أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الحسيني - طوق امني على سامراء














المزيد.....

طوق امني على سامراء


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فرضت القوات العراقية والامريكية طوقاً أمنياً مشدداً حول مدينة سامراء الجريحة والتي تعرضت هذا اليوم الى التفجير الارهابي الثاني لمرقد الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي ( ع ) وخلال ستة عشر شهرا . وكان التفجير الاول قد استهدف قبة الامامين الذهبية والتي يعود تاريخ بناءها الى مئات السنين ، وهذا اليوم تم تفجير المنارتين الذهبيتين لهذه القبة والصرح الديني والتاريخي الشامخ على مّر القرون ..

كان وقع الخبر على المواطن العراقي كالكارثة ، فيما سارعت الحكومة العراقية المتمثلة برئيس الوزراء نوري المالكي لفرض حضر التجوال داخل العاصمة العراقية بغداد خوفاً من ردات الفعل الشيعية ، وطوقت القوات الامريكية مدينة الثورة بطريقة محكمة ، وناشدت العديد من الشخصيات الدينية والسياسية من سنة وشيعة لدرء نار الفتنة التي يحاول الارهابيون اشعالها مرة اخرى من خلال ضرب هذا الصرح الديني المقدس لدى الشيعة في العالم ، ولعل الفتاوى التي انطلقت من السعودية على لسان بعض الدجالين والافاقين الذين يدعون الدين ، بضرب وتهديم المراقد الخاصة بالائمة !

لقد قامت الحكومة العراقية هذا اليوم بتأمين الطريق من بغداد الى سامراء كلياً ، فيما وصل رئيس الوزراء المالكي الى سامراء عصر اليوم متفقداً الضريح الشريف والدمار الذي لحق به ، وقد تسلمت قوة امنية جديدة حماية القبة المهدمة والمنارتين اللتين تهدمتا هذا اليوم ! وزج بالحراس الذين كانوا يحرسون المكان في السجون والتحقيق معهم مستمر الان !!

وحسناً فعل مقتدى الصدر عندما اصدر بياناً لوقف اعمال العنف التي كانت وشيكة هذا اليوم ، فالاخبار القادمة من بغداد بعد التفجير الاجرامي كان جيش المهدي يتهىء لخوض معركة كبرى كتلك التي خاضها بعد التفجير الاول لتهديم المساجد وقتل السنة والابرياء في اماكن كثيرة من مناطق العاصمة الامر الذي جعل اعمال العنف تنتشر بطريقة جنونية ، ففي بيان مقتدى هذا اليوم القى الصدريون اسلحتهم وامتثلوا لزعيمهم ، هذا بالاضافة الى المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني الذي اصدر فتواه فورا لايقاف العنف وعدم الخروج عن النظام والقانون بعد التفجير الثاني ، ..

وثمة من السياسيين والكتاب والادباء الذي صرحوا بذلك وان كانوا لم يتربعوا على كراسي السلطة في العراق ، كل هذه الامور من شأنها ان توقف نار الفتنة وان تجنب العراقيين المزيد من الدماء والارواح البريئة التي لم تقترف ذنباً !!

لكن بالمقابل لم نشاهد وزيراً واحدا من حكومة المالكي قد ظهر على شاشات التلفزة ، على الاقل يقوم بواجبه الاخلاقي تجاه هذا العمل الاجرامي الخطير الذي استهدف السنة قبل الشيعة في العراق من قبل ثلة من الارهابيين اقل ما يقال عنهم ( جبناء ) ، والجبان هنا ليس المقصود به مَنْ لم يقاتل او يهاب القتال ؟ لا انما الجبان هنا تحديداً هو من يبيع عرضه وشرفه وقيمه واخلاقه واتسه بابخس الاثمان ، ومن فعل هذه الفعلة فهو جبان من هذا النوع اوهذا الصنف المشين الى ابعد الحدود ، وبتعبير اخر انه القواد والسافل والمنحط والرذيل والدوني ، المنبوذ من قبل القبيلة !!!

ولعل زيارة رئيس الوزراء المالكي عصر اليوم للمدينة المنكوبة هي محاولة شجاعة للوقوف على اسباب الحادث والتحقيق به ، ولكن بمجرد ان يعود المالكي الى المنطقة الخضراء تكون الامور قد طويت وسيقيد التحقيق ضد مجهول ! وكان بيان المالكي عبر قناة العراقية الحكومية بعد التفجير والذي نوه فيه على ان الحكومة العراقية ستباشر بعد يومين ببناء المرقد الشريف الذي دمر العام الماضي ، لا اعرف من اين اتى المالكي بهذه البدعه اي بدعة البناء ، قد يكون جاء تصريحه هذا بعد ان اعلن مقتدى الصدر انسحابه من البرلمان العراقي ما لم يتم بناء الضريح في سامراء !!

وعيد وتهديد وتصريحات فاشوشية من هنا وهناك في اروقة الدولة العراقية الهزيلة ، تتوعد الارهاب وجيوبه والبعثيين والتكفيريين وكل من له مصلحة بهذه العملية الاجرامية من دول اقليمية وغير اقليمية ، ولكن فقط عبر الاذاعات والفضائيات لا اكثر ولسوف تركن الجريمة وملابساتها ضمن الجرائم الكثيرة التي فتحت الحكومة العراقية ملفات تحقيقية بشأنها وشكلت لجان طويلة عريضة للتحقيق بتلك الجرائم خلال سنوات الاحتلال والعنف والدمار والارهاب والخراب الذي لحق بالعراق ارضاً وشعباً !!!

ان الطوق الامني المضروب على سر من رآى سيتحلحل يوماً بعد اخر بسبب انشغال الحكومة والبرلمانيين بامورهم الشخصية وهؤلاء لا يهمهم مصلحة البلد اطلاقاً فنحن ننفخ بقرب مثقوبة ، من سياسيين فاشلين الى معممين تافهين الى محجبات احجبن تماماً على قاعة البرلمان العراقي وجعلن هذا البرلمان لا يناقش القضايا المهمة التي تهم الوطن والشعب ! ان العراق مرّ ويمّر بامتحان صعب الى الغاية في ظل التطورات الخطيرة التي جعلت من المواطن العراقي ان يمقت الحكومة الطائفية وان يتندم ندماً كبيراً على انتخابه مثل هكذا اشخاص لا تهمهم مصلحة البلاد !!!

يفترض على رئيس الوزراء ان يقيل جميع الوزراء وبدون استثناء ويقدم شخصيات كفوءة لتلك الوزارات حتى يستطيع العمل ، لكن ماذا يفعل الرئيس المقيد من قبل الامريكان من جهة والقوائم واحزابها من جهة اخرى ، اذا فالعراق في خطر وخطر دائم ما لم تتبدل وزارات الحكومة وبعض الشخصيات التي تعمل لمصالحها الشخصية اولا ولاحزابها ثانيا ً !!

ويبقى السؤال دائما ً متى ننتبه لوطننا وشعبنا في العراق الجريح ، ألم تأتي الساعة لوقف هذا العنف المخجل والدمار والخراب ، قد تكون هذه المحاولة الاجرامية الخبيثة بتفجير المنارتين هي لتوحيد الشعب العراقي بالكامل والعيش جنبا لجنب اخوة واصدقاء واحبة في هذا الوطن الجميل وطن الحضارات العظيم العراق ، انها دعوة ليس الا ، وقد يكون ذلك ...




#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامراء مرة اخرى
- حوار مع الكاتب والمفكر العراقي امير الدراجي
- فيزياء رأس الافعى
- امريكا ، ايران ، والعراق الضحية
- تفجيرات حداثوية
- قليلا من الحياء
- في صباح أليم
- كيمياء المهزلة
- ألج يوم وتفشين يمدكسنة
- فيزياء الشجاعة
- كيمياء اسبوع المدى الثقافي
- فيزياء سفر الحكومة
- كيمياء الجوازات
- سور الاعظمية
- كيمياء المسبحة
- الى كمال سبتي في ذكرى رحيله
- فيزياء شذى حسون
- فيزياء الكروش ومؤتمر القمة
- في الذكرى ال 73 للحزب الشيوعي العراقي
- حلبجة : سلاما على اهلكِ الفقراء


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الحسيني - طوق امني على سامراء