أضحكتني يا سيد ن ن: كم أنت غيور على البنيان الوطني الراسخ الذي أسسه النظام الحاكم، في البلد، و الذي هو عرضة اليوم لهجمات الخطاب الوهابي و البن لادني، التي تمهد لها الثقافة الطائفية التي تنفثها المعارضة!!؟ قد أكون أكون رفعت من قيمة المخابرات، بالطريقة التي وصلتك من كلامي، حين أملت بأن يكون أصحاب التعليقات الطافحة بالكراهية و الكذب قلة و أن يصيروا قل حتى لو كانوا عناصر مخابرات( هل تقرأ حقا ما يكتبه الآخر بروح الفهم، أم بنية المناوشة و التسفيه المسبقين؟)؛ بالطبع أنا لا أملك وسيلة لجعل طريقة فهمك أكثر نزاهة، و لكني أفترض في من هو غيور على وطنه و شعبه أن يحمل نزرا من حسن النية في الآخر؛ لا بل من المصداقية في نقل كلامه و سوق الاتهامات إليه، خاصة حين يزعم أنه يريد توطيد ثقافة علمانية وموضوعية ونزيهة لا ثقافة مخادعة ومخاتلة وعوراء، و يوحي بانتماء خطاب الكاتب إلى ما خطاب المعارضة، الذي ينظر إليه كخلطة واحدة( من خدام وجر هو خطاب طائفي وتحركات المعارضة قائمة من منطلقات طائفية بحتة). و من نفس المنظور يستسهل السيد نون وصم الشخص بوصمة وسيلة النشر التي تنشر له كتاباته. لكن هذا لم يضحكني البتة، و لربما أحزنني أن ألمس التعسف و الجهل منصبين في قالب عصي على التدبير
-هناك محاسبة إذا جاء وقت المحاسبة، لكن بدون حقد-. العدالة نعم، لكن ليس الانتقام.. كم هو مؤلم، بصورة عامة، و أكثر من هذا و بصورة خاصة حين نقارن الكلام السابق المقتطف من قول إنسان أمضى اطول حياته في السجن، و لم يمض على رحيله عشرة أيام، تكاد تختصر حياته إلى ظلامة صرفة- لا يرجوها الشخص لعدوه- أن تقع العين بعد هذا على تعليقات مشينة تطفح بالكراهية المستغلقة و الحقد الأعمى، من أناس( آمل أن يكونوا قلة و يصيروا أقل- حتى لو كانوا عناصر في جهاز المخابرات السورية)، يستسهلون الكذب قبل و فوق ذلك!!! أرجو من القراء الكرام بذل الوقت و الجهد الكافيين لقراءة منصفة للمقال النزيه، أعلاه، و للافتراءات المتكالبة عليه. مع أن المقال يعد أقرب إلى تحية لشخص راحل قبل أن يذوق حلاوة الحياة، و يرفض أن يذوقها إن لم يكن بإمكانه أن يبادل ذلك مع الآخر. و لا أظن أن غاية المعلقين تحري أي نوع من الحقيقة أو العدالة أو حتى الوطنية و العلمانية المزعومتين؛ إطفاء جذوته و إخماد طاقة الكاتب الغيور على بلده و على إنسان بلده، و طمس الألوان الكاشفة الأخرى التي تؤرقهم إذ تفضح قتامهم و تميّز شرورهم.
و كيف لكلب عجوز أن يتحفنا بكل هذه الأناشيد شبه اليومية، يا حسين؟ هلا تطمئني إن كان القنوط، أو حتى الشعور بالتختخة، يدفع لتعويض بفن الحكي و الروي و الشكوى.. ليت الأمر كذلك، حتى لو كانت الكآبة هي التحصيل المتحصل من هذا- فكآبة كآبة معطاءة، من هذا القبيل، أغنى من سعادة بلهاء
قد أوافقك يا بلا عنوان، على الحقيقة التي تقول أنك توصلت إليها الحقيقة التي توصلت إليها، و التي تقول فيها- أنه ليس أسوأ من الأصوليين في بلادنا إلا مدعي العلمانية-، فهذا رأي لا بد أن يكون من حقك الذي أومن به إذا كنت أستحق أن يحترم رأيي؛ و لكن ما أطالبك بإثباته، هو ما ذهبت إليه مذهب الرأي المسلم به- كما لو انه خبر بسيط- فيما هو اتهام، يحتاج لدليل يحمل عليه. أكون سعيدا بشفافيتك المتلطية خلف ستار الحرمان( بلا عنوان)، و الغيرة الوطنية و الروح المقاومة، لو أنك احترمت نفسك، إذا عز عليك احترام قرائك، فقمت بالكشف عما تزعم بأنه قضايا فساد تعرضت أنا للاتهام بها، غير مشكور على التعاطف الكاذب معي، أو على رد الاتهام، بأنه( ربما) يكون ملفقا، إلى مختلقيه الذين لم تذكرهم، إلا تلميحا في نهاية نشيدك البديع، حين ترميني بأنني قررت النفاد بريشي قبل أن تعتقلني الشرطة الجنائية، لا الشرطة السياسية... و إلا فلا يمكنك أن تكسب احترامي، و لا تقديري. لأنك ستكون وضعت نفسك، متطوعا رخيصا، كحبة في مسبحة طويلة فيد هذه اليد أو طلقة في مخزن بندقية في تلك؟ أما عن وضعي المهني، فأنا لا أزال على ملاك جريدة الثورة السورية، و أمضي إجازة بلا راتب- تنتهي في الصيف القادم- هي جزء من مستحقاتي الوظيفية. و يعيش نصفي( ولدي: جنين
إلى من يحتارون لماذا لا يتصدى الكاتب للكتابة عن قضايا خارج وطنه، المعرفة تكتسب شرفها من انتقاد الذات أولا.. و هو ما لا ترضون به، بعد عادة، غدت عبادة، درجتم عليها، بأن المعرفة سلاح. و السلاح يستخدم في العراك. و الحياة معركة. و الناس فيها إما جندي أو عدو.. و لعل قدرة الكاتب النقدي تتجلى أولا في كسر هذه الأضلولة
عمدت السطلة الحاكمة، منذ وعيناها في سورية، على مصادرة الطاقات لاستخدامها في خدمة النظام( قمة النسلطة) الحاكم. و لم ينظر إلى المعرفة إلا كواحد من الوسائل التي يجب السيطرة عليها، و تسخيرها في ما أوهموا الجماهير أنه المعركة القومية.. فصار التفكير الحر مشبوها، حتى في نظر الجماهير التي تم تدجينها و تجهيلها و تسفيلها، ما لم يضع نفسه في خدمة الشمولية التي أبلست الحرية بوصفها خروجا و تعطيلا، بل و عمالة. فصار هم العوام إخفاء نقاط الاشتباه فيهم- و على رأسها المعرفة المستقلة، و التهكمية. التي يراها الكاتب محقا بأن (أصلها لا تطابق كل ما هو إنساني مع ذاته).فهذا اللاتطابق تمت مطابقته مع الخيانة و المروق.. الخ. و هذه فكرة لطالما تغنى بها أكثر المثقفين شعبية في سورية، و على رأسهم ياسين الحافظ. و عبر هذه الأبلسة تم إضفاء الجهامة و القتامة و الخوف على جوهر الفكر، باعتباره في جوهره على النقيض مما أورده الكاتب العزيز الحاج صالح، و مرادفا للجدية، و قابلية التحشيد و التأييد( لما فيه من تمتين الجبهة الداخلية في المعركة القومية)، خطوة خطوة مع سياسة النظام. و السياسة، كما أسلف الكاتب، تهتم بالظرفي، أو بالزمنية القصيرة؛ وصفتها الصراعية والاستقطابية.. و في المحصلة تم تحويل طاقات مجتمع كان لها أن تحمل تنوعا لا
-وإذ تشحن الفرجةُ الدائمة على الفظيع النفوسَ بالانفعال والسخط والألم، دون وجود ما يتيح تحويل هذه الانفعالات إلى فن وأدب وإبداع فكري وثقافي (بفعل تآكل الثقافة العليا)، تغدو النفوس شاشات للفظاعة والقبح، تنقلهما حيثما انتقلت.- أظن أن عبارة نبيهة و موجزة كهذه تكشف زيف الدعاوى الجوفاء بالمقاومة و الممانعة. إنها تنبه إلى العقلية الموجهة للخطاب التربوي و الثقافي بعمومه، و إلى الأثر الذي يمكن أن تخلقه في ذائقة جمعية تدعي الدفاع عنها و حمايتها و مقاومة الهجمات المعادية التي تستهدفها.. الخ و هذا بدلا من العمل على تأمين حياة لائقة بالناس، و تحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم. و أيضا فتح آفاق حقيقية لنمو لانطلاق و نمو الطاقات الكفيلة بتحقيق تقدم عام في مستوى و طبيعة الحياة العامة. و أظن أن العدو، و قد تحول إلى مظلة تحمي نفاق المقومين و الممانعين، فإنه( العدو) يصبح أكثر لزوما لهؤلاء طردا مع الانحطاط الذي يجرون مجتمعاتهم إليه. فمن هم السفراء لدولة العداء؟
Grate Farouk! You are a faithful man, for your memory, time, and frinds. Its warm article. Also you did well, and was honest, when you talked about spending money in the right way, by some emirat rich emirs!
كيف نمنع أماً في حماة حين تشاهد الأطفال القتلى في غزة بأن لاتغص وتتذكر: لم يصور أحد أطفالي وهم يقتلون. أولادها الذين مؤكد أنهم كانوا أيضاً كأطفال غزة جميلين وكانوا يستحقون دقائق من التلفزيون، قتلوا ولم يسجل أحد لا أسماء ولا صور ولا عناوين... إن إرهاب طفل للحظة لاتعبر عنها كل كتب العالم وكتابهم!!!!??? Might a pology make a forgiveness, may not enough; but no less