أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواز فرحان - النازحون من جحيم الحرب ..















المزيد.....

النازحون من جحيم الحرب ..


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 12:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تتزايد اعداد الهاربين من جحيم الحرب وتداعياتها على العوائل والاطفال بشكل عام كل شهر تقريبا في العراق, في الوقت الذي يشهد هذا الموضوع اهمالا متعمدا من قبل المؤسسات الحكوميه وحتى سلطة الاحتلال التي ارسلت اكثر من ثلاثة مسؤولين خلال هذا الاسبوع فقط من اجل الاطمئنان على حاله الجيش الامريكي المزريه التي اصبحت هي الاخرى بحاجه لاعادة النظر بعد تصاعد نسبة الخسائر اليوميه في صفوفه.لقد خلفت الحرب اوضاعا مأساويه جديده طالت الكثير من العوائل التي دفعت ثمن التطرف والطائفيه في البلد دون ان يكون لها ذنب في ذلك عشرات العوائل النازحه من الموصل يوميا باتجاه كردستان خوفا من الموت الذي ينتظرهم على ايدي المتطرفين والمتدينين الذين راحوا يعبثوا بالحياة المدنيه في المدينه ويقلبوا الاوضاع راسا على عقب والكثير من اهالي الموصل يعلم علم اليقين ان معظم العناصر المتطرفه كانت في جهاز امن صدام وانضمت فيما بعد الى التنظيمات الارهابيه وقسما منها الى جهازي الشرطه والجيش لتسهل عمل الة الارهاب في الموصل وتخترق كل مفاصل الحكومة التي شكلها الاحتلال في المدينه ولكي تتجنب هذه المجموعات الضربات الموجعه التي تتعرض لها بين الحين والاخر قررت اخلاء الموصل من الاقليات القوميه والدينيه لتسرح وتمرح بامن المدينه كما تشاء..
ونتج عن ارهاب هذه الجماعات نزوح مئات العوائل اتجاه سنجار وزمار وتلكيف وعقره وبعشيقه والشيخان وخبات وبردرش والكثير من المناطق المحيطه بالموصل وتعاني هذه العوائل اوضاعا مأساويه في غاية الخطوره لا سيما وان معظمها من الطبقات الفقيرة التي لا تمتلك ثمن تأجير دار يأويها في المناطق التي نزحت اليها فاتخذت من الخيام مساكن لها بعد ان خلفت وراءها مساكنها واثاثها دون ان تتمكن من تهريب شئ منها يساعدها في هذه المحنه,الاطار العام لمعاناة النازحين يجعل المرء في حيرة اذا ما اراد ان يقدم لها المساعده لان العمليه في غاية التعقيد لا سيما وان الحكومه نفسها عاجزه عن فعل شئ لهم وهي التي تتحمل المسؤليه في ما حدث لهم لانها عجزت عن توفير اهم عامل وهو الامن,اطفال بحاجه الى مدارس ومرضى بحاجه الى مستشفيات ونساء حوامل وشباب عاطل يبحث عن فرصة عمل والكثير من التفاصيل الصغيره التي تبرز للسطح فور التعامل مع قضايا من هذا النوع , ورغم كل المناشدات عبر الامم المتحده او عبر وسائل الاعلام المحليه الا ان الحكومه على ما يبدو لها قضايا اهم من وجهة نظرها وهي اختيار رئيسا للبرلمان !! هذا ما يخص مدينه واحده هي الموصل الواقعه اليوم تماما تحت سيطره دوله الارهاب الاسلاميه دون ان تتمكن الحكومه من الاعتراف علنا بذلك..اما فيما يخص احياء بغداد فحدث ولا حرج فعمليه النزوح من بغداد فاقت بكثير تلك التي تحدث في مدن اخرى واخر الاحصائيات تقول ان اكثر من مليون نازح غادروا المدينه باتجاهات متعدده خوفا من الموت الذي تمارسه الميليشيات التابعه للحكيم والمالكي والصدر ناهيك عن ذلك الذي تمارسه قوات الاحتلال وشركات الحمايه الخاصه التابعه لها الممسؤوله عن الاعدامات اليوميه في شوارع بغداد لاثارة الذعر بين المواطنين..
والكثير من المتتبعين للوضع في العراق اصبحوا في حيرة من امرهم ويسألوا نفس السؤال وهو هل تريد الولايات المتحده الاستقرار في البلد ام انها تمهد لحرب اهليه فيه؟؟اكثر من مليونين نزحوا باتجاه سوريا ومليون ونصف باتجاه الاردن واكثر من مليون وسبعمائة الف نازح داخل العراق يعانون مأساة انسانيه قلما حدثت في المنطقه حتى في التجربه الفلسطينيه لقد فاقت مأساة العراقيون التصور والامم المتحده عاجزه عن فعل شئ بل انها تناشد وتطالب دون ان يكون لهذه المناشدات صدا يذكر!معاناة النازون في الداخل هي اكبر بكثير من تلك التي يعانيها الذين توجهوا نحو دول الجوار لان معظم هذه الفئات تنتمي الى الطبقات الاشد فقرا في المجتمع العراقي , حتى وسائل اعلام الداخل لم تأخذ على محمل الجد قضيتهم بل ان الكثير من الفضائيات العراقيه لم تبادر الى زيارة تلك المخيمات حتى في المناطق الامنه شمال الموصل وتعرض مشكلتهم الانسانيه ولا نعلم ان كان السبب الذي يقف خلف تجاهلهم طائفي ام سياسي بحت ام سببا اخرا بريئا لا يتعدى الخوف من الوضع والتنقل؟؟؟
وفي قلب مأساة هؤلاء تكمن اكثر من قضية غيرت وجه التعامل مع المشاكل التي تواجه المجتمع العراقي لا سيما تلك التي تتحدث عن احلال الاستقرار فيه وعدم السماح لدول الجوار بالتدخل,فلو كانت الحكومه جاده في معامله النازحون بطريقه حضاريه والتعامل مع مشكلتهم بجديه واوجدت حلولا عاجله لقضيتهم لما كانت
القضيه وصلت الى الحد الذي جعل كل متتبع يصب جام غضبه على حكومه لا تهتم الا بسرقة ثروات الشعب ونهبها امام انظاره,وعاجزه عن ايجاد الحلول لابسط المشاكل التي تواجه الشعب المغلوب على امره.وحتى زيارة المسؤولين الامريكان التي جاءت في اسبوع واحد لثلاثه منهم لم يتذكر احد محنة النازحين بل ان المسؤولين العراقيين يخجلون من البوح بقضيه كهذه لانها تلحق العار بهم فقد سخروا 40مليار دولار كميزانيه سنويه لم يتمكنوا من تخصيص 60 مليون دولار فقط لقد تهدج صوت مسؤولي الامم المتحده من المطالبه بهذا المبلغ لانقاذ معظم المرضى والمحتاجين داخل العراق من النازحين لخيم ومساعدات طبيه عاجله..
زياره نيكروبونتي الاخيره لبغداد لم تأت لدراسة الاوضاع المأساويه لهؤلاء بل لتلافي المأساة التي تنتظر جيشه والتعرف عن قرب عن الجهود التي قطعتها حكومه المالكي في المصالحه مع البعث والارهاب ,فلدى هؤلاء قضايا اهم من النازحين لان في جدولهم لا يمثل البعد الانساني اي اهتمام وربما لا يوجد في قواميسهم هذا المفهوم..
ان الكثير من الاطفال يواجهون اخطارا كبيره تعصف بمستقبلهم فقد انقطعوا عن الاحتكاك بمحيطهم ومدارسهم وعالمهم الذي يشكل البدايات الاولى لتكوينهم وكذلك يعانون من امراض وسوء تغذيه وفقدان الجو البيئي الصحي الملائم والذي قاد الى عودة امراض منقرضه من العراق منذ عقود وهي الملاريا والتيفوئيد وفقر الدم المزمن وغيرها بينما يعيش ابناء وبنات المسؤلين الذين يعملون في خدمة اسيادهم المحتلين في فيلات فاخره في الخليج والدول الغربيه والولايات المتحده,حالة شاذة بكل المقاييس والشعب يتفرج والتحسن في الحالة المعاشيه لا يشمل الا من يتعاون مع المحتل او مع الاحزاب المواليه لايران اي ان اساليب صدام عاد هؤلاء لتطبيقها بطريقه اكثر تطرفا لا يوجد اسلوب من اساليب البعث تجهله هذه الحكومه لقد طبقت الجزره والعصا تجاه الشعب الذي وقع ضحيه لسياسيين يملؤهم الفساد حتى النخاع
والاحزاب السياسيه الموجوده في الحكومه اصبحت شريكه في ما يتعرض له النازحون الذين فقدوا الامل حتى في المؤسسات الانسانيه سواء اكانت محليه ام عالميه..
ان الواجب الانساني يدفعنا جميعا لتسليط الضوء على جانب سوداوي مظلم يحيط بحياة اكثر من مليوني انسان يعيشوا ظروف انسانيه صعبه وشاذة في نفس الوقت وان موضوعهم يجب ان يأخذ حيزا واسعا من الاهتمام لانه يتهدد حياة مئات الالاف من الاطفال والنساء وكبار السن بعد ان تقطعت بهم السبل ودفعوا ثمنا مباشرا لعبثية الحكومه الطائفيه وكذلك الجماعات الارهابيه بعثيه كانت ام اسلاميه..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانذار الاخير ...
- أضراب عمل نفط الجنوب..والشرارة التي لا بد منها
- الطفوله...وعالم السياسه
- رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه
- العلمانيه.. والاحزاب السياسيه
- المرأه...والصراع مع الذات
- منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده
- عولمة المجتمعات...وفوضى الاقتصاد الجديد
- صراع ثنائي الارهاب على الساحه العراقيه...
- مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب
- الايزيديه..والعوده الى العصر الحجري
- العمل النقابي..ودوره في مجتمعاتنا 2


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواز فرحان - النازحون من جحيم الحرب ..