اننا لا ننظر الى اليهود الصهاينة بعين الاستياء. وان نية العرب تتجه الى منح هؤلاء فرصة مناسبة. بينما اكد اليهود الصهاينة بدورهم للقوميين العرب، عزمهم على العمل من اجل ان يحظى الطرفان بمثل هذه الفرصة كل في ارضه و موقعه- هكذا قدم القوميون العرب فلسطين كهدية للصهاينة واليوم يستخدمون هذه القضية لابتزازنا والضغط علينا لنتقبل سياستهم الاستعمارية التعريبية
بينما كان الزعماء العرب ، ولفترة ما، مستعدين الى تفاهم بشأن -فلسطين- . فغايتهم الاولى كانت تتلخص في الحصول على وعد بالاستقلال في نطاق اراض كان انتماؤها وطبيعتها العربيين فوق كل الشكوك. وكان فيصل ابن ملك الحجاز الشريف حسين ، يتزعم النضال العربي في مؤتمرات السلام. كان متعنتا وشدد التصلب في مطالبته باستقلال المناطق التي لا تشوب عروبتها الخالصة اي شائبة. ومع ذلك فقد كان يبدو من خلال موقفه من موضوع فلسطين ، انه ملم بالعناصر التاريخية التي حددت مصير هذه البلاد . وفي عام 1918 ، وعقب اجتماعه بوايزمن، زعيم الحركة الصهيونية، ولدت الموافقة الاولى والوحيدة بين زعماء الحركتين القوميتين. وعلى اثر ذلك ، وبعد مفاوضات جرت مع زعماء صهيونيين في لندن، اصدر فيصل بيانا نشرته صحيفة -التايمز- اللندنية بتاريخ 12 ديسمبر ـ كانون اول سنة 1918 وجاء فيه : -ان العرب و اليهود، وهما الفرعان الرئيسيان لاسرة الشعوب السامية يفهمان بعضهما البعض. واني لعلى ثقة من انه نتيجة لما تم من تبادل وجهات النظر بين الطرفين في مؤتمرات السلام ، فان الامتين ستمضيان قدما نحو تحقيق آمالهما بصورة فعالة
ابا ايبان الوزير الصهيوني الراحل عايش تاسيس دولة اسرائيل منذ البداية. في مذكراته التي تحمل عنوان-بلادي- النسخة العربية نشرت في مصر دون ذكر دار ولا تاريخ النشر. في الصفحة 40 نقرأ ما يلي:- ان من الواجب ان نتذكر ان الهدف الاساسي للحركة القومية العربية، كان يتركز آنذاك، في الحصول على وعد بالاستقلال ضمن مساحات شاسعة من الاراضي كانت شمل يومئذ سوريا و العراق و شبه الجزيرة العربية. وكان العرب قد احتلوا -ارض اسرائيل- بين ٦٣٤ و ٦٣٦ ميلادية، فظلت خاضعة لحكم الخلفاء العرب خلال اربعة قرون، حتى سقطت في ايدي الصليبيين، وجاء الاتراك العثمانيون في القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الحين ظلت -ارض اسرائيل- ترضخ لحكم غير عربي. وبعد الحرب العالمية الاولى، كان في مواقف الزعماء العرب انفسهم ما يدل على ان وضع فلسطين يختلف عن وضع مناطق اخرى في الشرق الاوسط من حيث ارتباطها بالتاريخ العربي. فقد طالب عرب سوريا والعراق باستقلالهم التام
بلاد فارس اشتهرت في التاريخ بحضارتها الراقية وحب اهلها للعلم. اذ لا يخفى على احد ان عباقرة الحضارة الاسلامية كانوا فرس. و هذا ما اكده ابن خلدون في المقدمة فصل في ان علماء الاسلام جلهم من العجم. بطريقة ذكية اشار ابن خلدون الى انه حتى لغة العرب طورها ايراني، ابن سيبويه. انا اعتقد شخصيا ان العرب حاقدون على ايران لانها نجت من سيطرتهم الابدية من خلال تعريبها كما حدث في مصر مثلا. ايران ارض الحضارة
انا معجب جدا للكفاح العلمي و الثقافي الذي خاضه الفرس للتخلص من الاستعمار العربي البدوي. حتى المستعربون الفرس ـ بشار بن برد مثلا ـ شاركوا في هذه المعركة. بينما المستعربون في الشام و مصر و شمال افريقيا تحولوا الى موالي ابديين.
الاستاذ باكوش، كان المفكرالمغربي ابن خلدون هو الذي لاحظ ان الشعوب التي تتخلى عن هويتها التاريخية لا يمكن ان تتساوى مع الشعوب التي -قررت- الانتساب اليها. عندما كان العرب في عز قوتهم، كانوا يرفضون رفضا قاطعا عروبة المستعربون. وكانوا يسمونهم: الموالي، الدخلاء، المصطنعون، الهجين، الغلمان، الغلاميات، الجواري..