الإنسان لا يوجد إلا في صورة فرد بعينه أليس هذا قولك يا عزيزي آدم هذا الاستثناء يعني أن لا وجود للإنسان إلا قي صورة واحدة محسوسة وبس ولكن الإنسان توجد له صورة غير محسوسة في الذهن، وأنت الآن تعترف بوجود صورة له غير محسوسة في الذهن، مع أنك نفيت قبل هذا أن تكون له صورة في الذهن الفيلسوف الذي يقول القول وينقضه هو السوفسطائي، وأبرز السوفسطائيين عند العرب هو الجاحظ ولكنك لست الجاحظ وأربأ بك أن تكون على شاكلته ما علينا السيد وودز جعل التغير مجرداً عن المادة، المطلق الوحيد بدلاً من المادة، وأنت مادي فلماذا تؤيده ولا تؤيدني؟
بربري يجب علينا اخذه بنظر الاعتبار عند مناقشة مناضلين يقيمون في البلان العرباسلامية او يترددون اليها من المصادفات الغريبة وانا عراقي اقيم في جنوبه منذ 1940 بعد الانتقال للجنوب من شماله الشرقي الذي ولدت فيه عام 1935-اقول لاوضح الحالة الغريبة التي اسعدتني طوال حياتي وهي ان والدي اصبح مناضلا شيوعيا منذ 1945 وبذا صار لادينيا واضحا وقام بتكويننا نحن بناته الاربع وابنه الوحيد ليس فقط لادينيين ولكن بتشجيع حار على القراءة الثقافية بل والفلسفية المعادية للدين وللخرافات-وقد كانت جل تلك الكتب في الاربعينات ممنوعة بل ويعاقب على من يعثر عليها عنده- وانا اتذكر كيف كان المجتمع العراقي فريسة للهمجية الدينية وبالاخ الاسلامية فقد كان واضحا في الاربعينات وما بعدها اننا قد نستطيع الكلام عن تقدم مجتمعات اوربا واميركا فقط مع العديد من معارفنا اليهود والمسيحيين الذين قد يكون بعضهم مؤمنا ولكنهم كلهم كانوا تقريبا متعلمين منفتحين على الحياة على عكس المسلمين عندئذ فقد كانوا امميين ب98بالمئة-كان عندئذ واجبا علينا توعية الناس بدء من تخفيف تدينهم ومهاجمة اسس الدين عند تطورهم ولكننا كنا نخاف من البوح بلا دينيتنااوبع
تكلمت كثيرإً عزيزي الأستاذ أمين بن سعيد، وأشكرك أنك تكلمت كثيراً ، أقرأ إبداعاتك، ، وأستمتع بها ولكن ذهني يتوه أحياناً بل يغرقه أسلوبك المتموج بخصوص هذه المقالة أرجو أن تأخذ منها فكرة، رأي ثم تعكف عليه بالنقد فإذا انتهيت من ذلك فاطلب الرد عليه، فإذا جاءك الرد فعالج الرد وهكذا دواليك حتى تستوفى كل الأفكار التي لا تروق لك بالنقد والمعالجة منك ومني والآن، ما هي الفكرة الأولى التي لم ترق لك؟
ما هو الشيء القائم بذاته؟ الشيء القائم بذاته هو الموجود المادي المستقل عن وعينا، الذي له وجود موضوعي خارج الذهن. كالصخرة، أو الإنسان الفرد، أو الشجرة. هذا هو المعيار في الفلسفة المادية: الوجود لا يتوقف على الإدراك. لماذا لم أعترف بخطئي؟ لأنه لا يوجد خطأ. أنت تخلط بين نفي وجود -الإنسان المجرد- في الواقع المادي، وبين نفي -مفهوم الإنسان- في الذهن. نعم، الإنسان كمفهوم موجود في ذهني وذهنك، لكنه ليس كائناً مادياً قائماً بذاته في الواقع، بل نتيجة عملية تجريد من خصائص الأفراد. هل يوجد الإنسان كمفهوم في ذهني؟ نعم. والمادية لا تنكر وجود المفاهيم في الذهن، بل تعتبرها انعكاساً عقلياً للواقع الموضوعي. المفهوم لا يتحرك في الشارع، لكنه أداة لفهم الأشياء التي تتحرك في الشارع. وجود المفهوم في الذهن لا يعني أنه -قائم بذاته- في الواقع. هذا هو جوهر الفرق بين المادية والمثالية. الأولى ترى الفكر انعكاساً، والثانية تجعله أصلاً. وأنت من حيث لا تدري تستبطن الثانية حين تُطالب المفهوم بأن يُعامل كشيء قائم أو أن نُسقط عليه صفة الوجود الواقعي الكامل.
أعلم أنك مادي، ولكني ألزمك بماديتك فإن التزمت بماديتك، فقد أخطأت حين وافقت السيد وودز على أن فكرة التغير هي المطلق الوحيد أو أصل العالم في كل الأحوال كان عليك أن تجيب عن السؤال، وإلا فلا معنى لمجادلتك إياي
الأستاذ الفاضل الدكتور آدم عربي المحترم تحية حارة الجرعة الأولى من السالوفة الزغيرونة وايد وايد: في الحفل الجماهيري الكبير الذي اقامته قناة السي أن أن لمسابقة -ملكة جمال الإحسان العالمي- أسفرت التصفيات النهائية عن صعود المرشحات التلاث: بنيلوبي كروز سلمى حايك و أنجلينا جولي لنيل اللقب المذكور. اختارت مراسلة السي أن أن - التي كانت تفضل انجلينا جولي على بقية المرشحات - أحد المصوّتين في تلك المسابقة، من الذين كانت تعلم أنهم يفضلون مثلها أنجلينا جولي، وسالته في بث مباشر على الهواء مباشرة: والآن، سيداتي آنساتي سادتي، نلتقي بالبروفسور والاستاذ الدكتور العالم بالكشف عن المستور والأكاديمي المشهور وشقّاق البحور لنسأله عن أهم سؤال يطرح نفسه في هذه الساعة: من هي التي ستصوت لها اليوم لتتوج بملكة جمال الإحسان العالمي، دكتور؟ أجاب الدكتور: اسمعي، وليج، لايدي : هاي بنت النبي أيوب خشمها طويل وما تفوز؛ وسلّامة بنت الحيّاك هم فاشلة لأن خشمها مفرّش؛ اللي يفوز : هي أم خشم الجنجويتي الآنسة جَوّالي، وداعت عمامي وخوالي !
في مزرعة نائية، وُجدت بيضة تتحدث. قالت البيضة بفخرٍ أمام باقي البيضات: -أنا كل شيء. لا دجاج قبلي، ولا دجاج بعدي. كل ما يُقال عن دجاجة وضعتني هو خرافة تجريدية.- ردّت بيضة خجولة: -لكننا خرجنا من دجاجة... رأيتها بنفسي وهي تصيح فوق رأسي.- ضحكت البيضة وقالت: -ما لا أراه الآن، وأقف عليه، لا وجود له. الدجاجة فكرة مجردة اخترعتها البيوض الخائفات من المصير!- مرّت الأيام، واهتزت المزرعة بولادة صوص من إحدى البيضات. لكن البيضة بقيت كما هي، لم تفقس قط. ماتت وهي تقول: -لن أصدّق بالدجاجة حتى أراها وهي تدخل إلى القشرة!-
نعم، لا يوجد إنسان مجرد في الواقع، لكن يوجد مفهوم مجرد في الذهن يعكس التغاير الواقعي. نعم، لا يوجد تغيّر كشيء مادي، لكنه قانون كوني نلمسه في كل تفاصيل الواقع. والمطلق هنا ليس فكرة قائمة بذاتها، بل قانون لا يمكن للواقع أن يوجد خارجه. لا شيء ثابت، لا شيء يُعاد بذات الصورة، التغير هو الحقيقة الوحيدة الثابتة. اين تقع مشكلتك ؟ في ما يلي : ترفض المثالية لفظيا، لكنك تستبطن منطقها في تقييمك للأفكار المجردة. تخلط بين وجود المفهوم في الذهن كأداة للفهم، ووجوده في الواقع كشيء مادي. لا تميز بين الفكرة كصورة ذهنية والواقع كمجال متغيّر تحكمه قوانين، فتقع في تناقض حين تعارض التغير كمطلق لأنه ليس شيئا قائما بذاته، وهو بذلك يطالب -القانون- بأن يكون -مادة-، وهو خلط منهجي
انني لا أقدس إلا عقلي أما انت فتقدس كتاب لا تعرف حتى من كتبه ؟المهم دعني اختصر كيف وصلت الأديان الينا حتى توصل الفكرة ليس إلا..الأديان هي بالضبط اساطير الأولين ،حورها ،العبرانيين لصالحهم ليجعلوا لهم اله خاص بهم يجمع من خلاله شملهم،تبنتها المسيحية لأنها امتداد لتلك المعتقدات.وصدقها وابصم عليها الاسلام.الله هو من اختراع الأديان وكل دين يختلف تعريف الله عن الآخر..فهل الله المسيحي هو نفسه الله الإسلام ؟ هل وصلت الفكرة ؟اشكرك اخي الكريم على المرور .
عزيزي أ. نعيم، هذا مثال سيء إن أردتَه أسوة للادينيين والملحدين، الجميع سيسخر بل سيُشك في لادينيته أصلا. تقول في الحاشية (برع في نقد الأديان)! أكيد! بما أنه يُطبّل للمسيحية! من الآخر: نوال مجرد واجهة لتصفية حسابات مع الإسلام الحاكم الأوحد في المنطقة، مع الإلحاد والملحدين الذين يضعون كل الأديان في نفس السلة، مِن صاحب خلفية مسيحية. (فإنما غايتي من ذلك ليست الطعن على أديبة... ومفكرة): أديبة ربما، أما مفكرة فلا: ففي فكرها يوجد وضعها لكل الأوهام في نفس الكيس. وختاما، بالمسك: (لانقرض العرب أو قلّ عديدهم قبل الإسلام فما ملأوا مشرق الشمس) من التشويهات العروبية التي قلّ من نجا منها.
بكامل حقوقها مع الرجل): فرنسا مثلا، كم رئيسة عندنا في العداد؟ (الديانة المسيحية واليهودية وكل الديانات بالعالم اعترفت واقتنعت بالعلمانية): إسرائيل بوذية يعني؟ وماذا عن اليهودية واحتلالها للدول الغربية أم أن قولي -معاداة سامية- يا -رفيق-؟ المسيحية لم تقتنع بل غصبا عنها رضخت. الرفيق من فصيلة حامد عبد الصمد ووفاء سلطان: اخبط في الإسلام -وهذا جيد- لكن أن تسكت عن اليهودية وأنت في الغرب فهذه مصيبة! الحكيم: (أنا رجل لا ديني منذ عصور ودهور) واضح!! اللاديني يعرف أن المرأة مهانة عند الثلاثة، أن تكون في هذا أحسن قليلا من ذاك لن يُغير شيئا من ضرورة تجاوزها وإبعادها. (أنتِ مدعوة وملزمة): لمن يريد أن يُقطَع رأسها نعم. (أنك واهمة في مقارنتك هذه): الواهم هو الذي حكم على نص أو قول دون معرفة ظروفه الزمكانية. (وعسى ألا تتهربي/ التحدي الذي كنتُ أعرف أنك لستِ أهلاً له/ ولا زلتُ أتحداكِ/ تناقضاتك وادعاءاتك): عنتريات تعكس جهل قائلها بمسيرة وظروف من يتنقد، ربما ضحكت نوال وقالت يا إبني افهم! هذه الأوهام تجاوزتُها قبل أن تولد! القمني، خليل عبد الكريم إلخ قالوا نفس ما قالت نوال وأكثر، من هذا الذي لم يفهم السبب؟
عاشت نوال في بيئة مشوَّهة إسلاميا وعروبيا، بيئة سلفيات تُعد من الأبشع في المنطقة: الإسلام السني الأزهري -المعتدل!-، مصر قلعة العروبة (ومن منتجاتها الماركسية العروبية أو اليسار-العربي- مثلما سميتَه ولم تأتِ ببدعة في ذلك)، تغوّل العسكر، شماعة فلسطين، الأرثودوكسية: لو كان يوجد إله وعاش في هذه البيئة لخرج مشوَّها! هناك مفاتيح مهمة على من يريد أن يحكم أن يمتلكها، من أهمها: 1- هل الكاتب/ة كان السيف على رقبته أم لا؟ (الإسلام أكثر تقدماً بالنسبة لليهودية والمسيحية خاصة فيما يخص المرأة) 2- الملحد يضع كل الأديان في نفس الكيس (وليس لأن الإسلام أكثر تخلفا من المسيحية أو اليهودية (ما منعها أن تجاهره بأنها تؤيد حذفها أو تأويلها؟/فلماذا أحجمت عن طلبه؟/وهي إذ تعزو هذه القضايا إلى المجتمع والسياسية لا إلى الدين/ جوهر الدين وهو العدل/ نعم لو ركز الناس على روح الأديان وجوهرها/ الإسلام أو الدين ليس سبب التخلف/ كثرة سقطاتها المنطقية... إلخ): الجواب واضح وضوح الشمس، وهو السيف. من قول اليساري السابق (علينا أن نقول الحقيقة ولو كانت مرة): أسأله وهو يعيش في الغرب: هل حقا وقع الهولوكوست؟ (المرأة في الغرب تتمتع
تحية للأستاذين آدم عربي ، وحسين علوان حسين ۔-;- صاحب التعليق 59 ، يبدو أنه يكتب وهو محشش أو يتعاطى الكوكايين ۔-;- لذلك عاد به الزمن الى ما قبل 100 عام ، فللحشيش سحر قادر على السفر بالإنسان الى الماضي برمشة عين ، فظن صاحبنا أنه يخاطب أحمد عرابي۔-;- مبروك عليك يا أستاذ آدم عربي ، فقد صرت منذ اليوم آحمد عرابي زعيم الثورة المصرية ۔-;- القائد العسكري الذي قاد ثورة شعبية ضد الخديوي توفيق۔-;-
ما هذا يا أستاذ نعيم ، أولم تدرك بعد أنني قد أجبتك ، وا عجباه !! وعن سؤالك ، ما أصل العالم؟ أمادة هو أم فكرة؟ لماذا تسألني ، عن شيء أنت تعرف جوابي عنه!
تصدق عاد؟ أنا من قريته تعليقك... حسّيت إني مش بس تغيّر اسمي، ده يمكن اتغيّر جينيًا كمان! يعني فجأة بقيت عرابي، ومين عارف؟ يمكن الحلقة الجاية أبقى -شحاتة بن علوان-!
بس خلّيني أقولك: اللي يغيّر الأسماء على كيفه، غالبا برضو يغيّر الحقايق زي ما يحب. و-ماجد- يصير -ماجاد-؟ عادي، أهم شي إنه مقتنع، وفاكر نفسه يوزّع هويات زي الكنافة في رمضان.
ضحكتني يا خوي، خصوصا -سعاد- و-نعام-... دي أسماء ممكن تدخل بيها ستار أكاديمي مش جامعة.
وبعدين، ترى -فرد سالوفة- منك تعتبر مسلسل من خمس مواسم. يا ريت، سوّيها، وخلينا ننبسط شوية في هالعالم اللي -بلا بوش دنيا-.
مهما حاولت فلن تخفي دور أمريكا الرئيسي في كل ما يجري بفلسطين وأوكرانيا ۔-;- أليست هي الدولة العظمى التي تتحكم بمفاصل كل شيء ، إذن المسؤولية الأولى تقع على عاتقها ، فلتكن إذن صادق ولو مع نفسك ، أما القراء النبهاء فلن تنطلي عليهم حيلتك۔-;- وإليك بعض ما جاء في مقالك ، يدينك حتى لو زعمت عكس ذلك (ولم يتمكن العالم لليوم، رغم مرور اشها وسنوات طويلة ان يوقف الغزو والعدوان، بل وصل القتل اليومي والتدمير لدرجة الجنون والهستيريا.) لماذا ، تحمل العالم بأسره سبب الفشل في إيقاف الغزو والعدوان ، بدل أن تحمله لمن هم أقدر ويمتلكون كل وسائل القوة ، أمريكا بالدرجة الأولى وأوربا بالدرجة الثانية ؟ أليس هذا فقط من أجل تعويم المسؤولية ، للتغطية على المسؤولين الرئيسيين ؟ كأني بك ، تجعل المغرب أو العراق أو إثيوبيا ، مسؤولين بنفس درجة أمريكا واوربا ، عن حرب الإبادة والغزو الروسي ، فهل هذا معقول!! ؟ لو أنك تكتب بموضوعية ، بعيدا عن كل أيديولوجيا إمبريالية استعمارية عنصرية ، لجعلت أمريكا هي المسؤول الرئيسي الأول عن استمرار الحربين في فلسطين وأوكرانيا ۔-;- لكنك جبان ، ومؤدلج بل وحتى متصهين ۔-;- هل تريد المزيد ، لإدانتك ۔-;-۔-;-۔-;-۔-;-
(21) الاسم و موضوع
التعليق
حسين علوان حسين الله؟ هوّا عاوز يطبَّق التغيير حتى على اسمك كمان؟
الأستاذ الدكتور آدم عربي المحترم تحية متجددة لمّا غيرك كان ناوي يغيَّر اسمك على طول؛ مش كان لازم آخر مرّة يقول؟ من غير إحم ولا دستور، في ت- 59 ، اسمك تغيَّر على الكيف من -أدم عربي- ، إلى -عرابي- ! ولو كان اسمك -علي ماجد- كان إتْقَلَب إلى: -ماجاد- ، و-أحمد سعيد- يصير سعاد ، و:كريم نعيم- يصير نعام و -جو بايدن- يصير بايدان، ومحمد بن زايد يصير زايدان! قه قه قه قاااه! ياخواتي! غبي وفاكر روحه نبي ! وِشْ رايك - يا طويل العمر - أسويلك فَرِد سالوفة زغيرة وايد وايد على جذي كسران ويووه؟ بلا بوش دنيا !
لماذا لا ترد على الأسئلة التي من شأنها أن تحسم الخلاف بيننا، أليس هذا خيراً من التشريق والتغريب؟ طيب يا عزيزي، أجب عن السؤال: ما أصل العالم؟ أمادة هو أم فكرة؟
تقول قولي وتستنتج أنه يشبه قول رجل رأى كلباً فاستنتج أن كل الحيوانات كلاب. غريب أمرك! أما سؤالك هل يوجد شيء اسمه الإنسان المجرد، ثم نفيك لوجود إنسان مجرد ، فمأساة منطقية ألا توجد صورة الإنسان في دماغي ودماغك؟ ألا توجد فكرة الجمال المجردة المنتزعة من الأشياء الجميلة في دماغي ودماغك، أين توجد إذاً؟ أما قولك: (التغيّر، كخاصية أساسية للوجود، لا يظهر كوحدة قائمة بذاتها) فهذا ما أقوله أنا وقد جفّ لساني. لماذا تقول قولي، وتعارضني! فإن كنت تعتقد حقاً بأن التغير لا يقوم بذاته، فكيف جعلته المطلق الوحيد؟ هل التغير الذي لا يقوم بذاته يصلح أن يكون مطلقاً إلا في فلسفتك المثالية؟ أتفهم ما معنى أنه لا يقوم بذاته؟ كنت أظن أن الذين يصوتون لك ماديون، فأفاجأ بأنهم مثاليون.
حتى القارئ الذي عثر بالصدفة على هذا الجزء وقرأه دون سابقيه، لا يمكنه فهم ما كتبتِ. الذي فهمتُه، ولا أشك فيه، أنكِ عمدا، تكتبين عكس ما تعتقدين، لماذا؟ أرى آثارا توصل إلى المغارة، لكني لا أريد التخمين، ويلزمني توضيح منكِ: لا بأس إن لم تريدي ذلك، لكن لا يُمكن أن آخذ بالمعنى الظاهر من كلامكِ.
في صراع الإنسان مع الطبيعة، توصّل عبر التجربة والملاحظة إلى ما نسميه -حقائق-. والحقيقة كما نفهمها في المنهج المادي هي ما تؤيده الوقائع الموضوعية، ولا يوجد معيار آخر خارج هذا الواقع نحتكم إليه. التغيّر، كخاصية أساسية للوجود، لا يظهر كوحدة قائمة بذاتها، بل يتجلى من خلال اختلاف الكائنات عبر الزمن والمكان. فحين نلاحظ أن الشيء لا يبقى على حاله، نكون قد لمسنا التغيّر عمليًا لا نظريا فقط. ما تطرحه من أن -التغيّر لا يوجد في الواقع-، هو تصور يخلط بين وجود التغيّر كـ-كائن مادي مستقل-، وبين كونه خاصية ملازمة للوجود. لا يوجد -تغيّر- يمكن لمسه كما نلمس الحجر، ولكننا نلمس آثار التغيّر من خلال الفروقات المادية المستمرة. ولتقريب الفكرة أكثر، دعني أطرح سؤالا بسيطا: هل يوجد شيء اسمه -الإنسان المجرد-؟ بالطبع لا. الإنسان لا يوجد إلا في صورة فرد بعينه،لونه ، لغته ، مهنته في زمان ومكان محددين. أي وجود واقعي هو وجود فردي، متميز، غير قابل للتكرار التام، وهذا هو بالضبط معنى التغيّر الدائم: لا شيء يتكرر بنفس الصورة. منطقك يشبه من رأى كلبًا فعرف أنه حيوان، فاستنتج أن كل الحيوانات كلاب.