|
الرسالة الاولى من فوق الانقاض
صباح سعيد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 08:15
المحور:
حقوق الانسان
اخي العزيز ..
تحية اخوية مفعمة بحرارة رمال الفرات وبنعومة نسمات دجلة المسكين ..
لااعرف كيف ابدا رسالتي هذه وانا في لحظات المرارة والالم لما يجري في وطننا الغالي وبحق شعبنا المظلوم .. وكذلك لااستطيع ان اعبر عن ما يجول في قلبي لان الكلمات لاتسعفني .. ولي من الاحزان مايثقل كاهلي الذي اتعبته غربتي الطويلة وحنيني للوطن والاهل .
ومن صومعتي ومن هذه الغربة القاسية بعيدا عن الوطن والاهل والاصدقاء والاحباء اوجه لك جزيل شكري وتقديري على رسالتك التي توجتها بعنوان " الرسالة الاولى من تحت الانقاض " وما تناثر بين ثناياها من كلمات رائعة وصادقة .. وشكرا من الاعماق على المشاعر الطيبة والنبيلة التي غمرتني بها وعلى صدق الكلمات ودفئها.. وكذلك الوفاء للعراق بلاد الرافدين العظيم الذي شهد فجر حضارة الانسان وجدارته السياسية والعمرانية .. حيث اسست اضخم الامبراطوريات في التاريخ وبنيت المدن والتي اتخذت مركزا للنهوض الحضاري واعتبرت بحق مفاخر كبرى لأهل بلاد الرافدين . . وشكرا على تواصلك الاخوي معي واود ان اقول ان كل رياحين الاخوة والمحبة التي نمت بيننا سوف احافظ عليها الى يوم اللقاء .
لقد جندت نفسي ووطنتها على حب العراق المقدس .. وطن الرسالات والحضارة الانسانية .. وافخر اني عراقي الذي يتحمل مسئولياته الجسام والتي عليه ان يجتاز ثقل أمانتها بأمان واخلاص وحب.. لان الحب ياصديقي أعمق نضال ويسمو بحياتنا لأن نكون أهلا للصبر ..
لقد اقسمنا ياصديقي ان نواجه الصعاب بالحب وليس كل مانعانيه جاء اعتباطا .. لكل ذلك اسبابه التي نحتاج الى ان نذكر بعضنا ضرورة توخي الصبر الجميل بكل مايفرضه علينا الزمن من قسوة ولاننسى ان نغني اغانينا حتى وان كانت تفيض حزنا .. لا اريد ان اثقل عليك .. بأختصار : الانسان الحقيقي لا ييئس.
اما انت ياصديقي فهذا ليس غريبا عن اهل باقوفا الكرام .. مابقي منا ياصديقي هو مابقي من منيف حين ترك الجسر .. لقد سرقوا الشرق المتوسط فينا واودعوا الحب لزمن الكوليرا وحطموا مرآة دزدمونة بخيانة مفترضه..
لقد قتلو ديك فيروز وما عاد للصبح من صوت لفيروز..
صديقي الفاضل ..
ان كل ماكتبته جميل وانساني ونبيل وصادق .. وانا معك فيما وصفته بما يجري في وطننا الغالي وبحق شعبنا وبكل مكوناته واقوامه واديانه وحضاراته ورغم ضغوط الواقع المريض فأنت وانا وكل الزملاء الكتاب لنا مسئولياتنا الجسام ومتاعبنا اللامنتهية على ما يبدو من اجل السمو بالكلمة المباركة التي ترتفع بالانسان الى اعلى ذرى انسانيته وتعلمه كيف يمجد الحرية والسلام والمحبة ونعمل باخلاص من اجل نشر الكلمة النبيلة الحرة والصادقة ونقف بوجه غدارات ومدافع الغدر وإرهاب السوقه لمحاربة الكلمات المتسترة ببراقع الزيف التي تحاول ان تنتقم منا بغرض اغاضتنا وتخويفنا وكسر اقلامنا.. وان مايحدث الان في عراقنا الغالي من غياب السلطة والانفلات الامني والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والسياسي ومايشهده يوميا من احداث دموية وجرائم بشعة وانتهاكات جسيمة تتعارض مع العقل الانساني السليم واغراقه في دوامة الفوضى والدماء والتخريب والدمار وتمزيق وحدته الوطنية وتدمير حضارته .. جاء نتيجة لفشل سياسة الادارة الامريكية في بناء الديمقراطية في العراق .. وان الاعمال الارهابية الجبانة تنفذها عصابات وحشية من تابعي أزلام الطاغية او من عصابات القتل والفتنة والظلم والشر والارهاب والعدوان التي جاءت من خارج العراق او من الذين يستظلون تحت عمامة من العمائم لغرض اناني او مصلحة شخصية واتخذوا من الدين غطاء لتصرفاتهم واعمالهم الشريرة الخالية من الرحمة والانسانية وكل القيم الحضارية والمبادئ الدنيوية والسماوية .
اخي الطيب ..
ان عراقنا اليوم يربو لضياء شمس ولكن غيوم الحرائق والبارود تحجبها .. وشعبنا يتطلع ليوم تذوب فيه الفوارق والخلافات التي تسببها انانية الجهلاء والشريرين من منتفعين ونفاجين وغلاة ممن تلطخت ايديهم بدماء الابرياء .. يوم يصدق رجال السياسة والدين فيسمون على نفعيتهم ويحترموا حقا لشعبهم .. يوم نتعرف على بلدنا شماله وجنوبه ونتزاور ونتبادل جميل الكلمات.
فلك ايها العراقي الجميل بكل تراثك وآمالك واحزانك المغناة والتي لم تغنى بعد .. طيب الأهل وموقد عامر بالشاي المهيل .. والسمك المسقوف عند دجلة والفرات .
وسوف نستمر في الدفاع عن الحق وقول الحقيقة والدفاع عن القيم الانسانية والديمقراطية ومواصلة العمل من اجل بناء عراق حر وديمقراطي انساني متحضر.
وتقبل تحياتي الصادقة مرة اخرى وسلمتم وكنتم دوما في مواضع السؤدد والتوفيق لصالح حقوق شعبنا المظلوم.
اخوكم
صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي
بلغراد – صربيا
09/06/2007
[email protected]
******************
* عزيزي القارئ الكريم يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :
http://sabahalzubeidi.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=260932
**************************************
#صباح_سعيد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرسالة الثانية من فوق الأنقاض
-
لا إكراه في الدين
-
الارهاب عدو للبشرية
-
دموع الشوق
-
ميسان دولة غابت عنها الشمس (11 )
-
بوش و المغامرة المجنونة في العراق
-
جدران الانقسام الطائفي والكراهية
-
العراق الجديد والامل المفقود
-
الحزب الشيوعي العراقي .. تاريخ عريق .. ودماء زكية ..
-
الديمقراطية حلم وردي ولكن ؟!...
-
ديمقراطية الفوضى والارهاب
-
المرأة العراقية وتاريخ من الذل والظلم
-
المرأة العراقية والتزمت الاعمى
-
ميسان دولة غابت عنها الشمس ( 9 )
-
بغداد مدينة للنكبات وغابة للحيوانات
-
العيد الحزين
-
مراسيم الاقتراب
-
اغاني انسانية
المزيد.....
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
-
مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|