من ثمار الثورة هى ظهور أحزاب ليبرالية أمامها خمس أشهر فقط لتتحرك من جنوب إلى شمال البلاد. معظم المصريون تحت خط الفقر و يحتاجون علاج جذريا للمشاكل التى وضعها النظام السابق لتأصيل الجهل و التخلف بقرى ونجوع الصعيد. أرى الثورة المضادة فى كل من يحاول عرقلة عمل هذه الأحزاب سواء من القوى الراديكالية أو من النظام السابق. ففى عهد مبارك كان الحزب اللاوطنى و الإخوان هما اللذان على المسرح السياسى. وعندما ظهرت قوة الحصان الأسود (الشعب الصامت) أربكت حسابات الجميع . فالشعب المصرى ينقسم إلى عدة أقسام فريق ولائه للماضى الفاسد و فريق يتطلع لمستقبل ديمقراطى و فريق جاهل ومغيب يسوقه البعض من أنصار الفريق القديم. وللأسف هؤلاء هم الأكثرية.
السلفيون لا يحترمون الدين بل يحترمون تصرفات البشر التاريخية. بل قدسوا هذه التصرفات ونعتوا ما سبقوهم بالسلف الصالح. ومنطقى أن يكون هناك سلف غير صالح ولكن كل التاريخ مقدس لديهم. السلفيون ولائهم لتاريخ الجزيرة العربية وليس لتاريخ مصر و العراق أو أى دولة ذات حضارة. السلفيون يضعون الإسلام فى قالب الثقافة البدوية فحتى ملبسهم يشابه كفار قريش. نحن لا ندين السلفيين ولكن نديين تمسكهم بمظاهر الثقافة البدوية لأن السلف كانوا بدو. ولو تم تكفير كل من يختلف عن نهجهم البدوى فستحدث مشاكل كثيرة. فالله الواحد هو الوحيد الذى من حقه محاسبة البشر. أخشى أن يظهر متطرف و يعتبر السجود أمام الكعبة المشرفة هو السجود لأصنام. فنحن فى زمن العجائب ووضع الفكرة البشرية فوق الدين و المنطق.
الف باء أى ثورة فى العالم أن يكون للثوار حظ فى التغيير الديمقراطى. فمثلا فى ثورة 52 العسكرية مسك العسكر حكم مصر حتى عهد مبارك. فكل الدلائل تؤكد أن الجيش لا يريد أن يخرج حكم مصر من تحت عبائته فأصبحت مدنية الدولة عدوه الواضح. فمهاجمة مدنية الدولة تظهر فى عدم معاقبة البلطجية لو رفعوا شعارات دينية سواء فى القرى و النجوع أو فى عدم معاقبة السلفيين الذين يهددون أمن المواطنين ويقيمون الحدود فى غياب كامل للقانون والذى يشكل دعائم الحكم المدنى. التمسك بنسبة 50% عمال وفلاحيين لضمان عدم ظهور دستور محترم للبلاد لأن المجلس القادم سيشرف على دستور مصر الجديد ومن مصلحة الجيش أن يكون دستور غير مدنى. عدم خفض السن القانونى للمرشح حتى يقصى شباب الثورة من الإشراف على دستور مصر الجديد. الإحتفاظ بشرط أجادة القراءة و الكتابة فقط رغم أن الثوار من مستخدمى الأنترنت. فالجهلة لهم إمتيازات عن المثقفين. فخطورة مجلس الشعب القادم أنه سيشرف على دستور مصر الجديد فى غياب مقنن للثوار وتهميش شيطانى لهم لإجهاض مضمون مطالب الثورة وهى مدنية الدولة
شباب الأنترنت قام بالثورة وضحى بحياته فأصبح من المؤكد أن يشرف الجهلاء و المتعصبون على دستور مستقبلهم ولا يحق لهم أن يشاركوا فى صياغته. فالشرط أن يكون المرشح يجيد القراءة و الكتابة فقط شرط مازال موجود. بل وكل سلبيات الدستور السابق الخاص بترشيح النواب قائم حتى الآن. فلماذا لم يتم أستفتاء على الشعب ليحدد شروط ما ينوب عنه فى هذا المجلس والمخول له الإشراف على دستور البلاد؟ ومهما كان هذا المجلس ملائكى فلن يقر بمواد تحد من سلطات نائب الشعب. فالديمقراطية الحقيقية هى حكم الشعب نفسة بنفسة عن طريق مجلس شعب محترم يمثل الشعب فعلا. فكل ما يحيد عن ذلك فهو يماطل فى تطبيق الديمقراطية. فكل الدلالات تؤكد أن دستور مصر الجديد لن يلبى طموحات الشباب ولا يسير على درب تطبيق الديمقراطية الحقيقية
لو تعاليم الأديان تحث على الفضيلة فلا بأس أن يؤمن الفرد بما يشاء. أما لو تعاليم الدين سيأتى بالمشاكل و الحروب و الكراهية فهنا يجب أن ننتقد تعاليم الأديان التى تدمر المجتعات.
كل من يخون البلد مثل النظام السابق أو بعض الإخوان لا أكن لهم إحترام. فالإختلاف لا يفسد للود قضية ولكن أدبيات الإخوان لا تعترف بمصر كدولة لها سيادة رغم أن مصر سيادتها معروفة على أرضها منذ الفراعنة. أبتدعوا خدعة عجيبة وهى أن الإسلام دين و دولة و أنه يجب أن يكون بديلا لمصر. فالمسلم الأندونيسى له حق المواطنة فى مصر بحكم الإسلام و القبطى المصرى لا ينعم بهذا الحق لأنه لا يدين بالإسلام. فطظ فى مصر كما قال مرشدهم السابق لأن مصر ند للإسلام فى نظر أدبيات هذه الجماعة. لا أعرف كيف صدقوا هذه المعادلة الغريبة كيف لدولة مصر أن تكون ند للإسلام كدين؟؟؟ فاليوم عندما يتحدثون بمنطق الوطنية لمصر لا أعرف هل غيروا نظريتهم القديمة أم يستخدمون التقية لإمتطاء مصر بغرض محوها. أنا ليس ضد الإخوان لو كان غرضهم تطوير البلد ولكن ضدهم لو كانت نيتهم الغدر بالبلد.
(7) الاسم و موضوع
التعليق
Amir_ Baky العلمانية حماية للمجتمع من التدمير الذاتى
العلمانية هى قبول الرأى و الرأى الآخر بدون تكفير طرف لطرف. أما الدولة الدينية فيمكن لكل طرف تكفير الطرف الآخر لو حدث إختلاف سياسى. فما أسهل أن يدعم كل طرف وجهة نظره بموقف من التراث الدينى. فلو حدث هذا السيناريو سيتجنب الجميع الدين لشعورهم إنه يناقض نفسه. العلمانية تنظر للدين بوقار لأنه يطور روحانيات البشر و أخلاقهم و أستخدامه فى السياسة كارثة على سمعة الدين و على المجتمع
لو تم أستفتاء على لون كرة القدم سيخرج هذا الشيخ بفتوى دينية تجعل من أحد الألوان لون شرعى ينصر دين الإسلام و اللون الآخر هو لون الكفر. فلو أستمرت الحياة السياسية فى هذا النهج سيتم أقتياد معظم الشعب المصرى نحو تهريج ديمقراطى لا يقوم الشعب بالإجابة على منطوق الأستفتاءات بل إلى خزعبلات الشيوخ فى تفسيراتهم السياسية. المشكلة لو رجحت كفة اللون الشرعى سيكون نصر إسلامى من وجه نظر الشيخ و لو حدث العكس سيعلن هذا الشيخ الجهاد ضد الكفرة.
قامت الثورة على اكتاف المهمشين سياسيا. قامت ليسمع العالم صوت الغالبية الصامتة. إحتكر الحزب الوطنى و الإخوان المشهد السياسى كقوتان سياسيتان أتفقا على تهميش الشعب و أستخدم كل طرف أسلوبه لمحاربة الطرف الآخر سياسيا. فالحزب الوطنى أستخدم المعتقلات و الأمن و الإخوان أستخدموا الدين لتخدير عقول الشعب. فبعد ظهور الحصان الأسود فى المشهد السياسي ليكتسح الجميع اتفقا أعداء أمس على الشعب. وظهر زيف إدعاءات الإخوان بأنهم ينشدون مصلحة المواطن البسيط. فمن العدل أن يشارك هذا المواطن ويتم سماع صوته من خلال حزب فى صياغة الدستور ولكن أراد الإخوان التحدث بأسم الشعب و تكميم صوته. فمجلس الشعب القادم لا يوجد به من يمثل الشعب. يوجد فقط الإخوان و فلول الحزب الوطنى الضعيف الآن و هذا المجلس مخول بمناقشة الدستور و تكوين الهيئة التى ستصيغ الدستور الجديد. فلو الإخوان كانوا صادقين لطالبوا بتأجيل الإنتخابات لحين تكوين أحزاب سياسية تمثل كافة التيارات ولكن محاولتهم لسلق الوقت وسرقته و والإنفراد بمجلس الشعب القادم لتغيير الدستور تحت إشرافهم يثير حفيظة الشعب ضدهم و يؤكد أنهم لا ينشدون سوى مصلحتهم الشخصية. لا للتعديلات.
تعتيم إعلامى كبير للأسر المشردة و المطرودة من منازلها و المهددة لو عادوا لبيوتهم فماذا يتوقع أى عاقل أن يكون رد فعل هذه الأسر؟ أسر تم حرق منازلها بمنطقة الزرايب فماذا يتوقع أى عاقل أن يكون رد فعل هذه الأسر؟ لقد أصبح ماسبيروا مقر الإقامة. هناك مثل مصرى يقول -اللى أيده فى الماية مش زى اللى ايده فى النار- وهذه حقيقة فالتنظير السياسى للأمور بمعزل عن الشق الإنسانى تنظير ليس حكيم فى نظرى. فأنا ضد التظاهر فى هذا التوقيت لأنه مخطط من أزلام النظام السابق وفى نفس الوقت متفهم لهذة المظاهرة ببعدها الإنسانى. فهذه ليست مطالب فئوية أو طائفية. إنها مطالب إنسانية و عاجلة جدا. فبرجاء من رجال الأعمال وخصوصا الأقباط وبمساعدة الجيش توفير منازل بديلة مؤقته لحين مرور البلاد من هذه المرحلة الحرجة. فتعاطف الأقباط مع المشردين و المطرودين يزيد الإحتقان و يحقق أهداف الثورة المضادة
أنا ضد التعامل مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة على أنه جناح واحد. أتفق معك أن الجناح الموالى لمبارك كان له اليد العليا طيلة شهر تقريبا ومارس كل أنواع المماطلة. أما الجناح الموالى للشعب فتعرض لخديعة سياسية رغم أن اليد العليا له الآن. أنا ليس ضد مظاهرات الأقباط لأن لهم حق. ولكن التظاهر بمعزل عن الظرف السياسى و قراءة الموقف فهذا هو المرفوض لتفويت الفرصة على أنصار الثورة المضادة التى ظهرت جليا و بدون رتوش بعد تغيير رئيس الوزراء. الأقباط هم الذين يدفعون فاتورة التغيير السياسى من دمائهم لأنهم الحلقة الضعيفة بالمجتمع. والسؤال هنا هل هذه المظاهرات فى صالح الأقباط أم إنها معوقة لمن يريد أن يساعدهم؟ هل توفير الأمن بشكل طبيعى مسئولية الجيش أم مسئولية وزارة الداخلية التى لم يترك لها فرصة أن تعمل؟ هل أستعادة الأموال المنهوبة تتم عن طريق الجيش أم عن طريق رفع شكاوى للجهات المختصة عن طريق وزارة الخارجية و التى لم يترك لها فرصة أن تعمل. فالجناح العسكرى الموالى لمبارك أحتكر الوزرات السيادية بحكومة شفيق وزارة الداخلية و الخارجية.ولكن لم نعطى فرصة للجناح الموالى للشعب أن يقول كلمته عن طريق حكومة شرف
(13) الاسم و موضوع
التعليق
Amir_ Baky ربنا يستر ويتوقف أمن الدولة عن الإغتيالات
أختلف مع الكاتب فى تحليله السياسى. أولا المجلس الأعلى للقوات المسلحة به أكثر من قائد عمليا هناك من له ميول إخوانية و معروف بالأسم وولائه للنظام السابق وكان يريد أستمرار نظام مبارك فى الحكم و أستمرار أمن الدولة عن طريق حكومة شفيق. ومجموعة من القادة معتدليل ومع ثورة الشعب عمليا. فلا يعقل أن بعد قبول أستقالة الحكومة السابقة يتم حرق وفرم الأوراق بمقرات أمن الدولة بطريقة متزامنة مما أستفز المواطنين لمهاجمة المقرات لإنقاذ المستندات و بعدها يصادف وجود مخبرين من أمن الدولة بقرية صول ليتم تفجير الموقف هناك وحرق الكنيسة. ثم تمرير إشاعات بأن الأقباط سيحرقون مسجد السيدة عائشة و يتم تصفية 13 مواطن قبطى هناك عن طريق بلطجية أرجح إنتمائهم لأمن الدولة المنهار. فأرض التعصب خصبة جدا منذ سنوات و الشعب للأسف يساق كالقطيع عن طريق الإشاعات التى يطلقها المحرضين و الطائفيين.فالضعيف دائما فى أى مجتمع هو الذى يدفع ثمن باهظ للتغيرات السياسية. وفى كل هذه الظروف لا يقرأ الأقباط الصورة السياسية و يتعاونون مع أزلام النظام السابق و تحقيق مآربه بدون قصد بإستمرارهم فى التظاهرات فى هذا التوقيت
(14) الاسم و موضوع
التعليق
Amir_ Baky كفاية - أستخفاف بالعقول و المتاجرة بالدين
أيها الناس إنا أصبحنا لكم ساسة وعنكم ذادة نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا ونذود عنكم بفئ الله الذي خوّلنا . لنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما ولّينا-. . بصراحة هذا الكلام قمة فى الصراحة وهذا التفكير هو جوهر فكر الإسلام السياسى منذ نشأته. فالحكم المطلق مفسدة و إدعاء أن الله يلهم الحكام كلام ضد المنطق يسوقه الحاكم ليتحكم فى الرعية. إن هذا الفكر هو نفس فكر الفراعنة الذين يحكمون بأسم آمون. نفس فكر ولاية الفقية. فمواطن النت و القرن 21 فهم هذه السياسات المفضوحة التى حولت معظم الشعوب الإسلامية إلى شعوب غير فاعلة بين المجتمعات البشرية.