أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بلقيس الربيعي - في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف














المزيد.....


في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 12:55
المحور: سيرة ذاتية
    


ولد جيورجي ديمتروف في الثامن عشر من يونيو ( حزيران )عام 1882 في عائلة حرفي بلغاري ، يضطر وهو في الثانية عشرة من عمره أن يعمل تلميذا لعامل صف الحروف في إحدى المطبع الصغيرة في صوفيا وينتمي عبر هذا الحدث الإنعطافي في حياته انتماءا ابديا الى مواقع الطبقة العاملة . لقد ربط جيورجي ديمتروف مصيره الشخصي بمصير الطبقة العاملة ربطا نهائيا لاعودة فيه . انه لم يعد يقوى أن يرى حياته تجري وتمر بشكل مستقل عن حياة العمال وبقية الشعب ،المليئة بالآلام والمعاناة , فنجده ينذر كل حياته في سبيل تحرير الطبقة العاملة والمجتمع بأسره من الإستغلال الطبقي ومن كافة أشكال الظلم والإضطهاد .



وبالرغم من صغر سنه ،فقد إتخذ ديمتروف موقفا صلبا ضد الديماغوجية والظلم الإجتماعي في المجتمع الرأسمالي ، فبعد التفريق الدموي لتظاهرة العمال في الأول من مايو ( ايار ) 1898 ، كتب السياسي البرجوازي فاسيل رادوسلافوف مقالة وصف فيها العمال ب "الصعاليك المخمورين " إلا أن ديمتروف رفض تنضيد تلك المقالة مخاطرا بوظيفته لأن دار الطباعةالتي يعمل فيها كانت تعود الى حزب رادوسلافوف . وقد إضطر رئيس إدارة المطبعة وأمام إصرار وجرأة منضد الحروف الشاب ، لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يفك طلاسم خط رادوسلافوف ، أن يحذف العبارات التي تشتم العمال . وفي عام 1915 قدّر لهذا الموضوع أن يثار من جديد ، فلدى إعتراض جيورجي ديمتروف على قانون مراقبة المطبوعات الذي شرعته الحكومة ، أجابه رادوسلافوف ، الذي كان رئيسا للوزراء ، بأن ليس لديمتروف الحق في الإعتراض قائلأ : " لقد تجرأت يوم كنت شابا وتعمل مصففا للحروف ، على تصحيح مقالاتي ، بل وبلغت عندك الجرأة أن تنصب نفسك "رقيبا عليّ " . فأجابه ديمتروف بهدوء قائلأ : "كنت انذاك ادافع عن مصالح العمال وشرف الطبقة العاملة كما أفعل اليوم بالضبط ، في حين كنت انت تقمع آراء جماهير العمال كما تفعل اليوم ايضا . إنك اليوم تستغل الرقابة لتضطهد الشعب العامل مثلما كنت تستخدم صحيفتك في السابق لتسيء الى العمال وتشتمهم . لقد ناضلت ُ ضد ذلك واليوم تجدني أعمل الشيء ذاته "



كما لاتنسى البشرية مأثرة ديمتروفالبطولية في محاكمة حرق الرايخستاغ سيئة الصيت وكيف إستطاع هذا المناضل الصلب بفضل إخلاصه الذي لايعرف الحدود للمثل والمبادئ الشيوعية ورباطة جأشه وحصافة رأيه وثقافته الغزيرة ، أن يفند تفنيدأ كاملا الإتهامات الباطلة الموجهة ضده وضد بقية المتهمين .



ظلت ذكرى ميلاد ديمتروف في الثامن عشر من يونيو عالقة في ذهني منذ أيام شبوة ( اليمن الديمقراطية سابقا ) . فحينما كنت أعود من عملي كمدّرسة في الثانوية ، كنت أستغل أوقات فراغي في القراءة ، ومن ضمن قراءاتي كانت لكتاب " جيورجي ديمتروف " باللغة الإنكليزية كان ابو ظفر قد جلبه من بلغاريا ، فإستهوتني شخصية هذا الرجل الفذ وبتشجيع من ابو ظفر قمت بترجمة الكتاب الىاللغة العربية . لذا كان لزوجي الشهيد ابو ظفر أكبر الأثر في توجهي للترجمة والكتابة .



وغادر ابو ظفر الى كردستان لم استطع إتمام ترجمة الكتاب لإنشغالي بعملي وطفليّ ولم يبقى منه سوى بعض الصفحات . ومن كردستان كان ابو ظفر يكتب ويسأل عن الكتاب قائلأ : "أنا في إنتظار اخبارك وأن توفي بالوعد الذي قطعتيه على نفسك من أن تواصلي الترجمة وأن تنجزي كتاب ديمتروف وحلمي أن احصل على نسخة من هذا الكتاب . "


وعاد ابو ظفر في إجازة قصيرة وكان متحمسا لإنجاز الكتاب . قام بمساعدتي في إستنساخ مسودات الترجمة وانا قمت بترجمة الصفحات المتبقية من الكتاب . وعاد الى كردستان وهو يحلم بنسخة من الكتاب . ومن كردستان كتب يقول : " يهمني جدا أن أسمع عن نشاطاتك وخاصة الترجمة وسأبقى انتظر صورة كتابك المترجم عن جيورجي ديمتروف وهو يرى النور ، فلقد كان الكتاب وظروف ترجمته آصرة ذكرى جميلة عن حبنا .. ما أجمل تلك الأيام والليالي التي قضيتها وأنا استنسخ ترجمة الكتاب والعزيمة التي تملأني لإنجازه وكأني أنا الذي ترجمته ... السبب بسيط وهو إني اعبدك . "

وحالت احداث يناير دون طبع ونشر الكتاب . وتمّ طبعه عام 1988 ولم يحصل ابو ظفر على نسخته .فجاء اهدائي :

" الى أبي ظفر

كان كل املي أن نرحل معأ في فصول هذا الكتاب لكن هذا المطمح ، على هونه ، أصبح الآن مستحيلأ بعد أن إختطفتك مخالب الفاشية حيث الآلام والمآسي التي تختم حياة ضحاياها من المناضلين امثالك . حيث حيرتي الأبدية . "



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناهدة الرماح رائدة السينما والمسرح العراقي
- حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب
- ظاهرة ختان البنات
- خواطر
- قصة قصيرة الإجازة
- قصة قصيرة - الوداع الأول
- الزواج المبكر في اليمن
- الوفاء- قصة قصيرة
- النقد
- انا انتظركِ
- الطفولة اهم فترة في حياة الإنسان
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى 22 لاستشهاد الدكتور ابو ظفر - الجزء الثاني
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- قصة قصيرة بعنوان رصاصة في البيت الاخضر
- الرسالة !


المزيد.....




- -يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة ...
- ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا ...
- إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س ...
- العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
- أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
- على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
- ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
- مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
- -الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
- مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - بلقيس الربيعي - في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف