يقدم لنا السيد المسيح بذلك مقدمة منطقية لنتيجة حتمية يسوقها في نص العدد 32 من نفس الإصحاح ...
وبتقريب الصوره المعنوية السابقة التي ضربت كامثال في العدد ( 28 و 29 و 30 )
يقول السيد المسيح ما معناه : وأما أنا فأقول لكم أن من ( طلّق امرأته الا لعلّة الزنى ) بأن( تنظر )لغيرك بشهوة وإن لم تشهد أنت بنفسك على فعلها هذا وطلقتها، فإنك أتهمتها بالزنا بين الناس وإن لم تقترف ذلك فعلا ( ومن طلّق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني ) وذلك من وجهة نظر الناس ،
وأما قوله:( ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه ) والأحرى بك أن تطلق شريكة حياتك إن لم يكن بينكما وفاق درءا من أن يقع في الخطيئة حتى وإن كانت زوجتك كجزء من جسدك ( وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك . لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم ).
وأما قوله:( ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني ) ، أي من يسعى بلتفريق بين زوجين متحابين ، ولتطليق زوجة من زوجها إشتهاءا ًفيها ليتزوجها هو فإن الله سيحاسبه على الزنا يوم الدينونه وإن تمكن من أن يستخفى بفعلته عن الناس .
27 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن . 28 واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . 29 فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك . لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم . 30 وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك . لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم . 31 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق . 32 واما انا فاقول لكم ان من طلّق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني ، ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني ( متى 5:27-32 ).
يبدأ السيد المسيح بتصحيح مفهوم الزنا عما كان سائدا ًمن معنى في زمنه الكريم ، فيعيد المعنى لمضمونه الأساسي في تربية النفس لتسمو عن الخطايا ، لا أن نعاقب الجسد الذي هو مجرد أداة للنفس البشريةالتي تأمره وتنهاه .
ثم يعود السيد المسيح ليضرب المثل بالخلاص من شهوات النفس بقوله: ( وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك ) لا يختلف اثنان على أنه لم يعني قطع أجزاء الجسد ،
وما قام السيد المسيح بإعادة تعريف الزنا في العدد 28 من الإصحاح إلا من نفس المنطلق ولمغزى عميق ،
لم يترك السيد المسيح مجالا ً لتفسير النص في ( متى 5:27-32 ) ، تفسيرا حرفيا ً ماديا ً، فقد جاء النص متتابعا ًومترابطا ً، لكي لا يفسر على نحو مخالف لروح العهد الجديد ، وبذلك يعود بنا لمشقة أحكام العهد القديم.
إن علاج النفس التي هي جوهر الإنسان قد هيمن على التعاليم الجديدة ، حيث انتقلنا به من عقاب ومحاسبة الجسد إلي إدانة النفس والضمير وانتقل العهد الجديد من أفعل ولا تفعل ( للجسد ) ، إلى يليق ولا يليق ( بروح المؤمن )
فمتى انصرفت النفس عن التفكير في الخطيئة - براء الجسد من أقترافها ، وقصة الغانية التي عفى عنها السيد المسيح أطاحت بالأحكام المادية للجسد في العهد القديم !!..
ولنتتبع أقوال السيد المسيح التي غاب فحواهاعن كثيرين بتفسيرهم المادي والحرفي ، فبعدوا عن روح العهد الجديد لأن المادية التي نعيشها أنعكست على مفاهيمنا !! ..
يقول السيد المسيح:
27 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن . 28 واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . 29 فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك . لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم 30