أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الكارثة تدق ابواب غزة














المزيد.....

الكارثة تدق ابواب غزة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1947 - 2007 / 6 / 15 - 13:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


تمهلت في الكتابة عن أحداث غزة المأساوية ، حتى استطيع استعادة توازني أمام المجازر التي يرتكبها الجميع ضد الجميع . حقا ما يجري تجاوز الجنون ... شعب في مراحل معقدة من النضال ، ويحتاج الى الالتفاف وراء مطالبه الوطنية ، ويعاني من حصار اسرائيلي ، تمارس فيه اسرائيل وسائل منوعة من الاذلال والتجويع والتدمير والقتل ، وحصار دولي خانق ، فتحت فيه بعض الثغرات بعد اقامة حكومة الوحدة ، وتوقعي أن يعود الآن أشد وأقوى ... وحصار عربي يتميز بالعجز الشامل عن فتح ابواب الأمل ،امام الشعب الفلسطيني ..
كل هذه المعطيات تقود الى منطق بسيط ، زيادة الالتفاف حول المطالب الوطنية ضمن استراتيجية سياسية واحدة ، تضع في راس أولوياتها ، تحقيق الهدف الأسمى للشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة .
هذا جانب ، الجانب الثاني لا يقل أهمية ، وهوصيانة الشرعية الفلسطينية، باعتباره بؤبؤ العين . فقدان الشرعية يعني ببساطة فقدان الحق بوطن قومي . جرت أحاديث كثيرة عن فوضى السلاح ، وعن "جيش " حماس وتسليحه .. ولكن الحقيقة ان حماس لم تستعمل سلاحها الا في مقاومة الاحتلال ، حتى شمت رائحة السلطة . فتوهمت انه حان الوقت لانجاز مشروعها برمته .
لن يتمكن الشعب الفلسطيني من انجاز حلمه الوطني في ظل سيطرة فئوية مسلحة ، لا تتردد في ارتكاب مذابح ضد الآخرين لفرض سيطرة تنظيم فئوي . حتى المعارض لأفكار حماس يواجه خطرا على حياته . ولا أستهجن أن تفرض حماس والمنظمات الأصولية التي تنبت مثل الفطاريش في غزة ، قيودا مستوحاة من دولة الطاليبان . أمس هددت فئة اسلامية بأسم " سيوف الحق الاسلامي في فلسطين " مذيعات التلفزيون الفلسطيني بالذبح ( قطع الأعناق )اذا لم يلتزمن باللباس الاسلامي . حتى ابناء الشعب الفلسطيني سيرفضون دولة طالبان الفلسطينية ، وطنا تقوده فوضى السلاح وتصفية الحسابات بالقتل والحرق والذبح والعقلية الطالبانية . هل ستحولون غزة الى افغانستان الطالبانية ؟!
مثل هذه الدولة لا مكان لها في عالمنا ولن تقوم . الشعب الفلسطيني لا يريد مثل هذه الدولة أيضا... أو على الأقل لن يكون اجماع وطني حولها .
تستطيع حماس أن تنتصر نصرا الهيا على فتح وعلى قوى الأمن الفلسطينية . وتستطيع أن تعلن يوما تاريخيا للاحتفال باول انتصار فلسطيني عظيم في المائة سنة الأخيرة . انتصار مثل هذا سيكون بكاء للأجيال ، بكاء لم يعرفه شعبنا حتى في نكبته . ما يجري الآن أفظع من النكبة بأبعاده ومخاطره . انه انتحار رسمي للحلم الفلسطيني . أو ذبح رسمي للمستقبل الفلسطيني برمته . انه اقرار بنهاية الحلم الوطني الفلسطيني، واستبداله بالحلم الطالباني - الحماسي . من ليس حماس يذبح . هذا تماما ما يجري في غزة . ربما صوت الرصاص الان أكثر ارتفاعا من بكاء الامهات وعويل الأطفال المرعوبين . ونشوة النصر الالهي تجعل الأصابع أكثر خفة بالقتل حسب الهوية أو الانتماء السياسي . الفظائع التي ترتكب في غزة ستبقى وصمة عار لا غفران لها ولا نسيان ... ولكن ليس هذا هو المهم .. في السطر الأخير ، الحلم الفلسطيني يقتل اليوم بأيدي فلسطينية ، وبالبث المباشر .
الحصار الاسرائيلي والدولي والعربي ،اذا تحقق النصر الحماسي في غزة سيكون قاتلا . احفظوا ما أقول ، لن يتماثل احد في العالم مع نظام حماس في غزة . النموذج الذي تقدمه حماس في غزة لن يقبله حتى ابناء فلسطين . وقلوبنا ليس على حملة سلاح القتل ، قلوبنا على أطفال وامهات الشعب الفلسطيني ، قلوبنا مع أبناء شعبنا الذين تقتل حماس حلمهم بالخلاص والتحرر واطلاع فجر الدولة الفلسطينية . دولة حماس ليست حلمنا الوطني ، ولن تكون !!
بعد انتصار حماس في الانتخابات الفلسطينية ، رأيت بوضوح أن نصر حماس كارثة للشعب الفلسطيني ، وسجلت ذلك في مقال أثار علي الكثير من النقد ، وأعترف اني لم اتوقع أن تكون كارثة انتصار حماس بالحجم الذي وصلته اليوم ، توقعت حصارا وتضييقا وتجويعا واذلالا وبطشا اسرائيليا دون تدخل دولي لوقفه ، ولكن في اسوأ احلامي لم أتوقع ان انتصار حماس سيقود الى ارتكاب مذابح جماعية . الى تحول حماس من النضال ضد الاحتلال الى قتل ابناء الشعب الفلسطيني ، بحجة عمالتهم لامريكا واسرائيل . تحولتم الى الخصم والحكم . تتهمون عشوائيا وتقتلون بلا ضمير . ربما تتهمون فتح وقوى الأمن الفلسطينية الشرعية بالعمالة للشياطين والجن أيضا ؟!
لا ابرئ ساحة التنظيمات الأخرى وعلى رأسها تنظيم فتح وفروعة المسلحة المختلفة .. ولكن المستهجن أن القيادة السياسية لحماس منخرسة وعاجزة عن وقف التدمير الذاتي للشعب الفلسطيني . . أو انها في موقف العروس ... الصمت علامة الرضا ؟
الآن بات واضحا ، ان أحداث غزة ستعطي التبرير الكامل للسياسات الاسرائيلية ، وستعطي لأسرائيل الضوء الأخضر الدولي لتبطش بحماس وبالفلسطينيين ، دون حساب . تصنيف حماس ضمن منظمات الارهاب بات الآن تصنيفا غير قابل للطعن . وبالضبط في هذه المرحلة الحرجة من المعاناة الدولية من الأرهاب . ان ما قامت به حماس هو ورطة لها أيضا ، سيقود بالتأكيد الى فرض حصار غير مسبوق لتجفيف حماس ، بشكل لم نعهده سابقا . ما يثير الألم بقلوبنا ليس مصير حماس والدائرين في فلكها ، انما مصير ابناء الشعب الفلسطيني في هذه المأساة الجديدة التي تنزلها بهم انتصارات حماس !!
ما يؤلم أكثر أن هزيمة حماس أيضا تقتضي ضريبة دم رهيبة . فهل تنطق العروس قبل فوات الأوان؟!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي الاسرائيلي بعد مؤتمره ال 25
- لننتصر على هتلر - كتاب مثير وغير عادي ، يثير عاصفة في اسرائي ...
- رسالة لأعضاء الحزب الشيوعي الأسرائيلي عشية عقد مؤتمره ال 25
- لبنان سينهض من جديد
- وثيقة حيفا - وثيقة أخرى تضاف للأرشيف
- حديث شائق وممتع عن تاريخ الموسيقى العربية وتطورها
- حرب يخافها الجميع
- الانتحار احتراقا
- كيف نمنع الحرب القادمة
- الرواية التي لم أكتبها
- دور الطليعة الشيوعية النهضوية في ارساء الثقافة العربية الفلس ...
- هل هي حملة تحريض جديدة
- خياران صعبان اسرائيل امام مفرق طرق
- المساواة للمرأة ودمجها بالحياة العامة قاعدتان اساسيان لبناء ...
- تفسخ وشرذمة طائفية أم تعددية حزبية دمقراطية؟
- حول وثيقة التصور المستقبلي للعرب في اسرائيل
- مع الشاعر حسين مهنا في ديوانه - انا هو الشاهد -
- مؤتمر جبهة الناصرة
- حازم يعود هذا المساء ( رواية )
- رؤساء مجالسنا المحلية يصطادون السمك في البحر الميت


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الكارثة تدق ابواب غزة