيا متوجا على العباد و مشروع جلاد أو ضابط تشيكا في المستقبل , فأنا مقر بذنبي دون أي تردد , لقد فعلت ذلك أمام كل السادة مرة واحدة و إلى الأبد
و لعل الآتي أعظم , و الله أو الرفيق ستالين أعلم , تصور أيها الرفيق عالما بلا تماثيل لاي من الزعماء أو كبار الرفاق الذين تعرفهم و لا قصور لسكن هؤلاء الزعماء و لا سجون لأعدائهم و لا تشيكا و لا ... تصور عالما يقول فيه الناس أي شيء و يفعلون أي شيء دون أن ينتظروا أوامر الزعيم الأعظم أو اللجنة المركزية أو البابا أو الإمام الأكبر , إنها مؤامرة بكل بساطة , ليس فقط على السادة و على الابطال العظام , بل على الفقراء الذين لا يمكنهم التفكير أو العيش دون أوامر الزعيم الأكبر و مراقبة حراسه الأمناء الذين سينتهي بهم الحال جميعا في متاحف تثير الضحك لا الرعب , لا يمكن توقع ما يمكن لتلك المؤامرات أن تفعله , سترك يا رب , سترك يا بيريا ...
طالما أعجبت بقدرة الرفاق الستالينين على الحوار و على التفكير , اعتقد أنه كان لديك فرصة لتستخدم مناطق أخرى من دماغك غير تكرار ما اعتدت على تكراره في كل مرة تسمع فيها كلمة تشيكا , معتقلين , قتل , إعدام , محاكمة بوخارين , مؤامرة فوضوية , هنغاريا 1956 , كرونشتادت 1921 , كان ممكنا أن تحاول أن تبرر بطريقة مبتكرة ممارسات التشيكا و وررثتها اليوم , أما أنا فلست حزينا جدا لأنك تفكر تماما كضابط تشيكا , أعتقد أن الإمبريالية و الفاشية استخدمت بما يكفي لتبرير قتل الملايين و سحق المهمشين و تحويلهم إلى روبوتات و ببغاوات , المؤسف يا عزيزي انه لم يعد من الممكن القضاء على تلك المؤمرات كما فعل الرفيق ستالين و صحابته , لقد مات الرفيق بيريا و لم يعد من الممكن إعدام أي شخص يشارك في المؤامرة الإمبريالية على الزعيم الأعظم , إنه زمن رديء يا عزيزي , يمكن لأي كاتب أن يشتم زعماء العالم العظام أو زعيم البروليتاريا الأوحد أو أن يرسم أنبياء يؤمن بهم الملايين بل المليارات في صور كاريكاتورية تسخر منهم بينما يصر شيوخهم أو قساوستهم أنهم يستطيعون وآلهتهم أن يلقوا بنا جميعا في النار و أنهم سيفعلون بنا ذلك في وقت ما عقابا