أمل أسكاف
الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 08:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت أجلس أمام التلفاز منذ عدة أيام إلي جوار أبي.. نتابع بصمت أقتتال حماس وفتح في فلسطين على ما تبقي من قدرتنا على مواجهة الأكتئاب .. والشعور بالعبث .
وأثناء أندماجي بمتابعة تلك الفصول الدموية من تاريخي .. وتاريخ المنطقة سمعت أبي يدمدم بغضب "لقد فقدت أجمل سنوات شباب وأنا أحمل السلاح من أجل فلسطين ومن أجلكم ... سبع سنوات يا ولاد ..."
لن أحادثكم عن مشاعري في تلك اللحظة .... لن أحادثكم عن تلك الرجفة التي تلبستني وأنا أتخيل نفسي في مكانه وعمره .. فبرغم كل شئ فأنا من أجيال النكسة التي شاهدت أنهيار الأتحاد السوفيتي و غزو الكويت وحرب تحريرها ... الأجيال التي شاهدت أسلو وفوز حسني مبارك المتكرر في أستفتاءات( أو هزليات) الرئاسة ... بل ورأت بغداد وهي تدك وتحتضر ....
مررت بكل الهزائم ولم أشعر برغبة في القيئ أو حتى خامرني شعور بالندم مثل ذاك الذي شعر به والدي ...
أيها الأصدقاء ... لن أحادثكم عن هذا كله .. فأن ما يؤلمني حقاً هو عدم قدرتي على الدهشة أمام ما يحدث
ولكني فقط سأحادثكم عن أغنية طريفة ظلت تتكرر في داخلي طوال متابعتي لما حدث ويحدث بفلسطين .... أنها أغنية يا فلسطينية للشيخ أمام .. أغنية حماسية تتوعد الصهيونية ومن خلفها أمريكا بالويل والرعب ... أغنية نجحت في تحريك مشاعر الدهشة في داخلي وحققت حالة من التغريب بيني وبين الواقع .. حالة تغريب جعلتني أكتشف الكثير من الأمور المضحكة والمبكية ...
ربما كان الأكتئاب هو خير وسيلة للتعاطي مع واقع مثل ذلك ....
#أمل_أسكاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟