|
مفهومنا لمناهضة الصهيونية- ليس مقصورا على تحرير الشعب الفلسطيني من هيمنتها، وانما يشمل تحرير الشعب اليهودي في اسرائيل ايضا من هيمنتها!
عصام مخول
الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 13:03
المحور:
القضية الفلسطينية
من تلخيص النقاشات في المؤتمر ال25 للحزب والتي اقرها المؤتمر بالاجماع حاول بعض المتناقشين وبشكل منهجي التلميح وكأن هناك نقاشا في حزبنا حول الموقف من الصهيونية، والايهام بان هناك من يعمل على "التراجع" عن الثوابت الفكرية والسياسية التي انتهجها حزبنا تجاه الصهيونية... ونحن نؤكد ليس فقط ان حزبنا دون منازع، يحمل الموقف المعمق والاكثر تجذّرا وشمولا في رفض الصهيونية ومناهضتها، فكرا وممارسة في الماضي وفي الحاضر، وان اي تغيير لم يطرأ على موقف الحزب، ولم نكن بحاجة لاية اعادة نظر لا من قريب ولا من بعيد في الموضوع، ان مقولاتنا وتحليلات حزبنا في مسألة الصهيونية وهشاشتها وطبيعتها الطبقية، وطابعها المعادي لمصالح الشعوب- ليس لمصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فقط، بل لمصالح الجماهير اليهودية في اسرائيل نفسها- تتأكد صحتها اليوم ودقة تحليلها اكثر من أي وقت مضى. ان حزبنا الشيوعي الاسرائيلي لا يكتفي برفض الصهيونية وفضحها ومناهضتها، ولكنه يطرح على الشعب اليهودي في اسرائيل، بديله الانساني والدمقراطي التقدمي- بديله الاممي الاشتراكي الشيوعي المرشح لاستبدال الصهيونية. ان موقف حزبنا من الصهيونية، ليس نقطة ضعفنا وانما نقطة قوتنا التي لا تضاهيها اية قوة سياسية فاعلة في هذا الموضوع. وتنضم شخصيات وشرائح جديدة في المجتمع الاسرائيلي الى الموقف الرافض او على الاقل المتنصل من الصهيونية والبحث عن تناقضها مع مصلحة شعبي هذه البلاد (بما فيها الشعب اليهودي)، كما حدث مع ابراهام بورغ. ونحن نسأل- لمصلحة من يتم افتعال نقاش كهذا في مؤتمر الحزب؟ خاصة ان هذا النقاش غير قائم في الحزب، ولم يطرحه احد، لا في اعمال الهيئات الحزبية ولا في الكوادر والفروع، ولا خلال اعداد مواد المؤتمر؟!! ولمن يتم توجيه هذا التشكيك؟ لقد كتبنا في رؤوس اقلام المؤتمر ونحن واثقون ان المؤتمر سيقر رؤوس الاقلام ما يلي: "سبحنا في الماضي ونسبح في الحاضر في عكس تيار الفكر القومي الرجعي لدى اليهود ولدى العرب. اننا نرفض أسس الايديولوجية الصهيونية فكرا وممارسة، والتي تنمّي التوجهات العنصرية والمس بالمساواة والدمقراطية، ونرفض مواقف الرجعية العربية. ان توجهنا طبقي وأممي ونقسّم العالم بطريقة مغايرة. ان التقسيمة الاساسية بالنسبة لنا ليست بين اليهود والعرب، بل بين اولئك الذين لديهم مصلحة في النظام الطبقي القائم ومن لديه مصلحة في تغييره. ولذا يمكننا نقترح سياسة يهودية عربية، بدلا من سياسة لليهود واخرى للعرب". لقد ناضل الشيوعيون في البلاد على مدار سنين طويلة ضد الايديولوجية والممارسات الصهيونية- ضد "احتلال الارض" وسلبها من الفلاحين العرب وضد "العمل العبري" واضطهاد العمال العرب.وقد حلّل حزبنا طابع الصهيونية الطبقي واعتبر انها "تعبّر عن مصالح البرجوازية اليهودية الكبيرة وتتناقض مع مصالح العاملين ومصلحة شعب اسرائيل الوطنية، ومع مجمل قضايا التقدم والاشتراكية. اننا نرى في النضال ضد ايديولوجية الصهيونية وممارساتها ليس فقط مصلحة طبقية للطبقة العاملة وعموم الكادحين في اسرائيل، وليس فقط مصلحة لقضايا التقدم والاشتراكية، وانما- وبما لا يقل عن ذلك- اهتماما حقيقيا بمصالح اسرائيل الوطنية..." (قرارات المؤتمر الـ18 للحزب الشيوعي الاسرائيلي). لذا رفضنا دوما الادعاء الصهيوني بافتراض التماهي بين اسرائيل وبين الصهيونية وبين اليهود والصهيونية، ونحن نعود ونؤكد هذا الموقف في المؤتمر الـ25.
هذا هو موقف الحزب الثابت من الصهيونية، وهو مثار اعتزاز في الماضي والحاضر، واكثر المواقف وضوحا في المواجهة مع الصهيونية فكرا وممارسة. فما الذي يرمي اليه التشكيك من على منصة المؤتمر في موقف الحزب من الصهيونية ومحاولة تشويهه؟! ام ان هناك من يلمّح او يفترض وجود تفاوت في مواقف الرفاق اليهود والعرب في هذا الموضوع؟!! ان حزبنا يرفض هذا التلميح، جملة وتفصيلا، ويعتبر ان اصحاب هذا الموقف هم المطالبون بتفسير مواقفهم من الحزب ومواقفه المبدئية. ويرفض الحزب بشكل قاطع هذا الافتراض، كما يرفض حزبنا محاولة الصهيونية افتراض حالة من التماهي بين الايديولوجية الصهيونية وبين الشعب اليهودي في اسرائيل. ان الصهيونية معنية بان تضع جميع اليهود في اسرائيل في سلّتها، واقناعهم ان لا خيار آخر لديهم. ان رفاقنا اليهود اولا، يرفضون هذه الكذبة وتشويه الوعي، ويرفضون ان تتحدّث المؤسسة الصهيونية باسمهم، ويقولون: "ليس باسمنا"، ويعملون على اقناع الجمهور اليهودي العامل ان الصهيونية لا تمثّل مصالحه، بل هي نقيض مصالحه.
ان مفهومنا كشيوعيين عرب ويهود مناهضين للصهيونية، لا ينحصر في تحرر الشعب الفلسطيني من الهيمنة الصهيونية، بل يقتضي تحرير الشعب اليهودي من هيمنتها ايضا، ليس في اطار "نظام حكم عربي" او "صهيوني " قومجي، او "أصولي" كهذا او ذاك، وانما في اطار نظام اشتراكي. ان لدينا ما نعتزّ به ونفتخر في النضال المشترك العربي- اليهودي العادل، من اجل السلام وفي مناهضة الصهيونية.
لقد استمعنا الى اقتباسات كثيرة من لينين خلال النقاش، واحيانا لتبرير مواقف غير لينينية بالضرورة. وانا سأكتفي باقتباس واحد من لينين : "ليس صحيحا دائما، ان من يكثر من اقتباس ماركس، يكون ماركسيا!".
استمعت الى نقاش احد الرفاق يسأل- اذا كانت اسرائيل قامت في اطار حق تقرير المصير، فهل هي دولة يهودية في مفهومنا؟!
ان اسرائيل قامت على اساس قرار التقسيم في 29.11.1947، في اطار قرار مجلس الامن الدولي باقامة دولتين في فلسطين، عربية ويهودية. وبقيام اسرائيل تحقق حق تقرير المصير للشعب اليهودي في اسرائيل، وعلى رقعة اكبر من الرقعة التي قررها قرار التقسيم. وبقي المطلب باقامة الدولة الفلسطينية وتجسيد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني دون اجابة. ان شرعية دولة اسرائيل لن تكتمل الا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ومع علمنا ان حدود الرابع من حزيران ليست هي لبّ الصراع، ولكنها فرصة الحل. وبقيام دولة اسرائيل أصبح النضال اكثر الحاحًا على دمقراطيتها، تحسبا من يهوديتها. ان الحركة الصهيونية، في بعدها الايديولوجي واذرعها السياسية والعسكرية، استحوذت على حق تقرير المصير للشعب اليهودي في فلسطين، وعملت على فرض تماهٍ بين الصهيونية وبين هذا الحق. وهي في الوقت نفسه احتجزت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. واصبح اليوم واضحا أن تحرير حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني من القبضة الصهيونية يشكل اساسا لتحرير مصير الشعب اليهودي من القبضة الايديولوجية الصهيونية.
*الأمين العام للحزب الشيوعي الاسرائيلي
#عصام_مخول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدّدنا خيارنا ان نخرج من المؤتمر ال - 25 بحزب شيوعي قوي واكث
...
-
معركتنا الطبقية من أجل مجتمع بشري خال من الاستغلال، لا تعارض
...
-
مشروعنا السياسي والاجتماع والفكري في بعده الطبقي والاممي وال
...
-
يوم الارض كان يوما لعزل سياسة تهويد الارض العربية والتمييز ا
...
-
الموقف يتطلب أن يفهم حكام إسرائيل أن المبادرة السعودية أو ال
...
-
المؤسسة الاسرائيلية - مأزومة وفاسدة ومتورطة، اخلاقيا وسياسيا
...
-
دور نسائي متميز في داخل حزبن - في يوم المرأة... تحية حمراء!
-
موقف عدواني فظ زئيف.. زئيف والذئب -شيف-!
-
أداء الحزب الشيوعي ومواقفه في المسألة القومية عصيّة على التش
...
-
نحن ندعو الى التحزب للثقافة القومية الوطنية مواقف الحزب الشي
...
-
جدلية المعركة على السلام والمساواة والدمقراطية العميقة!
-
أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع
...
-
أطروحات الحزب الشيوعي في المسألة القومية – حالة الجماهير الع
...
-
من العبث تحميل الفلسطينيين مسؤولية ضمان يهودية دولة اسرائيل!
-
فشل استراتيجية بوش- يجعله اكثر خطرا
-
حزبنا الاممي اليهودي العربي يشكل موضوعيا الجواب والامل والمس
...
-
غيوم الخريف- وخريف الرئيس بوش!
-
من مجزرة كفر قاسم إلى -تحرك أم الفحم-! دور الحزب الشيوعي في
...
-
التجربة النووية الكورية الشمالية: بين نظرية الأمن الأمريكية
...
-
لا بشائر حقيقية دون وقف العدوان - لإطلاق سراح الشعب الفلسطين
...
المزيد.....
-
مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر
...
-
العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
-
ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط
...
-
متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في
...
-
51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا
...
-
رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء
...
-
لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر
...
-
الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ
...
-
-أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو
...
-
أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب (
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|