أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - نمو أم «فقاعة» نمو؟














المزيد.....

نمو أم «فقاعة» نمو؟


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1950 - 2007 / 6 / 18 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تؤكد تصريحات حكومية تحقيق معدلات نمو عالية للاقتصاد الوطني في العامين الأخيرين، والهدف من وراء هذه التصريحات طبعاً إثبات صحة السياسات الحكومية المتبعة.. ولو كانت هذه الأرقام صحيحة شكلاً ومضموناً لكنّا من أول المرتاحين، لكن هناك أسباباً عديدة تدعو للتوقف عند هذه التصريحات والتساؤل عن مصداقيتها...
لا نريد الخوض بموضوع صحة الرقم الإحصائي بشكله المجرد، فلدينا الكثير من التحفظات على طريقة بنائه واستقصائه، ولكننا لن نتوقف الآن عند هذا الموضوع، وسنتجاوزه معتبرين افتراضاً أنه صحيح مئة بالمئة....
ولكن جملة من الأسئلة تطرح نفسها بقوة عند مناقشة أرقام النمو التي وصلت في العامين الأخيرين إلى 6% حسب ما هو معلن، وهو رقم لا بأس به إذا كان صحيحاً، وهذه الأسئلة هي أسئلة المواطن العادي كما المواطن المطلع:
ـ لماذا يتدهور مستوى المعيشة وترتفع الأسعار وتنخفض القوة الشرائية الحقيقية لليرة السورية، إذا كان نمونا جيداً؟
ـ كيف يمكن تفسير ازدياد اللغط حول رفع الدعم عن المواد الأساسية التي تهم المواطن العادي بحجة انخفاض الموارد، إذا كانت هذه الموارد نفسها حسب نسب النمو المعلنة، في ارتفاع؟
ـ كيف يتحسن النمو في الدخل الوطني بشكل عام، وينخفض الإنتاج الفعلي في قطاعات الاقتصاد الحقيقية، المنتج الفعلي للدخل الوطني من زراعة وصناعة؟
إن حل هذا اللغز يكمن في قضية واحدة، هي طريقة حساب الدخل الوطني الذي لا يفصل بين القطاعات الإنتاجية وغير الإنتاجية، ويجمعها في سلة واحدة، تضيع فيها ملامح النمو الحقيقي، وتعطي انطباعاً كاذباً بوجود نمو ما، مما يدخل الطمأنينة ويزيد مشاعر الرضى عن النفس، ويخفض مستوى الحذر واليقظة فيما يخص المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها اقتصادنا الوطني الذي أضحى في الظروف الحالية أحد جبهات المواجهة الأساسية.
إن الفرق كبير بين النمو و«فقاعة» النمو، أي بين النمو الحقيقي والنمو الكاذب، فالنمو الحقيقي لا بد أن يزيد الإنتاج الحقيقي، ويحافظ على التوازن بين الكتلة السلعية والكتلة النقدية، ويقوي فعلياً موقع الليرة السورية، ولا يضغط على احتياطاتنا من العملة الصعبة، بل يعززها.
أما «فقاعة» النمو فهي نتاج لانخفاض الإنتاج الحقيقي، مع ارتفاع الأرقام حسابياً بالنسبة للدخل الوطني على حساب القطاعات غير الإنتاجية، وتؤدي إلى مزيد من الخلل بين الكتلة النقدية والكتلة السلعية، مما سيضعف القاعدة التي تستند إليها الليرة السورية، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض هامش مناعتها بالضغط على احتياطاتنا من العملة الصعبة التي هي نتاج عرق وجهد الشعب السوري على مر العقود الأخيرة...
وهذا الأمر كله، ما كان بهذه الخطورة لولا الأوضاع الإقليمية المتوترة التي تستهدف كياننا الوطني ووجودنا نفسه، فاقتصادنا الوطني كجزء مكوّن لأمننا الوطني هو هدف لضغوطات ومؤامرات الأعداء كباقي مكونات الأمن الوطني.
والأمر الذي يثير الريبة والحذر هو التوقيت الحالي الذي تتداخل فيه التصريحات المطمئنة عن الوضع الاقتصادي ومديح صندوق النقد الدولي للإجراءات الحكومية، مع الحديث المتزايد عن رفع الدعم، إضافة للضغوطات المختلفة التي يمكن أن تأخذ أشكالاً اقتصادية أيضاً.. فهي في محصلتها تضعنا على إحدى الجبهات الهامة، في وضع لا نحسد عليه. فإذا كان النمو هو مجرد «فقاعةً نمو»، الأمر الذي إذا أضيف إليه - لا سمح الله - رفع الدعم الذي سيؤدي إلى سلسلة ارتفاعات أسعار لا يمكن التحكم بها، إضافة لضغوطات اقتصادية مختلفة يمكن أن تكون أشكال حصار مختلفة... عند ذاك سيصبح مستحيلاً الدفاع عن الليرة السورية وعن الاقتصاد الوطني وعن مستوى معيشة الناس الذي يتدهور بشكل زاحف مستمر، وهو ما يزيد من حدة الاحتقان الاجتماعي.
إن أولويات الصمود الوطني تقتضي إزالة الالتباس في السياسات الاقتصادية الحالية التي ستؤدي في النتيجة، موضوعياً، إلى زيادة الضغوط على بلادنا، عبر إعادة توجيهها جذرياً نحو مصالح الشعب الحقيقية، من خلال سياسات اقتصادية تخدم سياسة المواجهة المفروضة علينا، بحيث يتحول الاقتصاد إلى داعم لها وليس عبئاً عليها، وفي ذلك كرامة الوطن والمواطن...
■■






#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصابع واشنطن والمشهد الحزبي المصري
- «المعلم واحد» من غزة إلى نهر البارد0!!
- النمط الجديد لإدارة بوش في العراق
- العولمة البديلة تَستَبق قمة مجموعة الثماني ب« قمة الفقراء »! ...
- بيع أراضي مصر للأجانب حلقة أمريكو صهيونية أخرى
- فتح»، و«فتح الإسلام»، وفتح الجبهة»...
- الصين والولايات المتحدة الأمريكية تنخرطان في حرب باردة جديدة ...
- في ذكرى النكسة :محكومون بالانتصار.. وما يجري هو بداية التاري ...
- الخديعة الكبرى
- قاسيون في حوار شامل مع د. عصام الزعيم
- أحداث متقاطعة
- الاحتمالات... مفتوحة
- الاستفتاء الرئاسي.. ماذا يريد الشعب؟
- آخر ما كتبه هشام..
- محكمة أم أداة «تدخل سريع»؟
- أربعة مليون عامل سوري خارج التشريع والقانون والنقابات ؟ - 12 ...
- إنهم محكومون بالفشل ولكن بعد حين...
- 4مليون عامل سوري خارج التشريع والقانون والنقابات
- أربعة مليون عامل سوري خارج التشريع والقانون والنقابات
- سيكولوجية الانتخابات


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - نمو أم «فقاعة» نمو؟