أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الضمير الغافي في زمن صدام ؟















المزيد.....

الضمير الغافي في زمن صدام ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 593 - 2003 / 9 / 16 - 01:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



كان مجرد التوجه للجوامع والحسينيات للصلاة في العراق بظل نظام صدام البائد تهمة من الممكن أن تؤدي بصاحبها الى الإعدام ، وتم تنفيذ حكم الإعدام بالعديد من شباب العراق فعلا لمجرد أداءهم الصلاة في الجوامع والحسينيات ، ولم تتحرك ضمائر أي من السادة المعنيين بالأمر وأعتبروا هذا الأمر شأنا عراقياً داخلياً .
وقامت السلطات بتنفيذ قرارات الإعدام رمياً بالرصاص على الشباب العراقي وأمام أهلهم وذويهم ، وتركت جثثهم معروضة للناس دون أن يتمكن أهلهم من التقاطهم ودفنهم ، وفوق كل هذا طالبت السلطة أهلهم بثمن الرصاصات التي استعملت في قتل أولادهم ، ولم يتزحزح ضمير السادة المعنيين وأعتبروا الأمر تنفيذاً لقرار حكم تقوم السلطة بتنفيذه وهو شأن داخلي ليس الا .
وحين قامت السلطة باعتقال الشباب من الأكراد الفيلية  وذويهم وتغييبهم دون أن يعرف أحد تهمتهم أومكان إعدامهم وقبورهم ، أكملت جريمتها بتهديم بيوتهم بالشفلات لتمسحها من وجه الأرض ، أمام أنظار العالم ولم يهتز شعره في رأس السادة المعنيين وأعتبروا الأمر مجرد قضية داخلية .
وقامت السلطة البائدة بحجز الشباب العراقي وإرسالهم الى جبهات القتال عبر حقول الألغام ليموتوا في حالة أنفجار اللغم أو برصاص الجنود الإيرانيين ، ومن ثم قامت بتفريق عوائلهم في أماكن مختلفة إمعانا بتعذيبهم وزيادة آلامهم الإنسانية ، ولم يتحرك أحد من السادة المعنيين وأعتبروا الأمر قضية عراقية خاصة .
وقامت السلطة البائدة بإلقاء القبض على كل شاب ملتحي لتقوم بحجزه وحلق لحيته باعتبار أنها افترضت أن كل ملتحي هو ملتزم دينياً ، وهو مالا تريده السلطة من الناس ، ولم يتحرك أحد من السادة وأعتبروا الأمر مجرد تطبيق لأوامر إدارية صادرة من السلطة التنفيذية .
وحين استعملت السلطة القوة العسكرية المتمثلة في الجيش العراقي في عمليات أبادة بعض القرى العراقية العربية ودكها بالمدفعية والصواريخ ودفن رجالها ونسائها وأطفالها تحت أنقاض بيوتها ، لم يكن الأمر يهم السادة المعنيين باعتبار أن العملية مجرد استتباب أمني تريده السلطة الحاكمة .
وحين قامت السلطة بارتكاب جريمة إنسانية كبرى بقتل الآلاف من أبناء شعبنا الكردي بالسلاح الكيمياوي ، لم تهتز مشاعر السادة المعنيين باعتبار أن الأمر لا يعدو كونه الا صفحة من صفحات الحرب مع أيران .
وحين قامت السلطة بدفن الآلاف من العراقيين  الأكراد  وهم أحياء في منطقة السلمان والمملحة  ، لم يلتفت السادة المعنيين الى مقدار الألم وجسامة العذاب الذي تسلطة السلطة على هؤلاء البشر من النساء والأطفال الذين لاذنب لهم سوى كونهم أكراد من العراق .
وحين قامت السلطة بقطع رؤوس النسوة دون محاكمة أو تحقيق وتعليق رؤوسهن أمام أطفالهن وذويهن لم يتطرق صوت واحد لبطلان الإجراءات وكون الأفعال تشكل جريمة إنسانية خسيسة ضد النساء .
وحين قامت السلطة باغتيال المعارضين بأرخص  الأساليب وأحقر الطرق ، لم يلتفت السادة المعنيين الى حجم الكارثة والفجيعة التي حلت بالعراق .
وحين يتم ممارسة فعل القتل بيد الطاغية صدام وولديه المقبورين ، لم يعترض السادة المعنيين ولم تتحرك ضمائرهم التي كانت في سباتها .
وحين أقدمت السلطة على اقتحام المدن العراقية بالقطعات العسكرية الثقيلة  بعد الانتفاضة 1991 تركت الجثث في شوارع هذه المدن وحرمت على الناس أن تقوم بدفنها حتى تعفنت وانتشرت الروائح في الجو ، فتم قبرها بقبور جماعية وبشكل عشوائي ، لكن إحساس المعنيين لم يلتفت الى هذه المشاهد العراقية .
وحين أصدر الطاغية قراره الخاص برفع أسم ( الله ) من نص المادة 109 من قانون الإثبات الخاص باليمين بالله ليصبح اليمين سائباً بغير الله ، لم يتحرك أحد من المسلمين يطلب إلغاء النص باعتباره يمثل قمة الاستخفاف بالذات الإلهية وباليمين في القوانين الوضعية .
وحين ازدادت أعداد المعدومين بسبب تمسكهم بدينهم وبشريعتهم ، لم يعتبر أحد من السادة المعنيين أن هذا الظلم الكبير الذي لحق بالناس يعتبراً خرقاً للمنطق والقانون والواقع حين تعتبر السلطة مجرد الصلاة لله جريمة .
وحين كان خطباء الجوامع يشكرون الله على منح العراق جلاد مثل صدام وطاغية سفاك مثل صدام ويطلبون بدعائهم اليومي أو في خطبة الجمعة أن يطيل بعمره من أجل أن يستمر بحصد رؤوس أهلنا في العراق ، لم يخالف أحداً منهم ماترد من تعليمات أجهزة الأمن والأوقاف البعثية .
وحين كانت السلطة تقوم بحجز العجائز والشيوخ الكبار من ذوي السياسيين المعارضين للسلطة دون قضية أو جريمة سوى جريرة معارضة أولادهم ، لم يتحرك الوجدان الإنساني لدى السادة المعنيين ولم تشمئز ضمائرهم من هذا الفعل .
فما الذي حرك السادة ألان عند مقتل الشقيين ( عدي وقصي ) ولدي الجلاد ، أنهم يطالبون العراقيين بكل ماصمتوا عنه في زمان صدام البائد ، وتحركت النفوس وتزحزحت المشاعر وأنطلقت الأصوات تدعو لتطبيق الدين والشريعة على المقبورين ، في حين أنها كانت غائبة عن شعب بأكمله ، وتناخى بعض  رجال الدين يطلق صيحته باعتبار المجرمين قصي وعدي من شهداء الإسلام مما يعني أن شعب العراق يعج بالخونة والكافرين من هذه الآلاف المقبورة وهي حية .
فهل حقاً هنالك موازنة في الضمير ؟
وهل حقاً أننا نستمع لصوت الإسلام الحقيقي ؟ أم أنه الدين الذي أوجده صدام ليكون هو الفرعون الذي يعبد والإله الذي يتبعون ، والرب الذي به يحلفون ؟
هل نشعر أن هنالك من يقول الحق ولو على نفسه كما يريد رسول الإسلام ويوصي في حديثة الكريم ؟
هل حقاً نستمع الى صوت الضمير الإنساني بصفاء وصدق ومروءة ؟
هل هم يتبعون حقاً ما جاء بكتاب الله وفي أحاديث رسوله الكريم ؟
وأذا كان كل الذي حصل لنا شأنا عراقياً لامجال للتدخل فيه وأعطاء الاجتهاد لخصوصيته ، فما الذي أبدل الأمر ألان ؟
يقينا أن الله يمهل ولايهمل ليس فقط في قضية مقتل المقبورين وجرذهم الكبير ، بل يمتد هذا حتى الى المنافقين والدعاة والمطبلين لسلطة الموت والدمار والدم والراقصين على جراح الناس وقبورهم ، وعلى المزيفين للحقيقية  ومن يريد أن يسيء الى العراق  .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتمالات
- رحيل المناضل والمثقف العراقي باسم الصفار في استراليا
- رداً على الكاتبة أمل الشرقي
- رسالة الى عضوة مجلس الحكم الأنتقالي الدكتورة رجاء الخزاعي
- حرب الصحاف
- من سيمثل العراق ؟
- رسالة أخيرة من مواطن عراقي الى الخائب صدام حسين
- الصهيونية والأرهاب العالمي
- أهل مكة أدرى بشعا بها
- الخط السري بين القناة الفضائية و شبكة الأرهاب
- حقوق الأنسان في التشريع الجزائي العراقي الجديد
- متى يستقر الحال في العراق ؟
- ذكريات عبقة من الديوانية
- وحقاً لاننسى الصابئة المندائية
- الانتفاضة لاتحمي مرتكبي الجرائم الخسيسة في العراق ودولة القا ...
- حقوق اليهود
- الوزارة عراقيــــــة
- لاتنسوا الأكراد الفيلية
- برقيـة الى مجلس الحكم الأنتقالي في العراق
- ملفات لم يحن الوقت لفتحها


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الضمير الغافي في زمن صدام ؟