|
رسالة خاصة حول راهنية العمل الشيوعي ومشروعيته التاريخية
فؤاد النمري
الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 13:13
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
السادة المحترمين: الحزب الشيوعي الأردني، حزب الشغيلة الشيوعي، الحزب التقدمي،
تحية رفاقية وبعد، إستنفاذاً لواجبي كشيوعي ماركسي ما زال يرى في النظرية الماركسية المنارة الأعلى لإرشاد البشرية للوصول إلى تحرير الإْنسانية وتطهّرها من كل ما هو وحشي ولاإنساني والإنتقال إلى فجر تاريخ جديد مختلف وضاء، أوجه رسالتي هذه إلى جميع الماركسيين والشيوعيين الذين ما زالوا يرون رؤيتي ويثقون بأن أسس الماركسية أسس راسخة لتطور المجتمعات البشرية لا تفت فيها الزلازل مهما تعاظمت قواها التدميرية حتى ولو وصلت حد إنهيار المشروع اللينيني راجياً من كل من لا زال يعلن نفسه ماركسياً شيوعياً قراءة هذه الرسالة بكل أناة وعمق ومحاكمتها بكل تجرد إلاّ من إخضاعها لمنطوق قوانين النظرية الماركسية الأمر الذي لا بدّ وأن يؤدي إلى خدمة جلّى للعمل الشيوعي وتطويره راهناً وهو في حالة جزرٍ عميق. من المعروف تماماً أن إنفكاك حزب لينين عن الأممية الثانية عام 1912 جاء بعد أن تأكد لينين ورفاقه من أن أحزاب تلك الأممية باتت خادمة وضيعة للرأسمالية الأوروبية ومخططاتها الإمبريالية. فكان أن إتخذ البلاشفة على عاتقهم تطهير الماركسية مما علق بها من تحريفات وتشويهات برنشتاين وكاوتسكي وأضرابهما الأمر الذي إنتهى بعد خمس سنوات فقط إلى الإنطلاق في بناء مشروع لينين (ثورة أكتوبر 1917) في أضعف حلقات النظام الرأسمالي العالمي، روسيا القيصرية، الذي كان يقضي بتفكيك النظام الرأسمالي العالمي والشروع في عبور العالم مرحلة الإشتراكية كمرحلة لازمة للإنتقال إلى الشيوعية بقيادة دولة دكتاتورية البروليتاريا حصراً. كثيرون هم اليوم الذين يقولون قول زعماء الأممية الثانية بعدم شرعية مشروع لينين وأن التجربة السوفياتية إنما كانت إنحرافاً خطيراً عن مسار التاريخ؛ وكثيرون هم أيضاً الذين يرون خلاف ذلك بالرغم من إنهيار المشروع المفاجىء لبعضهم، الإنهيار الذي ما كان ليكون لو أن ورثة المشروع تحلوا بقسط من الأمانة لميراثهم. أما ما نحن فيه اليوم، بعد الإنهيار، فهو عالم تغيب عنه أية جهة، صغيرة كانت أم كبيرة، تتبنى رؤية حقيقية وعقلانية للإنتقال إلى الإشتراكية أكان عن طريق الثورة أو أية طرق أخرى، وليست الصين ’’الشعبية,, إلاّ مثالاً على ذلك. مشروعية المشروع اللينيني في الثورة الإشتراكية العالمية تجسدت في قيام الإتحاد السوفياتي كدولة ذات قدرات عظمى توجه الصراع الطبقي في العالم كله لمصلحة البروليتاريا. وتوطدت هذه المشروعية بقيام المعسكر الإشتراكي الذي غطّى ثلث مساحة الكرة الأرضية وبقيام أحزاب شيوعية في جميع بلدان العالم حتى في تلك التي لا تتواجد فيها طبقة بروليتارية، هذه الأحزاب التي مثلت حقيقة الطلائع المتقدمة في الإشتباك المباشر مع الخطوط الأولى في جبهة الإمبريالية ومختلف قوى الرجعية المجندة في خدمتها. اليوم وقد انهار مشروع لينين ولم تعد آثاره المتبقيّة في مختلف مناحي حياة الشعوب والدول أساساً صالحاً للبناء عليه، فليس إلاّ من قبيل العبث والإستهتار بمصالح الكادحين والبروليتاريا على وجه الخصوص الإدعاء بشرعية إستكمال مشروع لينين طالما أنه لم يعد موجوداً. جميع الأحزاب الشيوعية في العالم، وهي أحزاب الأممية الثالثة، حتى تلك التي قامت في بلدان متخلفة لا وجود فيها لأي بروليتاريا، إستندت شرعيتها حصراً على نصيب يمكن أن يكون لها في بناء وإستكمال مشروع لينين. قام المشروع اللينيني أساساً على الإدارة الناجحة لثلاثة تناقضات رئيسية في النظام الرأسمالي العالمي الذي سيطر في كل بقاع الكرة الأرضية دون إستثناء، وهي: 1. التناقض المتمثل في الصراع الطبقي وبصورة خاصة بين العمل من جهة والرأسمال من جهة أخرى. 2. التناقض بين المراكز الرأسمالية من جهة وشعوب الأطراف من جهة ثانية. 3. التناقض بين المراكز الرأسمالية ذاتها. بناء على هذه الأسس الثلاثة قام تقسيم عمل طبيعي بين الأحزاب الشيوعية في طول العالم وعرضه، تقسيم عمل يخدم بصورة فضلى إنجاز مشروع لينين في الثورة الإشتراكية العالمية. وتشكّل تقسيم العمل على الوجه التالي: • في الإتحاد السوفياتي والعالم الإشتراكي تركّز عمل الأحزاب الشيوعية في تطوير صراع البروليتاريا ضد سائر الطبقات الأخرى غير الرأسمالية حيث جرى تصفية الرأسمالية في باكورة الثورة. • في مراكز الرأسمالية تركّز عمل الأحزاب الشيوعية في تطوير صراع البروليتاريا ضد الطبقة الرأسمالية. • في الأطراف الرأسمالية، البلدان النامية، تركز عمل الأحزاب الشيوعية في تجميع وتنشيط سائر الطبقات والقوى المعادية للإمبريالية لفك الروابط معها.
لما كان الأردن من أطراف الرأسمالية فقد إنحصر عمل الشيوعيين الأردنيين بصورة رئيسية في إقامة تحالف وطني عريض يضم سائر الطبقات الإجتماعية، باستثناء شريحة الكومبرادور بالطبع، يعمل على فك الإرتباط بالسوق الإمبريالية الدولية. في الأطراف الرأسمالية تمتلك البورجوازية بصورة عامة قدرات أوسع وأكبر مما تمتلك الطبقات الرئيسية الأخرى كالعمال والفلاحين. لذلك لم يكن من خيار للشيوعيين سوى الإعتراف بقيادة البورجوازية للتحالف الوطني العريض خاصة وأن مثل هذا الإعتراف يحفز البورجوازية إلى توظيف كافة إمكانياتها وقدراتها المادية والمعنوية في تطوير الثورة الوطنية ودفعها إلى الأمام مؤملة فصل السوق الوطنية عن السوق الإمبريالية الدولية كيما تتمكن بالتالي من تطوير قوى الإنتاج الوطني لمصلحتها من خلال إستغلالها بالأسلوب الرأسمالي. لكن قوى الرأسمالية الإمبريالية الدولية متسلحة بأدوات سياسية وإقتصادية وعسكرية هائلة لا تسمح أبداً للبورجوازية الوطنية بمثل هذا الإستقلال الذي من شأنه حرمانها من الأسواق المفتوحة. أضف إلى ذلك أن بناء رأسمالية وطنية لا يتم ولو بمقدار دون مساعدة الرأسماليات الكبرى أو دول المتروبول، مراكز الرأسمالية الإمبريالية، وهو من المستحيلات.
من هنا كان إنتصار الثورات الوطنية مستحيلاً قبل فض التناقض الرئيسي، العمل/رأس المال، في أحد مراكز الرأسمالية الكبرى لصالح البروليتاريا. وإستناداً إلى هذه الحقيقة التاريخية وجه لينين رسالته الشهيرة إلى زعماء الشرق الإسلامي المؤتمرين في باكو 1921 مؤكداً أن أي إنتصار لهم في معركة التحرر من الإمبريالية لن يكون أبداً بدون التعاون مع الدولة السوفياتية والإعتماد عليها، وهو ما ثبت فعلياً فيما يصفه المؤرخون والسياسيون بفترة التحرر الوطني الممتدة من عام 1946، بعد أن خرج الإتحاد السوفياتي من الحرب أقوى قوة في الأرض، وحتى عام 1972. الطريق أمام البورجوازية الوطنية نحو بناء رأسمالية وطنية في البلدان الطرفية بعد الإستقلال كانت مسدودة تماماً. فلم يكن أمامها سوى أن تخسر ثورتها ضد الإمبريالية التي جهدت وجاهدت في سبيل إنتصارها أو أن تركن إلى الإتحاد السوفياتي لتحقيق التنمية في بلادها. من طبيعة المساعدات السوفياتية من أجهزة ومعدات وسلع أخرى أن لا تعمل في أسلوب التنمية الرأسمالية بل وأن تفرض على البورجوازية الإندغام " بالسوق " الإشتراكية العالمية. كان التحول إلى الإشتراكية هو السبيل الوحيد المتاح لبلدان العالم الثالث رغم كراهية البورجوازية فيها للإشتراكية. تحت مظلة المشروع اللينيني ونجاح البورجوازيات الوطنية في فك الإرتباط مع الإمبريالية والوصول إلى قيام ديموقراطيات شعبية في بلدانها لم يكن الوصول إلى عتبة الإشتراكية هو وظيفة الشيوعيين حصراً. لقد جرى الوصول إلى عتبة الإشتراكية في بلدان كثيرة بفعل قوتين رئيسيتين غير وطنيتين هما إستحكام عداء الإمبريالية لقوى المجتمع بعد تحرره وانفكاكه عنها من جهة، ثم الدور الضروري للإتحاد السوفياتي في بناء التنمية الوطنية من جهة أخرى، حيث يستحيل تجسيد المساعدات السوفيتية ذات الطبيعة الإشتراكية في إقتصاد رأسمالي. جرى ذلك في مصر وكوبا ونيكارغوا والجزائر وسوريا وبلدان أخرى كثيرة لم يكن للشيوعيين الدور الرئيس في التحول البنيوي لإقتصادات هذه الدول نحو عتبة الإقتصاد الإشتراكي. ما يلزم تأكيده بالتالي مرة أخرى هو أن وظيفة الأحزاب الشيوعية في البلدان النامية لم تكن أبداً القيام بثورة إشتراكية في بلدانها.
قبل ماية عام بزغت الثورة الإشتراكية العالمية في أفق العالم بزوغ الشمس، واليوم وبعد ماية عام ليس ثمة في الأفق إلاّ الظلام الدامس!! ما علّة ذلك؟ ولماذا يعتل التاريخ؟؟... وما هو أغرب من هذا أن أحداً لا يجرؤ على مجرد تعليل هذه العلّة التي لا بدّ وأنها أدهشت الماركسيين قبل غيرهم!! لماذا ؟؟... الماركسية ألقت على عاتق الماركسيين أولى المهمات الأولية ألا وهي قراءة التاريخ قراءة صحيحة واستشرافه؛ فإن عزف الماركسيون عن القيام بهذه المهمة الأولية فأي مبرر يبقى لديهم للإدعاء بالماركسية ورفع علم الشيوعية ؟! ليس العجز هو سبب تمنع الشيوعيين عن تفسير ظاهرة غياب الثورة الإشتراكية من أفق عالم اليوم، فلو كان العجز هو السبب لرأينا بعضهم على الأقل من ذوي الحجة والرأي يحاول تشخيص هذه العلة التاريخية، مجرد محاولة قد تصيب وقد تخطىء. غير أن الأمر في حقيقته ليس على هذا النحو؛ إنهم يتجاهلون هذه الظاهرة التاريخية الغريبة والشاذة هروباً من الإقرار بها حيث أن أي إقرار بها من شأنه بالضرورة أن ينزع كل مصداقية عنهم وعن علَمِهم الشيوعي خاصة وأنهم جهدوا كثيراً وجاهدوا طويلاً لإكتساب هذه المصداقية التي تشكل اليوم رصيدهم الوحيد. أيها الشيوعيون الرفاق الطيبون! إيّاكم أن تدنّسوا نضالاتكم الطويلة المريرة التي إستهلكت زهرة العمر فتجعلوا منها أرصدة قابلة للسحب والمبادلة. علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نتحلّى بأمانة البلاشفة وأن نخلص لتقاليدهم الثورية. لقد ألقى التاريخ على كواهلنا أصعب المهام على الإطلاق. بقيادة لينين وستالين ضحّى الشعب الروسي بثلاثة من أجياله المتعاقبة في شقّ طريق الشيوعية التي خطّها ماركس وإنجلز من أجل تحرير البشرية تحريراً كاملاً ونهائياً. إنهيار المشروع اللينيني يجب ألاّ يعني إستقالتنا من المهمة التاريخية النبيلة التي كنا قد أخذناها على عاتقنا، مهمة تحرير الإنسانية من كل آثار الوحشية التي ما زالت عالقة بها. نعم، لحقت بنا هزيمة تاريخية كبرى لكننا يجب ألاّ نستسلم كأن نتحول إلى مجرد سياسيين محليين يدافعون عن الطبقة الوسطى وطراز إنتاجها البورجوازي وطراز حياتها الجدباء. الشيوعيون ليسوا سياسيين في الأصل؛ هم سياسيون بمقدار ما يشتبكون مع الأعداء فقط. هم أشبه ما يكونون بالجنود يحيون حياة عسكرية ويتأهلون للحرب لكنهم لا يحاربون إلاّ حين يجتاز الغزاة حدود الوطن. يجب ألاّ يشك أي ماركسي أو ماركسي لينيني أو شيوعي في الحقيقة الماثلة بكل قوة ووضوح اليوم وهي أن المهمات التي كانت ملقاة على عاتقه في القرن الماضي، قرن لينين والثورة الإشتراكية، قد تبدلت اليوم تبدلاً كاملاً حيث أن مشروع لينين في الثورة الإشتراكية قد مات أو الأحرى أُغتيل ولا يمكن لأي شيوعي بعد ذلك الإدعاء بأنه في سبيل إستكماله أو البناء عليه. إزّاء هذه الحقيقة الثابتة ينبغي على جميع الشيوعيين المخلصين ليس لتراث ماركس فقط بل ولينين أيضاً القيام بمراجعة عامة، مراجعة لا يمكن بدونها التعرف على المهام الجديدة وتحديد الإستراتيجيا الجديدة للشيوعيين سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، الإستراتيجيا التي تحدد بدورها التكتيكات والأعمال اليومية لسائر الشيوعيين على إختلاف منابتهم بما في ذلك مختلف أنشطتهم الفكرية.
أي مراجعة عامة كهذه لا بدّ وأن تشمل المسائل الثلاث التالية: أولاًـ التحقق من أسباب إنهيار المشروع اللينيني. فبدون التحقق من هذه الأسباب وإقتناع العامة بها‘ بمن فيهم العمال، لا يمكن أن يستعيد الشيوعيون أية ثقة بمصداقيتهم إذ من يضمن ألاّ يأتي الشيوعيون بمشروع آخر لينتهي بفشل آخر فيكلف الشعوب جهداً ووقتاً ضائعين؟ ومن جهة أخرى فإن التعرف على النظام الدولي القائم اليوم لا يتحقق قبل تحديد أسباب إنهيار النظام الدولي السابق الذي في رحمه تخلّق النظام الحالي، وأهم هذه الأسباب هي عوامل إنهيار المعسكر الإشتراكي. ثانياًـ دراسة النظام الدولي القائم دراسةً علمية وفق المنهج الماركسي وتحديد وسائل الإنتاج التي يرتكز عليها، والنظر في علاقات الإنتاج المرافقة والتناقضات الفاعلة فيها. ولما كانت التناقضات هي التي تستقطب الصراع الطبقي، فمن العبث القيام بأي عمل شيوعي قبل التعرف على ماهية وطبيعة التناقضات في علاقات الإنتاج السائدة وتعيين العدو الطبقي للشغيلة. ثالثاً ـ الخلوص أخيراً إلى تحديد الإستراتيجيا المرحلية العامة للشيوعيين التي لا بدّ وأن تستتبعها وتتواءم معها إستراتيجيتهم على الصعيد الوطني. يجب التمييز دائماً بين ما هو شيوعي يخدم البروليتاريا تحديداً وبين ما هو وطني يخدم الطبقة الأعرض في المجتمع وهي غالباً ما تكون الطبقة البورجوازية الوضيعة.
ما يستخلص من كل ما تقدم هو أن جميع الأحزاب والمنظمات الشيوعية، المتقادم منها والمستجد سواء بسواء، لا تمتلك اليوم الإستراتيجيا الشيوعية، المبرر الوحيد لاستمرارها في الوجود، بل إنها حتى لا تدّعي إمتلاك مثل هذه الإستراتيجيا الأمر الذي لا يثير في النفس الدهشة فقط بل والشكوك أيضاً. فبالرغم من أنها لا تدّعي إمتلاك الإستراتيجيا الشيوعية إلاّ أنها مع ذلك تتمنع عن الإعتراف بهذه الحقيقة وإعلانها للملأ؛ ومثل هذا التمنع يشير مباشرة إلى ترسّب الأخلاق والقيم البورجوازية عميقاً في هذه الأحزاب والمنظمات. لم يشكّل ماركس الأممية الأولى إلاّ بعد أن تكونت لديه فكرة محددة عن إنتقال العالم إلى الإشتراكية، ومن الجدير بالإعتبار هنا بشكل خاص هو أنه حالما تحقق من أن فكرته لم تكن واقعية لم يتردد في حل الأممية عام 1873. وذات الأمر كان مع إنجلز عندما شكل الأممية الثانية. فعندما فقدت هذه الأممية الإستراتيجيا الشيوعية من خلال رفضها تحويل الحرب العامة 1914 من حرب إستعمارية إلى حرب طبقية وثورة إشتراكية كما كانت قد قررت في مؤتمرها عام 1907 بناء على إقتراح لينين ومارتوف وروزا لكسمبورغ تبرّأَ حزب لينين منها ووصمها بالخيانة التي تجلّت بتخلي أحزاب الأممية الثانية عن الماركسية في مؤتمرها عام 1922. إحتفظ لينين بالإستراتيجيا الشيوعية فقام بثورة أكتوبر 1917 وشكل الأممية الثالثة عام 1919 التي كان قيام الأحزاب الشيوعية في مختلف بلدان العالم ومنها الأردن من تداعياتها. طالما أن أسلوب الإنتاج البروليتاري هو الأسـاس لحياة إنسان العصرـ وهو ما تشكك فيه أحزاب ما يسمى بالإشتراكية الدولية ـ فلا بدّ أن يكون لدى البروليتاريا إستراتيجيتها الخاصة بها المتجسدة بالإنتقال إلى المجتمع الشيوعي. وفي حالة غياب مثل هذه الإستراتيجيا كما هي اليوم بسبب إنهيار المشروع اللينيني فذلك يقتضي من الشيوعيين الإسراع في تجنيد طلائع البروليتاريا الفكرية بشكل خاص للبحث في إيجاد الإستراتيجيا البديلة التي تحاكي العصر. تلك هي مهمة الشيوعيين الملحة اليوم. الأحزاب الشيوعية التي فقدت الإستراتيجيا اللينينية ليست هي الوحيدة المؤهلة لمثل هذا البحث خاصة وأنه يتواجد عامة أكثر من حزب شيوعي في البلد الواحد، كما أن بعض هذه الأحزاب أخذ يخدم تطلعات البورجوازية والرأسمالية كما في إيطاليا والصين والعديد من البلدان الأخرى. لا بد من دعوة جميع الماركسيين المهتمين ببناء إستراتيجيا شيوعية معاصرة إلى التلاقي في تنظيم معين لهذه الغاية الجوهرية التي ستشكل الأساس الأولي لأي عمل شيوعي. فليتحد جميع الشيوعيين الأردنيين من أجل القيام بهذه المهمة النبيلة والتي هي المفتاح الوحيد لكل عمل شيوعي على كافة الصعد. ليس من شك في أن قيام مثل هذه التنظيم الماركسي الشيوعي في الأردن سوف يثري العمل الشيوعي ليجتذب إلى غماره سائر الشيوعيين على إختلاف قرآءاتهم واجتهاداتهم ليكوّنوا بذلك إتحاداً ديموقراطياً لا تعيبه البطريركية أو التراتبية الهرمية.
#فؤاد_النمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما أحوجنا اليوم إلى معرفة ستالين على حقيقته
-
المنحرف خروشتشوف والمرتد كاوتسكي يكتبان للحزب الشيوعي العراق
...
-
دكتاتورية البروليتاريا
-
لا علمانية ولا إكليركية، الدولة هي الدولة
-
إنهيار الرأسمالية
-
حقيقة قضية المرأة
-
ماركسيون يلقون براياتهم في الوحول
-
أكذوبة إقتصاد المعرفة
-
القطيعة مع الوحدة العربية وقد خرجت من التاريخ
-
الجاهل عدو نفسه / رد على السيدة سعاد خيري
-
العولمة .. إنزلاق عن مسار التاريخ
-
نمورٌ أم جراءٌ أسيوية?
-
التاريخ.. يتصل وينفصل
-
من الفوضى الخلاقة إلى الشرق الأوسط الجديد
-
العولمة.. رحلة خارج التاريخ
-
إعلان رامبوييه .. أخطر إنقلاب في التاريخ وهو أساس النظام الد
...
-
اكذوبة إقتصاد المعرفة مرة أخرى
-
إقتصاد السوق صيحة مشبوهة
-
اليسار الغدّار
-
القوى المطلقة للماركسية
المزيد.....
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|