أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضير الخزرجي - العراق للعراقيين .. شعار حلو يستبطن علقما















المزيد.....


العراق للعراقيين .. شعار حلو يستبطن علقما


نضير الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 592 - 2003 / 9 / 15 - 04:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(العراق للعراقيين) .. شعار حلو يستبطن علقما
/ لندن

من الإيمان ان يحب المرء وطنه , ومن الإيمان ان يدافع المرء عن وطنه , والاستشهاد دونه يساوق الاستشهاد دون الدين والعرض والمال, اذا كان ضياع الوطن يؤدي الى ضياع المسلمات الثلاث التى اهريقت دونها الدماء على مر التاريخ.                                                                     
بيد ان هذا الحب لا ينبغي ان يكون مدعاة لضياع حقوق آخرين او سحق لحريات وحقوق قطاعات من البشرية تعيش في الوطن او حتى الراغبة في العيش فيه  او اللجوء اليه لظروف طوعية او قهرية.
ولا نعدم طبقات من الناس تغالي في الحديث المأثور عن النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم فترفع شعار الوطن لاهله فقط من قبيل (ايران للايرانيين) او (العراق للعراقيين) ظنا منها ان هذا الشعار وامثاله هو مصداق للحديث المأثور, فالاصلاحيون في ايران على سبيل المثال رفعوا شعار (ايران للايرانيين) في محاولة لكسب مزيد من اصوات الايرانيين في الانتخابات البرلمانية وتعزيز موقف الرئيس خاتمي في الانتخابات الرئاسية , وكان من مظاهر هذا الشعار هو العمل بقوانين تمنع العراقي والافغاني اللاجئ في ايران منذ عقدين من الزمن من حق العمل والتملك والزواج.
 واليوم نجد بعض قطاعات العراقيين وكرد فعل على السياسة المناطقية والعنصرية والطائفية للنظام السابق تردد في المحافل العامة شعار (العراق للعراقيين) بصورة توحي بالعفوية وحب الوطن والمواطن ، وتعلن في المحافل الخاصة دون رادع او وجل عن نيتها لتطهير العراق من كل الجنسيات العربية والاسلامية المقيمة واللاجئة في العراق خلافا للأعراف الاسلامية والإنسانية وحتى أخلاق الضيافة.
قد لا يدرك البعض خطورة مثل هذا التوجه الناعم الملمس , ولكن في تجربة ايران مع غير الايرانيين ربما يكون عامل مساعد على الحد من هذا التوجه ، وخاصة عند اولئك الذين تضرروا بصورة مباشرة من هذه السياسة اثناء وجودهم في ايران او وجود من يمت اليهم بعلاقة نسب او سبب او صداقة.
ويحضرني هنا ما شاهدته خلال وجودي في ايران من مشهد طريف , ففي بداية الثورة الاسلامية والحرب العراقية الايرانية لما تقع ، لفت نظري شعار كتب الى جدار مجاور لمكتب حركة نهضة الحرية الايرانية التي كان يتزعمها رئيس وزراء ايران المؤقت الراحل المهندس مهدي بزركان والواقع في شارع مطهري (خيابان مطهرى)  ، اذ كتب على الجدار المطل على شارع مدّرس السريع (بزركراه حسن مدّرس) عبارة لمؤسس الجمهورية الاسلامية السيد روح الله الخميني تقول: (الوطنية خلاف الاسلام), في محاولة للتعريض بحركة نهضة الحرية المتهمة من قبل قادة ايران المحافظين بالوطنية الزائدة عن الحد وبالعنصرية المتناقضة مع الاسلام.
ولكن حركة نهضة الحرية لم تقف مكتوفة الأيدى امام هذا الاتهام المبطن بمخالفة الاسلام وهي التي تعلن في ادبياتها عن اسلاميتها, فقد وضعت الى جانب الشعار، الحديث المأثور (حب الوطن من الايمان) في محاولة منها للرد السلمي بكلام خاتم الانبياء والمرسلين.
وبعد مدة من الزمن تم اغلاق مكتب الحركة من قبل الشباب الاسلامي الذي رفض اي شعار او حركة او حزب توحي ادبياته بالدعوة الى القومية والوطنية والانغلاق على الذات , وظل الشعار والحديث على الحائط لفترة من الزمن حتى ازيلا ضمن خطة البلدية لتزيين شوارع العاصمة طهران.
ولكن شباب الامس الذين رفضوا توجهات حركة النهضة انقلبوا على انفسهم ورفعوا شعار (ايران للايرانيين) مدغدغين مشاعر الشباب العاطل عن العمل، رغم ان التوظيف في الدوائر الحكومية الايرانية محظور على غير الايرانيين منذ سنوات طويلة بنص القانون الايراني حتى وان لم يرفع الاصلاحيون هذا الشعار, مع ملاحظة جد مهمة وهي ان قانون حظر العمل والتملك على غير الايرانيين صدر قبل سنوات قليلة اي في عهد سيطرة المحافظين على مجلس الشورى الايراني، على ان الحظر على الأفغان يرجع عهده الى بداية الثمانينات ، فيما بدأ تطبيقه على العراقيين مع نهاية العام ألفين.
فهل من الحكمة ان يذهب البعض في العراق الى اتخاذ شعار (العراق للعراقيين)؟
 ربما يرفع البعض مثل هذا الشعار كرد فعل على ما لاقاه في ايران من معاملة فظة واصطدامه بالقوانين الايرانية , او كرد فعل على المعاملة الحسنة للنظام السابق لغير العراقيين على حساب العراقيين، او كرد فعل على مناصرة بعض الفعاليات العربية والاسلامية للنظام السابق قبل سقوط بغداد في 9/4/2003 وما بعد السقوط.
 ولكن كل هذا لا يكون ولا ينبغي ان يكون مدعاة او مبررا لتداول مثل هذا الشعار في المحافل العامة والخاصة ، لان الخسارة في تطبيقه افدح ، بل قد تصيب العراقيين انفسهم ، وخاصة أولئك الذين تركوا العراق منذ عقدين او اكثر وانجبوا ذرية ولا يملكون لهم ورقة ثبوتية عراقية واحدة، الا اذا كان المراد بهذا الشعار هو الجيل العراقي الذي ولد في المهاجر او الذين ولدوا في ايران على وجه الخصوص، او الذين ولدوا في العراق وابعدهم النظام السابق الى ايران لشبهة الاصالة الايرانية او التبعية الايرانية، فهذه من العنصرية الموغلة بالسوداوية التي يرفضها الاسلام ويرفضها المنطق السليم وترفضها المدنيات المتحضرة التي تستوعب كل الجنسيات لصالحها، ولكم في بريطانيا نموذجا حيا حيث تعيش فيها جاليات من 123 جنسية متوطنة في بريطانيا بحكم القانون البريطاني المنفتح على العالم، بل ويفتخر اهل لندن ان عاصمتهم شهيرة بإسم   (عاصمة الثقافات المختلفة) للخليط الرائع من الجنسيات والنسيج الجميل من الهيئات البشرية.
ان حب الوطن يكون تمامه بحب المواطن والمقيم واللاجئ , فلا يكون الفلسطيني المقيم واللاجئ في العراق خائفا من السلطة البديلة، فيرمى في الشارع العام او يضطر للهرب الى الاردن او سوريا , ولا يكون الايراني اللاجئ في العراق مرعوبا من خطر الابعاد او التسليم ، ولا يكون المصري او الاردني او السوداني عملة غير مرغوب فيها، فأرض العراق وخيرات العراق تستوعب هؤلاء وغيرهم، وحلم العراقيين وكرمهم وجودهم اكبر من شعارات ظاهرها حلو تستبطن علقما. 



#نضير_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضير الخزرجي - العراق للعراقيين .. شعار حلو يستبطن علقما