أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - لو تكاشفتم ...ما تدافنتم !














المزيد.....

لو تكاشفتم ...ما تدافنتم !


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" لو تكاشفتم ما تدافنتم " وصفة نفسية قالتها العرب وسبقوا بها علماء النفس بمئات السنين . وتعني : لو أن كل جماعة كشفت ما بها من عيوب للجماعة الأخرى ، لما حصل بين الجماعتين نزاع أو احتراب وضحايا . والسبب واضح ، هو أن الاعتراف بالعيوب أمر جميل يريح النفوس ويبعدها عن العدوان .
وعلّة جماعاتنا السياسية في البرلمان وخارجه ، أن كلّ واحدة منها ترى نفسها منزّهة من كل عيب . وبصراحة قد تستفز البعض ، إن جماعاتنا السياسية ، في اليسار واليمين وما بينهما ، من الأفندية والمعممين ، مصابون بثلاث علل نفسية جعلت من كثيرين منهم كالفرس الحرون . أولها : العصابية . فمن النادر أن تجد بينهم من لا يتصف بالتوتر والانفعال والغضب والعناد والشك بالآخر .. والمعتقدات غير العقلانية !. وثانيهما : الإسقاط . فكل فريق منهم تراه يرحّل عيوبه على الفريق الآخر ، وكلّ يتبارى في سلق الآخر بألسنة غلاظ ، ويتهمه بيقين ثابت بأنه سبب المشكلة .
أما الثالثة فهذه أخطرها . فمن غرائب الأمور أننا جميعا ننفي عن أنفسنا صفة " التعصب " مع أننا رضعناها من عرب الجاهلية ، وشفّرتها في أدمغتنا وبرمجتها في سلوكنا أربعة أنظمة : الأموية والعباسية والعثمانية والبعث ، ومارسناها سرّا وعلانية أكثر من ألف عام! . فعلى الصعيد الاجتماعي – وأترك السياسي لجنابك – هنالك عشائر سنيّة لا تعطي امرأة لشيعي ، وعشائر شيعية لا تعطي امرأة لسنّي . وعشائر عربية لا تعطي امرأة لكردي ، وعشائر كردية لا تعطي امرأة لعربي . وهنالك عشائر " السادة " – نسبة الى النبي (ص)- لا تعطي امرأة إلا لمن كان " سيدا " . بل أن بينها عشائر تحصر زواج بناتها بأولاد العشيرة نفسها ولا تعطيها حتى لعشيرة سادة... ولو تبور !.
وماذا تقولون عن آلاف حالات الطلاق الأخيرة بين أزواج وزوجات مختلطة بين سنّة وشيعة مضى على زواجهم عشر أو عشرون سنة وخلفّوا أولادا وبنات في المدارس والجامعات !. وحصاد أرواح ثلاثة آلاف من السنّة والشيعة في شهر واحد .كل هذا وما نزال نتعامل مع الكارثة تعامل الزرافة مع العاصفة . وترى المحللين السياسيين في الفضائيات يصفون المجتمع العراقي بأنه " فسيفساء " أي متنوع ومنسجم ، ويجهلون أن القول الجميل في مثل هذه الأمور نصيحة مضرّة . وأن أوتار الانسجام في العلاقات بين الجماعات تتقطع اذا اختل الإيقاع في توازن المصالح وحبل المستقبل بتوقع الشر ، وإذا كان قائد الأوركسترا أجنبيا يأمر العازفين بطاعة إشارة العصا بيده حتى لو كانت نشازا !.
إن " التعصب " من خصائص الطبيعة البشرية ، ولا ضير فيها إن كان لا يؤذي الآخرين ، ولا يحمل نظرة دونية للجماعات الأخرى على أساس الطائفة أو الدين أو العرق . لكن الأزمات حين تشتد فأنها تقدح زناد التعصب بحتمية نفسية . ولا سبيل الى تجنب الكارثة إلا بالاعتراف بعيوبنا ، وأن نكون بروعة عمر بن الخطاب القائل : رحم الله امرؤا أهداني عيوبي !.
تشجعوا وافعلوها يا كبار القوم قبل أن تصغروا أكثر بعيون أهلكم !.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتحار...أسبابه ... ومشاهير انتحروا
- الانتحار...حوادثه وأساطير عنه وحقائق..-القسم الأول -
- اللهّم عجّرم نساءنا !
- اضطرابات التفكير
- أحول عقل !
- وعلى الحب ...السلام !
- في سيكولوجية الشيخوخة
- فنتازيا
- مذيعون ولكن ....مصيبة !
- ثقافتنا الجنسية
- الأوهام
- الشهيد قاسم حسين صالح!
- مزاجنا... ومزاجهم
- شيزوفرينيا العقل العربي
- بارنويا
- في مكتبي .. إرهابي !
- العنف.. والشخصية العراقية
- دماغ العراقي
- اسلامفوبيا
- ما للمجلس العراقي للثقافة وما عليه


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - لو تكاشفتم ...ما تدافنتم !