|
فى لزوم بناء الكنائس
مصطفى محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 08:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما حدث فى الفترة الاخيرة من تفجر ازمة طائفية جديدة فى مصر والتى اصبحت سمة واضحة فى السنوات الاخيرة فى الشارع المصرى ينبىء بان ما توقعناة كان صحيحا وان حديثنا عن المواطنة كان فية شىء من الصحة بالتاكيد وان اسلوب الدولة فى التعامل مع تلك المشاكل اسلوب خاطىء للغاية ، فمنذ متى كانت الاومات الطائفية فى اى بلد تحل بتفريق المتظاهرين واعتقال العشرات من الفريقين بل ان هذة الطريقة تزيد من احتدام الصدام والمشاعر السلبية بين المواطنين ، فالدولة لا تحقق فى الحوادث بحيادية خشية اثارة الناس عليهم لو اتى التحقيق فى صالح فئة معينة ولا هى تسمع مطالب الاقليات المضطهدة ولا هى تترك الاطراف المتنازعة تتناقش فى مشاكلها ثم تسمع لهم! وتكتفى الدولة فى كل حادثة على استخدام العنف مع المتظاهرين لخلق جو من الهدوء والصفاء الوهمى والظاهرى ، وهذا بالضبط ما يهم النظام فخلوا المجتمع من مظاهر العنف يبعث الطمأنينة لدية ولكنة لا يهتم اذا كانت هذة الطريقة تزيد النار اشتعالا فى صدور العامة بل ان هذا بالفعل ما يريدة النظام ان تظل الفتنة دائما موجودة حتى يستفيد منها متى اراد فى اى موقف سياسى يؤلب الراى العام علية ، فلا علية حينها الا ان يرمى الى الناس موضوع طائفى ويعمل على تضخيمة حتى يلوكة الناس فى احاديثهم وتهتم بة الصحافة والاعلام حتى يطغى على صوت قضايا الفساد التى يعمل النظام على تمريرها وسط هذة الضوضاء ولعمرى فهم كثر . والعجيب ان المواطنين على اختلاف دياناتهم ينفذون خطط النظام بدقة مذهلة فنرى الناس فى اشد ساعات الوطن ازمة ومحنة ينشغلون بالحديث التافة عن الفتنة الطائفية الخ. ويساهم الكثير من الدعاة الافاضل فى هذا المولد فنجد بعضهم يصرخون بالناس ليل نهار بان المسيحين كفرة ومشركين وفاسدين عقيدة واخلاق ولا يجب ان مصافحتهم ولا تهنئتهم فى اعيادهم بل ولا يجب ان نلقى عليهم السلام! ولا تجدهم يفقهون قولا الا ( ولن ترضى عن اليهود ولا النصارى) او (انما المشركين نجس) ثم عقب كل ازمة يتسائلون وبراءة الاطفال فى اعينهم ( لماذا هذا العنف والتعصب)!!ثم لا يستحون ان يظهروا مرة اخرى فى خضم كل كارثة قائلين بان الاسلام دين التسامح وتقبل الاخر ويدعوا لنبذ التعصب ...سبحان الله ولماذا لا تظهر تلك الايات والاحاديث الا فى وقت الازمات فقط! وانتم فى الايام العادية لا تعرفون من الدين الا ايات تحض على الكراهية والبغض!! ام انكم تحتفظون بها على سبيل المفاجأة !! وردا على من يبحث بدون صدق عن سبب المشكلة نقول انها من جديد مشكلة بناء الكنائس فمن مظاهر اضطهاد الاقباط فى مصر هو تعسف الدولة والمواطنين فى قبول بناء الكنائس والتى كان بنائها يتم بموافقة الرئيس وكانة البابا (المحلى) ثم الت الموافقة الان الى المحافظ على اسا انة اسقف المحافظة !! ولكن لماذ التعنت والمغالاة فى الاجرائات من قبل الددولة ى بناء الكنائس؟ وكانها حصون عسكرية وليست اماكن عبادة تخضع بطبيعة الحال للدولة متى شائت واذا قارنا بين اجرائات بناء كنيسة ومسجد سنج الفرق شاسعا ، فرق يدعو بحق الى تنمية مشاعر السخط لدى المسيحيين . لهذا ندعوا الى اصدارقانون موحد لبناء دور العبادة حتى نستريح من هذا الروتين الكريه والتعنت الغير مبرر لانة يدفع المسيحين الى بناء الكنائس سرا ثم يفاجؤن بها الدولة للتحايل على كم الاجرائات السخيفة ، وهذا يدل على وجود ازمة ثقة بينهم وبين الدولة. واذا تحدثنا عن اضطهاد المسيحين فى مصر سرعان ما نجد البعض يقولون بان المسلمون هم المضطهدون فالدولة تغلق مساجد الملتحين والملتزمين من الجماعات السياسية وتلقى القبض عليهم ..حسنا نحن لا ننكر ذلك ونرفضة ولكن هل يصلح هذا للدفع بجواز اضطهاد المسيحين؟ فاذا سالت احدهم لماذا تضطهد الاقباط تجدة يرد : ولكن الدولة تضطهدنا ايضا !! كانك تسال عمرو لماذا ضربت زيد فيقول لك لان على ضربنى!! ولا مجال هنا طبعا للسؤال عن ذنب زيد فى هذا الامر!! يجب ان نكون منصفين تجاة الاخرين ونعترف لهم بحقوقهم لا اقول حقوق المسيحين بل حقوق المصريين جميعا..ونؤكد مرة اخرى على المواطنة كطريق لا بديل عنة للخلاص من نار الفتنة التى لم تعد تجدى معها اى مسكنات ..المواطنة هى الحل هى الخلاص او كما يقول الكتاب المقدس: المجد لله فى الاعالى وعلى الارض السلام وبالناس المسرة
#مصطفى_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية والبديل
-
ايار مجيد
-
عندما يكون الدين افيونا
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|