سؤالك مهم وجوهري، ويطرح اشكالية مركزية يواجهها اليسار الالكتروني وكل اشكال التنظيم الجديدة المرتبطة بالثورة الرقمية. فعلا، لا يمكننا الا ان نعترف ان هذا التيار ما زال في طور التشكل، وليس هناك صيغ او تنظيمات متبلورة تحت تلك التسمية، ولم يصل بعد الى بناء بدائل تنظيمية وسياسية متكاملة، لكن من الخطأ ايضا اختزاله في كونه مجرد رؤى نظرية.
وكما نرى خلال السنوات الماضية، وفي العديد من الثورات والاحتجاجات الجماهيرية، لعب هذا التيار الغير متبلور و رغم عدم تأطيره في صيغ تنظيمية معروفة، دورا فاعلا في التعبئة والتحشيد وصياغة خطاب تقدمي بديل متعدد المنابر. قدم ادوات جديدة للحوار والتفاعل السياسي، خاصة بين جيل الشباب، وابتكر وسائل غير تقليدية للتنظيم والقيادة، مستفيدا من منجزات الثورة الرقمية في تطوير آليات الاتصال والعمل الجماهيري.
نعم، هناك حاجة ملحة لربط هذه الطاقة الرقمية بالنضال على الارض، ولا يمكن لاي يسار يريد التغيير الجذري ان يكتفي بالعمل عبر المنصات. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل دور هذا التيار في خلق شبكات حوار وتحفيز الوعي السياسي، واسهامه في انتفاضات شعبية، سواء في المنطقة او في العالم، مثل انتفاضات العراق ولبنان، واحتجاجات المناخ في اوروبا، وحركات احتلوا وغيرها.
التحدي اليوم هو كيفية الانتقال من هذا الشكل المرن والسريع الى بناء بدائل اكثر تماسكا، وربط الافق الرقمي بالواقع لملموس، ضمن تحالفات يسارية ديمقراطية تقود مشروع التغيير نحو الاشتراكية. شكرا لسؤالك، ومع كل التقدير.
شكرا على المداخلة. المسألة ليست شعورا فرديا بالارتياح في العيش داخل مجتمع رأسمالي، بل تتعلق بفهم اعمق لبنية هذا النظام نفسه، الذي، رغم قدرته على تقديم بعض الضمانات الاجتماعية تحت ضغط النضال العمالي والجماهيري، يبقى نظاما قائما على الاستغلال، والربح، والتفاوت الطبقي البنيوي. وجود بعض الحريات النسبية او تحسينات حياتية لا يعني نهاية التناقضات، ولا يلغي الحاجة الى بدائل يسارية تقدمية.
اغتراب البشر عن اوطانهم في المنفى لا يعني ان الراسمالية جنة، بل يكشف عن حجم ما صنعه التحالف بين النخب الاستبدادية الفاسدة الحاكمة في الشرق الاوسط، وبالاخص في بلداننا، والراسمال العالمي، من خراب وتهجير وتبعية وظلم وفساد، واضطر الكثير من الناس للهجرة والعيش في المنافي من اجل حياة اكثر امنا واستقرارا.
اليسار لا يقاس فقط من خلال موقف آن، بل من خلال قدرته على النقد الذاتي ومواصلة النضال من اجل عالم اكثر عدالة ومساواة.
اما ما طرحته حول بعض تيارات اليسار الغربي ودورها في تبرير قوى الاسلام السياسي، فهو موضوع فعلا يستحق النقاش والنقد، واتفق معك في الكثير مما اشرت اليه، لكنه لا يمكن تعميمه على كامل اليسار في الغرب، الذي يضم طيفا واسعا من المواقف والتيارات، وفيه ايضا من يرفض بوضوح التحالف مع قوى دينية رجعية او معادية للديمقراطية والمدنية.
النقد اليساري يجب ان يظل جذريا، شجاعا، لا يساوم مع الاستبداد باي شكل، ولا يغفل جوهر الصراع الطبقي، سواء في الشرق او الغرب.
السيد عبد الرحمن مصطفى ان كنت تشير إلى المادية الجدلية في دراسة التاريخ اتفق معك رغم أن الموضوع كله اي المقال لا يخرج عن الجدل الماركسي الدكتور لبيب سلطان: احد القوانين العامة لهذا الكون يقول : كل شيء يعتريه التغيير؛ وما التغيّر إلاّ تحوّل الشيء إلى نقيضه. فهل لك أن تنفي وجود هذا القانون الفلسفي الموضوعي العام؟ هل لك أن تأتي ولو بمثال واحد تثبت فيه أنَّ التغير لا يعني تحول الشيء إلى نقيضه؟ مثال واحد فقط. وشكراً
شكرا جزيلا على هذه المداخلة الدافئة، التي تحمل تقديرا كبيرا لشعب شكل النضال اليساري جزءا من بنيته الاجتماعية والثقافية. نعم، اسم رزكار يعني المحرر، وهذا ليس مجرد دلالة لغوية، بل تعبير عن روح تحررية كامنة في الثقافة الكردية و ثقافة عموم شعوب المنطقة، روح رفض الظلم والسعي الدائم نحو التحرر والعدالة.
شكرا لك مرة اخرى على هذا التذكير، الذي يربط بين الاسم والمعنى، بين الانتماء والالتزام.
كل الشكر والتقدير على كلماتك المشجعة، وتهنئتك التي اعتز بها كثيرا. طرحك العميق حول الذكاء الاصطناعي السوبر مستقبلي يفتح افقا فلسفيا بالغ الاهمية، ويتقاطع بشكل مباشر مع واحدة من اهم افكار الكتاب، وهي ان العلاقة مع التكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، ليست علاقة تلق محايد، بل علاقة مشروطة بالبنية الطبقية والفكرية السائدة. التكنولوجيا ليست كيانا خارج التاريخ، بل هي امتداد مادي وفكري لصراعات اجتماعية واقتصادية وثقافية، ولذلك فان اعادة تشكيلها بما يخدم حاجات الانسان وتحرره لا تتم الا من خلال فاعلية جماعية واعية، ومن خلال تحويل المستخدمين والمستخدمات من موقع التبعية واللافعالية الى موقع الفعل النقدي والمشاركة الواعية في رسم ملامح هذا المستقبل.
الذكاء الاصطناعي السوبر مستقبلي، كما تفضلت، لا ينبغي ان يفهم فقط كتطور تقني، بل كافق نضالي وفلسفي، يتطلب تمكينا معرفيا للمجتمعات، وقدرة على تفكيك منطق الخوارزميات الذي يخضع اليوم لمصالح الشركات الكبرى، وتحويله الى مجال تدخل شعبي وديمقراطي. ومن هنا، فان اليسار والقوى التقدمية، اذا ارادت ان تبقى قوة تغيير فعلية، لا بد له ان يتعامل مع الذكاء الاصطناعي لا كاداة تقنية فقط، بل كبنية ايديولوجية ومعرفية تستدعي الاشتباك والتأثير فيها من موقع نقدي وتحرري. وهذا ما حاولت التأكيد عليه في الكتاب، عبر الدعوة لمحو الامية الرقمية داخل اليسار، وبناء وعي تكنولوجي كجزء من مشروع الوعي الطبقي الشامل.
يسعدني جدا فتح حوار اوسع حول هذه الاتجاهات، وخاصة مع كاتب قدير مثلك يحمل هذا العمق الفلسفي الكبير والالتزام التحرري، وآمل ان تتاح لنا فرصة اوسع للتفاعل مستقبلا، سواء من خلال الكتابة او النقاشات المباشرة. مع كل المودة والتقدير.
صديقي العزيز د. آدم لا يمكننا إغفال الدور الحاسم الذي لعبته الصين في تعزيز مسار العولمة الاقتصادية من خلال السياسة الاقتصادية المنفتحة، والتي جذبت الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير وساهمت في نشر المنتجات الصينية حول العالم. ومع استمرار الصين في تحقيق معدلات نمو ملحوظة، يبدو أنها مرشحة وبقوة لقيادة الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة. يرتبط هذا الطموح بقوة بمفهوم -الحلم الصيني-، الذي تبناه الرئيس شي جين بينغ، والذي يُعبر عن تطلعات الصين نحو تحقيق التجديد الوطني ورفع مستوى الازدهار الاقتصادي للشعب الصيني. ومع ذلك، وبرغم الإنجازات اللافتة، لا يخلو الاقتصاد الصيني من تحديات جدية، بدءًا من تراكم الديون وتباطؤ قطاع العقارات، مرورًا بالتوترات التجارية مع بعض الدول، وصولًا إلى المشكلات الديموغرافية الناجمة عن انخفاض معدلات الولادة. كيف ستتعامل الصين مع هذه العقبات؟ يبقى ذلك محط تساؤل، لكني على ثقة بأن الذكاء والطموح الصيني قادران على مواجهة تلك التحديات والتغلب عليها. مع التقدير
عزيزي د. آدم، أقدر إضافتك التي تسلط الضوء على التحول الكبير الذي شهدته الصين، حيث انتقلت من حالة اقتصادية متواضعة في الخمسينيات إلى واحدة من القوى الاقتصادية البارزة عالميًا. يمكننا رؤية هذا التحول كنتاج لاعتماد الصين نموذجًا اقتصاديًا متميزًا يجمع بين مبادئ الرأسمالية وعناصر الاقتصاد الموجه. أتفق تمامًا مع رؤيتك حول اعتماد الناتج المحلي الإجمالي للصين بالدرجة الأولى على قطاعات الإنتاج مثل الصناعة والزراعة، مما يميزها عن الدول التي يسيطر فيها قطاع الخدمات. إن التركيز على الاقتصاد الواقعي هو بلا شك أحد الأسس الراسخة التي جعلت الاقتصاد الصيني يتسم بالصلابة والقدرة على الاستمرارية. يتبع
لم كل هذه ألحساسية من طرح منطقي, فعجلة ألدنيا لاتقف لإحد وان كنت مصرا على عدم تعلم التقنيات ألجديدة سواء ذكاء إصطناعي أو حتى هاتف نقال جديد فاعلم رفيق جاسم أن عجلة ألدنيا لاتتوقف لأحد ما طرحه ألرفيق رزگار طرح عملي بخصوص اليسار وضرورة التركيز اهمية ألذكاء الاصطناعي لمواكبة التطور لكي لا نلقى مصير الديناصور ولم أجد في طرحه أي إنتقاص لرقاقنا الكبار وأنت منهم
الزميل العزيز احمد، في البداية احب ان اوضح ان الكتاب يعبر عن رأيي الشخصي، وليس له علاقة بالحوار المتمدن كمؤسسة يسارية متعددة المنابر. شكرا جزيلا على مداخلتك القيمة، التي تفتح افقا ضروريا لتوسيع دائرة تأثير المادة والفكر اليساري عربيا ودوليا. فعلا، محدودية التلقي في الفضاء العربي الراهن، الواقع بشكل عام تحت سطوة اعلام رأسمالي-استبدادي، تفرض علينا كيساريين ويساريات التفكير جديا في تجاوز الحواجز اللغوية. استخدام الترجمات عبر الذكاء الاصطناعي بات امرا ممكنا وفعالا، ويدعم انتشار الافكار التقدمية في الاوساط الجماهيرية والاكاديمية وغيرها. اقتراحك حول تخصيص قسم للترجمة وتحويل المقالات الى نسخ الكترونية قابلة للنشر والترويج الدولي هو اقتراح مهم جدا، وسنناقشه مع الزميلات والزملاء في الحوار المتمدن، سعيا لفتح هذه الجبهة الثقافية الجديدة التي تعزز من حضور اليسار عالميا، وتوصل افكاره النيرة الى اوسع عدد ممكن وباللغات المختلفة.
شكرا جزيلا على كلماتك المشجعة والمفعمة بالامل، وسعيد جدا ان هذا العمل نال اهتمامك، خصوصا في ظل هذه التحولات المتسارعة التي وصفتها بدقة. فعلا نحن امام واقع جديد يعيد تشكيل كل شيء من مفاهيم واساليب كفاح ونضال، الامر الذي يحتم علينا كقوى يسارية وتقدمية ان نعيد التفكير والابتكار باستمرار، وان نضع التجديد كاداة يومية في مشروعنا اليساري.
المستقبل الافضل لن يمنح بل ينتزع، ولن يتحقق الا بوعي يساري علمي، وتنظيم صبور، ومثابرة تواكب ايقاع العصر وتحولاته.
كل التقدير لك ولمساهمتك الغنية، ولدورك المهم والداعي الى تطوير اليسار العراقي بشكل خاص وعموم اليسار، من خلال تجربتك النضالية والفكرية الكبيرة.
الموضوع الاهم برايي هو ان الراسمالية تنتج وسائل التواصل الاجتماعي وهي ادوات شبه محايدة - وقد تمكن اليسار الالماني من استغلال تلك الوسائل كما هو حزب البديل في الترويج لافكاره وانتزاع انتصارات مهمة.
توضيح، بما ان الموضوع نشر كمقال وتعليق في موقع الحوار المتمدن، ولان الرد على التعليق نشر ضمن النص الأصلي في المقال المنشور، لم يراع التسلسل الزمني او الترتيب المباشر للردود على التعليقات ******************************
الرفيق العزيز جاسم شكرا جزيلا على المساهمة في الحوار، والأسلوب الهجائي المعبر الذي يحمل صدقا وغضبا يستحقان الاحترام، والمداخلة الغنية، والنقد الذي اقدره عاليا، وانا دوما اعتبر من يوجه لي النقد من اقرب الأصدقاء. تابعت ما تكتب، وللاسف أراك تستخدم اسلوبا حادا واقصائيا في نقد القوى اليسارية الأخرى، بينما من المفترض في هذه المرحلة ان نركز على نقاط الالتقاء بين هذه القوى، ونخوض حوارا حضاريا وبناء حول الاختلافات القائمة. وارى ان اسمك مرتبط بتاريخ نضالي كبير في اليسار العراقي، وبقائد اسطوري - سلام عادل- كان له دور محوري في تجميع فصائل اليسار العراقي في حزب موحد خلال خمسينات القرن الماضي، والذي تحول لاحقا الى احد اقوى الاحزاب على الساحة السياسية العراقية انذاك. للاسف رفيقي العزيز، يبدو من طرحك انك لم تطلع على الكتاب كاملا، بل توقفت عند بعض المصطلحات وعبّرت عن آرائك القيمة بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها.
انا درست علوم الكومبيوتر واعمل منذ اكثر من ربع قرن في هذا المجال، ومع ذلك ما زلت اعتبر نفسي اميا في الكثير من الامور التقنية مقارنة بالاجيال الشابة وكيفية استخدامها لتقنيات المعلومات، وغالبا ما الجأ الى بناتي في كثير من التفاصيل التقنية، ولا ارى في ذلك اساءة، بل اعتبره دعوة مفتوحة للتطوير والتعلم المستمر.
مفهوم محو الامية الرقمية داخل اليسار طرحته في الكتاب بالشكل الاتي، ولا اراه اهانة او الغاء لاحد، بل دعوة لتطوير ادوات النضال اليساري وعدم تجميده في آليات لم تعد صالحة لمواجهة تعقيدات الواقع الراهن، ولا بد من مواجهة أعدائنا الطبقيين بادواتهم المطورة. لذلك، يجب ان يكون محو الامية الرقمية داخل التنظيمات اليسارية اولوية قصوى، بحيث يصبح الرفاق والرفيقات، سواء في مواقع القيادة او التنسيق او ضمن القواعد الحزبية والجماهيرية، قادرين ليس فقط على استخدام الادوات الرقمية، بل ايضا على فهم بنيتها التقنية بوعي نقدي عميق، والتحكم بها، وتوظيفها بشكل فاعل وهادف.
اكدت ايضا ان الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا قد يضعف البعد الانساني في النضال، حيث يشكل العقل البشري، والتضامن، والعمل المباشر، والخطاب الميداني، والتنظيم على الارض ادوات جوهرية لا يمكن الاستغناء عنها. لذلك فان التحدي الاكبر يكمن في دمج هذه التقنيات كادوات داعمة يمكن الاستفادة منها، دون ان تكون بديلا عن التنظيم على الارض.
فالقوة الحقيقية لاي حركة يسارية تقدمية لا تكمن في الادوات المستخدمة، رغم تأثيرها الكبير، بل في الانسان المنظم القادر على توظيفها لخدمة مشروعه التحرري. قد يكون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وسيلة فعالة في تعزيز امكانيات التنظيم والتحشيد، لكنه لا يمكن ان يغني عن التضامن، والتنظيم السياسي والجماهيري، والعمل الميداني، التي تظل المحرك الاساسي لاي تغيير جذري على الارض. لا ينبغي ان يتحول الاعتماد على الادوات التكنولوجية الى استبدال النضال السياسي المباشر بالعمل الرقمي، لان النضال الفعلي يتم في الميدان وبين الجماهير، بينما يظل الفضاء الرقمي ساحة داعمة وفعالة ومكملة، لا بديلا عنه.
اليسار الالكتروني لا يدعي القطيعة مع اليسار التقليدي، بل يمثل تيارا تطويريا مكملا وداعما له، لا بديلا عنه. لا يسعى لالغاء الاسس الفكرية والمبادئ الجوهرية التي قام عليها اليسار تاريخيا، بل يعمل على تحديثها واعادة صياغتها بما ينسجم مع التحولات الجذرية في البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي فرضتها الثورة الرقمية. كما يعمل على تطوير آليات تنظيمية متجددة تجعل من اليسار الالكتروني امتدادا تطوريا لليسار التقليدي، لا قطيعة معه، بما يمكنه من التعامل مع التحديات الراهنة بمرونة وفاعلية اكبر. اكرر شكري الجزيل لك، ورفيقي العزيز اقول لك، اعداء اليسار كثر، ولابد ان نشترك معا في مواجهتهم، ونوحد جبهتنا، ولابد ان نوجه طاقاتنا ضدهم، وليس ضد بعضنا الآخر. كل الاحترام والتقدير
اليسار الالكتروني لا يدعي القطيعة مع اليسار التقليدي، بل يمثل تيارا تطويريا مكملا وداعما له، لا بديلا عنه. لا يسعى لالغاء الاسس الفكرية والمبادئ الجوهرية التي قام عليها اليسار تاريخيا، بل يعمل على تحديثها واعادة صياغتها بما ينسجم مع التحولات الجذرية في البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية التي فرضتها الثورة الرقمية. كما يعمل على تطوير آليات تنظيمية متجددة تجعل من اليسار الالكتروني امتدادا تطوريا لليسار التقليدي، لا قطيعة معه، بما يمكنه من التعامل مع التحديات الراهنة بمرونة وفاعلية اكبر.
اكرر شكري الجزيل لك، ورفيقي العزيز اقول لك، اعداء اليسار كثر، ولابد ان نشترك معا في مواجهتهم، ونوحد جبهتنا، ولابد ان نوجه طاقاتنا ضدهم، وليس ضد بعضنا الآخر.
اكدت ايضا ان الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا قد يضعف البعد الانساني في النضال، حيث يشكل العقل البشري، والتضامن، والعمل المباشر، والخطاب الميداني، والتنظيم على الارض ادوات جوهرية لا يمكن الاستغناء عنها. لذلك فان التحدي الاكبر يكمن في دمج هذه التقنيات كادوات داعمة يمكن الاستفادة منها، دون ان تكون بديلا عن التنظيم على الارض. فالقوة الحقيقية لاي حركة يسارية تقدمية لا تكمن في الادوات المستخدمة، رغم تأثيرها الكبير، بل في الانسان المنظم القادر على توظيفها لخدمة مشروعه التحرري. قد يكون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وسيلة فعالة في تعزيز امكانيات التنظيم والتحشيد، لكنه لا يمكن ان يغني عن التضامن، والتنظيم السياسي والجماهيري، والعمل الميداني، التي تظل المحرك الاساسي لاي تغيير جذري على الارض. لا ينبغي ان يتحول الاعتماد على الادوات التكنولوجية الى استبدال النضال السياسي المباشر بالعمل الرقمي، لان النضال الفعلي يتم في الميدان وبين الجماهير، بينما يظل الفضاء الرقمي ساحة داعمة وفعالة ومكملة، لا بديلا عنه.
انا درست علوم الكومبيوتر واعمل منذ اكثر من ربع قرن في هذا المجال، ومع ذلك ما زلت اعتبر نفسي اميا في الكثير من الامور التقنية مقارنة بالاجيال الشابة وكيفية استخدامها لتقنيات المعلومات، وغالبا ما الجأ الى بناتي في كثير من التفاصيل التقنية، ولا ارى في ذلك اساءة، بل اعتبره دعوة مفتوحة للتطوير والتعلم المستمر. مفهوم محو الامية الرقمية داخل اليسار طرحته في الكتاب بالشكل الاتي، ولا اراه اهانة او الغاء لاحد، بل دعوة لتطوير ادوات النضال اليساري وعدم تجميده في آليات لم تعد صالحة لمواجهة تعقيدات الواقع الراهن، ولا بد من مواجهة أعدائنا الطبقيين بادواتهم المطورة. لذلك، يجب ان يكون محو الامية الرقمية داخل التنظيمات اليسارية اولوية قصوى، بحيث يصبح الرفاق والرفيقات، سواء في مواقع القيادة او التنسيق او ضمن القواعد الحزبية والجماهيرية، قادرين ليس فقط على استخدام الادوات الرقمية، بل ايضا على فهم بنيتها التقنية بوعي نقدي عميق، والتحكم بها، وتوظيفها بشكل فاعل وهادف.
الرفيق العزيز جاسم شكرا جزيلا على المساهمة في الحوار، والأسلوب الهجائي المعبر الذي يحمل صدقا وغضبا يستحقان الاحترام، والمداخلة الغنية، والنقد الذي اقدره عاليا، وانا دوما اعتبر من يوجه لي النقد من اقرب الأصدقاء. تابعت ما تكتب، وللاسف أراك تستخدم اسلوبا حادا واقصائيا في نقد القوى اليسارية الأخرى، بينما من المفترض في هذه المرحلة ان نركز على نقاط الالتقاء بين هذه القوى، ونخوض حوارا حضاريا وبناء حول الاختلافات القائمة. وارى ان اسمك مرتبط بتاريخ نضالي كبير في اليسار العراقي، وبقائد اسطوري - سلام عادل- كان له دور محوري في تجميع فصائل اليسار العراقي في حزب موحد خلال خمسينات القرن الماضي، والذي تحول لاحقا الى احد اقوى الاحزاب على الساحة السياسية العراقية انذاك. للاسف رفيقي العزيز، يبدو من طرحك انك لم تطلع على الكتاب كاملا، بل توقفت عند بعض المصطلحات وعبّرت عن آرائك القيمة بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها.
لا ، لن اعلق علي المقال و محتواه او لغته او أي شيء آخر من هذا القبيل
بل اندهشت لوابل التقييمات الصفرية ) ساعة كتابة التعليق كان عدد التقييمات 115 و النتيجة 20٪-;- )
طيب ، زين و جميل ، مالذي تريد ان تقوله أيها القارئ العزيز؟ انت ترفض المقال و فكرته و نتيجته ، و لكن ليت للبراق عينا فتري ، كم من مهازل ترتكب باسمك أيها التقييم
جادل الكاتب ، اسأله ، تحداه حتي في أفكاره ، قدم له دليل مضاد
ألا يدل هذا الانحطاط و الجُبن علي ان الكاتب علي حق؟
الاستاذ الكاتب اعطاء اهمية للتكنولجيا الاعلامية في عمل اليسار هي دعوة رزكار واشارته للامية الرقمية للقيادات وفق فهمي لا تعني التقليل من شأنها ذاتيا كما تطرح في مقالتك بل فهمه هو الاشارة انها لاتعير اهتماما لاهميتها ..ولأخذ مثالا من العراق فلم يتمكن اليسار العراقي لليوم من امتلاك محطة تلفزيون واحدة ..وهو امر معيب وفعلا هناك امية او تقصير .. من طرحكم يمكن ملاحظة انكم ايضا اميون بالمعنى اعلاه كونكم تقللون من شأن التكنولوجيا الاعلامية وتصرون على طرق قديمة عمرها مئة عام لايصال صوت اليسار للمجتمع .التكنولجيا تؤدي لوصولك لمجموع كبير من الناس بدلا من ايصال صوتك لمجموعة محدودة عبر اصدار بيان ..ثم ان اليسار هو موقفا اجتماعيا شاملا وليس تنظيما عماليا فقط كما تطرحون...فانتم مازلتم تعتمدون وسائل العمل السري اوالشجاعة الظهور للناس علنا ومخاطبتهم عبر وسائل تصل اليهم بسهولة وبصوت واقعي وتطوير وعيهم الديمقراطي وليس ايديولوجي لايعيره الناس اهتماما اعتقد انكم خطأ فهمتم دعوة رزكار مع التقدير
(19) الاسم و موضوع
التعليق
لبيب سلطان للفلسفة دور الحكمة العقلية في وجود انساني
تحياتي لدكتور ادم والاساتذة الكرام اعتقد ان للفلسفة دورا اساسا وهاما في الحياة يختلف عن العلم ربما هو قيادة العلم نفسه كي يكون اداة لخدمة الانسان اي انها تلعب ذات دور الحكمة عندنا في الادب العربي اي انسنة الغايات من تطوير المعارف وهذا ما أشار له استاذ كشكولي صائبا في ت 5 العلم يمكن ان يسير بطريق البحث النظري او التطبيقي للاستكشاف وقنونة الظواهر ولكن ترشيد استخدام نتائجة تقع على الدور الحكموي للفلسفة مثل استخدام قوانين توليد الطاقة من الانشطار النووي لتطوير سلاح مدمر او لبناء محطة توليد كهرباء نووية ..وهذا يصح على كافة منجزات العلوم والتكنولوجيا اليوم فواحدة من اهم ادوار الفلسفة اليوم هو اكتشاف ووضع الغايات الانسانية على التطبيقات والمنجزات العلمية اود ان اضيف ان مصطلح الفلسفة العلمية هو تعميم اكثر منه واقعا فالقيم والمبادئ التي تقود الطرح الفلسفي لا تشكل علما بل منهجا ولايمكن للفلسفة ان تحل محل العلم كون التجربة هي من يثبت صحة الفرضيات ومنه تتحول للعلم الذي لايعترف بفرضية حتى يتم اثباتها عمليا ومنه حصل الافتراق بين العلم والفلسفة منذ مئتي عام ولليوم تحية والشكر للجميع
(20) الاسم و موضوع
التعليق
عبدالله عبدالرحمن قتل المسلم السني لأنه مسلم و سني ؟!
لا يوجد قتل للمشركين والكفار في بلا سبب ، لأن الله لا يحب المعتدين ، اما رد العدوان فهذا امر مشروع بطبيعة الامور ، و في الإسلام الكافر والمشرك له حرية الاعتقاد وحرية ممارسة معتقده و له حصانة لحياته وماله وعرضه ما دام ملتزما مثل المسلم بالقانون المشركين والكفار بالملايين في بلاد المسلمين في الشرق الأوسط في مهد الإسلام ولم نر مسلم ركض خلفهم بسلاح لأنهم كفار ومشركين هذه تصورات وأوهام وما نراه العكس حيث يقتل ويذبح المسلم بلا سببب من جهة الكفار والمشركين في العديد من البلدان لأنه مسلم ؟!
الصين تحلق بسرعة الضوء فمن دولة متخلفة في الخمسينات إلى عملاق إقتصادي في جميع المجالات بحجم ناتج محلي يقارب ٢-;-٠-;- تريليون ومعدل نمو مرتفع وهذا الناتج المحلي هو من الاقتصاد الحقيقي بمعنى نسبة الخدمات فيه قليله نسبه الى أمريكا مثلا حيث تشكل الخدمات فيها حوالي ثمانين في المائة...هذا الواقع سيجعل الصين تتربع على عرش الاقتصاد وتقود العالم
الصين عولمت الاقتصاد العالمي....وما كان هذا ليتم لولا تناول الفيتامين الرأسمالي مع الاقتصاد الموجه.....مودتي
(22) الاسم و موضوع
التعليق
قاسم نصيف اُخالف الاُستاذ جاسم، باستعلاء رزكار عقراوي!
على أي أساس يستعلي السيد رزكار وقد شبَّ وشابَ رأسه على عتبة عقده الستيني، وهذا كل منجز عمره ؟!. اُخالف ادعاء الاُستاذ جاسم سلام عادل، باستعلاء المدعو ..
الأخ حميد اتفق تماما مع وجهة نظرك الفلسفة لم يعد لها مكان في مجال العلوم الطبيعية لكنها تساهم في العلوم الاجتماعية والانسانية مثلا فلسفة التاريخ لو اكتفى المؤرخين بسرد الأحداث التاريخية بصورة مجزأة لما كان لدراسة التاريخ أي معنى ،فالتاريخ له قوانين أو مايشبه القوانين وهنا المنهج التاريخي يستخدم بشكل موسع في دراسة الاقتصاد والثقافة والنظم السياسية
الأخ ادم عربي نعم ليس هناك صراع بين العلم والفلسفة لأن الفلسفة لها مجالها الخاص أو مايسمى common sense بينما العلم يتجاوز الحس المشترك ويطرح قواعد وقوانين قد تبدو لا معقولة من وجهة نظر الحس المشترك لهذا للفلسفة مجالها وللعلم مجاله
شكرا على تعيقك الذي يوضح أبعاد مشاكلنا الخطيرة بمصر ولامبالاة من يسمون أنفسهم بالمسؤولين ولا أدري مسؤولون عن ماذا غير المصائب وسوء الإدارة ،الوضع الاقتصادي في مصر سيئ ويتجه نحو الأسوأ بسرعة شديدة وربنا يكون فى عون الغلابة وما إكثرهم هذه الأيام،، مع أطيب التحيات
استاذ محمود بكير تحيتى لك , مقالك هذا هام جدا وضرورى لفهم معضله الدول الاسلاميه العروبيه الفاشله فى الشرق المظلم الكئيب , استعير كلماتك من المقال عندما ذكرت : فأن اى مجتمع متخلف اقتصاديا ستجده ايضا متخلف اخلاقيا وحضاريا وثقافيا وفنيا ورياضيا وحدث ولاحرج , هذا تشخيص صادق وامين للمحنه التى نعيشها منذ قرون طويله ولاحياه لمن تنادى ؟ حدث فى مصر بلدنا كارثه مروعه منذ حوالى اسبوع عندما غرق فى مدينه شرم الشيخ خمس سياح روس فى غواصه مصريه سياحيه نتيجه اهمال وغباء المسؤولين , نفس الحادث حدث الشهر الماضى عندما غرق بعض السياح الانجليز والمصيبه ان هذه الحوادث المؤسفه تحدث بأستمرار وبألحاح واضح ؟ الذى اريد ان اقوله ان القائمين على حكم مصر عصابه الضباط واللواءات والعمداء وهم للااسف غير مؤهلين لحكم دوله مثل مصر , انهم جهله وعديمى الخبره والعلم واغبياء وبلطجيه بل وممكن ان اقول عربجيه مؤكد ان حكم العسكر لمصر هو مصيبه وكارثه وفاجعه مروعه , ان يحكم الجاهل والبهيم التمبل والبليد عقليا البلد فهذه مصيبه المصائب , الغريب تجد من ناحيتهم الاستهبال والتجاهل واللامبالاه وايضا البطش وقله الادب والتناحه والتهديد ؟