أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - رأس الحكمة ورأس الحية















المزيد.....

رأس الحكمة ورأس الحية


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذان الاثنان متناقضان تماما الأول أقصى اليمين والثاني أقصى اليسار , الأول مبتغاة قمة الصلاح والثاني مبتغاة قمة أعمال الشيطان.
وجميع البشر يتأرجحون ما بين الاثنين , على حسب قامتهم الروحية.
رأس الحكمـــة :
وحيث أن الحكمة في مفهومها ومعناها واسعة جدا بحيث لا يمكن للفرد بتفكيره أن يصل إلى تأمل من شأنه تحديد الحكمة في مقولة أو حتى في كتاب , حيث أن الحكمة غير محدودة الإدراك البشري.
ومع هذا فهناك ما يقرب مفهوم الحكمة , فهي تعني :
التصرف المناسب للحدث , والكلمة المناسبة للحديث , النصيحة المناسبة لطالب المشورة , العلم والفطنة المتوقعة بناء على مجريات الأمور , اقتناء العدالة والمحبة والسلام والوداعة , والجد في العمل ,البعد عن المجد الباطل , الحكمة تعطي ولا تأخذ , لا تطلب ما لنفسها بل تطلب ما هو صالح للآخرين والمجتمع, وكل ما يصل إليه تفكيرك من أعمال الصلاح والبر فهو من الحكمة .
ولكن هناك نوعان من الحكمة في مفهوم البشر , يختلط لمقتنيها أيهما يقتني .
فهناك حكمة روحانية سماوية يمكن أن تكون هبة من الله للذين يتقونه , أي هي موهبة من مواهب الروح .
وهناك أيضا حكمة أرضية شيطانية هدفها الوصول لأكبر قدر من ضلال جنس البشر بالمخادعة , وفي الحقيقة كثيرون يبتغون هذه الأرضية وبدون إفراز يفكرون أنهم يقتنون الحكمة , لهذا وضع لنا الكتاب الخطوط العريضة للفرق بين الحكمتين كما أوضحه يعقوب الرسول في رسالته :
" من هو حكيم و عالم بينكم فلير اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. ولكن ان كان لكم غيرة مرة و تحزب في قلوبكم فلا تفتخروا و تكذبوا على الحق.
ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي ارضية نفسانية شيطانية, لانه حيث الغيرة و التحزب هناك التشويش و كل امر رديء.
و اما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة و اثمارا صالحة عديمة الريب و الرياء, و ثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام"(يع3: 13ـ18)
ومن هذا المنطلق نريد أن نوضح أن الحكمة الأرضية شيطانية تعمل مع الشيطان الحية القديمة , لأنها تحمل كل الخبث والرياء , والكره والقتل وسفك دماء ما حرم الله قتله , حيث أنها الغيرة والتحزب , وكل ما يقهر البشر .
من هذا أيضا يمكننا أن نعرف أن غاية الحكمة مخافة الله ,أو رأس الحكمة مخافة الله كما أوضح لنا الكتاب في سفر المزامير:
راس الحكمة مخافة الرب فطنة جيدة لكل عامليها تسبيحه قائم الى الابد (مز 111 : 10)
وهذه المخافة أو هذه الحكمة السماوية لا تعطى إلا من خلال الإيمان بالله واهب الحكمة, أي أنها موجودة في كل واحد منا بالميلاد ولكن مفعولها لا يظهر إلا باقتناء الإيمان الكامل والسليم بالله , كما أوضح الكتاب على فم ابن سيراخ بقوله:
راس الحكمة مخافة الله انها تولدت في الرحم مع المؤمنين و جعلت عشها بين الناس مدى الدهر و ستسلم نفسها الى ذريتهم (سيراخ 1 : 16)
لهذا ليس من الصعب أن يعرف الإنسان الحكمة وهل هو يقتنيها من عدمه , فإذا تأمل الشخص في أعماله , وأقوله , وتصرفاته إذ هي مخافة الله فإنه بهذا يقتني الحكمة.
فمخافة الله يبعدنا عن ما هو شر , وتجعلنا نبتغي الحياة الأبدية والبعد عن الخطية بكافة أنواعها.
مخافة الله تجعلنا نهاب أي عمل من شأنه قهر البشر وأسرهم .
مخافة الله تجعلنا نحترم الإنسان الذي هو خليقة الله ولا ننتهك أي حق من حقوقه
مخافة الله تجعلنا نقتني صفات الله والتي أعظمها المحبة .
مخافة الله تجعلنا نعمل جادين بأن لا نكون خطر على أخوتنا , بل تجعلنا نتوقع مكمن الخطر ونحذر منه بل نعمل على إبطال هذا الخطر على قدر طاقة كل منا.
مخافة الله تبعد الغيرة والحسد والتي من شأنها إفساد المجتمع , وتجعل العثرات في طريق الآخرين.
كثير وكثير من الأعمال والممارسات نؤديها بمخافة الله , والبعد كل البعد عن أي شيء نحس أنه يغضب الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأس الحيـــة:
الحية هي مجرد حيوان مخلوق بواسطة الله , ومع أنها كانت أجمل وأحيل حيوانات البرية كانت محببة لقلب حواء وكانت تأنس لها , لهذا لما وضع الشيطان في قلبه غواية البشر في شخص أبوينا الأولين , دخل في هذا الكائن وتكلم على لسانه مع حواء , من هنا أصبحت الحية ترمز للشيطان , وعرف الشيطان بأنه الحية القديمة كما جاء في سفر الرؤيا:
فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو ابليس و الشيطان و قيده الف سنة (رؤ 20 : 2)
وكما أن رأس الحية يحمل سمها , ويحمل أدوات دفع هذا السم لقتل البشر , فهو رمز لقمة الشر وقمة القهر لأبناء البشر , فهي تحمل العداوة القديمة بين الشيطان وأبناء الله , هذه العداوة والتي بدأت بغواية البشر ووقوعهم في الخطية, وهذا ما أوقعه الله عليها وعلى الإنسان الخاطي في شخص أدم الأول من عقوبات من جراء دخول الخطية للبشر كما قال في سفر التكوين:
فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك(تك3: 14)
و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه(تك3: 15)
من هنا نجد أن الشيطان يتعقب الإنسان لسحقه بكل ما عنده من قوة والتي تكمن في رأس الحية, فهو يجند ممن يقتنون حكمته الشيطانية والتي هي رأس الحية لإفساد حياة أبناء الله .
فهو يحمل في طياته كل الغيرة والحسد , والتي هي سم يقاتل به أبناء البشر , ولا يكف عن مقاتلتهم مهما تكبد من خسائر أو هزائم على أيدي أبناء الحق .
فكما أنه يسحق العقب لمن هم سلموا أنفسهم فريسة لرأس الحية ,, فإن أبناء الله يتمكنون من سحق رأسه ,, بقوة الله المعطي النصرة وبدون حرب ,, برأس الحكمة والتي هي مخافة الله.
ربما يخال لشخص أنه ينفذ أمور من شأنها قهر البشرية , وقتل وحرق وسلب ونهب , وعدم محبة ورياء , وعداوة , وحقد وحسد , ويقول في داخله أني أنفذ ذلك غيرة على بيوت الله أو دفاعا عن دين الله ,أو أنه يضع نفسه مكان الله ليحكم وينفذ حكمه فمن حرم الله قتلهم ,,فهو في كل هذا لا يقتني غير رأس الحية ,, ولا يخاف الله بل يخاف الشيطان ويعمل على مراضاته .
لهذا يدعونا معلمنا بولس الرسول بأن نفحص أنفسنا لألا نكون مخدوعين فيما نقتني ,, أنقتني حكمة الله ,, أم نقتني خداع الشيطان ,, بقوله :
و لكنني اخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح (2كو 11 : 3)

لنترك عنا الحسد والغيرة وكل ما يفسد أنفسنا , لألا نتفكر في أنفسنا أننا نرضي الله, وفي الحقيقة تجدنا نرضي الشيطان , ونبتغي مسالمته , ونخاف منه ,,
ليرجع كل واحد منا لبساطة الإيمان بالمسيح ,
فنسحق رأس الحية بأقدامنا....



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن مسيحيين ولسنا حزباً سياسياً
- المحرض على القتل! قاتل!
- ما الذي يخفيه المجهول؟!
- من يمسك يد بابا ؟
- أخيرا أعلنتم :لا يحل لك!!!!
- كليات الحقوق,, ثم ماذا؟
- أبو رجل مسلوخة
- بأصلي!!! وسأظل أصلي!!!
- مصريون ضد التميز
- القضاة يقلبون الميزان
- رسالة لكل متشدد إسلامي
- يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!
- كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!
- لماذا هذا الإتلاف؟
- كان كمازح في أعينهم
- انتحار عقرب
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان
- الكمال الذي نبتغيه
- لعبة التعمية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - رأس الحكمة ورأس الحية