أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبد زيد - ظاهرة القراءه ورهانا الوعي















المزيد.....

ظاهرة القراءه ورهانا الوعي


عامر عبد زيد

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مولود الحسن

• من ظاهرة القراءه بوصفها تقدم تصور جديد للهوية القائمة على المغايرة ويعتمد آليات تجاوز القديم والدوغمائيةالتي تركز اساساًعلى ثنائية ضديه حادة هي نظام الأيمان أو العقائد / ونظام من اللاايمان واللاعقائد أي أنها ترتبط بشده وبصراحة بمجموعة من المبادئ العقائدية وترفض بنفس ألشده مجموعة أخرى تعتبرها لاغية لا معنى لها .
• فهي تدخل في دائرة الممنوع التفكير فيه المستحيل التفكير فيه وتتراكم بمرور الزمن والأجيال على هيئة لا مفكر به.
• ان نأخذ بالحداثة في جانب ونهملها في الجوانب الباقية للحياة. لذلك جاءت القراءة للمنتج من الشعر الحداثوي ، وكأنها حالة من التغريب احدثت تلك الهوة الشاسعة ما بين الشاعر المتلقي.
• ان العراق وبالرغم من كل ما مر به هو بودقه العلم الذي أثرى العالم بمفكرين كان لهم الأثر الأكبر في تقدم البشرية والنهوض بها قديماً وحديثاً .

حاورت الوسط مجموعه من المثقفين حول ظاهرة القراءه فكانت تصوراتهم التالية

1. الكتاب وقيم القراءة"الكتاب الفلسفي أنموذجا"د- عامر عبد زيد
»لايمكن إرغام أحد بالقوة أو بالقانون على امتلاك السعادة الأبدية« سبينوزا
لقد توارثنا سلوكيات قيمية في تعاملنا مع الكتاب تلك السلوكيات ذات جذرين :
الأول :- تراثي يحاول تأكيد أن الكتاب ،هو الواسطة الحاملة لمنتج الديني- والدنيوي ،بين لذة الاستمتاع /لذة الانتساب إلى ذلك الإرث والذوبان فيه وفي سلوكياته مكررا قيمه التي يغدو معها الكتاب مقدس .الا انه ايضا يعد ذاكرة ربما اقتضى الأمر أن نقف عند لفظي الذاكرة والذكرى اللذين تعودنا أن نربط بينهما وأن نعلقهما بنمط واحد للزمان هو نمط الماضي. ولا بأس أن نستأنس هنا بإشارة لهايدغر طالما رددها في عديد من محاضراته يؤكد فيها أن في البدء لم يكن لفظ ذاكرة ليعني القدرة على إحياء الذكرى واسترجاع الماضي. إن ذلك اللفظ يحيل إلى النفس بكاملها كاستيعاب باطني دائم لكل ما يخاطب الإحساس بكامله. الذاكرة في أصلها هي الحضرة بالقرب من ... هي أن نظل مشدودين إلى.. لا إلى الماضي وحده، وإنما إلى الحاضر، وكل ما سيأتي. إن ما مضى وما هو حاضر وما سيأتي، كل هذا يلتقي في وحدة الحضرة التي تتخذ كل مرة، طابعا خاصا. في هاته الحضرة إذن لا يجثم علينا الماضي بكل ثقله، وإنما ينفجر اندفاعة نحو المستقبل، أو لنقل إننا لا نحيي الماضي هنا إلا لنبتعد عنه. الحضرة إذن ليست حضورا وامتلاء وإحياء ووصلا واتصالا، وإنما هي كذلك، وربما أساسا، غياب وابتعاد وانفصال.
ثمة جانب أخر يجابي من ظاهرة القراءه بوصفها تقدم تصور جديد للهوية القائمة على المغايرة ويعتمد آليات تجاوز القديم والدوغمائيةالتي تركز اساساًعلى ثنائية ضديه حادة هي نظام الأيمان أو العقائد / ونظام من اللاايمان واللاعقائد أي أنها ترتبط بشده وبصراحة بمجموعة من المبادئ العقائدية وترفض بنفس ألشده مجموعة أخرى تعتبرها لاغية لا معنى لها .ولذلك فهي تدخل في دائرة الممنوع التفكير فيه المستحيل التفكير فيه وتتراكم بمرور الزمن والأجيال على هيئة لا مفكر
الثاني:- غربي تنويري شاع عبر الموجات التحديثية ،والصحف والمجلات والتربية والتعليم وإنتاج نمط جديد من البشر كانت هي الأخرى تنظر إلى الكتاب نظره مقدسة بوصفه قناة العلم والنهضة . فالاحتكاك بالأخر محبوب نظراً لتقدم الأخر العلمي والحضاري مكروه لما تركه الأخر من أثار نلمسها في تخلفنا بسب الاستعمار الااننا في دراستنا لظاهرة التحديث والمشروع النهضوي إمام أمرين :
-أنها ليست وليدة فعالية داخلية أنتجتها الظروف ألداخليه بل هي وليدة فعالية خارجية هيمنت على المنطقة عسكريا وفكريا بإنتاجها المفهوم الحديث للحداثة .
-أنها تنتمي إلى بعد اجتماعي وتاريخي واقتصادي هي وليدة هذا الأمر وهذا جعلنا إمام نظامين اجتماعين وحضاريين :الأول : المتمثل بالحداثة الوافدة من الغرب فهي تقدم حداثة سياسية تقوم على التعاقد الاجتماعي القائم على أساس إن الأفراد المكونين للمجتمع متساوين في الحقوق والواجبات وتظهر الديمقراطية بوصفها نظام يغدو الإطار الدستوري والقانوني للحرية التي هي انفتاح مسئول على الإنسان بالسلوك في إطار الايثارية , وهو الشق الأول منها , أي من الديمقراطية للحرية وللتناوب الإيديولوجي الحر على السلطة والحكم من اجل تغير الواقع والإنسان سلميا استجابة لتحقيق حاجاته المادية والمعنوية وهو الشق الثاني منها . والديمقراطية , بقيمها المتحررة ألمبدعه لتمريرها إياه من قيم العصبية المتزمتة ألمعيقه لكل أبداع

ثالثا:-الفلسفة والكتاب الفلسفي:إما الفلسفة والمنهج النقدي القائم على"الاختلاف" فالفلسفة ومفهوم وموضوع ينتابوهما الغموض والتداخل نظرا إلى أنهما يعنيان أشياء وأفكار جد متداخلة ومتقاطعة بحسب كل منظومة ثقافية ، للفلسفة وظيفة يتم على أساسها ابتداء منهج ورؤيا يستجيبان لتلك الوظيفة .. فمثلا الفلسفة عند اليونان لها وظيفة وتبعا لهذه منهجا ورؤية هي وليدة لذلك الفضاء الاجتماعي والسياسي والانثروبولوجي . وعلى هذا نجد المهتمين هم اغلبهم مؤرخي تواريخ الأفكار قد سقطوا فريسة تصوراتهم عن الفلسفة ، فعندما اسقطوا القداسة على نمط معين من الفلسفة اسقطوا أنفسهم في اللاتاريخية لأنهم لم يدركوا إن الأفكار ماهي إلا وسيلة إنسانية ابتدعها في مواجهة الطبيعة والمجتمع ذاته ، وعلى هذا فهي متغيرة بتغير العصور دون يعني هذا إلغاء القديم كما يفعل العلم مع التاريخ ، بل نحن ندرس أفكار أفلاطون مثلما ندرس ابن سينا وجون لوك والالوسي وعلي حرب وعابد الجابري ومحمد باقر الصدر ومدني صالح وغيرهم . لكل منهم إشكالية فكرية ذات إبعاد اجتماعية وسياسية لا يمكن إدراكها إلا داخل الأفق التاريخي لعصره وتحدياته ، وممكن إن تكون هناك قراءات وتأويلات وكشف لجوانب لا مفكر بها بحسب المنهج ومنها تغدو ممكنة في ضوء التقدم اليوم في ضوء تطور بحوث السيمياء وغيرها . فالفلسفة بهذا لا تعني الجمود بقدر ما تعني الصيرورة الدائمة للفكر في مواجهة تحديات عصره لتحقيق التحديث والتأويل الذي يجب إن لا يكون أحادي يسقط حاجات القارىء على المقروء دون الأخذ بنظر الاعتبار للمقروء بوصفه نص داخل التاريخ.


2. القراءة ورهانات التحديث : (القراءة الشعرية انموذجا) الشاعر : عباس مزهر السلامي

كثيراً من الجدل يدور ليس بين أوساط النقاد والدراسين للاداب الحديثة بصورة عامة وللشعر خاصة ،بل بين أوساط عامة الناس ، حول قصيدة النثر او (القصيدة الاجد) كما وصفها الشاعر عبد العزيز المقالح. ما هذا الشعر؟ وما الجدوى من كتابته؟؟ ومن هو جمهوره؟؟
وللاجابة عن تلك التساؤلات لابد من الرجوع لمصطلحين اساسيين هما مصطلح الحداثة ومصطلح التنوير(ولو ان الربط بينهما والاسئلة تلك التي وردت ) سيجعلني بعيدا عما اريد ايصاله في هذه القراءة البسيطة عن المنتج الشعري الحديث . ويرى النقاد والباحثون هما مصطلحان مترادفان (اي الحداثة والتنوير) يشيران الى مفهوم واحد الا وهو التغيير نحو كل ماهو جديد وغير تقليدي . في كل جانب من جوانب الحياة . وبالتأكيد فأن فكرة المصطلحين هي غربيه صرفه ، ولذلك لم نأخذ بها نحن بتلك الصورة التي اخذ بها الغرب وعمل بها ببساطة شديدة فالغرب اخذ بها لانها من نتاجه هو ونتاج ثقافته التي جاءت متدرجة وعلى كافة الصعد.
اذن كيف لنا ان نأخذ بالحداثة في جانب ونهملها في الجوانب الباقية للحياة. لذلك جاءت القراءة للمنتج من الشعر الحداثوي ، وكأنها حالة من التغريب احدثت تلك الهوة الشاسعة ما بين الشاعر المتلقي ، فالاول الذي يكتب بلغة جديدة – ادت الى تغريب المتلقي واصبح الحال كأن الشاعر في واد والمتلقي في الوادي الاخر...
لقد تداخلت في المنتج من الشعر الحديث امور كثيرة اضفت عليه الغرائبية والالتباس ووصل الحد الى عدم الفهم والتقبل وذلك ناتج باعتقادي.
الى اسباب كثيرة اهمها:
1. لم يستطع الشاعر التخلص من الاتهام القائل في انه لكي يتخلص من فكرة الالتصاق بالماضي . يلجأ للحداثة في الكتابة التي لم يتمكن من ادواتها بعد ولربما قفز اليها مباشرة لذا نراه ضائعا لا شكل له ما بين الماضي (الصارم بقيوده المعروفة وبين الحداثة التي اعتقدها او ظن ذلك بأنها انفلات او تحرر عن كل ما هو تقليدي كلاسيكي..
2. ان الثقافة العربية هي ثقافة (اتباع وليست ثقافة ابداع) والكلام هنا للشاعر اودونيس ، ولو ان في هذا الحكم الكثير من التجني على الثقافة العربية . الا اني اجد ذلك الحكم جليا في اغلب التجارب الشعرية الجديدة. وهذا لا ينفي في ان هناك منتوجا ابداعيا ولو انه لا يتناسب مع ما منجز او مطبوع الان الا اني اراه يبشر بالوعد لاصوات جديدة تبني بيتنا الشعري الجديد.
3. حالة الاحباط والانكسارات والهزائم التي لازمتنا ولدت كلها مجتمعة حالة من عدم الثقة بالذات التي تغربت وانتُهكت وهمشت مما اضطرها ان تحاكي تجارب الاخرين تستنسخ منها وكذلك حالة القمع جعلت من
تلك الذات المهشمه التي تتغنى في ضيقها وحالات انكسارها بالاناشيد الحماسية علّها ترمم بعض ما تهدم ، لذلك تولدت تلك القطيعة ما بين المنجز الجديد (الحداثوي) والمتلقي الذي هو اصلا غريب تائه عن نفسه في زحمة الحياة ومتناقضاتها..
قد تكون تلك الملامح للقراءة الشعرية جعلت منها قراءة نخبوية الاانها تبقى ضرورة في ممارسة القارئ والشاعر رهان الحوار والتشكل الثقافي والمعرفي لتجاوز ولو بعض ما يعتري عالمنا العربي من ازمة ثقافية وبدون ان نحمل ماضينا تلك التبعات التي تصدنا عن متابعة الحركة بأتجاه الحداثة والمستقبل ذلك التحميل الذي اشار اليه الجابري والذي اعتبره هو السبب فيما نحن فيه من تلك الازمات ليست الثقافية منها بل كل ما نواجه من مصاعب فالماضي لا يشكل عبئاً علينا فيما اذا امتلكنا ما نحرر فيه انفسنا من قيوده التي تقف حائلا دون التغيير وبدون كسر تلك الحلقات المضيئة التي تربطنا بالماضي اذ بقاء تلك الحلقات لا يتنافى مع الخطو نحو ما يجعلنا في حالة افضل دون ان نسقط علينا تجارب الاخر الذي تقدم علينا بل نأخذ منها ما يتوائم مع واقعنا ونرمي دون تهميش او تحقير ذلك الذي يتعارض مع ما نحمله من منظومة قيمية وأخلاقية علّنا نمسك باليقظة من سباتنا الذي طال امده .
3-العزوف عن اقتناء الكتب ....... لماذا ؟
الباحثه الاجتماعيه: زينب المعموري

لا يخفى على الكثير انه يمكنك ان تسافر الى اعجب بلاد العالم والى اجمل بقاع الارض ويمكنك ان تزور وتتجول في جزر لم يطأها قدم بشر ويمكنك ان تعرف أخبار الماضين وترى اجمل فتيات الدنيا وتعلم ما لا يعلمه احد وتتعلم العلوم ما يجعلك نابغة وتتتلمذ على أيدي اساتذه ومفكرين وعباقرة كان الكثيرون يحلمون بمجالسهم يوماً ومشاطرتهم أطراف الحديث كل ذلك تحصل عليه وانت جالس في مكانك لا تتحرك و تسافر ولا تاتي ولا تعود كل ذلك وانت جالس بين أصدقاء لك لم ولن يملوك يوماً ويمكنهم أخبارك كل ما يدور في الدنيا دون ان يتملموا انهم أصدقاء ليسوا من لحم ودم بل من جلد وورق انها كتبٌ نذرتْ من قبل أصحابها لخدمة البشرية كتب كان لها الفضل كله في ان حصل اناس على اعلى الشهادات وتميزوا بين الناس واشير إليهم بالبنان وارتقوا حتى وصلوا مناصب عدة ولكن وبالرغم من كل هذه المميزات التي تحملها الكتب والفوائد التي تعطيها تجد عزوفاً غير طبيعي عن شراء الكتاب ذلك الصديق الصدوق الذي يعطي بسخاء كل ما لديه يعطي المعلومة والنصح والإرشاد والتقنية التي لا تزول وبالمقابل نجد الناس يبخلوا بشرائه بما هو زائل فما سمعنا يوماً بأن المال بقي عند أحدهم هو ذاته انه يتداول في جيوب الناس ولا يمكنه البقاء في مكان واحد او عند شخص ما فالمال اذاً ضيف خفيف الظل سريع الرحيل تارك مقامه عندك ذاهباً الى غيرك فلماذا اذاً يبخل الناس على الكتب بالمال .
وهنا يقول جبران خليل جبران " العجب كل العجب من أناس تعطيهم ما في قلبك ويبخلون ان يعطوك ما في جيوبهم " .
وهنا يأتي السؤال " لماذا وكيف ولصالح من هذا الذي يحدث ؟ " وتأتي الإجابة سريعة فلو تأملنا في العشرين سنة الماضية وما مرت بها من احداث نجد ان الانسان العراقي تحديداً له كل الحق في تأخره وتركه الكتب والرغبه في المعرفة حيث ان الدوامة التي وضع فيها بغير رغبه ولا ارادة تجعله لا يعزف فقط عن شراء الكتب فحسب وانما عرف عن اقتناء أساسيات وضروريات فرض عليه الوضع الاستثنائي التخلي عنها فالحروب طاحونه الرجال ومشكلة النساء وميتمت الأطفال في وضعٍ كهذا من بربك يرغب بشراء كتاب .
ثم الحصار ذلك الكابوس الذي عايشه العراقيين مجبرين لا مخيرين ففي مسأله تحمل الحصار "مجبر اخاك لا بطل " عاش العراقيون الحصار ولم يتعايشوا في ايامه كان كل شيء صعب المنال كل المتاحات غالية الثمن كل ما يمكن ان يحصل عليه الإنسان يجب ان يرفع ثمنه أضعافاً مضاعفه وبيع ذهب السيدات في تلك الأيام اردفه اثاث المنازل ثم كل عزيز وغال من المقتنيات حيث تحول كل شيء الى غداء الى قوت عوائل ما اعتادت على مثل هذا ولم يدر في الخلد يوماً انها سوف تمر بما تمر به اليوم لم يعتادوا على مثل هذا الوضع الذي وجدوا انفسهم فيه حيث لا حول ولا قوة هذا جانب والجانب الاخر الحصار الثقافي منع أي معلومة خارجية او بحث من الخارج باختصار منع استيراد الثقافة من الخارج ففي اطار الحصار الثقافي فحدث ولا حرج أضف الى ذلك الكتابة المشروطة بمدح فلان وذلك فلان وتجنب زيد والتطرق لعمر.
ان كل هذه الأسباب جعلت الانسان العراقي يعلن عن رفضه الخوض بما لا تحمد عقباه , ولكن هل يبقى الوضع كما هو عليه هل يحمد الكفر وتقتل الأفكار ان العراق وبالرغم من كل ما مر به هو بودقه العلم الذي أثرى العالم بمفكرين كان لهم الأثر الأكبر في تقدم البشرية والنهوض بها قديماً وحديثاً .
الانسان بين عزوفين
كامل حسن الدليمي

اذا كان العزوف عن تناول الطعام يفضي الى الموت العضوي، فان العزوف عن القراءة يؤدي الى الموت الروحي، وما من مجتمع عزف عن المطالعة، والدرس، والقراءة ، والبحث الا وتجده قد حث الخطى الى الانهيار والضياع، وبالضرورة فان المجتمع القاريء مجتمع حي وذو فاعلية في مجمل متغيرات الحياة لانه يسعى الى توظيف الطبيعة وتسخيرها وفق اسس علمية لخدمة الانسان ،وتلعب السلطات السياسية الدور الفاعل في توجيه المجتمع بكونه مجتمعا قارئا مفتوحا على تجارب الاخرين متعاطيا مع ماينفعه منها ،وبين ان يكون مجتمعا استهلاكيا تملى عليه الافكار والتجارب والنظريات من الخارج دون ان يكون له دور في تفكيك تلك التجارب ونقدها بما يؤمن فاعليتها على اقل تقدير ، وبالتالي فأن السلطة الساسية قادرة على النهوض بالفكر الجمعي للمجتمع وتطوره وهي ايضا القادرة على تجهيله وتعميته الامر الذي يجعل من ابناءه ليس سوى الات جامدة ينحسر دورها على تادية الواجبات المناطة بها وفق سياسة (السلطة) دون الخروج عن الاطر التي رسمتها لها ، وهذا مانجده في سلطات مايسمى بدول العالم الثالث التي يجبر العقول المعطاء الى الهجرة الى بلدان اكثر حرية وانفتاحا لتعطي الذي لايمكن اعطاءه في مجتمعها الام، وذا كانت القراءة قد شكلت خط الشروع لكل المجتمعات المتحضرة فانها اليوم تعاني في ظل سلطات مستبدة في عالمنا العربي من التدهور والتخلف والعودة الى ماقبل القراءة ذلك مانجده من ثقافات وضعت الانسان موضع الشبهات وكرست مساعيها لتحديد حراكه بخطابات سياسية منحرفة او دينية جتمدة حدّ الموت وبالتالى قتلت روح الابداع والتجديد في النفس العربية التواقة للانعتاق والحرية ومحاكات ثقافات قطعت اشواطا بعيدة في اخضاع الطبيعة للانسان ، ان العزوف عن القراءة وباء خطير يهدد العالم العربي على وجه الخصوص بالتخلف بعيدا عن القافلة العالمية التي وجهت سلطاتها العقول الى الفكر البناء والبحث المتواصل خدمة للانسان الذي يشكل مادة الحياة الاساسية ، ولو اريد لاي مجتمع الرقي والنهوض والثورة على الواقع فلابد من فتح بوابات الفكر على مصارعها واشاعة روح البحث والتقصي بين ابناءه وفق ضوابط تتناسب ولاتتقاطع مع موروثات وتقاليد ذلك المجتمع ، والابتعاد عن الاقصاء المتعمد لكل ماهو جديد بحجة انه يتقاطع مع الموروث على سبيل المثال لاالحصر ناهيك عن الخطابات التي قللت من شأن المفكرين واقصتهم لمايشكلون من خطر على السلطات السياسية او الدينية القائمة وتهدد وضعها السلطوي القائم على اخضاع القوى البشرية والاقتصادية لها على مر العصور اعطني حرية فكرية ساقرا واعطيك بالتالي فكرا خلاقا يرقى بالواقع ويواكب القفزات المتسارعة لمجتمعات اثرت ان تكون على الدوام حية وبالتالي فهي التي بمقدورها قيادة العالم.



#عامر_عبد_زيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد وروح التعايش والأمل
- الكتاب وقيم القراءة
- :الديمقراطية والإطار ألمفهومي
- في أنماط الاتصال بين الإسلام والغرب المسيحي
- الشعور العربية بين نفوذ الاخر واستبداد الذات
- أسلمة الخطاب عند محمد باقر الصدر
- إشكالية النفس والمعرفة في الفكر اليوناني
- جماليات المكان
- محور في الحداثة والمشروع النهضوي
- الحداثة المرجوة
- ما بعد الحداثة
- تنزع الفلسفة كل ماهو لا معقول وتحيله الى كائن تاريخي عقلاني ...
- نقد بنية الذهنية العراقية - عند علي الوردي-
- الطوفان بوصفه حدثاً
- فرويد والقراءة الطباقيه
- منهج التأويل الرمزي
- جماليات المكان في نص -مكابدات زهرة اليقطين
- المتخيل السياسي في العراق القديم
- الخطاب السياسي وراغامات الوعي
- المثقف ورهان الاختلاف


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تجتاح المنازل وتقتل العشرات في جنوب الصين
- -ظلال السافانا-..لقطات عجيبة للحياة البرية من قلب إفريقيا
- ??مباشر: غالانت في واشنطن ومخاوف متزايدة من صراع أوسع بين حز ...
- مصدر مصري: القاهرة تجدد شرطها بشأن إعادة تشغيل معبر رفح لدخو ...
- سودانيون يروون تفاصيل رحلة الهروب غير الشرعية إلى مصر
- مستشار ترامب السابق يدعو إلى تشديد العقوبات على روسيا دعما ل ...
- روسيا.. ابتكار -أنبوب هوائي- يحاكي ظروف الانفجارات والحرائق ...
- روسيا تختبر درونات -بيرون- المجهزة بصواريخ مضادة للدبابات (ف ...
- لأول مرة.. الحكومة ترد على أزمة قطع الأشجار وتوجه اتهاما
- ارتفاع قتلى هجمات القوقاز إلى 15 شرطيا و4 مدنيين بينهم كاهن ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبد زيد - ظاهرة القراءه ورهانا الوعي