أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - جدل مستمر حول سياسة التخاصية














المزيد.....

جدل مستمر حول سياسة التخاصية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 12:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


سجلت عائدات التخاصية اعلى نسبة مقبوضات خلال عام 2006 حيث بلغت (452.5) مليون دينار, بعد بيع الحكومة الجزء المتبقي من حصتها من اسهم شركة الاتصالات الاردنية. لعدة جهات كان ابرزها شركة فرانس تيلكوم التي استحوذت على 51% من اجمالي اسهم الشركة. كما باعت الحكومة 40% من اسهم شركة الفوسفات الاردنية وهي جزء من حصتها البالغة 65.6% الى سلطنة بروناوي بالاضافة الى بيع اسهم الشركة الاردنية لصيانة محركات الطائرة والشركة الاردنية للتدريب على الطيران, وبذلك يكون مجموع عائدات التخاصية لغاية الربع الاول من العام الحالي (1220) مليون دينار حسب آخر التقارير الرسمية, انفقت الحكومة نصفها وبقي النصف الآخر.
رغم هذه الخطوات الواسعة والسريعة التي نفذتها الحكومة في هذا المجال الا ان سياسة التخاصية ما زالت تثير جدلا واسعا داخل المجتمع الاردني عامة وبين الفعاليات الاقتصادية والسياسية والنقابية بسبب الاضرار الناجمة عن هذه السياسات. ولا يقتصر الجدل على المجتمع الاردني وحده حول التخاصية بل ان هذا الجدل يشمل مختلف المجتمعات التي طبقت هذه السياسة, وقد اجرى مركز التنمية العالمية استطلاعا للرأي للتعرف على مدى الاحباط الذي تعاني منه الشعوب من تطبيق التخاصية. بسبب تبديد الثروة الوطنية وبيعها باسعار لا تتناسب وقيمتها الحقيقية لاسباب لا تخلو من الفساد. وفصل العديد من العمال عن العمل, وتحكم الرأسمال الاجنبي بالثروات الوطنية, وجاءت نتيجة الاستطلاع ان حوالي 70% من المواطنين الروس ضد هذه السياسة, مؤكدين ان اوضاعهم المعيشية في العهد السابق كانت افضل, وبنسب متقاربة في بعض دول اسيا وامريكا اللاتينية.
كان واضحا منذ البداية ان الاردن حين اقدم على بناء مؤسسات القطاع العام لم ينطلق من رؤية فكرية لبناء اقتصاد اشتراكي, وكان مضطرا لتخصيص اموال طائلة سواء من الخزينة او اقتراض من الخارج لبناء بنية تحتية وتوفير خدمات عامة للمجتمع, او للاستثمار في بعض المشاريع المتعلقة في الصناعات الاستخراجية. وذلك لعزوف المستثمرين المحليين او الاجانب عن القيام بمثل هذه المشاريع الوطنية.
اسقطت سياسة التخاصية على الاردن كما على غيره من الدول النامية, استجابة لضغوط صندوق النقد والبنك الدوليين, وتمشيا مع نهج الليبرالية الجديدة في مرحلة العولمة الرأسمالية, طبقت هذه السياسة بشكل عشوائي ودون اعتبار للمصالح الوطنية. قيل ان هذه السياسة قائمة لمعالجة وضع المؤسسات المتعثرة والتصدي للفساد المالي والاداري, وتحسين الاداء الاقتصادي, وانهاء سياسة الاحتكار لبعض المؤسسات المملوكة للدولة, قد تكون بعض هذه الاسباب وجيهة وتستحق الاهتمام لتجنيب الخزينة خسارة او تجنيب المواطن بعض الاضرار, فالابقاء على ملكية الدولة لمؤسسات خاسرة دون اتخاذ اجراءات لاعادة هيكلتها, او معالجة مشاكلها المالية امر غير مقبول مثل وضع "الخطوط الجوية الملكية الاردنية" التي تتراكم خسائرها ووصلت مئات الملايين, وكذلك التصدي لسياسة الاحتكار ووجود منافسة تفسح المجال امام المواطن للحصول على خدمة واسعار مناسبة حاجة ضرورية وحيوية للمجتمع, لكن الاعتراض على سياسة التخاصية لم ينطلق من هذه النقاط.
ما معنى ان تقوم الدولة ببيع كامل حصصها في شركة الاتصالات الاردنية التي تحقق ارباحا عالية وتمليك الشركة الاجنبية 51% من حصص هذه الشركة, الامر الذي يؤدي الى التنازل السيادي الطوعي غير المبرر لاهم الشركات الوطنية في البلاد, والتنازل عن حصة الحكومة من ارباح هذه الشركة, للشركة الاجنبية, في حين ان الخزينة بأمس الحاجة الى هذه الاموال, علما ان برنامج التخاصية يدعي ان احد اسباب سياسته توفير المال على الخزينة, فالشركة ليست متعثرة ولا تكبد الخزينة خسائر, بل على العكس تحقق ارباحا, فقط لاعتبارات ايديولوجية تفرضها الليبرالية الجديدة على العالم, وللخضوع لشروط صندوق النقد والبنك الدوليين, ولاعتبارات محلية بعضها معلوم وبعضها الاخر غير مفهوم, وما ينطبق على شركة الاتصالات الاردنية, ينطبق على العديد من المشاريع الاردنية مثل شركة الاسمنت الاردنية وشركة الفوسفات الاردنية وشركة البوتاس العربية وغيرها من الشركات الوطنية, وهذا النوع من الاستثمار الاجنبي, هو ليس من النوع المفيد, فهو استبدال رأسمال وطني برأسمال اجنبي, دون توليد دخل جديد, عدا عن التعرض للعمالة المحلية في هذه المؤسسات وفصل العديد منها, او احالتها للتقاعد المبكر الذي يشكو منه الدكتور عمر الرزاز, فالشركات الاجنبية التي تدخل ميادين استثمارية جديدة تسهم في انشاء صناعات جديدة, وتوظيف عمالة محلية, وزيادة المساهمة في النمو الاقتصادي وهذه الشركات التي تحتاجها البلاد, وينبغي السعي لاستقطابها, اما الجانب الاخطر في هذه السياسة يتعلق باموال التخاصية التي تنفقها الحكومة, فهي من اسوء نتائج هذه السياسات والتي تؤدي في نهاية المطاف الى انفاق رأسمال الدولة, ليس على مشاريع استثمارية جديدة, بل تحت ابواب مختلفة لا تتساوى بحال من الاحوال مع التهاون في بيع ملكية الدولة للرأسمال الاجنبي



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعون عاما على هزيمة حزيران
- اصلاح النظام الانتخابي قبل الانتخابات
- في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة
- الاتجاهات العامة للنمو الاقتصادي
- الحرب السادسة هزيمة أم انتصار..؟
- التعليم حق للجميع
- كيف تستقبل الطبقة العاملة في الوطن العربي الاول من ايار
- كيف استثمرت المبادرة العربية
- الاصلاح السياسي والحياة الحزبية
- كيسنجر يتنبأ بهزيمة الجيش الأمريكي
- الحركة الوطنية الأردنية واقع وأفاق
- سوق العمل يحتاج الى اصلاح ايضا
- أموال الضمان الاجتماعي
- اين الاصلاح السياسي المنشود؟
- لمصلحة من الاقتتال الفلسطيني ؟
- مجلس النواب يمارس دوره الطبيعي
- اهمية القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني 2
- أهمية القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني 1
- المرتكزات الاساسية لخطاب الموازنة الاردنية
- ملاحظات اوليه على موازنة 2007


المزيد.....




- موسكو: سوق النفط متوازنة بفضل -أوبك+-
- سيل الغاز الروسي يبلغ شواطئ شنغهاي جنوب شرقي الصين
- بيسكوف العقوبات الأمريكية على -غازبروم بنك- محاولة لعرقلة إم ...
- نائب وزير الطاقة الروسي من اسطنبول: الغاز يدعم عملية التحول ...
- أسعار -البتكوين-.. ماذا وراء الارتفاع القياسي لـ-الاستثمار ا ...
- الدولار بأعلى مستوى في 13 شهرا وبيتكوين تقترب من 100 ألف دول ...
- مرسيدس تعتزم خفض التكاليف واحتجاجات في مقر فولكس فاغن
- -غولدمان ساكس- يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى 80 دولاراً
- أكبر متجر إلكتروني روسي يطرح قميصا بصورة بوتين وخلفه صاروخ - ...
- كم حصتك من -أموال العالم مجتمعة- لو وزعت على سكان الأرض بالت ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - جدل مستمر حول سياسة التخاصية