العروبة الآن تترنح في انتظار تشييعها إلى مثواها النهائي، فاليوم و بفضل التكنولوجيات الحديثة، استطاعت الشعوب التي غزاها العرب فيما سبق أن تستفيق من غفلتها التي دامت طويلا و التي كانت خلالها الأنطمة محتكرة لقنوات التأطير الجماهيرية كالمدرسة و التلفاز و غيرهما من وسائل التأثير الإيديولوجي و التنميط الاجتماعي. و لم يعد هناك، اليوم، كردي أو أمازيغي يرضى أن تنعته بالعربي ..حيث أصبح الانتماء لهذه القومية بمثابة سـُبة لا يقبلها شباب اليوم عكس جيل الستينات و السبعينات الذي تم تنميطه بدرجة عالية و لم يتخلص من الأوهام إلا بشق الأنفس ..فشكر للتكنولوجيا و شكرا لمن أبدعها
القناة المسماة أمازيغية ولدت ميتة منذ البداية، و مصيرها سيكون كمصير القناة الرابعة التي لا يشاهذها حتى منتجوها..القناة الأمازيغية لا يمكنها أن تواجه القنوات الفضائية الأخرى ببرامجها المكرورة و ديكورها الكئيب الذي يعكس أن طاقمها ما زال في طور التدريب..هل يمكن للأمازيغي أن يستغني عن برامج الجزيرة و بي بي سي و غيرهما لمشاهذة مسرحية بلهجة لا يفهمها..من خلال تجربتي كأمازيغي، حاولت أن ألتزم بمشاهذتها كسلوك نضالي من طرفي، لكني اكتشفت أني سأكون سورياليا إن ألزمت نفسي بمشاهذة الريفية تتحذث بلهجتها في انتظار دورالمديع السوسيليكرر أخبار عباس الفاسي و أنشطة البرلمان..لنكون صرحاء مع أنفسنا، القناة رقم جديد إضافي للقنوات الموجودة..و لا تقدم لي شيئا مما كنت أنتظره، فأنا في غنى عن مشاهذة تاشينويت و رقصاتها و ماريواري و شطحاته.